أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالقادر حميدة - حديث عن المجموعة الأولى للشاعرة السورية فرات إسبر / مثل الماء لا يمكن كسرها















المزيد.....

حديث عن المجموعة الأولى للشاعرة السورية فرات إسبر / مثل الماء لا يمكن كسرها


عبدالقادر حميدة

الحوار المتمدن-العدد: 931 - 2004 / 8 / 20 - 11:43
المحور: الادب والفن
    


حديث عن المجموعة الأولى للشاعرة السورية فرات إسبر :

مثل الماء لا يمكن كسرها
بقلم عبدالقادر حميدة

هذه النصوص أعرفها ، فقد مررت على جزء منها بموقع ( كيكا ) ، بل و كتبت شيئا متواضعا جدا عن صاحبتها ، بعنوان ( المرأة التي لم يقرأها أحد ) .. لكنها تبقى على نصوصها أن تبقى منتشرة هنا و هناك ، و تأبى على نصوصها أن تكون مثلها ( التي لم يقرأها أحد ) ..بل لا تريد لأريجها أن يكون بلا معنى ، و لمرورها أن يكون بلا بصمات ، فهاهي إذن تبذل مجهودا رائعا ، و تجمعها تحت عنوان دال : مثل الماء لا يمكن كسرها .. فلتسمح لي أن أدنو من سور حديقة نصوصها ، أغترف من عبقها و أكتب كلماتي هذه تحت نفس العنوان ..
لكم فرحت في ذلك الصباح الذي امتلأ فيه صندوقي البريدي بحي عين الشيح ، بالمجموعة الأولى للشاعرة السورية ، البعيدة الآن عن سوريا جسدا لا معنى ( فرات إسبر ) .. و لكم تعاظم فرحي حينما فضضت ذلك المظروف القادم من نيوزلندا ، و قد تأبطته بضعة أمتار ، مبتعدا عن مبنى البريد ، بخطى متسارعة ، و انزويت في شارع خال ، لأرى على مهل في الصفحة الأولى من هذا الكتاب الذي طبعته دار التكوين بدمشق و زينت غلافه بلوحة للفنان الإسباني انطوني تايباس .. قلت أقرأ على مهل ما خطته يد الشاعرة الواثقة ثقة الماء الذي لا يكسر .. ( العزيز عبدالقادر حميدة محبتي و صداقتي إليك مع مجموعتي الأولى / فرات / نيوزلندة ) .. و هكذا و على وقع ذلك الفرح الطفولي الذي ما يزال يعتريني رحت أنتقل بين محطات هذه المجموعة الأنيقة .. البالغ عددها ثلاثين محطة في 118 صفحة ..
ففي البداية تهدي فرات مجموعتها هذه إلى والدها قائلة : ( إليك .. أبي .. كل هذا الماء الذي لا يمكن كسره .. عذبا فراتا ) ، ثم تستهل رحلتها العذبة ب ( امرأة متصوفة ) .. " امرأة في عشقها للتيه ..لتراتيل حب لم يقلها عاشق بعد .. ) ص 7 .. ( في سرير القمر نامت .. و تحت جناحيه أشعلت قناديل حزنها .. رابعة العدوية امرأة كانت تنام تحت عباءة الرغبة و تصرخ : في جلد الرجل .. شهوة .. و في جسد المرأة شهوات ) ص 9 ، و تأتي ( المرأة التي لم يقرأها أحد ) في المحطة الثانية ، و نصا ثانيا في هذا المفتتح الذي أرى أنه يتشكل من ثلاث نصوص ، أرادتها الشاعرة كمقدمة تعريفية لها و لحالاتها في مبدإ هذه المجموعة .. و كأنها تحكي عن نفسها .. و كأنها سيرة ذاتية تضع القارئ في أجواء الشاعرة قبل الولوج إلى هموم عامة أخرى .. أو غايات مغايرة أرادتها الشاعرة في نصوصها .. و النصوص المكونة للمفتتح في نظري ، هي النصوص الثلاثة الأولى من المجموعة .. ( امرأة متصوفة ) ، ( المرأة التي لم يقرأها أحد ) ، ( مثل الماء لا يمكن كسرها ) ..
و حين نقرأ نص ( مثل الماء لا يمكن كسرها ) تتجلى رؤيتي جيدا في أنها أرادت لنفسها هذه البيوغرافيا التعريفية الموجزة ، أرادت أن تقول من هي ، و بكلمات أخرى ، إنها تشبه ما كتبه بورخيس عن نفسه قائلا ( أنا و بورخيس ) ، فكأن شاعرتنا تقول هنا ( أنا و فرات ) ، و ربما هي تريد أن تحاور جنية الحرف على رأي صديقي الشاعر أحمد سعيد بن دراح ، لكنها تظل تخاطب هذا الآخر الساكن فيها ، تخاطب فرات الشاعرة و تحاكيها ، فانظروا إليها تقول في ( مثل الماء لا يمكن كسرها ) :
( .. لا تشبه أحدا إلا أنا ، قادمة من البرية ، يداها قاسيتان ، و بشرتها جافة تشبه الغبار .. ) ص 15
( .. صديقتي تشبهني فقط ، هي لا تحب أحدا و لا تكره أحدا ، و لكنها تحاول دائما أن تمسك بالمسافة التي تفصلها عني .. ) ص 15
لتعترف بعدها بشدة القرب بينهما هي و هذه الشبيهة ( صديقتي التي ماتت كانت أنا .. ) ص 17
بعد هذا المفتتح الثلاثي ، تدخل فرات عوالم أخرى على مدار 27 نصا ، تغوص في هواجس مغايرة لكل منها خصوصيته ، و شكله و ربما حتى لغته ، و تراوح فرات بين المعاني مثلما تتراوح داخلها اللحظات ، بين شد و جذب ، علو و انكسار ، انسجام و تقاطع ، فنقرأ عبر عناوين المحطات ما أرادت فرات أن تخبرنا به ، قدر ما استطاعت ، و قدر ما طاوعتها حروفها في القبض على لحظاتها .. فنقرأ النصوص : نساء ، موتنا الأخير ، مدينة في البياض ، أنت ، فصول الجنون ، إضاءات الفراغ ، تشكيل ، غيوم الرماد ، بيتنا و تهدي هذا النص لأختها خالدة : ( هناك كان الدمع يهمس للدمع / لملمني يا هدب / اجعلني بحيرة في عينيك .. ) ص 47 ثم نواصل الرحلة عبر محطات الماء هذه ب : لا أحد ، رحيل و هو أقصر نص في مجموعة فرات إسبر لنقرأه معا :
( كأني على عجل ..
الجميع يسير ببطء
و أنا على عجل أسير
و كأن العمر رمانة تفرط حباتها حبة إثر حبة
ها أنا أذوي كحديقة غادرها الأحباء .. ) ص 55
ثم تأتي نصوص : امرأة الأيام ، البيت الذي اسمه الخوف ، كل الأضواء مطفأة إلا ضوء قلبي إليك ، أوراق من دفتر الورد ، تأملات امرأة ، حالة موت لم تثبت ، قراءة في دفتر الزمن ، رسائل لم يستلمها أحد ، نص يتيم و هو مهدى لموقع ( كيكا ) بعبارة : إلى كيكا ( صموئيل شمعون ) بيت من لا بيت له ، ثم مرثية 2003 ، هي التي أخذت كل شيء ، جغرافية ، عاشقان ، قبيلة الحواس و في هذا النص مفتتح جميل تقول فرات ( الجميع يتحدث عن الجسد ، و لا أحد يتحدث عن ساكنيه ) ، و تختم فارت مجموعتها هذه بنص ( ضمائر ) و هو مقطوعات شعرية كل واحدة معنونة بضمير : هو ، هي ، هؤلاء ، تلك ، أنت ، أنت ، أولئك ، هذه و في الأخير مقطع مغاير بعنوان : جميعهم ..
كان هذا عرضا بسيطا لباكورة الشاعرة السورية المقيمة بنيوزيلندا فرات إسبر ، حاولنا فيه وضع القارئ في أجوائها ، و تعريفها لديه ، تعريفا بسيطا ، لا يغني عن الاقتراب منها و من عوالمها ، و قد يغري بالبحث عنها ، و التعرف إلى مجموعتها ، و قراءتها ، و الغوص في مكامنها ، ، فهي غائمة ، و داكنة ، و صافية ، وواضحة ، وطيعة ، و مستعصية ، و سهلة ، وصعبة ، هي نقائض امرأة ، و حنين شاعرة تظل دائما ( مثل الماء لا يمكن كسرها ) ..

عبدالقادر حميدة
الجزائر



#عبدالقادر_حميدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع يؤجل السفر


المزيد.....




- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالقادر حميدة - حديث عن المجموعة الأولى للشاعرة السورية فرات إسبر / مثل الماء لا يمكن كسرها