أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالقادر حميدة - هكذا تحدث حميد ناصر خوجة















المزيد.....

هكذا تحدث حميد ناصر خوجة


عبدالقادر حميدة

الحوار المتمدن-العدد: 1633 - 2006 / 8 / 5 - 10:59
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاوره / عبدالقادر حميدة
إذا كان القدامى ما فتئوا يشيدون ببراعة الاستهلال و يعدونه إحدى قمم البلاغة فمن أين نستهل نحن الحديث عن و مع حميد ناصر خوجة ؟ .. من أي جهة ندخل عوالمه المتخمة بالمعرفة ، و الدراية ، و الإخلاص ، و التواضع ، و الطيبة ، و الاجتهاد .. و أية رهبة تلك التي تملؤنا كلما قررنا الولوج من أحد الأبواب ؟ ..
الحديث مع ناصر خوجة آسر ، و مزركش .. آخذ ، و متعدّد .. رائع ، و متشعبٌ ..
الحديث مع ناصر خوجة يحتاج إلى أكثر من السمع ، و إلى أكثر من الوعي .. لا لكثافته فحسب ، بل لدقته ، بل لتفرده .. فأنت ستعرف أشياء أخرى جديدة ، لا يمكنك أن تجدها إلا عنده ، فهل نخل أم نتراجع ؟ .. و هل نتوغل أم نكتفي بطرق الباب ؟ ..

و طرقنا الباب ..
بداية الدخول إلى عوالم حميد ناصر خوجة ، كانت عن طريق الأستاذ عمر خضرون .. و لذلك حكاية أو حكايتان ، ربما ثلاث .. فخضرون كاتب للقصة و المقالة السينمائية خصوصا ، و باحث يعرف أشياء دقيقة عن منطقة الجلفة ، التي هي مكان حديثنا هذا الحقيقي ، و الذي سندلف عبره إلى أماكن أخرى .. و أيضا هو مترجم مميز يتحرى فيما يترجمه تحر كبير ، و عمر خضرون يعزف عن الأضواء مثله مثل محاورنا الأساسي اليوم حميد ناصر خوجة .. عمر هو الذي ساهم في طرق الباب .. بأن بدأنا حديثنا عن ناصر خوجة ، عن طريق الفلم الذي أخرجه خضرون ، و الذي تحدث فيه ناصر خوجة على مدى 25 دقيقة عن علاقته مع شخصية أدبية مهمة في تاريخ الجزائر الأدبي ( جان سيناك ) ، و كان اسم الفيلم ( وصية سيناك ) ، و خضرون هو الذي قال لي لا يمكنك التحدث مع ناصر خوجة أو عنه دون ان تشاهد هذا الفيلم ، و بالفعل ابتدأت رحلتي في البحث عن جهاز فيديو نشاهد من خلاله هذا الفيلم ، و قد أدركت غايتي عند صلاح رايس أحد المهتمين بالتصوير السينمائي بالجلفة ، و هكذا جمعتنا داره ذات أمسية فصمتنا و ضبطنا إيقاع الذاكرة لنشاهد فيلما جلفاويا بحتا و لأول مرة ..

قصة فيلم

راسل المخرج الجزائري علي عقيقة و هو المخرج المعروف جدا في أوربا لكونه أوّل من أخرج فيلما وثائقيا غربيا يناصر القضية الفلسطينية و يتحدّث عم فلسطين بعنوان ( الزيتون ) عام 1976 إذن راسلَ هذا المخرج الكبير محاورنا الدكتور حميد ناصر خوجة ، مبديا رغبته في إجراء حوار معه ، كاشفا له عن نيته في إخراج فيلم يتحدث عن الشاعر جان سيناك ، لكن علي عقيقة احتار في الطريقة التي سيجري بها الحوار ، لأن منتج فيلمه أعرب له عن محدودية إمكاناته المادية ، مما يعني أنه ليس في إمكانه إرسال المخرج علي عقيقة إلى الجزائر لإجراء الحوار ، مما حدا بالطرفين إلى التفكير في سبيل آخر ، و قد رسا رأيها على أن يرسل المخرج أسئلة الحوار لناصر خوجة عن طريق البريد الإلكتروني شريطة أن يجيبه ناصر خوجة على شريط سمعي مرفق بصورة فوتوغرافية له ، و هكذا سيضع المخرج صورة ناصر خوجة في الفيلم و يرسل معها حديثه و شهادته عن جاك سيناك ، و كأنها مراسلة تلفزية لقناة محدودة الإمكانات ..
في البداية وافق ناصر كما نناديه هنا ، لكنه لمّا التقى بالأستاذ عمر خضرون ، و تبادلا وجهات النظر ، توصلا إلى ضرورة إنجاز فيلم بالصورة المرئية على أن يرسلاه للمخرج الفرنسي فيما بعد ، و ابتدأ العمل ، بواسطة كاميرا كاميسكوب رقمية ، و كان يعملان كل يوم خميس من الأسبوع ، و انتهى الفيلم و أصبح جاهزا تحت عنوان ( وصية سيناك ) و أرسلا النسخة الأصلية على شريط فيديو للمخرج علي عقيقة ، لكن المخرج الجزائري أخذ موسيقى فيلم وصية سيناك و قد أعجبته و وضعها لفيلمه ، و الذي سمّاه ( حدّاد الشمس ) و كانت الموسيقى عبارة عن معزوفات مختارة بآلة العود للعازف الجزائري المعروف ( علّة ) ، و حينما التقى في باريس مع عمر خضرون وعده بأن يذكرهما في الجينيريك ، لكنه لم يفعل ، و قد عُرض فيلمه في بعض القنوات الفرنسية ، و للذكر فإن علي عقيقة جاء إلى الجزائر و صوّر شهادة عن جان سيناك أدرجها ضمن فيلمه ، و فيها يتحدث كل من حميد ناصر خوجة و المرحوم جمال عمراني في فيلا رايس حميدو التي كانت مقر السنة الجزائرية في فرنسا عام 2003.. و يبديان بالصوت و الصورة ذكرياتهما عن جان سيناك ، كما يوجد فيلم آخر يصوّر السنوات الأخيرة من حياة سيناك بعنوان ( الشمس المغتالة ) للمخرج الجزائري عبد الكريم بهلول ، أخرجه عام 2004 و قام بالبطولة فيه ممثلا دور سيناك الممثل الفرنسي المعروف شارل بيرلينغ ، و قد أخذ هذا الفيلم عدة جوائز في كندا و فرنسا ..

بطاقة خضراء
من هو حميد ناصر خوجة ؟
ربما كل التعاريف تعجز عن الإلمام بهذه الشخصية المتعددة .. و الممتلئة بكل شيء .. لكن حسبنا هنا أن نسوق بطاقة خضراء .. تعريفية بسيطة .. لأن القارئ سيدرك التعدد من خلال ما يأتي ..
الدكتور حميد ناصر خوجة من مواليد 1953 م بالأخضرية ولاية البويرة .. متخرج من المدرسة الوطنية للإدارة عام 1977 م .. رفقة العديد من الإطارات الذين تقلدوا مناصب سامية .. ليبقى هو موظفا عاديا بولاية الجلفة .. و ربما لولا اقتراح والي الجلفة التهامي له على رأس ملحقة المكتبة الوطنية التي ستفتح قريبا بالجلفة .. لبقي في أرشيف الإدارة ..
و رغم عمله في الإدارة إلا أن اهتمامه الأدبي ازداد مع الأيام .. لينال ماجستير في الأدب من جامعة السربون بفرنسا .. حول سيناك و كامو و العلاقة بينهما .. ثم بعدها بخمس سنوات يحصل على دكتوراه من ذات الجامعة حول ( سيناك .. ناقدا .. )
و ما يزال الدكتور حميد ناصر خوجة يقدم الكثير للأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية خصوصا ..

شموس ناصر خوجة
غير خاف على القراء أن هذا العنوان الفرعي مأخوذ من المجموعة الشعرية لجان سيناك التي ترجمها و جمعها و سمّاها ( شموس يحي الوهراني ) المترجم الجزائري محمد بوطغان ، و الذي يستحق أكثر من تحية ، و أكثر من تقدير ..
و ربما لا يعلم الكثير من القراء الجزائريين ، أن كتاب حميد ناصر خوجة الأخير ، و الذي عنوانه ( ألبير كامو ، جان سيناك ، أو الابن المتمرّد ) قد أحدثا ضجة كبيرة في فرنسا ، و أنه في الجزائر وحدها بيعت منه حوالي 2500 نسخة ، و صديقنا خضرون لم يخف رغبته الواضحة في ترجمته إلى العربية ..
كتاب ناصر هذا ليس الوحيد بل لديه كتب أخرى ، و كلها تدور حول سيناك ..
يقول ناصر : هذا الكتاب هو مذكرة ماجستير ، أي ديبلوم الدراسات المعمقة في الأدب الفرنسي من جامعة السربون ، و الهدف الأساسي من كتابتي له ، كان هو الكشف عن اللبس و تصحيح الأخطاء التي وقع فيها الكثير ممن كتبوا عن العلاقة بين ألبير كامو و جان سيناك بطريقة سطحية غير موثّقة ، و قد اعتمدت في دراستي هذه على المراسلات التي كانت بينهما ، و نقّبت أيضا في أرشيف سيناك في المكتبة الوطنية ، و في مكتبة مرساي بفرنسا ، و قد تحدثت عن علاقة الأديبين و الصداقة التي كانت تجمعهما ، و التي كانت في بدايتها أدبية ، ثم تحولت بعد ذلك إلى أن أصبحت عائلية إن صح التعبير ، بحيث أصبح كامو ينادي سيناك قائلا : يا ولدي .. و قد أثّرت هذه العبارة كثيرا في سيناك ، لأنه شاعر لم يعرف أباه .. ثم يضيف : الخلاف الوحيد الذي كان بينهما ، كان حول الجزائر ، و الثورة الجزائرية ، ففي الوقت الذي كن يؤمن فيه ألبير كامو بأن الجزائر فرنسية كان سيناك على عكسه يردد إن الجزائر جزائرية ، و أذكر أنه في بداية الثورة سأل كامو سيناك متعجّبا : هل تؤمن حقا باستقلال الجزائر ؟ شيء غريب ؟
لكن رغم هذا الخلاف ، كان كامو يحب سيناك كابن ، فهو أول من طبع له مجموعته الشعرية الأولى ، في دار غاليمار .. بل كان يعينه ماديا .. و سيناك لم ينس لكامو خيره هذا أبدا ..
و دليل آخر على هذا الحب و التقدير بينهم ، أن سيناك أول من نشر فصلا من دراسة كامو الفلسفية المشهورة التي بعنوان ( الإنسان الثائر ) في مجلته ( شمس ) عام 1952، والتي كانت سببا في القطيعة بين ألبير كامو و جان بول سارتر ، و نشر رواية ( الرجوع إلى تيبازة ) كاملة في مجلته ( سطوح ) عام 1953..
إضافة إلى الكتاب المذكور و الذي هو رابع أربعة .. أولها طبع ناصر المجموعة الشعرية الكاملة لسيناك ، و قدّم لها رفقة رونيه دوستياتي في مطبعة Act du Sud ، و ثانيها جمع دواوين سيناك غير المطبوعة و نصوصا أخرى غير منشورة و لا مطبوعة و لا معروفة ، و مقالات سياسية و نقدية و قدّم لها و نشرها تحت عنوان ( من أجل أرض ممكنة pour une terre possible ) ، و ثالثها كتاب : وجوه الجزائر .. نظريات في الفن ، و هذا حول الفن التشكيلي و علاقة سيناك به ، حيث كان حسبما قال ناصر منشطا كبيرا للحياة الفنية الجزائرية باعتراف المؤرخين و لمهتمين ، فهو أول من كتب و أشاد برسوم فنانين أصبحوا مشهورين فيما بعد ، فقد طبع في مجلته ( سطوح ) رسوم الفنانة بايا ، عبد القادر قرماز ، بشير يلس ، و آخرين ..
و أخيرا حصل ناصر على شهادة الدكتوراه من جامعة السربون ، و ذلك مقابل دراسته التي بعنوان ( جان سيناك .. ناقدا ) ، يقول ناصر : و لا أحد يعرف أن سيناك كان ناقدا .. الكل كان يعتبره شاعرا أو مذيعا و كفى .. و لا أحد يتذكر أن سيناك هو أول من لفت الانتباه لمولود فرعون عام 1946 ، و لكاتب ياسين و محمد ديب عام 1948 .. ثم يضيف لنا ناصر بعد دردشة خفيفة حول لوحة ( نساء القصبة ) المعلقة خلفنا في صالون شقته في الطابق الرابع وسط مدينة الجلفة ، و التي أخبرنا أنها للفنان بينيستي و قد أهداها له ابن الفنان و اسمه جان بيار في مدينة ليون ، قلت أضاف كانت لسيناك أفكار في الحداثة ، فقد كان يدرك جليا العلاقة الوطيدة بين الشعر و لفن التشكيلي ، فقد كان أول مدافع عن الفن الجزائري و كان ضد مدرسة الجزائر الفنية ، و هو الذي سمّى المدرسة التشكيلية المعروفة باسم ( النون ) أو ( الآية ) ، و ذلك إحياء للتراث العربي و ربطا للمبدعين العرب بجذورهم ..
ثم يبتسم ناصر قائلا : لقد كان سيناك ذا رؤية صحيحة ..

بين ناصر خوجة و جان سيناك
يقول ناصر : عرفت جان سيناك حينما كان يذيع حصة ( شعر على كل الجبهات ) في الإذاعة و التلفزة الجزائرية ، و التي لم تكن تتحدث عن كبار الشعراء فقط ، بل كانت تعطي الكلمة للشعراء الشباب ، ففي نهاية كل حصة يقرأ جان سيناك بصوته أشعارا لشعراء جدد متيحا لهم بذلك الفرصة و مشجّعا ، فكانت البداية أن كتبت له رسالة لأنه أذاع حصة عن الشاعر روني دو باستر ، قلت له فيها أنني أعجبت بهذا الشاعر و أنني أريد المزيد من أشعاره ، فما كان من سيناك إلا أن استدعاني عنده في البيت و سلّم لي القصائد و قال لي : لقد قرأت شعرك و أعجبني ، لكن روني دو باستر الذي كان قد أهدى لسيناك إحدى قصائده لم يتصرف معه تصرفا جيدا ، حيث ما لبث أن نزع الإهداء حينما طبع القصيدة في ديوان ، اسم القصيدة هو ( عمر الفيتنام ) و الموجودة في ديوان الشاعر في كوبا ، و قد كنت محظوظا ذات يوم حيث سمعت إحدى قصائدي بصوت جان سيناك في حصة ( شعر على كل الجبهات) ، و في بيته تعرّفت على أغلبية الشعراء ، مثل يوسف سبتي ، حميد تيبوشي ، و رشيد باي ..
يرن الهاتف ، يقوم حميد ناصر خوجة منحنيا ، مبتسما ، و كعادة المتصوفة الذين لا يحبون التحدث عن أنفسهم يبتهج حينما يقاطعنا شخص ما أو حدث ما ، لأنه سيتمكن من الفرار من أسئلتي الملحاحة للحظات ، بل و يتعمّد أن يعود إلى موضوع جان سيناك مبتعدا من الحديث عن نفسه ..
و لمّا يعود يقول : دعني نتكلم عن جان سيناك ..
أبتسم ، فيفهم أنني قد فضحت تهرّبه ، فيقول : لا توجد كتابة عن جان سيناك إلا و تجدني بين ثناياها ، أو أحد شهودها ، جان سيناك الذي تناسيناه كثيرا أعيد بعثه في لقاء أول عام 1983 في مارساي ، كان ملتقى خاص بجان سيناك و قد طبعت أعمال الملتقى ، و قد حضره كثير من المميزين من أمثال : الطاهر بن جلّون ، جمال الدين بن شيخ ، و إيمانويل روبلاس ، و شاركت بمحاضرة ..
أما في عام 1993 فقد أعد رابح بلعمري عددا خاصا بجان سيناك في مجلة ( أوان ) العدد العاشر ، و هي المجلة الموسومة بدفاتر الدراسات البربرية التي أنشأها مولود معمري ، و مؤخرا في العام الماضي شاركت في المعرض الذي كان شعاره من أجل جان سيناك ، و الذي كان بالمكتبة الوطنية ، و لا يسعني إلا أن أشكر الدكتور أمين الزاوي عليه ، ثم يضيف : ظل جان سيناك شبه مجهول في بلاده مدة ثلاثين سنة ، لم يُذكر في ذكرى وفاته مدة ثلاثين سنة ، و أول من أقام معرضا خاصا به هو الدكتور أمين الزاوي ، الذي أعاد جان سيناك للذاكرة ، و طبع له ديوانا بتقديمه و هو الذي ترجمه محمد بوطغان ، قبلها كان الرئيس الشاذلي بن جديد قد أعطى ديبلوم شرف في الشعر لجان سيناك من بين عدة شعراء آخرين في إطار الذكرى الخامسة والعشرين للاستقلال الجزائر ..
تنادي ابنته في الطابق السفلي : أبي تعالى لقد أحضرت الماء ..
يبتسم : سأقطع الحكاية ريثما أحضر الماء ..
و يقوم منحنيا مرة أخرى ، لا ليرد على الهاتف بل ليحمل الماء من الطابق الأرضي إلى الطابق الرابع ، ثم يعود مبتسما ، و يبادرني : أتعرف أن سيناك أول من أُعجب بالبوقالة ، لقد ترجم إلى الفرنسية 15 بوقالة رفقة باية .. بل لقد صارت ترجمته مرجعا ، و سمعت أن أمين الزاوي ، سيعاود إرجاعها إلى العربية .. و جان سيناك ، ثم يبتسم ثانية ، هو أول من قرأ ( قَسماً) في فرنسا و ساهم في ترجمتها ..

سيناك و الصحافة
قال ناصر : كان سيناك يساهم كثيرا في صحيفة الشعب التي كان يديرها صالح لوونشي ، و التي ظهرت بالفرنسية أولا باسم Le peuple ، ثم أصبحت الشعب بعد أربعة أشهر ، و كان عنوان ركنه الدائم هو ( الشمس تحت الأسلحة ) ، و الذي كان يقدم فيه شعراء الثورة ، كما شارك في مجلة ( نوفمبر 54 ) ، و كان في هيئة تحريرها ، و التي كان محمد بوديا أول مدير لها ، و قد كان فوق هذا و ذاك يساهم في الطبعة السرية لجريدة ( المجاهد ) أثناء الثورة ..

سيناك .. شخصية روائية

يقول ناصر : جاء سيناك كشخصية روائية في العديد من الروايات الجزائرية و الفرنسية ، ففي عام 1972 ذُكر في رواية ( السفر ) لأرنو موندال الذي قال له أنت هو ليوناردو دافينشي الأقدام السوداء .. و كان سيناك مايزال حيا ، و في سنة 1982 جاء ذكره في رواية ( نور المقنّع ) لسيرج ميشال ، الذي شارك في الثورة الجزائرية و قد تحدث في روايته كثيرا عن جان سيناك ، إنها كتابة متداخلة بين الحكاية و المذكرات عن جان سيناك في باريس و في الجزائر ، أما في سنة 1989 فقد جعله الروائي الجزائري رابح بلعمري رجل ثورة يحكي للجزائريين و الفلاحين عن الجزائر و الاستعمار و ذلك في روايته ( L’asil de pierre ) ، و في سنة 1978 كتب كريستيان دو دوي روايته ( الشمس من أجل العطش ) التي يحكي فيها حكاية متعاون أجنبي يبحث عن شاعر من الأقدام السوداء مات مقتولا ، و في الأخير و في نهاية الرواية يذكره صراحة بالاسم ، و آخر روائي تناول بالذكر جان سيناك هو الأعرج واسيني عام 1995 في روايته ( ذاكرة الماء ) ..

سيناك و الآخرين
تحدثت و حميد ناصر خوجة عن جان سيناك أحد المؤسسين الأوائل لاتحاد الكتاب الجزائريين حيث قال ناصر : كان هو السبب الحقيقي في وجود الاتحاد عام 1963 حيث انتخب كاتبا عاما و مولود معمري رئيسا ، ثم قال في صدد الحديث عن الآخرين :
1- العقاد : دفع سيناك الاتحاد للاحتفال بصورة رسمية بذكرى وفاة عباس محمود العقاد عام 1964 ..
2- أدونيس : عرف سيناك أدونيس عام 1966 و ذلك حين دافع عن الشعراء الذين يكتبون بالفرنسية ..
3- لوركا : كان سيناك متأثرا بلوركا .. و كان في بداياته يبتهج حينما يقال له أن شعرك يشبه شعر لوركا ، بل إنه اختار بيتين للوركا ختم بهما ديوانه الأول ..
نقطة حزن
قال لي ناصر مطأطأ رأسه و عليه نبرة حزن .. مثلما تنبأ بذلك : مات سيناك مقتولا ..
لأنه كان يقول دائما سأموت مقتولا مثل لوركا ، الطعنة تلك أو الطعنات الثلاثة عشر لم تكن في جسد الشاعر ، بل كانت في جسد الشعر الجزائري ، كانت بدايات للنسيان ، كانت بدايات للتجاهل .. إنها بداية دفنٍ دامت أكثر من ثلاثين سنة ، حاولت أن أخرجه من حزنه فقلت : ما مشروعك القادم ؟ .. قال ناصر في الختام : بيبليوغرافيا حول حياة جان سيناك ..

حوار / عبد القادر حميدة


ملحق : بيبليوغرافيا أعمال الشاعر الجزائري المغتال جان سيناك ( 1926-1973)

أُخذت هذه البيبلويوغرافيا من مطوية المعرض الذي خصّته به المكتبة الوطنية الجزائرية ( من 01 إلى 30 سبتمبر 2003 ) ، و التي قدّم لها الدكتور أمين الزاوي و كان ذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثلاثين لرحيل جان سيناك ..

أولا : في الشعر
1- الأعمال الشعرية : 1999 ( 830 صفحة )
2- من أجل أرض ممكنة : شعر و نصوص أخرى لم تنشر ، بريس 1999

ثانيا : في البحث
1- الشمس تحت الأسلحة ( عناصر المقاومة الجزائرية ) ، رودز سوبر 1957
2- أنطولوجيا الشعر الجزائري الجديد .. مكتبة سان جيرمان دي بري 1971 ( 130 ص )
3- جريدة الجزائر : جانفي – جويلية 1954 ، بيسناس ، الحي العالي ، ( 120 صفحة )
4- وجوه من الجزائر ، نظرات حول الفن ، الجزائر باريس ، إيديف ( 250 صفحة )

ثالثا : في الرواية
1- مشروع أولي للأب ، باريس – غاليمار ، 1989 ، ( 180 صفحة )

رابعا : في النشريات
1- مجلة شمس : رفقة مجموعة من الأصدقاء ، عام 1950 إلى 1952
2- مجلة سطوح : رفقة محمد ديب ، مولود معمري و أصدقاء آخرين عام 1953 و قد صدر منها عدد واحد
3- إنشاء المطبعة السرية في فرنسا ، بين عامي 1955 و 1962 لطبع جريدتي ( المقاومة الجزائرية و المجاهد )



#عبدالقادر_حميدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعر ابراهيم نصرالله
- أسرار الشاعر الكوني (قراءة في ديوان الشاعر طه عدنان )
- حوار مع الكاتبة المغربية فتيحة أعرور
- أشواق أبي فراس الحمداني
- مصطفى سعيد hello
- مذكرات شاهد القرن لمالك بن نبي / أنامل تتحسس الجراح
- و غدا يوم جديد
- كوليرا مغربية
- أصداء في جو ذلك المكان
- يد ترتعش
- سيرة الطفولة المقهورة
- إضافة ثرية .. و تحد جديد
- في مكتبة الوقت
- حالات من الغيم المستتر
- صبية بدون إثم
- أن تعيش لتحكي .. و تحكي لتعيش
- المرايا و المتاهات لبورخيس
- متعة القراءة .. و لذة الإكتشاف
- حديث عن المجموعة الأولى للشاعرة السورية فرات إسبر / مثل الما ...
- الربيع يؤجل السفر


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالقادر حميدة - هكذا تحدث حميد ناصر خوجة