مفهوم الولاء الكنسي عند الأقباط

وحيد حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 1671 - 2006 / 9 / 12 - 02:47
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

يواصل الدكتور جهاد عودة بث سمومه من خلال سلسلة من المقالات الخاصة بالأقباط بأسلوب خادع عندما يقرأها أي أحد يتصور للوهلة الأولى أنها في صالح الأقباط ، ولكن عندما يتعمق في تحليل كل كلمة وجملة يكتشف مدي الحقد والكراهية والكذب والنفاق السياسي لوالد رئيس لجنته .
فقد نشرت الأخبار يوم 10 سبتمبر 2006 مقالة بعنوان "أحوال ديمقراطية ... المواطنة والأقباط" يتهم فيها الأقباط بالولاء للكنيسة وليس للدولة واخترع نظرية جديدة عن "الولاء السياسي للأقباط" معتقداً أنه في نفس الوقت يدافع بطريقة ملتوية عن اتهام الإخوان المسلمين (ومن المعروف أن جهاد عودة وعائلته ينتمون للإخوان) بالولاء للإسلام العالمي بعد تصريحات المرشد العام للإخوان بهدف وضع الاثنان على نفس المستوى .
لقد دخل جهاد عودة أرض مملوء بالألغام وخاصة أنه لا يفهم شيئاً يذكر عن الحياة المسيحية ودور الكنيسة في حياة المسيحيين الأقباط . فولاء الأقباط للكنيسة هو ولاء روحي وليس سياسي وخاصة أن السيد المسيح له المجد فصل بين الدين والدولة بمقولته الشهيرة "أعطوا ما ليقصر ليقصر وما لله لله" . وقد اعترف جهاد عودة بأن الدولة وخاصة بعد ثورة 23 يوليو 1952 استبعدت الأقباط من الحياة السياسية جبرياً وليس خطأ من الأقباط أو تقصير منهم . وأوضح أيضاً أن بعض قوانين يوليو كانت تهدف إلي الاستيلاء على ثروات الأغنياء عموماً والأقباط خصوصاً ، وبالتالي استبعدوا الأقباط من المشاركة الفعالة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية . وهكذا تم تهميش الأقباط سياسياً واجتماعياً واقتصادياً مما أدي إلي هجرة الأقباط من مصر ، ثم انتشار الفساد المالي والاجتماعي في جميع مناحي حياة الدولة .
ومن الغريب أن يتهم جهاد عودة أقباط المهجر الذين يقومون بالدفاع عن حقوق الأقباط المسلوبة بأنهم "يصطادون في الماء العكر" ، بينما هو مكلف من قبل لجنة السياسات خاصة والدولة عامة ببث سمومه واختراق صفوف أقباط المهجر في الخارج ، بالإضافة إلي الدور الذي يلعبه في تعضيد ومساندة ماكس ميشيل في الداخل .
والدليل الأكبر على الدور القذر الذي يلعبه جهاد عودة لصالح الدولة نفاقه وريائه بمدح وتعظيم دور مبارك في القضاء على الإرهاب وهو يعلم جيداً أنه له دور رئيسي في انتشار الإرهاب في مصر والعالم . ونسى أن مبارك هو الذي يدعم الأجهزة الأمنية في اضطهاد الأقباط وخطف البنات وأسلمتهم جبرياً ، وفي حكم مبارك كثرت مذابح الأقباط ولم يتم الحكم في قضية واحدة على من ارتكبوا هذه المذابح ، فأين الدور الذي ينسبه جهاد عودة لمبارك في محاربة الإرهاب ؟ أن عصر مبارك بالنسبة للأقباط هو أسوأ عصر من حيث تزايد الجريمة والفساد بصفة عامة واضطهاد الأقباط بصفة خاصة .
أما ما يدعيه جهاد عودة بأن الأمور بدأت ترجع إلي وضعها الطبيعي ولكن ببطء فهو من نسيج خياله ! فما هي النسبة المئوية في التعيينات التي نقرأها في الصحف بالنسبة لعدد الأقباط ؟ ولنا سؤال أخير لجهاد عودة : هل ستكتب لنا قريباً مقالة أخرى تدعو فيها الإخوان المسلمين بالتخلي عن أوهامهم في إنشاء دولة الخلافة العالمية وأن يخرجوا "إلي نور المشاركة من غير مرجعيات إلا مرجعية الدولة الواحدة الموحدة والمواطنة الخالصة " ؟ وماذا تخفي أصلاً وراء تعبيرك "الدولة الواحدة الموحدة"؟ فهو يا سيد جهاد تعبير إسلامي بحت وليس تعبير سياسي ؟ كفى تلاعب بالألفاظ وبمشاعر الآخرين ! طبعا لا تستطيع أن تعارض صفوت الشريف الذي يرفض بحزم وشدة ترشيح أي قبطي في جميع مستويات الحزب الوطني التي تنتمي إليه ؟
فمدحك لمبارك بمثابة مسح جوخ لأسيادك وهذا شيء متوقع من أمثالك .
من الطبيعي أن تنشر جريدة الأخبار لجهاد عودة مقالته ، ولكن من غير الطبيعي أن ينشر هذه السموم موقع قبطي يفترض فيه أنه يدافع عن الأقباط مما يثير الشك والتساؤلات بخصوص القائمين على هذا الموقع وخاصة بعد اللقاءات المتعددة بينهم وبين جهاد عودة بسويسرا ومصر ؟ هل نفهم من نشر هذه المقالة على هذا الموقع أن هناك تغيير في سياسة هذا الموقع تجاه قضية الأقباط ؟
كان من الأفضل لهذا الموقع أن ينشر رد على مزاعم وافتراءات جهاد عودة بدلاً من نشر المقالة المسمومة بالكامل in extenso

#وحيد_حسب_الله (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات