أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - أصدقائي الأوغاد والمنفيّون والسذّج














المزيد.....

أصدقائي الأوغاد والمنفيّون والسذّج


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1921 - 2007 / 5 / 20 - 10:18
المحور: الادب والفن
    


(1)

حين جلستُ إلى الساعة

كانت الساعةُ شاباً مقتولاً

قرب كنيسة أحزان العالم

جاء أصدقائي الأوغاد والمنفيّون والسذّج

ووضعوا صليباً خشبياً

قرب دماء الجثة

ووضعوا ورداً لا اسم له

وآساً وفاكهة ًمعفّرةً بالتراب

قالوا: مَن هذا المقتول؟

وما معنى الساعة؟

(2)

حين جلستُ إلى المرأة

كانت جسداً بضّاً

من عسلِ الوحلِ وريشِ البومة

كانت ملآنة ًبالعريّ الذهبيّ

وبالعريّ الفضيّ

وبالعريّ الأسود

جاء أصدقائي الأوغادُ والمنفيّون والسذّج

قالوا: ما معنى المرأة؟

وكيف يكون العري أسود؟

(3)

كيف يكون اللحنُ على هذا الحال؟

كيف سأصفُ، اللحظة، موتي الأبديّ

وضياعي في جسدٍ من لعنةِ الحبّ

وعذاباتِ الرغبةِ والشوق؟

كيف يكون الحالُ على هذا المنوال؟

من غيمتي الصغرى

أعني من غيمتي الخضراء

إلى درجٍ يمضي إلى مأساةٍ من عسلِ الوحل

إلى درجٍ يمضي حتى الأسفل

ليلامس أياماً تتطايرُ كالريش

إلى درجٍ يمضي

حتى جثة ذاك الشاب المقتول

وصيحات صليبه الخشبي

وفواكه قلبه المعفّرة بالتراب.

آ. . .

كيف يكون –

يا مَن قالَ: "كنْ فيكون" –

مقتولاً جئتُ إلى الدنيا

وسأغادرها مقتولاً أيضاً؟!

(4)

لا

لا

سأعيد ُ كتابة هذا النص!

فلقد احتجّ أصدقائي الأوغاد ُوالمنفيّون والسذّج

على العنوان:

جاءوا في الليل

قلعوا الصليب الخشبي

ووضعوا تراباً فوق دمي المتناثر

وحاول بعض منهم

أن يأكل فاكهتي الملقاة على الأرض.

واحتجّوا على متن النصّ:

أخرج أولهم سكّيناً ليهددني

وقام الآخرُ بشتمي

وقام الثالثُ بكتابةِ تقريرٍ سحريّ أو سرّيّ

عن غيمتي الخضراء

ودرجي الهابط إلى الأسفل

وأيامي: أيام الريش.

(5)

بعد سنين من كتابة نصّي هذا

قُتِِلتُ قرب نهر ميت

في آخر قارّات العالم.

جاء أصدقائي الأوغادُ والمنفيّون والسذّج

حملوني في تابوتٍ أسود

حفروا الأرض ووضعوني فيها

قالوا: لم نفهم ما قال!

كان يكتب حروفاً ونقاطاً صوفية

ويصفُ الدنيا كسريرِ امرأةٍ من عسلِ الوحل

ويصفُ المنفى ككتابِ مجانين وعراة!

أحياناً يضحك ُمن فوق الدرج ليقول:

هذا درج يمضي حتى الغيمة

أو حتى أيام الريش!

أحياناً يتحدثُ عن عريّ ذهبيّ

أو فضيّ أو حتى أسود!

قالوا: لم نفهم!

هل كان إلهياً أم كان خرافياً؟

أنسياًً أم جنّياً؟!

**********************
www.adeb.netfirms.com



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القليل من التراب
- التباس نونيّ
- النِّفَّري: الشطح الخلاّق!
- بغداد بثياب الدم
- حوار مع الشاعر أديب كمال الدين:


المزيد.....




- ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى -رجل الدولة- و-خادم الثقافة بل ...
- الأمير بندر بن سلطان عن بن عيسى: كان خير العضيد ونعم الرفيق ...
- -للقصة بقية- يحقق أول ترشّح لقناة الجزيرة الإخبارية في جوائز ...
- الكاتبة السورية الكردية مها حسن تعيد -آن فرانك- إلى الحياة
- إصفهان، رائعة الفن والثقافة الزاخرة
- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - أصدقائي الأوغاد والمنفيّون والسذّج