أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - سيكولوجية الانتخابات














المزيد.....

سيكولوجية الانتخابات


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1909 - 2007 / 5 / 8 - 10:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مجلس الشعب في أساسه النظري ومعناه المدني، أعلى سلطة تشريعية في البلاد، وسقف المؤسسة الدستورية المسؤول عن إقرار القوانين وتعديلاتها، إقرار الموازنة العامة، إقرار المعاهدات الدولية، إقرار المراسيم الرئاسية، الرقابة على السلطة التنفيذية (يحق للمجلس - في حال تقدم خمسة من أعضائه - مناقشة حجب الثقة عن وزير أوعن مجلس الوزراء والحجب يلزم موافقة الأغلبية ليصبح نافذاً).

مجلس الشعب هو العروة الوثقى بين الشعب بكافة تلوناته والسلطة التنفيذية المؤسِسة لمنهجية الدولة بكافة أطيافها والمتقاطعة مع المواطن في العديد منها وهو بهذا مُصغر رسمي يحمل المورثات الديموغرافية نفسها للبلد، ويرفع سقف الحوار الشعبي مع السلطة من خلال جهاز منتخب مسؤول، فاعل ومُحرِك.

الواقع السوري يختلف مع هذا التعريف في العديد من أساساته، فالمجلس حَدَّ من سلطته التنفيذية، ينطلق من انتخابات مفتوحة مُعلنة لينتهي بقوائم تختلف أسماؤها وتتفق بُنيتها الديموغرافية والتاريخية المحددة سلفاً، بما يمنع أي تكوين من خلخلة التوازن الاستراتيجي اليقيني وغير المُعلن.

تأسيساً لما سبق وبتكرار الدورات التشريعية دون اختراقات تذكر أو هبوطات وصعودات لطالما رافقت هكذا فعاليات وتابعناها جميعاً في الدول النامية قبل دول العالم الأول، من استحواذ تكوين ما على مقاعد تمثيلية أكبر من المتواتر في المجلس تعكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية الطارئة وفق صيغتها الجديدة ومدى الثقة الشعبية بمنهجية التحسين والتطوير المطروحة في الدعاية الانتخابية، هذه الآلية الغائبة هي الوقود لأي عملية انتخاب، بما تتيحه من إمكانية التغيير الجذري وتعطي الفرصة بتنفيذ الخطط والرؤية التي أيدها الشعب وأعطاها الثقة لفترة زمنية بمقدار أربع سنوات كفيلة بإتاحة المجال للتنفيذ والتقييم بما تحكمه صناديق الاقتراع في الدورة التالية، وهو ما ليس متاحاً سورياً لا بالواقع الحسي ولا في الذهنية العامة.

أدى هذا السكون إلى تحول النموذج الانتخابي إلى نموذج ثابت وجد ضالته في الآلية وامتد ليدخل إلى الذهنية العامة ليصبح وبفترات قصيرة ثقافة انتخابية مُعممة نجدها جَليّة في الدعوات الانتخابية للمرشحين من وعود طنانة وسمسرة على حساب المقدسات الشعبية والوطنية (محاولة لمحاكاة اللاوعي الشعبي المتأثر بالمناخ السياسي والحياتي العام)، وصولاً إلى الناخب نفسه الذي فقد البوصلة وصار يفاضل بين المرشحين بأفضلية عاطفية أو مصلحة مادية فردية دون أية محاكمة لقدرة المرشح التفاوضية والأهلية أو المهنية في نقل الوجع العام إلى المجلس للإتيان بحلول تحاكي الواقع وتعمل على تغييره، فتحول عضو مجلس الشعب السوري من مسؤول يُحاسِب ويُحاسَب ويَسال ويُسأل، إلى نخبة بعيدة عن مَنبتها الشعبي، غريبة عن المواطن اليومي، وأقرب إلى الجمود الملتصق باللاوعي الشعبي بكل ما هو «عام».

بإرباك مؤسسة سلطوية بمستوى مجلس الشعب ليس بالإطار التنفيذي فقط، بل على مستوى ثقافة الجماعة، بتواتر العملية الانتخابية خارج الإطار الزمني وتواتر نسبة عالية من المرشحين المزمنين، هو الخطر الأهم الذي يهدد خلخلة التوازنات الاجتماعية المسيّرة للشؤون اليومية للمجتمع، والمحدِدة للخط العام لعلاقة الفرد بالسلطة، ويؤخر عملية التراكم المعرفي الإداري البرلماني اللازم والمؤسِس لأي خطة تنمية يتحتم تقدُمها في الرؤية عن المجتمع لتمارس دورها كموجّه للمراحل التالية كي لا تخرج القطاعات التابعة لها من معناها الزمني لتعكس بيئة لا تحاكي الواقع الراهن، ولا تحاكي المجتمع الناطقة باسمه..



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل من هذا الزمان..
- الأول من أيار في بلداننا العربية..«..وبأي حال عدت يا عيد؟»
- بيان من الشيوعيين السوريين «بمناسبة الأول من أيار»
- ماذا فعل تماسيح المال بانتخابات مجلس الشعب؟؟
- انتخابات مجلس الشعب بين الواقع والطموح
- المصير
- الحرب على إيران ..الولايات المتحدة تستكمل التحضيرات الأخيرة ...
- استنتاجات أولية حول انتخابات 22 نيسان
- ندوة «قاسيون» حول الدعم:رفع الدعم.. هل هو مبرر اقتصادياً واج ...
- محكمة أم «مصيدة»؟
- وجهان لعملة واحدة
- المثقف معلقاً بين ضرورات الأنظمة وخيارات الشعوب
- الطبقة العالمية الحاكمة: أصحاب المليارات.. وكيف حصلوا عليها؟
- لا لقوى الفساد في الانتخابات
- عندما تجتمع السياسة بالأمن قبل القمة..
- «قمة» الكوميديا السوداء..
- سورية أمام خطر جديد: «المعتدلون العرب»
- نزوعٌ أطلسي.. الجزائر في مواجهة الفخ
- على هامش ذكرى أحداث آذار الدامية؟
- «لا غالب و لامغلوب» وحرب السياسات والمصطلحات


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسيون - سيكولوجية الانتخابات