أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله بوحمالة - السباق نحو تدبير الأزمة














المزيد.....

السباق نحو تدبير الأزمة


عبد الإله بوحمالة

الحوار المتمدن-العدد: 1949 - 2007 / 6 / 17 - 08:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحت أي شكل من أشكال الخطاب السياسي يمكن أن ندخل تصريح مسؤول حزبي يقول، بملء الفم، أن حزبه لا يملك حلا لمشاكل المغرب المستعصية وبأنه لا يستطيع أن يعد المغاربة بأي حل لأية معضلة؟.
ما هو المضمون الذي يمكن أن يحمله تصريح كهذا، سواء صدر عن زعماء أحزاب جربت تدبير الشأن العام أو لم تجربه، خصوصا في سياق انتخابي وسباق نحو الحكومة يفترض في من يشارك فيه أنه يملك، إن لم نقل برنامجا سياسيا فعلى الأقل اجراءات بديلة، وإن لم تكن هذه الإجراءات، فعلى الأقل، نية متفائلة واستعداد للعمل ولفعل شيء ما إزاء تلك المعضلات من باب أضعف الإيمان؟.
أي حظ استقطابي يمكن أن يكون لمثل هذا الخطاب الأسيف؟. وأية صورة يمكنها أن تتشكل لدى الرأي العام الوطني حول فاعلين حزبيين من هذه الطينة، وبهذه الروح المفعمة بالانهزامية؟.
هل ينتظر الزعيم الحزبي مثلا من المواطنين حينما يسمعون بأن حزبا سياسيا ما يتقدم للانتخابات بلا أدنى فكرة عما ينتظره بعد الاستحقاقات، أن يحفلوا بالعملية الانتخابية من أساسها فضلا عن اهتمامهم بنتائجها؟. هل يتوقع أن يلتمسوا لعجزه المعلن قبليا وقلة حيلته وضحالة خياله السياسي عذرا؟.
ثم وعلى فرض أن الناس عموما لا يبحثون عن البرامج ولا يقرؤونها ولا يعلقون عليها آمالا كبيرة، هل يعقل أن تكون اللازمة التي يكررها الجميع يمينا ويسارا ووسطا وإسلاميين هي لازمة العجز والاستسلام من البداية؟.
هل يعقل أن يفتتحوا أول قصيدتهم كفرا كما يقال؟.
إن أصغر ورش في أصغر مدينة، أصبحت الدولة تشترط في من يتولاه أن يقدم دفتر تحملات وأرقاما وأن يلتزم بوقت محدد للإنجاز ناهيك عن شروط الكفاءة والخبرة والسمعة، فهل يمكن أن نتصور على سبيل المثال أن صاحب مقاولة متخصصة في جمع الأزبال يتقدم للظفر بالورش ثم يقول إبراء لذمته "لا تعولوا علي في جمع أزبالكم التي راكمها غيري وتركها من سبقوني متراكمة، لأنه ليس لدي عصا سحرية لفعل ذلك".
أتراها كانت الدولة ستوليه هذا الأمر؟.
طبعا لا، وإلا كانت ستكون دولة معتوهة بلا شك.
إذن، ومع الاعتذار عن هذا المثال غير اللبق، وهو في الواقع الأقرب للصورة التي أصبح يتحدث بها مسؤولو الأحزاب كلما ووجهوا بسؤال حول الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخانقة أو كلما طولبوا بأجوبة واضحة عن الإجراءات العملية التي سيتخذونها للحد من الفقر أو البطالة أو الهجرة أو الفساد وما إلى ذلك.. نقول إذا كان هذا شأن ورش صغير ومحدود وتافه يهم حيا أو مدينة فمن باب أولى أن يكون الأمر أكثر حزما وتشددا وجدية بالنسبة لمن يتصدى لورش يهم الوطن والشعب والمستقبل.
ثم من زاوية أخرى، في أية خانة من الخطاب السياسي الحزبي الغني بالمفارقات، يمكن أن ندخل تصريحات تكرر بببغاوية وتلوك بيقين على لسان "حزبيين" أن الدولة لا تستطيع ضمان الصحة ولا مجانيتها ولا التعليم ولا مجانيته، ولا تشغيل العاطلين.. ولا المعاقين.. ولا.. ولا.. أليس في نفس تلك الخانة من الخطاب الاستباقي الذي يقوم على منطق "تسبيق العصا أمام الغنم" كما يقول المثل الدارج.
وفي أي خانة يمكن أن ندرج تصريحات مشابهة تتعلل ضد كل مطلب اجتماعي يمس الفئات الدنيا والمقهورة بكون خزينة الدولة لا تتحمل.. وأن ميزانية هذا القطاع أو ذاك تكلف الدولة كذا مليون دولار أو كذا مليار سنتيم.. في أي خانة ندرج مثل هذه الأعذار غير خانة خطاب التعمية والتواطؤ الذي يجعل من الدولة في العلن كائنا طفيليا يكتفي بجباية الضرائب وتحصيل الإتاوات واستجداء الديون وجمع المساعدات ثم يحولها في السر إلى بقرة حلوب تغدق المنح بلا حدود وتفيض بالأعطيات والامتيازات والأجور الفلكية والإقطاعات لصالح قلة قليلة من المحظوظين في المجتمع.
هل هي لعبة جهنمية ميؤوس من إمكانية اختراق قواعدها إلى هذا الحد الذي لم تستطع أي "عبقرية" لا يسارية ولا يمينية ولا إسلامية الإفلات من الوقوع في فخها؟. أم هي الحدود الافتراضية التي لا يمكن ممارسة السياسة من خارجها؟.
أم هو المشجب السهل الذي تعلق عليه الأحزاب خيبتها وعجزها المتوقعين مسبقا؟.
إذا كان الجواب بنعم، فعن أي شيء تتنافس الأحزاب في الانتخابات إذن؟
عن مناصب وامتيازات لأتباعها مثلا؟.
وماذا سيستفيد المجتمع من وصول هذه العينة من الأحزاب إلى الحكم؟.
ماذا يستفيد الأفراد؟.
بل دعونا نقول الكلام كما ينبغي أن يقال: ما الحاجة أصلا لحكومة معروف سلفا، ومن فم الذين يتنافسون على مقاعدها، أنها لن تشتغل إلا بتدبير الأزمة وتبرير الواقع وتقليبه على نار هادئة وإطالة حالة الانتظار؟



#عبد_الإله_بوحمالة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باتش وورك
- وعي العزوف السياسي
- زبانية الجنة
- الحكومة التي ننتظر
- الحملة الانتخابية: فعل ديمقراطي بأدوات تواصلية
- محاربة الفساد تبدأ من أعلى
- كَمَرَادْ عبد -العالي- الليبرالي ورفاقه
- في مواطنة الخم.. للدجاج أيضا حقوق(!).
- على تغييرها قدراء
- خيمياء التراكم: البطالة.. حل(!)
- الوسط المعتل والفعل الأجوف: عن التعددية الحزبية في المغرب
- مورفولوجية الرمز وخطاب التميمة
- كفايات التناظر التلفزيوني
- تلك الطريق.. ذلك النمو
- نواب الأمة: حفريات في ترسبات قديمة
- أكاديمية الآلهة
- الأنظمة العربية.. طبعة مزيدة ومنقحة
- الفساد.. ينزل من أعلى
- عم.. يتنافسون؟
- خطاب التشغيل في المغرب: الهروب بلغات متعددة


المزيد.....




- تقرير: أمريكا اعترضت اتصالات لمسؤولين إيرانيين كشفت تقييمهم ...
- ماكرون يؤكد في مكالمة مع الرئيس الإيراني على ضرورة العودة إل ...
- إيران تنفي تهديد الوكالة الذرية وتشكك في مصداقية ترامب بشأن ...
- تصاعد هجمات المستوطنين بالضفة وجيش الاحتلال يعتقل العشرات
- -إثبات الوفاة- معاناة قانونية وإنسانية تؤرّق ذوي الشهداء وال ...
- الزرشك نكهة لاذعة وفوائد مذهلة.. كنز أحمر في مطبخك
- شيرين في مهرجان -موازين-.. تفاعل وانتقادات ودعم
- حكم بالسجن النافذ في حق صحافي فرنسي في الجزائر بتهمة تمجيد ا ...
- الجزائر: الحكم على صحافي رياضي فرنسي بسبع سنوات سجن بتهمة تم ...
- غروسي: إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم -في غضون أشهر-


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الإله بوحمالة - السباق نحو تدبير الأزمة