|
©© كيف تصير شعوب قمعستان عاشقة لحاكمها و جلادها ©©
عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 12:42
المحور:
كتابات ساخرة
أنعم الله على شعوب قمعستان بحكام صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا...... لأصحاب السمو و الجلالة والعظمة و الفخامة ببلدان قمعستان المجيدة، ميزات و خصوصيات فريدة اختصوا بها دون سواهم من الطواغيت العتيدة، ففضلا عن كونهم المخلدين المعظمين العاضين على العروش بالنواجذ، الجاثمين على الرقاب الحاكمين حتى و هم في قبورهم فقد نجحوا أيضا في تطبيق مبدأ الضحية التي تعشق جلادها، فعشقتهم شعوبهم حتى النخاع، و هتفت باسمهم في كل البقاع ... شعوب قمعستان خلدت حاكمها الأسطورة في أعيادها ومواسمها.... رفعت صورته عاليا في ساحات حواضرها، و على مدارج مطاراتها... شعوب قمعستان تحتفل بأعياد ميلاد حاكمها المائة السبعة و السبعين، و بذكرى جلوسه على عرش أسلافه المنعمين، و بذكرى رؤيا رأى فيها ذات ليلة مناديا يشير عليه أن عرش البلاد لأحد الأنجال الغر الميامين .. " فالرؤيا الصالحة جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوة " كما جاء على لسان خاتم المرسلين ، وقد رآها الحاكم و هو على وضوء تام وبعد أن صلى صلاة الاستخارة بإشارة من الفقيه و الإمام ....فحاكم قمعستان يحصن مملكته السعيدة من عوادي الزمان بنخبة من العلماء المنتقين الضالعين في أمور الدنيا و الدين حتى يكون لوجوده و سلطانه كامل الشرعية و المشروعية.... و حتى تكون العصا لمن عصا..... والمهند لمن تمرد ...
في يوم نفوقه تهب هذه الشعوب المكلومة المفجوعة عن بكرة أبيها لتملأ شوارع و ساحات البلاد لأكثر من شهور تندب فداحة الفاجعة و مصابها الجلل في فقدان ولي نعمتها وكاسر عظامها، فتصيح و تصرخ بملء أعماقها....يوم النفوق تكون البلاد كذلك قبلة لمراسلي وسائل الإعلام الدولية لتنقل الحدث أول بأول ولتحصل على لقطات فريدة عن عويل ودموع وانكسار شعوب بادلت حاكمها الحب بالحب و الوفاء بالوفاء.... شعوب تطالب ابن الفقيد ليأخذ السوط عن أبيه و يمتشق سيفه ليواصل مسيرة القائد الملهم .....في يوم مشهود كهذا يتسابق الصحافيون من كل الجنسيات لأخذ الارتسامات والانطباعات لعينة من هؤلاء المفجوعين المصعوقين لأنها بالفعل حالة غريبة جديرة بالدراسة والتحليل ... شعوب قمعستان تؤرخ للحدث في أشعارها و برامجها و تحفظ درر طويل العمر عن ظهر قلب وتدونه في دفاتر من ذهب ..... لأصحاب السمو والجلالة والعظمة و الفخامة أسماء حسنى تفوق التسعة و التسعين وألقاب جميلة رنانة جادت بها قريحة الشعراء والفقهاء والمبدعين ، حتى مهرج البلاط يدلي بدلوه هو الآخر في إعطاء اسم لحامي حمى الملة و الدين .... ومن أسمائه وألقابه نذكر على سبيل المثال لا على سبيل الحصر .... * حافظ الأمة ( .... لأنه يحفظها من المؤامرات والدسائس التي تحاك ضدها من طرف الأعداء ....) * عز العرب (..... لأنه أعاد العزة و الكرامة و السؤدد لشعبه و أمته... ) * فارس العرب (....لشجاعته و إقدامه في سوح الوغى .....)
*أمين القومية العربية (..... وهذه خاصية اختص حاكم مجنون رفع عنه القلم دون سائر الحكام .... )
*ناصر الأمة (..... لقب لأحد القادة الخالدين الذي رمى باليهود في البحر في حرب حزيران 1967، ولما أراد أن يتخلى عن الحكم لأنه قام بواجبه وقد حان الوقت لكي يتسلم قائد آخر زمام الأمور إذ به يفاجأ بعدم قبول الاستقالة من لدن الشعب فما كان عليه إلا أن انضبط و أذعن لقرار الجماهير ....يالها من ملاحم!!! )
* الرئيس المؤمن (...... لقب أطلقه حاكم على نفسه لينال رضا القطعان المسكونة بروح هبل.... )
* خادم الأعتاب الشريفة (......هو الساهر على راحة القطعان الآتية من كل فج عميق، للتبرك بزيارة الغرانيق، و تقبيل حجر حالك عتيق ، وهو الذي قام بتأهيل موقع رمي الجمرات ليتم رجم الشيطان الرجيم في أحسن الحالات ) * صقر العرب ( لأنه يشبه الصقر في شموخه و طريقة انقضاضه على فرائسه .....)
* زين الشباب ....( سمي كذلك لأنه صبغ فروة شعره باللون الفاحم ووضع المساحيق على وجهه فبدا صبوحا جذابا في ريعان الشباب ) *صاحب العظمة ( و هذا مثال حي لحالة مرضية جد خطيرة يحس بها حاكم بالنقص و الدونية فيطلب من مستشاريه منحه اسما رسميا مهيبا حتى يبدو كبيرا في عيون الآخرين ...)
نعتذر لحكامنا ببلدان "قمعستان العربومانية الفاشستية العظمى " عن هذه التراتبية العفوية التي جاءت عن غير قصد، فقد يلومنا أحدهم عن عدم إدراج اسمه الكريم على رأس القائمة أو على الأقل بين الأوائل ....لهؤلاء نقول لا نفضل بعضكم على بعض، فكلكم سواسية كأسنان المشط ، وكلكم أعزاء، نضعكم في حدقات عيوننا و نفديكم بأرواحنا و دمائنا ..... يا حكامنا..... يا قاتلينا ..... يا ناهبينا ..... يا من يجدون المتعة كل المتعة في غرس أظافرهم و أنيابهم في لحمنا الغث .....
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
©© إعصار -غونو- ...ودعاء الريح ©©
-
©© المؤسسة العربية للديموقراطية ترى النور بالدوحة ©©
-
©© يا أيتها الشعوب المقهورة.... المنخورة... ببلدان عربومسان
...
-
©© مواطن -سعودي- يقاضي نفر من الجن .....أنصفوا الرجل يا علما
...
-
©©النظام السعودي رصد ميزانية ضخمة ليلمع صورته لدى الغرب الصل
...
-
©© رحلات الاستنكاح .....لأمراء آل سعود الأقحاح ©©....
-
©© استبدال الخميس بالسبت كيوم عطلة بالكويت يفرح اليهود و يغض
...
-
©© الإرهابي بشار ©©
-
©© من حماقات المطوعين بالكيان السعودي ©©
-
©© لا للبعث ....لا لبشار ....لا للفاشستية !!!.©©
-
©© إرضاع الكبير و التبرك بالبول النبوي يسئ للعقيدة حسب وزير
...
-
من مصلحة إسرائيل قيام دولة فلسطينية آمنة ومزدهرة
-
زيارة العاهل السعودي للمغرب ونفاق الصحافة
-
مجلس الشعب المصري و رضاعة الكبير...أرضعيني أرضعيني ....حولين
...
-
أما آن لبشار الأسد أن يستحي ؟؟؟ .....
-
الشيعة داخل الكيان السعودي ....
-
عصابات المطاوعية بالكيان السعودي .....
-
إعادة التأهيل بالسجون المغربية!! بل أنتم أول من يجب أن يأهل
...
-
©© إعادة التأهيل بالسجون المغربية!! بل أنتم أول من يجب أن يأ
...
-
©© خوف النظام السعودي من الديمقراطية كخوف الشيطان من النور*©
...
المزيد.....
-
الأردن يطلق الدورة 23 لمعرض عمّان الدولي للكتاب
-
الكورية الجنوبية هان كانغ تفوز بجائزة نوبل للآداب لعام 2024
...
-
كوميدي أوروبي يشرح أسباب خوفه من رفع العلم الفلسطيني فوق منز
...
-
رحيل شوقي أبي شقرا.. أحد الرواد المؤسسين لقصيدة النثر العربي
...
-
الرئيس بزشكيان: الصلات الثقافية عريقة جدا بين ايران وتركمنست
...
-
من بوريس جونسون إلى كيت موس .. أهلا بالتنوع الأدبي!
-
مديرة -برليناله- تريد جذب جمهور أصغر سنا لمهرجان السينما
-
من حياة البذخ إلى السجن.. مصدر يكشف لـCNN كيف يمضي الموسيقي
...
-
رأي.. سلمان الأنصاري يكتب لـCNN: لبنان أمام مفترق طرق تاريخي
...
-
الهند تحيي الذكرى الـ150 لميلاد المفكر والفنان التشكيلي الرو
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|