أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - بيع أراضي مصر للأجانب حلقة أمريكو صهيونية أخرى















المزيد.....

بيع أراضي مصر للأجانب حلقة أمريكو صهيونية أخرى


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1948 - 2007 / 6 / 16 - 08:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


■ إبراهيم البدراوي - مصر

في الفترة الأخيرة ارتفعت أسعار الأرض في مصر بدرجة هائلة، لا يعود ذلك فقط للمضاربات الواسعة فحسب، ولكنه يعود إلى الهجمة الشديدة للأجانب للشراء، والذي بات يشكل ظاهرة خطيرة.

مؤخرا، حكم القضاء الأمريكي بأن تدفع الحكومة المصرية 50 مليون دولاراً كتعويض لمجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين، والقطريين، والإيطاليين من أصل مصري. السبب هو إن الحكومة قامت بإلغاء صفقة بيع 40 ألف متر مربع من الأرض لهؤلاء في مدينة شرم الشيخ لإقامة مجموعة من الفنادق.

لدى عقد هذه الصفقة اعترض وزير السياحة آنذاك. ولكن رئيس الوزراء السابق عاطف عبيد، صمم على عقدها بحجة أن باب الاستثمار مفتوح للجميع.

كان إلغاء هذه الصفقة بسبب أن جهاز الأمن القومي اكتشف جوانبها المريبة، وأن المساحة الكبيرة من الأراضي يتم شراءها هي لحساب إسرائيل، التي تستخدم واجهات من رجال أعمال مصريين وعرب لشراء مساحات من الأراضي في سيناء. وبناء عليه صدر قرار بحظر بيع أراضي سيناء لغير المصريين.

مؤخرا تمت عملية بيع أخرى لمساحة 7000 متر مربع بميدان التحرير في القاهرة- وهو أكبر وأجمل وأشهر ميدان في مصر- بسعر 10000 جنيه للمتر المربع في حين إن سعر المتر الحقيقي يصل إلى 50 ألف جنيه. المشتري شركة فرنسية. إزاء ذلك تم وقف الصفقة، فقامت الشركة الفرنسية برفع دعوى ضد الحكومة المصرية لتعويضها، وحدثت تدخلات من جهات عليا فرنسية لمنع وقف الصفقة.

إلى جانب أسلوب استخدام واجهات مصرية وعربية وأجنبية لشراء الأراضي فإنه يجري التحايل الذي يتم عبر مصريين من مزدوجي الجنسية وبعض العرب وبعض المصريين، الذين يدخلون شركاء في مشروعات مع أجانب وبعد إقامة المشروعات تتم عملية تخارج (فض الشراكة) وحينئذ تؤول ملكية الأرض للأجانب. ومن أساليب التحايل الأخرى ما يجري عبر الخصخصة حيث يتم شراء المشروع، أي الأرض وما عليها من منشآت. في كثير من الأحيان يقوم ذلك المشتري الأجنبي بإزالة المنشآت، فيحقق هدفين: تخريب الأصول الإنتاجية من ناحية وامتلاك الأرض لاستخدامها في أي غرض يشاء من ناحية أخرى.

وبطبيعة الحال فإن الفساد المستشري بشكل سرطاني هو الذي يقف وراء كل هذه الصفقات.

ما ينبغي التأكيد والتشديد عليه والتحذير منه، وما تحمله هذه الصفقات من مخاطر في المستقبل ربما القريب، ولكي ندرك حجم الخطر وطبيعته، فإنه ينبغي استدعاء كيفية بناء الإمبراطورية الأمريكية وكذلك الكيان اليهودي في فلسطين، حيث يتشابهان في ظروف النشأة.

لقد كان الشراء احد أسلوبي توسع الإمبراطورية الأمريكية التي بدأت مستعمرة غربية صغيرة على الساحل الشرقي لقارة أمريكا الشمالية، لكن مساحتها تضاعفت أربعين ضعفاً خلال حوالي قرن ونصف. لقد قامت بشراء لويزيانا من فرنسا وألاسكا من روسيا، وكاليفورنيا من المكسيك، وجزر فرجن من الدنمرك. في حين استخدمت القوة في انتزاع تكساس من المكسيك، وفلوريدا ثم هاولاندو بيكي وميدواي من أسبانيا وصولاً إلى هاواي في المحيط الهادي....الخ.

والأكثر فظاعة هو إبادة حوالي 40 مليون نسمة من السكان الأصليين لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية على صورتها الحالية.

وذلك ما حدث بالنسبة لإقامة الكيان اليهودي الذي بدأ ببناء مستوطنات فقيرة وصغيرة وربما في أراض قاحلة، وسرعان ما تم توسيعها وتطويرها بعدها لجأ إلى القوة في التوسع.

لكي نبين خطر هذا الأمر، أي شراء اليهود للأرض في مصر، فإن علينا أن لا نعزل الوقائع، (حتى لو بدت صغيرة) عن السياق العام لإستراتيجية العدو.

العولمة الرأسمالية هي في التحليل الأخير استخدام أساليب الاستعماريين القديم والجديد لفرض الهيمنة الكاملة للإمبريالية على كوكبنا، بما في ذلك تقليص سكانه، والولايات المتحدة كقيادة للإمبريالية أعادت من جديد (خصوصا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي) دورة التوسع بالحديد والنار غالباً، مع استخدام كل الوسائل الأخرى حسب الظروف، ذلك أن «غريزة التوسع الجغرافي والتمدد، تشكل مكونا أساسيا في الذاكرة التاريخية الأمريكية».

وهذا ما أكده مفكر أمريكي بارز بقوله «إن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية هو تاريخ الحدود المتحركة على الدوام ودون تردد».

وهذا بالضبط وإن بصورة مصغرة هو شأن الكيان اليهودي في فلسطين الذي لم يضع حدوداً جغرافية له، وأطلق مقولة تحدد طموحه التوسعي هي «من النيل إلى الفرات»، وان كان الآن قد أدخل تطوراً كيفياً على طموحه ليصبح (الشرق الأوسط الجديد) وهو مشروع شراكة صهيوأمريكية، على قاعدة الاندماج الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان اليهودي.

وها نحن نشهد حال العراق. والغزو الأمريكي الذي يستهدف حتى دون إعلان، المسكوت عنه حتى عربياً، أي الوجود اليهودي المكثف في العراق المصحوب بعمليات شراء واسعة للأراضي هناك.

ونعود إلى أصل الموضوع، وهو خطر شراء اليهود للأراضي في مصر، وأخشى أن نصحو يوماً فنجد المستوطنات اليهودية منثورة في بلداننا وتلك هي الكارثة بعينها.

ونشير إلى أن اعتراض البعض من منطلق الفساد الذي يشوب صفقات بيع الأراضي أو بيع القطاع العام، والثمن البخس للبيع، إنما هي اعتراضات قاصرة ومضللة. فالاعتراض لا بد أن يكون على مبدأ البيع ذاته، حتى لو لم يكن مشوبا بالفساد أو الخسارة. فإن ثروة الشعب لا يجب أن تكون محلا للبيع بأي شكل من الأشكال. والأرض هي أساس الوطن، والأوطان لا تباع.

(..) لم تعرف مصر طوال تاريخها المعروف أي على مدى 70 قرناً، شكل الملكية الخاصة للأراضي. كان الوارد عليها فقط هو حقوق الانتفاع. ولم تدخل الأرض إلى السوق سوى في عهد سعيد باشا ابن محمد علي بعد هزيمة مشروعه، وترافق ذلك مع بدء اجتياح رأس المال الأجنبي والمرابين اليهود للبلاد كمقدمة لاحتلال مصر عام 1882. وتملك الأجانب والمرابون اليهود طبعا مساحات هائلة من أرض البلاد، حتى أنهى جمال عبد الناصر هذا الوضع المزري ومنع تملك الأجانب لأرض الوطن.

وها هي الموجة تعود مرة أخرى بمستوى تدمير أكبر. وهو ما يضع علينا استحقاقات كبيرة في النضال ضد الإمبريالية الصهيونية وعملائهم المحليين، الذين يعتمدون آلية للهيمنة واقتلاعنا من وطننا.

لذلك فلقد أصبحت مساندة المقاومة بكل أشكالها على مستوى الإقليم كله ليست قضية قومية فحسب أو إقليمية فحسب، ولكنها قضية وطنية مصرية في الجوهر والأساس.

إن المقاومة بكل الأشكال، وابتكار أساليب لها وتصعيدها وحشد الطاقات لها وإشاعة ثقافة المقاومة كزاد يومي هي السبيل. ومساندة المقاومة بكل تجلياتها (عسكرية وبالصمود) في فلسطين والعراق وسورية والسودان والصومال وإيران وأفغانستان. وفي العالم كله هي ضرورة حتمية، لأنها مسألة بقاء ووجود




#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح»، و«فتح الإسلام»، وفتح الجبهة»...
- الصين والولايات المتحدة الأمريكية تنخرطان في حرب باردة جديدة ...
- في ذكرى النكسة :محكومون بالانتصار.. وما يجري هو بداية التاري ...
- الخديعة الكبرى
- قاسيون في حوار شامل مع د. عصام الزعيم
- أحداث متقاطعة
- الاحتمالات... مفتوحة
- الاستفتاء الرئاسي.. ماذا يريد الشعب؟
- آخر ما كتبه هشام..
- محكمة أم أداة «تدخل سريع»؟
- أربعة مليون عامل سوري خارج التشريع والقانون والنقابات ؟ - 12 ...
- إنهم محكومون بالفشل ولكن بعد حين...
- 4مليون عامل سوري خارج التشريع والقانون والنقابات
- أربعة مليون عامل سوري خارج التشريع والقانون والنقابات
- سيكولوجية الانتخابات
- رجل من هذا الزمان..
- الأول من أيار في بلداننا العربية..«..وبأي حال عدت يا عيد؟»
- بيان من الشيوعيين السوريين «بمناسبة الأول من أيار»
- ماذا فعل تماسيح المال بانتخابات مجلس الشعب؟؟
- انتخابات مجلس الشعب بين الواقع والطموح


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - بيع أراضي مصر للأجانب حلقة أمريكو صهيونية أخرى