©© صفقة اليمامة : الأمير بندر بن سلطان تلقى رشاوى لسنين عديدة حسب مصادر إعلامية موثوقة.... ©©

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1944 - 2007 / 6 / 12 - 12:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

عادت صحيفة "الغارديان " وهيئة الإذاعة البريطانية" بي – بي- سي " ومعها العديد من وسائل الإعلام الغربية لتحريك ملف " صفقة اليمامة" الضخم والنبش فيه وتسليط الأضواء عليه بعد أن توقف التحقيق في أواخر السنة الفارطة ، و قد سبق للنائب العام البريطاني اللورد "بيتر غولدسميت" أن برر هذا التوقف بدواع أمنية صرفة، وبالضرر الذي قد يلحقه بالعلاقات الثنائية بين الرياض و لندن.... وأضاف "غولدسميت" أن نتائج التحقيق ستكون له تداعيات سلبية على المصالح الاستراتيجية للمملكة المتحدة، قرار النائب العام بتوقيف التحقيق سبق أن ثمنه و زكاه رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" تحت نفس المبررات والدواعي .....

للتذكير فإن تفاصيل صفقة بيع مقاتلات للنظام السعودي و التي قدرت ب 43 مليار جنيه إسترليني يعود تاريخها لسنة 1985 يتم بموجبها التسليم و الدفع عبر مراحل محددة....وحسب وسائل إعلام بريطانية و أمريكية فقد لعب نجل ولي العهد الأمير " بندر بن سلطان" دور الوسيط في هذه الصفقة بين حكومة بلاده و الشركة البريطانية "بي- آي- إي سيستيمز " مقابل عمولات قدرت بمليار جنيه إسترليني تسلمها "بندر" على شكل تحويلات طيلة سنوات عديدة صبت في حساب بنكي تابع للسفارة السعودية بواشنطن المفتوح بإحدى المصارف الأمريكية، وحسب مسؤول رفيع المستوى بالمصرف فإن تلك الأموال كانت تستغل لأغراض شخصية وأنه لم يكن هناك أي فرق بين أموال الأسرة المالكة أو تلك التي بحوزة الحكومة أو تلك التي كانت ترصد لمصاريف السفارة السعودية ...جدير بالذكر أن الحكومة البريطانية التي حاولت التملص من أية مسؤولية في هذه الرشاوى تبذل قصارى جهدها في الآونة الأخيرة من أجل احتواء الموقف وإخماد الزوبعة والتستر عن سمسار الصفقة الشهير الأمير النافع و المنتفع "بندر بن سلطان " في محاولة منها لإتمام صفقة جديدة تقدر ب 20 مليار دولار تتسلم بموجبها الرياض 72 مقاتلة من نوع "يوروفايتر".

"صفقة اليمامة" تأتي لتطرح أكثر من تساؤل حول عدم التمييز بين المال العام و المال الخاص من طرف الأسرة المالكة التي تعتبر من أغنى الأسر في العالم بعد أن كان جدها الأكبر في الأمس القريب لا يملك شيئا يذكر...و يجري الحديث حاليا من طرف جهات موثوقة عن بعض المؤسسات السعودية التي تعرف نزيفا ماليا بحكم نفوذ الأمراء و أعوانهم، و أن جزءا من مداخيل هذه المؤسسات يذهب لصالح عناصر من الأسرة الحاكمة ، و حسب ذات المصادر فإن انهيار سوق الأسهم والذي خسر فيه العديد من المواطنين أموالا باهضة أدت ببعضهم إلى الإفلاس وبالبعض الآخر إلى التسول وزوايا المستشفيات كان من ورائه أفراد من الأسرة المالكة الذين قاموا بتشجيع وإغراء شرائح المجتمع خاصة النساء من المضاربة وتداول الأسهم و الدخول في هذا النفق الذي لا تحمد عقباه دونما معرفة أو دراية بميدان البورصة وفنون المضاربة ، فكانت الطامة الكبرى والقارعة العظمى التي نزلت كقطع الثلج بردا و سلاما فوق رؤوس المغرر بهم ....

==========

فضيحة صفقة اليمامة إذن هي فضيحة من العيار الوازن، كان أبطالها ثلة من سليلي النسب الشريف والدوحة العطرة و على رأسهم ابن ولي العهد.... أمراء السعودية لا يفرقون بين المال الخاص و المال العام فكله سيان ...فالوطن ضيعة واسعة شاسعة و الرعية عبيد و قطعان.... فلا غرابة إن سموا البلد باسمهم ووضعوا علامة على جبين كل مواطن بالحجاز و نجد و نجران... تماما كما يضع رعاة البقر ب تيكساس و كاليفورنيا علامات مميزة بسفافيد حامية على قطيعهم ليميزوه عن باقي القطعان....

فضيحة تأتي لتنضم لسلاسل الفضائح العديدة من قبيل التضييق على المواطن و مصادرة حقه في التعبير والانتماء، وانتهاك حقوق الإنسان ، وإطلاق العنان لعصابات المطوعين السيئة الصيت لتضبط و تزن سكنات وهمسات وذبذبات المواطن، ولترفع العصا على كل من شكت في غرابة نظرات عيونه ووتيرة مشيته وحبائل صوته ، ولتلتقط كل شاذة و فاذة تدور في خلده من أفكار و وساوس مشفرة قد تؤذي راحة الصنم الأعظم ، و تنغص على الملائكة تسبيحها و تحميدها بين أروقة العتبات الشريفة و قرب الحجر الأصم.... حجر كانت نسوة بني عبد مناف و بني عبد الدار يضعن عليه شيئا من حيضهن، وكان رجال بنو هاشم يتبركون به بوضع جباههم عليه طلبا للرزق و الولد...حجر أسود لم يكن أحد يتصور أنه سيكون محور أكبر سياحة دينية تغدق على سدنتها والقائمين عليها المال الوفير، وزيت أسود جعل الأسرة الحاكمة لا تفرق بين الملك الخاص و الملك العام، فحولت حياة المواطن إلى جحيم أسود...وصفقة سوداء كان بطلها أمير بن أمير، تربى و ترعرع على فقه و طلاسم بني وهاب السوداء من سرقة ونفاق و زنا حلال....

==========
* كلام في غاية الأهمية :

عمليات النبش في ملفات فضائح أخرى ستتواصل دون هوادة، ما لم يبد النظام رغبة جادة في التعاون مع المجتمع الدولي لتجفيف منابع الإرهاب الذي يهدد الحضارة الإنسانية برمتها وذلك بإصلاح المناهج التربوية المعتمدة في مختلف مراحل التعليم ، ونحر غول الوهابية الرهيب، و اجتثات مؤسساته وفروعه العائبة أو على الأقل تقليم و تقزيم دورها في الحياة العامة، و احترام كرامة المواطن وتمكينه من حرية التعبير و إشراكه في ممارسة السلطة ومراقبة المؤسسات ، والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه سرقة المال العام والمساس بمقدرات و ثروات الشعب، ومحاسبة المسؤولين مهما كانت درجاتهم ومناصبهم على ما اقترفوه من خروقات في حق المواطنين ، و إعادة المال المنهوب لأصحابه و تعويضهم عما لحق بهم من حيف أو جور ....

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات