أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - اذهبوا للجحيم














المزيد.....

اذهبوا للجحيم


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 09:42
المحور: الادب والفن
    



(1)

كان بإمكاني أن أروّض شيئاً من جمهرة الحروف
لأعلن أنّ الكأس كأسي
وأنّ الحياة لي
حاؤها لي دون غيري
لكنّ الدور كان صعباً حدّ الطوفان
والجسد ضعيفاً كان.

(2)

كان الدور صعباً
إذ كان دوري دور أوديب
ودور هاملت
ودور الساحرات اللواتي قلن لماكبث ما قلن
ودور المهرج
ودور المأمون ودور الرضا
ودور الذي حُمِلَ رأسه فوق الرماح
ودور الذي صُلِبَ على جسر الكوفة
ثم ذُرّ بوسط الفرات
ودور الذي صُلِبَ علي باب بغداد
ورماه مريدوه بالورد
كان دوري دور ابن المقفع،
والتوحيديّ،
والشريف الرضيّ
ودور مالك بن الريب
وصولاً إلى السيّاب.

(3)
أيُّ دور، إذن، هوذا؟
بل أية مسرحية ينبغي أن أقوم ببطولتها؟
مَن هو المخرج ، هنا ، أيها الأصدقاء؟
مَن سيضع لنا الموسيقى التصويرية
لنرى دمَ أوديب يتدفق من بين عينيه؟
مَن سيصمم الملابس للساحرات
وماكبث، والمهرّج، والشريف الرضيّ؟
مَن سينصب لنا خشبة لصلب الحلاج؟
مَن سيشعل التنور لنرمي فيه ابن المقفع؟
ومَن سيقود السياب في الشارع
وقد خذله جسده الضعيف؟
نعم، أيها الأصدقاء
كان الدور صعباً
والجسد ضعيفاً كان.
(4)
لكنه دوري الأثير
دوري الذي أرغِمتُ على فعله
على فعل كلّ تفاصيله
أيّ دور، إذن ، هوذا؟
أية مسرحية هي ذي أيها الاصدقاء؟
مَن هو المخرج الذي سيقود كلّ هذا الخراب
دون أن تشعروا بالملل؟
انتبهوا أيها الأصدقاء
كفّوا عن التلفّتِ والتدخين
كفّوا عن الكلام
كفّوا رجاءً
فلقد بدأت المسرحية فعلاً
ها هي الستارة تُسحب بهدوء
والمسرحُ خال وخال وخال
المسرح مظلمٌ مظلمٌ مظلم
وليس هناك من يبدد هذه الظلمة المرعبة
إلاّي
صفّقوا أيها الأصدقاء
صفّقوا قليلاً قليلاً
صفّقوا كثيرا ًكثيراً
إنني أنحني أمامكم
صفّقوا
آه.. صفّقوا
فلقد انتهت المسرحية
دون أن تشير إلى شيء
دون أن تقول أيّ شيء!
شكراً
إنني أختفي
بابُ الموت رائع بانتظاري
والأرضُ، أمي الطيبة، تريدُ جسدي
والتاجُ ، رغم البريق ، مزّيف
كمزحةٍ قالها المهرّج
والساحرات امتطين غيمةَ الحلم
عاريات تماماً
وطرن فوق الفرات
وفوق السؤال
وفوق الزمان
وفوق الممثلين الذين اختفوا
ماكبث الذي هو أنا
وأوديب وهاملت والشريف الرضي
والسيّاب
كلُْ شيء تبخّر في هدوء عجيب.
صفّقوا أيها الأصدقاء
صفّقوا..
إنها ساعة الافتراق
ساعة الرعب
ساعة أن نكون أو لا نكون
صفّقوا
ثم اذهبوا للجحيم!
********************
www.adeb.netfirms.com



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جثة في البئر
- اعترافات النقطة
- يا بائي وبوابتي
- ضجّة في آخر الليل
- تمثال
- هو أزرق وأنتِ زرقاء
- أصدقائي الأوغاد والمنفيّون والسذّج
- القليل من التراب
- التباس نونيّ
- النِّفَّري: الشطح الخلاّق!
- بغداد بثياب الدم
- حوار مع الشاعر أديب كمال الدين:


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - اذهبوا للجحيم