أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالقادر حميدة - حجارة على الجسر














المزيد.....

حجارة على الجسر


عبدالقادر حميدة

الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 09:26
المحور: الادب والفن
    



تحية لكاتبة " رسالة خاصة إلى مالك حداد الدهشة الأدبية الخالدة "

Ce sont pas les années qui pèsent le plus , mais tout ce qui n’a pas était dit
تلح علي عبارة الطاهر بن جلون هذه في " ليلة القدر " .. كلما مرت بخاطري ذكرى مالك حداد ، هذا الشاعر و الروائي المميز الذي امتنعت هذا العام عن الكتابة عنه و عن جميع الراحلين ، لأني و منذ سنوات تعودت أن أكتب عنهم مذكرا بهم من نسوهم ، حتى لا أكتب في عداد الناسين .. و على ذكر النسيان و التذكر ، أحب أن أتذكر هنا ذلك الشعر الذي سألت عنه الطالبة الزائرة ضمن وفد مدرسي للأديب الكبير عباس العقاد .. حين سألته عن معنى قول الشاعر الصوفي :
عجبت لمن يقول ذكرت ربي فهل أنسى فأذكر ما نسيت
ليكمل العقاد البيت قائلا :
أموت إذا ذكرتك ثم أحيا و لولا حسن ظني ما حييت
فالتذكر يكون للناسي .. و التذكير يكون للمتناسي .. أما أنا فقد لازمت رصيف الأزهار منذ مدة أصغي لإجاباته الشحيحة ، التي لم تعد واضحة النبرات ، صافية الكلمات ، منبلجة المعاني .. يقول لوركا :
ما هذا الشيء .. يرن بعيدا جدا ..

و أقول : ها أنا أحتفي بالرنين القريب ..
و كنت قد ذكرت أنني لن أكتب هذا العام عن الراحلين ، في روايتي الجديدة " شجر بري " التي نشرت فصلا منها في كيكا " صمويل شمعون " .. لكنني عزفت عن ذلك حين أثارتني كتابة سهيلة بورزق عن مالك حداد .. فأعادت لي الحال الأولى ، التي كنت أعتقد أني شفيت منها .. و ها إني أتداوى بكلماتي .. و أسير متعثر الخطوات على غير نهج .. يطوح بي الحزن الشفيف حينا .. و تناديني الذكريات حينا ، و يهزمني خوفي و ترددي .. فأتأبط حروفي و خوفي و أوغل في رمل المعاني بحثا عن صدر يعيد ترتيب أشيائي .. و يعيدني إلى ذاتي ..
و هنا عند هذا المنعرج أستحضر عبارة الاستهلال التي كتبتها بلغتها التي وردت بها عمدا .. لأن الذي يتعب حقا هو كل ما لم نقله .. و الذي أتعب الراحلين و جعلهم يتأسفون و هم هناك على رحيلهم ، هو أنهم لم يقولوا كل ما عندهم ... و أنهم يحتاجون أجيالا أخرى من الكلمات لتنزع من على كواهلهم أثقالهم .. " و أثقالا مع أثقالهم " ..
هكذا هم الراحلون .. و هكذا يستقبلون الموت .. ليفنوا أجسادهم .. ثم ليستمروا أحياء بكلماتهم .. و هذا ما حدث مع مالك حداد .. الذي أحيته اللغة العربية .. وفاء منها لموقفه الخالد معها .. و أعادت بعثه " ذاكرة الجسد " .. وسيما كما هو .. ناصع البياض .. جميل الابتسامة .. متشبثا بلوحته الخالدة .. قسنطينة ..
مدينته ، التي تحدثت عنها سهيلة قائلة : هناك الكثير من الحكي في انتظارك وانتظاري كحقيقة طائشة ترسم بالونات الفرح على سعة غيابك وترسم باقة شوق لك وللوطن.
ها أنت تتقاسمين و إياه رغيف الغربة .. و تشتاقين لتراب قسنطينة .. و جسورها ..
ها هي مدينة تهوى التفاصيل كما تقول أحلام مستغانمي .. و تحب على مهل .. و تشتاق بلوعة آسرة .. لوعة تختصر كل المدائن ..
تدفئي بالذكريات .. و استعدي لملاقاتها بالروايات الجميلة .. فقسنطينة تعودت على حب الروايات ..
قسنطينة امرأة لا تقبل اعتذارا غير الكتابة ..
و خارج النثر الجميل لا توجد قسنطينة ..
ها هي تعد نخب اللقاء ..
ها هي تفرد ذراعيها ..
ها هي تشتاق لكل كتابها ..
ها هي قسنطينة تبكي صاحب " الانطباع الأخير " .. و تأمل في جيل جديد .. يقول كل ما أثقل كاهل الأولين ..
ما الذي أثقل كواهلهم يا ترى ؟ ..
عودوا إلى عبارة الطاهر بن جلون ..
tout ce qui n’a pas était dit
فشكرا لك أيتها الكاتبة سهيلة بورزق لأنك أثرت في هذه الشجون .. و شكرا لمالك حداد .. الذي هو الآن ك " النائم ينبت العشب بين يديه " .. و يسيل الماء من يده اليسرى .. ليفيض النبع من اليمنى ..

عبدالقادر حميدة
الجلفة في : 10 جوان 2007



#عبدالقادر_حميدة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبز و نبيذ / صفحات من مفكرة كاتب مغمور
- خبز و نبيذ
- سيرة الوقت
- ايحاءات التفاح و مغامرة التجريب
- شجر بري
- للخطوة الصحيحة .. تجل أكيد
- مشارف .. تمحو الأرض
- رشا
- الحكاية لا تنتهي
- ثلاث قصائد
- طفلة
- رقش
- أيهن تصلح مسودة لعارضة القصيدة ؟
- يوم 5 يوليو
- الجميع يعرف القصة
- توابل أخرى .. في شوارع الكلام و المدن المشجرة
- عن نعمات البحيري .. اشجار قليلة و منحنى
- سمر يزبك : القراءة هي الكلمة السحرية الأهم في حياتنا
- الكاتبة المغربية مليكة مستظرف في قائمة الراحلين (عام الحزن)
- هكذا تحدث حميد ناصر خوجة


المزيد.....




- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالقادر حميدة - حجارة على الجسر