أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وحيد حسب الله - إسلاموفوبيا أم مسيحية فوبيا















المزيد.....

إسلاموفوبيا أم مسيحية فوبيا


وحيد حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 1999 - 2007 / 8 / 6 - 11:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن تعبير فوبيا يعني الذعر والهلع والخوف وبالتالي يساعد ذلك على نشر الكراهية ضد الآخر . وقد ظهر تعبير الإسلاموفوبيا من بعض المنظمات الإسلامية في الغرب ظناً منهم أن ذلك يساعدهم على ابتزاز المجتمع الغربي والحصول على امتيازات ليست من حقهم ، وخاصة بعد 11 سبتمبر 2001 ولكن الحقيقة هي عكس ذلك وإن المسيحية تعاني من فوبيا المسلمين في جميع الدول العربية والإسلامية وقد صرح سفير الفاتيكان في تركيا أن المسيحية فوبيا " Christianophobie" والتي تعاني منها المسيحية في تركيا والدول الإسلامية (http://fr.altermedia.info/europe/le-vatican-denonce-la-christianophobie-institutionnelle-en-turquie_7498.html ) . وقد أردت استعمال هذا التعبير لوصف الحالة التي تتعرض لها المسيحية في مصر خاصة والعالم العربي والإسلامي عامة .
إن نظرية "لكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه" يعكس ما تتعرض له المسيحية من هجوم شرس من قبل المسلمين أفراداً وجماعات بما في ذلك الأجهزة الحكومية المصرية على جميع المستويات سواء بطباعة الكتب كما حدث مع محمد عمارة وكتابه الذي يكفر ويحلل فيه دماء الأقباط ونهب وسلب ممتلكاتهم أو الكتاب الذي طبع أخيراً برعاية وزارة الثقافة المصرية ويهاجم فيه عقائد المسيحية ويتهم المسيحيين بتحريف الكتاب المقدس . أو المقالات التي ينشرها مدعي العلم زغلول النجار في الأهرام أسبوعياً .
هذه الحالة تعكس مدى نجاح انتشار المسيحية في مصر والكل يعلم وقد لمحت وسائل الإعلام على وجود متنصرين لا يستطيعون إثبات ديانتهم في هويتهم الشخصيـة . وهذا ليس بغريب في عصر تميز بسرعة وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، فعالم الانترنت أصبح يسمح لكل شخص إن يحصل على ما يريده من معلومات عن أي شيء وفي أي شيء في طرفة عين .
فعلي الرغم من هذا الهجوم الضاري من خلال وسائل الإعلام المصرية والسماح بطباعة كتب تزدري بالمسيحية دون أي رد فعل من الجهات المسئولة لمنع هذه الفوضى المدمرة لمصر ، وعدم إعطاء الفرصة للمسيحيين أن يردوا على الافتراءات المكتوبة ، إلا أن الانترنت والفضائيات قامت على الرغم من كل هذه القيود بإعطاء الفرصة للمسلمين لمتابعة ما يكتب على الانترنت وما يذاع على الفضائيات للتعرف على المسيحية وعقائدها من مصادرها الأصلية وليس عن طريق هؤلاء المضللين الذين فقدوا الحياء ويكيلون بمكيلين . ففي الوقت الذي يناشدون فيه العالم الغربي باحترام حقوق الأقليات المسلمة وخصوصياتهم مستندين إلي قوانين حقوق الإنسان ، يتناسون أنهم أول من ينتهك ويهدر حقوق الإنسان لمواطنيهم الأصليين وليسوا من المهاجرين من المسيحيين أو الراغبين في اعتناق المسيحية ويهضمون حقوقهم وينتهكون أعراضهم ويخطفون بناتهم ويغتصبونهن ويعتدون على كنائسهم بل ويقتلونهم ويمثلون بجثثهم كما حدث في الكشح وغيرها من قرى ومدن مصـر.
ويفرضون الإسلام ديناً على من لا يريد أن يكون مسلماً كما حدث مـع الطفلين اندريو وماريو .
لا تستغربوا أن هناك خوف من انتشار المسيحية ، ليس في مصر فقط ولكن في أنحاء العالم وخاصة في بلاد المسلمين . والدليل على ذلك هو الرسالة التي وجهتها الخارجية المصرية وأحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر (على الرغم من أن اختصاصهما هو سياسة مصر الخارجية وليس الدعوة الإسلامية http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=31546 ) لوزير الأوقاف والأزهر يشكو من ضعف موقفهما في التصدي لما يسميه بحملات التبشير في أفريقيا وتقهقر الإسلام وإعلان الأزهر عن عجزه لمواجهة التنصير وانتشار المسيحية في أفريقيا (http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=34335 ) . ولنا أيضاً في الجزائر مثلاً التي صاغت قانوناً لوقف التبشير نظراً لتزايد عدد المتنصرين وهو ما يحدث في المغرب وتونس . وكلما ترك مسلم ديانته وأعتنق المسيحية يخرج علينا من يدعي أنه ترك الإسلام بسبب الفقر والعوز ، أليس الإسلام أكبر وأقوي عند معتنقيه من المسلمين من حفنة نقود أو لقمة عيش ، هل هو رخيص إلي هذا الحد ليفرط فيه صاحبه بسهولة مقابل أشياء مادية ؟
ولنا أن نشير إلي حملات التضليل في وسائل الإعلام المصرية عن تزايد عدد الذين يدخلون الإسلام ويبدوا أنهم يكذبون ويصدقون كذبهم . ففي برنامج "لقاء الجمعة" على الفضائية المصرية كانت هناك مداخلة تليفونية من أحدي السيدات المسلمات في سويسرا تشكي فيها من الوسائل المخزية التي يتبعها "الدكتور" ولم تذكر أسمه وهو توقيع المتزوجات الأجنبيات من مسلمين على وثيقة إشهار إسلامهم على أنها وثيقة زواج وهو أسلوب خداع وتدليس ، وكالعادة تم قطع المكالمة التليفونية قبل أن تدخل السيدة في تفاصيل أكثر خزياً . ثم يذهب الدكتور المحترم للسفارة السعودية ويقبض المعلوم عن الضحية وهو أسلوب نصب واحتيال لا أكثر ولا اقل .
أما بالنسبة لما ينشر من أن الغرب يخشى الإسلام ، فالحقيقة أن الغرب الذي تعامل مع الجاليات الإسلامية بمحبة وتوفير أماكن العبادة لهم ، اكتشف أن هذه الأماكن أو المساجد التي سمح بها تحولت إلي معسكرات حربية يتم فيها تدريب المسلمين المهاجرين على تدبير وتنظيم الاعتداءات الإجرامية على الشعوب التي استقبلتهم وأعطتهم فرصة لحياة أفضل ، فكان رد الجميل هو طعن هذه الشعوب في الظهر كعادة العرب وزعزعة الأمن والأمان اللذان تعود عليهما الشعوب الغربية . فهم لا يخافون من الإسلام بقدر حذرهم من المسلمين الذين اظهروا عدائهم لهم وأعطوهم الدليل والبرهان من خلال الاعتداءات وخطب آئمة المساجد بالتحريض والاستعداد لارتكاب جرائم قتل جماعي ضد هؤلاء السكان وذلك لسبب بسيط هو اعتبارهم كفار ويستحقون الموت . ولكن لم يجبر أحد هؤلاء المسلمين على المجيء للغرب . وهو ما يجعلنا نتأكد أن هناك مخطط لغزو الغرب يشرف عليه أجهزة المخابرات المختلفة للدول الإسلامية وعلى رأسها مصر من خلال الشيوخ المتعصبين وتمويل سعودي سخي وتجنيد أكبر عدد ممكن من الخلايا الإرهابية للقيام بتفجيرات هنا وهناك يكون من نتائجها التدمير والموت الجماعي للأبرياء .
إن ما يحدث لمسيحيي الشرق الأوسط وخاصة الأقباط دليل قاطع على الخوف من المسيحية وانتشارها . وإلا كيف نفسر ما يقوله وزير الأوقاف في العبارة التالية :" وأضاف زقزوق: «العقيدة بين العبد وربه، ولكنه إذا بدأ ينشر وجهة نظره يكون هنا «بيعكر» النظام العام في البلاد ويقع تحت طائلة القانون، وقد يصل الأمر إلي حد الخيانة العظمي، التي يعاقب عليها القانون بالإعدام»، وتابع زقزوق: «إن إعدامه في هذه الحالة ليس (للردة) وإنما لتعكير النظام العام».
إن كان الإسلام من القوة والصلابة ، فهل هو في حاجة إلي حماية من الدولة ومؤسستها ورفع سلاح "الردة" وعقوبته إن تجرأ أحد وتركه ليعتنق ديناً آخر أو مذهب آخر ؟
فكيف تنكرون إن الإسلام أنتشر بالسيف واليوم تهددون كل من يتركه بعقوبة الإعدام ؟
أن التضارب بين ما يقوله المفتي ووزير الأوقاف وشيخ الأزهر بأن المسلم يستطيع أن يغير دينه ، وفي نفس الوقت تنفون هذه الحرية بحجة تهديد أمن وسلام المجتمع ! من الذي يهدد أمن وسلام المجتمع الذي ترك الإسلام وصار مسيحياً أم الجماعات الإسلامية بمختلف أنواعها والتي تعتنق العنف مبدأً لها ؟ المسيحي المسالم أم المسلم الذي يهاجمهم حاملاً سيوفاً أثناء صلواتهم في كنائسهم ؟
فهؤلاء الذين ينشرون المسيحية فوبيا في مجتمعنا المصري أمثال محمد عمارة وزغلول النجار وشيوخ الجوامع ووسائل الإعلام والسموم التي يعلم بها المدرسين الإخوانجية ليست في صالح مستقبل مصر ورخاء شعبه المسلم والمسيحي .
إن احترام حرية الإنسان هو احترام لله نفسه الذي خلق هذا الإنسان حراً وهو وحده الذي يحاسبه على ما اعتقده وأمن به ، وليس لنا أن نتدخل في اختياره الإيماني والمطلوب من هذا الإنسان أن يكون فقط عضواً صالحاً في مجتمعه يعمل الخير ولا يفعل الشر بالآخرين .
فالمسيحية دين سلام ومحبة ، فلماذا ترتعدون منها ومن انتشارها ؟ هل المسيحية تهدد مصالحكم الشخصية ؟
أن المادة الثانية من الدستور المصري الخاصة بدين الدولة الإسلام والشريعة الإسلامية ما هي إلا دهاء من الحاكم الذي أدخلها لتكون سيفاً مسلطاً على رقاب المسلمين قبل المسيحيين وهذا ما يجب أن يفهمه المسلمين .
أما نحن المسيحيون "قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا . الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت الله فيه. بهذا تكملت المحبة فينا أن يكون لنا ثقة في يوم الدين لأنه كما هو في هذا العالم هكذا نحن أيضاً . لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلي خارج لأن الخوف له عذاب وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة . نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً " .
[email protected]



#وحيد_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية حقوق الأقباط في مفترق الطرق
- وزارة التربية والتعليم المصرية تحول المدارس إلي كتاتيب
- الأستاذ نهرو طنطاوي والجدلية العقيمة حول العقائد المسيحية
- حول ردود الفعل على كلمة بابا روما
- أيجوز حذف نصوص أو كلمات تاريخية وجغرافية من الكتاب المقدس؟
- مفهوم الولاء الكنسي عند الأقباط
- مستقبل قضية حقوق الأقباط
- مرشد الإخوان يهدد الحكام العرب والمسلمين بالقتل
- الأقباط والإصلاحات الدستورية القادمة
- أحقاً قتلنا الله وصارت دور العبادة مقابر له ؟
- الوزير الهلفوت صبي العالمة -العدلي- يتحكم في حياة المصريين
- الأقباط ... في مواجهة ساعة الصفر في مؤتمر واشنطن
- انحطاط الصحافة والاحزاب المصرية
- مِمَّنْ يسخر الأمير سلطان ولي العهد السعودي
- الرئيس -المنتخب- لا يتمتع بالشرعية؟
- هل سيكذب شعب مصر المثل القائل -القط يحب خناقه-
- رؤية قبطي في مهزلة الانتخابات المصرية
- من يحتاج لحزب سياسي في مصر الإخوان المسلمين أم الأقباط؟
- نداء عاجل إلي ملك السعودية للإفراج عن المسجونين المسيحيين
- شرم الشيخ وتفجير قضية الإرهاب


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وحيد حسب الله - إسلاموفوبيا أم مسيحية فوبيا