عبدالقادر حميدة
الحوار المتمدن-العدد: 1811 - 2007 / 1 / 30 - 11:00
المحور:
الادب والفن
يوم خمسة يوليو
دفقة الحب المفاجئة ، دفعته إلى نصحها ..
- لا تقربي هذا المكان في اليوم الخامس من يوليو ..
رمقته بود ، و ابتسمت قائلة : صاحبة المكان قالت لي نفس الكلام ، لكن كيف علمت بهذا الخبر ؟
- من أحدهم .. جاءني بالأمس ليخيط سروالا قطنيا تحسبا للشتاء القادم .. جلس قبالتي و أنا منهمك في العمل ، لفتت يدي اليمنى انتباهه ، فاستفسري عنها ، فقلت :
- فقدت أصابعي دفاعا عن حبيبتي ..
قال بتيقظ و اهتمام كبير و بعينين بارزتين : كيف ؟
أجبته : هجمت علينا عصابة في خلوتنا .. فأخذت رفيقة صاحبي دون مقاومة تذكر ، لكنني تشبثت بحبيبتي ، و دافعت عنها ، و ظللت متمسكا بها ، ممسكا بطرف ثوبها ، و العصابة تجرها ، إلى أن حالت بيني و بينها أسلاك شائكة .. فلصقت يدي هناك ، بقيت أنزف سبع ليال ، كنت أنتحب و قد هدني الحزن و التعب و الجوع .. و في اليوم الثامن تركت أصابعي بين الأسلاك و مضيت أبحث عنها .. و سرعان ما وجدتها على تلة تبكي ، ممزقة الثياب .. قالت عندما رأتني :
- لقد أخذوا مني كل شيء ..
فزعت لهول ما أصابها و أصابني .. و قررت الوقوف إلى جانبها .. طويت صفحات الأحزان واحدة تلو أخرى .. لكنها ذات ليلة سافرت و لم تعد ..
قال الرجل : أنا آسف ..
قلت : لا عليك ..
ثم دقق النظر في مجددا و قال : يبدو أنك تعرف ( أميرة ) .. أنصحك لا تقترب من ذلك المكان في اليوم الخامس من يوليو ..
الجلفة في : 30 / 08 / 2000 م
#عبدالقادر_حميدة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟