أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد هجرس - من الأوّلى بالدفاع: ثقافة مصر .. أم وزير الثقافة؟!















المزيد.....

من الأوّلى بالدفاع: ثقافة مصر .. أم وزير الثقافة؟!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 11:06
المحور: المجتمع المدني
    


لم تكن هذه أول مرة أنتقد فيها وزيراً وأعترض على سياساته . بل إن القاعدة – للأسف الشديد – تكاد أن تكون معارضتى لمعظم الوزراء وسياسة الحكومة بصورة عامة. وهذه إحدى الايجابيات التى نفخر بها حيث تمتع بقدر نمن حرية الصحافة لم يسبق له مثيل، ونرجو أن يدوم وأن يتعزز.
ومع كل الآراء الانتقادية التى تبنيتها، سواء فى كتاباتى بالصحافة أو حواراتى على شاشة التليفزيون والفضائيات، ظلت علاقتى بالمسئولين الذين اختلف مع سياساتهم متسمة بالاحترام المتبادل والبعد عن "شخصية" الخلافات الموضوعية.
ومن هنا .. كانت دهشتى من الصخب الشديد الذى أعقب النقاش الذى دار بين عدد من الكتاب والصحفيين من بينهم كاتب هذه السطور وبين الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة، فى البرنامج التليفزيونى الشهير " حالة حوار" الذى يعده ويقدمه الزميل الدكتور عمرو عبدالسميع.
وكانت دهشتى أكبر من "النظرية" التى انتشرت بين كثير من قيادات وزارة الثقافة – الذين أعتز بصداقة معظمهم – وخلاصتها أن الانتقادات التى تم توجيهها من جانبنا إلى الوزير فاروق حسنى لم تكن لوجه الله وإنما كانت لحساب وزراء آخرين فى نفس الحكومة التى ينتمى إليها وزير الثقافة.
وليسمح لى أصحاب هذه النظرية – مع احترامى لاشخاصهم – ان أقول دون لف أو دوران أنها من أسخف ما سمعت.
فهى – أولاً – تحاول الالتفاف حول الموضوع الأصلى، ألا وهو الانتقادات المحددة التى وجهناها إلى السياسة المتبعة فى وزارة الثقافة على امتداد العشرين عاماً الأخيرة. وبدلاً من الرد الموضوعى على هذه الانتقادات يجرى وضع المسألة فى سباق "تآمرى" تفوح منه رائحة "دسائس البلاط" والمكائد والوشايات. وهى كلها أمور رديئة لكنها لا تعنينا ولا تشغلنا، ولا تثير فضولنا للنميمة.
ثانياً – تتناسى هذه النظرية التآمرين أن كاتب هذه السطور لا يخفى معارضته لمجمل سياسات حكومة الدكتور أحمد نظيف، فى السياسة والاقتصاد وشئون المجتمع كما فى شئون الثقافة، وبالتالى فإنه من السذاجة تصوير الاختلاف مع سياسات الوزير فاروق حسنى كما لو كان اختلافا "شخصياً" مع الوزير.
ثالثاً – بتجاهل المروجون لهذه النظرية التآمرية أن الوزير ، أى وزير ، لا يمارس سلطاته داخل جدران وزارته فقط، وإنما هناك شئ يسمى بـ " المسئولية التضامنية" لكل الوزراء. وبالتالى لا يستطيع أحد الوزراء أن يتنتصل من مسئوليته عن مجمل السياسات التى تنتهجها الحكومة بأسرها. وإذا لم تكن هذه السياسات تروق له فان عليه أن يستقيل فوراً وأن يعلن أسباب استقالته للرأى العام.
والقيادات التى تردد هذه النظرية التآمرية السخيفة سئ إلى نفسها وإلى الوزير وإلى الحكومة قبل أن تسئ إلى الكتاب والصحفيين. لأنها تعنى أن هناك وزراء يكيدون لوزراء آخرين وينصبون لهم الفخاخ حتى يوقعوا بهم فى شر أعمالهم.
وهذه لا تكون حكومة .. وإنما تكون زمرة من المماليك والمتآمرين .
وإذا كان هذا هو واقع الحال فإن السؤال الذي يجب أن يرد عليه المرجون لهذه النظرية التآمرية هو : لماذا استمر وزيرهم فاروق حسنى فى مثل هذه الوزارة التى يتربص كثير من وزرائها له لمدة قياسية تصل إلى عشرين عاماً؟!
رابعاً- بهذا النحو لا يكون فاروق حسنى هو المسئول "الوحيد" عن سلبيت السياسة الثقافية الرسمية وإنما يكون المسئول "الأول" ويشاركه المسئولية كل زملائه الوزراء، ورئيس مجلس الوزراء أيضا. كنا يكون هو نفسه مسئولاً مسئولية تضامنية عن كل السياسات الأخرى التى تتبناها الحكومة فى كافة المجالات وشتى القطاعات.
فلا يستطيع فاروق حسنى – مثلاً – أن يتنصل من سياسة الخصخصة أو الدعم أو التعليم أو البحث العلمى أو الضرائب والجمارك وغيرها .. فطالما أنه وزير فى الحكومة فإنه مسئول مسئولية تضامنية عن أى سياسة تصدر عنها.
وبالمثل لا يستطيع زملاءه الوزراء ان يتنصلوا من مسئوليتهم عن السياسات التى تنتهجها وزارة الثقافة لنفس السبب، بالاضافة إلى سبب آخر لا يقل أهمية هو أن الثقافة تتأثر بأمور كثيرة معظمها ليس فى يد وزير الثقافة، منها – على سبيل المثال – حالة التعليم، ومستوى الأمية فى المجتمع، ودور الكنيسة والجامع، والإعلام ، وغيرها.
كل هذا لا يجعل وزير الثقافة المسئول الوحيد عن الثقافة، لكنه لا يجعله – بالمقابل – يتنصل من أنه المسئول الأول.
وحتى إذا كانت كل هذه الجهات الأخرى غير متعاونة معه فإن هذا لا ينفى مسئوليته، على الأقل من زاوية استمراره فى كرسى الوزارة لمدة تصل إلى عشرين عاماً. فإذا كان التعاون مقفولاً فملاذا لا يستقيل ويعلن ذلك على الملأ؟
لذلك .. فإنه بدلاً من هذه التبريرات المتهافتة يجب أن نعترف بواقعنا الثقافى، كما هو، حتى نستطيع أن نغيره.
والحقائق لهذا الصدد – إذا كانت لا تنكر انجازات كثيراً تحققت فى ظل قيادة فاروق حسنى لوزارة الثقافة إلا أنها لا تنفى أيضاً اخفاقاً ذريعاً للمشروع الثقافى التنويرى بدليل هيمنة المشروع الثقافة الأصولى والطلابى على المجتمع وعلى الثقافة المادية والثقافة اللامادية على حد سواء.
وفى ظل هذه الهيمنة انتشرت ثقافة التزمت والتعصب والتطرف، وجرى اغتيال العقلانية والتفكير النقدى، وشاعت ثقافة التكفير، وتوارت ثقافة التسامح الفكرى والدينى، واستشرت مؤسسة الخرافة إلى حد هرولة آلاف مؤلفة من المصريين لتقديس شجرة أو ترديد كلام عجيب عن رضاع الكبير والصغير، والهبوط بسيرة نبى الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام من مقامها الفكرى الرفيع إلى الحديث الغث عن مخالفاته وفضلاته بدلاً من الحديث عن عظمته الروحية والنضالية والانسانية.
ولم يكن عجيباً ان تتعايش مع المشروع الثقافة الاصولى والطلامى ثقافة عشوائية منحة من الجانب الآخر، مثلها الأعلى مغنى "الحمار" والأخ شعبان عبدالرحيم ومن لف لفه.
وكانت النتيجة تراجع ريادة مصر الثقافية إقليميا، وتراجع الابداع الثقافى المصرى داخلياً أمام تحالف التخلف من جانب والغثاثة من جانب آخر.
وبطبيعة الحال فان هذه الصورة السلبية لا تنفى وجود بقع ضوء متناثرة هنا وهناك، وإبداعات ثقافية محترفة شجعتها وعمت كثيراً منها وزارة الثقافة وفاروق حسنى. لكن كل هذه الانجازات ظلت – ولأسباب كثيرة – نخبوية الطابع ومحدودة التأثير، بينما الساحة مفتوحة لفقاء التخلف وإعداء العقلانية والتسامح وصب الحياة.
وبدلاً من مناقشة سبل خلق جبهة ثقافية عريضة لمواجهة هذا التحدى، الذى يستهدف عقل مصر ووحياتها، اخترع لنا البعض هذه النظرية التآمرية السخيفة .. كمحاولة للهروب الخائب من مناقشة الموضوع. وهذا الهرب – بدوره – هو تكريس بشكل آخر لواقع الانهيار الثقافى الذى نعيشه والذى يجب على الجزء الناطق من الأمة التكاتف من أجل تغييره حتى نستعيد هوية مصر من براثن التخلف والتزمت والغثاثة.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبهة الديموقراطية.. أمل جديد
- حتى لا تكون حماية المستهلك مجرد شعار
- العِبَارة .. فى العبَّارة!
- انتبهوا أيها السادة: مؤامرة لاغتيال عقل مصر!
- تعارض المصالح .. للمرة الألف
- البيئة .. والسياسة
- نهاية الرئيس العاشر للبنك الدولى
- إلا رغيف العيش
- الدين .. والبورصة
- إنها الفتنة ! بالله عليكم.. لا تقولوا أن الوحدة الوطنية بخير
- صحة المصريين... وروشتة الجبلى (2)
- أمريكيون أكثر من الكونجرس الأمريكي!
- ساركوزى دخل الاليزيه بفضل أسامة بن لادن!
- أمريكيون أكثر من الكونجرس الأمريكي
- ساركوزى دخل الاليزيه بفضل أسامة بن لادن
- (صحة المصريين .. وخطة الجبلى (1
- مسلمون بالإكراه
- نوبة دوت كوم
- .. وأخيراً تحدث أحمد عز!
- وصف مصر.. بالأرقام 5


المزيد.....




- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد هجرس - من الأوّلى بالدفاع: ثقافة مصر .. أم وزير الثقافة؟!