أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - هو أزرق وأنتِ زرقاء














المزيد.....

هو أزرق وأنتِ زرقاء


أديب كمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1924 - 2007 / 5 / 23 - 04:17
المحور: الادب والفن
    



(1)

أنتِ تشبهين البحرَ في كلّ شيء

نعم،

هو أزرق

وأنتِ زرقاء

هو ساذج أخرق

وأنتِ ساذجة أكثر مما ينبغي

هو صاحبُ المعاني التي تبدأ بالفراش

وتنتهي بالموت

وأنتِ صاحبةُ الفراش

هناك يبدأ معناكِ بالظهور

شيئاً فشيئا

لينتهي بالغرق والموت.



(2)

نعم،

البحرُ يشبهُ جسدكِ المليء بمشاعل النار

فله أثداء من الرغبة

تهبطُ وتعلو

ولكِ ثديان من الحمىّ

يعلوان أبدا

وله سيقان من الحلم

ولكِ ساقان من الزلازل

يبدأ عذابهما بالقُبلِ التي تصعد

يمينا ًويسارا

لتنتهي قرب باب الخرافة

بما يشبه القتل الجماعي

لمئاتِ الفارّين من المعركة.



(3)

وعلى ذكرِ القتل والزلازل

فالبحرُ يخرجُ أثقالهُ بين حين وحين

ليذبح عشاقه ومحبّيه

وأنتِ تخرجين أثقالك

كلّ يومٍ وليلة

كي تذبحي عاشقكِ الخائن

ولكن ليس برعب الزلازل

بل بسكين تغرقُ في الصدأ والطين.



(4)

ما أحلاكِ إذن

وأنتِ تفسدين عليَّ حفلتي منذ الصبا

وأنتِ تفسدين عليَّ قصيدتي من المطلع

وأنتِ تفسدين عليّ أنفاسي

بأنفاسكِ المليئة بالرغبة

حينها لايبقى لي من متسع

سوى أن أتعرّى أمامكِ

مليئا ًبالهذيان

وأنتِ تتعرّين أمامي

مليئةً بالمكائد والأسرار

مليئةً بفخديكِ وبطنكِ وأقمارك

مليئةً بناركِ وأمطاركِ وأغانيكِ ودموعك

مليئةً بصيفكِ وربيعك

مليئةً باستسلامكِ الشجاع

ومليئةً، في آخر المطاف، بضياعي الأعمى.



(5)

أنتِ تشبهين البحر

لاشكّ في ذلك!

ولكنْ أيّ معنى يختفي خلف هذي الحقيقة؟

لقد ضعتُ بين يديكِ قبل أربعين قرناً

طفلاً ملعوناً

وملاكاً مصاباً بحمّى الجذام

وشيخاً منفياً في أقاصي العالم

وشاعراً يشكو أبداً من وحشة الشمس

وشمساً تتقلّبُ في سماء ضيقة

وسماءً تلعبُ تحت عرش الذهب

وذهباً يتقاتلُ من أجله السافلُ والملك

وملكا ًلايأبهُ لصيحاتِ شعبه الذي يحيطُ بقصره

حاملاً ، كلّ ليلة ، المشاعلَ والسكاكين.



(6)

أنتِ تشبهينَ البحر

لاشك في ذلك!

لكنْ أيّ معنى يختفي خلف ذلك البحر؟

خلف تلك الزرقة العجيبة التي تبدأ

لكي لا تنتهي

أو تنتهي كي تبدأ من جديد

خلف تلك المراكب الضائعة

والبحارة الذين يرقصون أو يبكون

على سطح سفنهم المبحرة أبداً

خلف تلك المدن التي تنتظرهم لتنساهم أبداً

خلف ذاك البياض الذي لا أفهمه

خلف ذاك السواد الذي لا أتقبّله

خلف ذاك الاحمرارالهابط الصاعد

خلف تلك التي تعجزعن وصفها الحروف والكلمات

خلف ذكراكِ الحيّة الميّتة

خلف ذكراكِ المقدّسة!



(7)

أنتِ تشبهين البحر!

كم يتقلّب البحر!

انظري:

جسدكِ مسجى

وأنا أتلمّسُ بأصابعي شمسكِ الحارقة

أهبطُ مرعوباً إلى بابِ الخرافة

كم حلمتُ بها

أيتها الضائعة أبداً

المسجاة قرب جسدي أبداً

كم حلمتُ ببابِ الخرافةِ وشمسِ الخرافة

ولذا مثل مَن يستسلم

لقدرهِ الذي يشبهُ سيركاً من المجانين

تركتُ أصابعي قرب تلك الباب

تتلمّسُ طفولتي وشبابي وشيخوختي

تتلمّسُ حروفي ونقاطي

تتلمّسُ بطنكِِ العاري

آه

كم حلمتُ بتلك الشمس المتقلّبة

كموجةِ بحرٍ تولد

من اليمينِ إلى اليسار

من الطيرِ إلى الغيمة

من الأزرقِ إلى الأصفر

من الوقوفِ إلى الهرولة

من الرفضِ إلى الاستسلام

من النارِ إلى الثلج

لا

لا

لا ثلج أبداً

هناك نار تتنقّل معي

كما تتنقّل لعنةُ الجذامِ في الجسد

كما تتنقّل لعنةُ الفقرِ مع الفقراء

كما تتنقّل الاشاعةُ بين أفواه العجائز

كما تتنقّل الحروفُ من كلمةٍ إلى كلمة

ومن قصيدةٍ إلى قصيدة

ومن موتٍ إلى موت!

****************
www.adeb.netfirms.com



#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصدقائي الأوغاد والمنفيّون والسذّج
- القليل من التراب
- التباس نونيّ
- النِّفَّري: الشطح الخلاّق!
- بغداد بثياب الدم
- حوار مع الشاعر أديب كمال الدين:


المزيد.....




- الكاتب لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية عن روايته - ...
- وفاة ديان لاد المرشحة لجوائز الأوسكار 3 مرات عن عمر 89 عامًا ...
- عُلا مثبوت..فنانة تشكيليّة تحوّل وجهها إلى لوحة تتجسّد فيها ...
- تغير المناخ يهدد باندثار مهد الحضارات في العراق
- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أديب كمال الدين - هو أزرق وأنتِ زرقاء