أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عايد سعيد السراج - مصطفى حقي0 يهجر الماضي ويبدأ الحياة 0














المزيد.....

مصطفى حقي0 يهجر الماضي ويبدأ الحياة 0


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:15
المحور: سيرة ذاتية
    


ليس غريباً على الإنسان الحقيقي , أن يهجر الماضي الذي كان يكبله بإرث كبير , من القوانين والمفاهيم الاجتماعية التي أصبحت تثقل عليه كاهله , ويهجر كل قيم المجاملات والحياة العادية , لينطلق حاملاً راية الحرية , مدافعاً عن القيم السامية , وواضعاً قلمه بخدمة الحق والعدالة والدفاع عن الحريات العامة , مستنيراً بكل الأفكار التي تدعو لصناعة الحياة , كم يسعدك أن تشد على يد الرجل الذي يقول لك ها أنا ذا , وليس ما كنت عليه , وهذا النوع من البشر أراهم أكثر صدقاً من غيرهم , لأن صحوتهم جاءت نتيجة زمن طويل من العذابات الخاصة والشخصية , يأتي هؤلاء الكتّاب الأكثر جرأة وشموخاً متحدين ليس ماضيهم فقط , بل أيضاً الراهن المملوء بالأكاذيب وحاملين مع جميع الشرفاء , شرف الكلمة الصادقة المستنيرة , فتارة ترى – مصطفى حقي – مدافعاً عن المرأة وعن إنسانيتها وكرامتها , ومرة أخرى تراه يدافع عن حرية الكلمة, وطوراً تراه يكتب مقالاً يفضح فيه الجهل والخرافات, والتاريخ المملوء بالأكاذيب والنفاق , أنت لا تستغرب أن ينهض كاتب ما حاملاً مشعل الحرية و كما أنك لا تستغرب عندما يسقط آخر كنت بالأمس القريب تعتبره من أكثر الناس دفاعاً عن الحرية والكرامة , وأيضاً تراك لا تستغرب هذا أو ذاك , فالذي ينهض يحاول تعزيز ذاته ليسير مع أصحاب الرأي الحر , أما ذاك الذي يسقط رغم معاناته وكل الآلام التي عاشها لم يستطع أن يكون من القابضين على القيم النبيلة , لذا يسقط ولا غرابة في الأمر لأن البشر هم هكذا أحياناًَ يخذلك أقرب الناس إليك , يخذلك في الأخلاق والقيم وكذلك في الصدق , وأحياناً شخص لا تربطك به أية رابطة(اقصد يخذل الأفكار والقيم الإنسانية الحرة) ويفاجئك بأنه فوق ما كنت تتوقع من إرادة وسمو , فلا الذي سقط وخان الطريق واقفة عنده الحياة , ولا الذي جاء بالجديد , جاء بما لاتستطيع تقديمه الحياة , ولكنّ الذي يتحدى ويستمر في تحديه مهما كانت الصعوبات , هو الأكثر تلاؤماً وانسجاماً مع ذاته , فالأول خان شرف الكتابة والآخر سما معها وحوّلها نبراساً لقيمه , وأنا أقصد هنا الكتابة التي تجعلك تدفع الثمن غالياً خاصة عندما تكون في ظرف حياتي واجتماعي يحبسون أنفاسك من أجله , ويراقبونك ويحاولون تشويه سيرتك لأنك خرجت عن سرب المنافقين والدجالين والمرتزقة الذين يبيعون الزيف والنفاق ليس في مكاتب السمسرة التي يملكون ولكن أيضاً تحويل الأدب والكتابة إلى ارتزاق فاضح وتجهيل للناس , لماذا إذاً ترى الأنظمة القبيحة تلاحق الكتّاب والأدباء وتمنع الحريات , وحريات الرأي , أليس لأن الكتابة , قادرة على فعل الحقيقة والدفاع عن الحرية وكرامات الناس , أليس القول هو الذي يكون فصلاً في بعض المواقف بين الحقيقة والباطل , ثم أليس القول الآخر المنافق هو الذي أنشأ جيوشاً كاملة من المنافقين والدجالين وأصحاب السطوة والمرتزقة من خفافيش الحرف الذين يمجدون السيد السلطان , إذا كان الحرف يمثل ضمير البشر , فلما إذن يخون الكتّاب ؟ أليس لأنهم بشر , وخيانة البشر لكل شيء واردة , أمّا على الصعيد الأدبي فالكاتب الأديب مصطفى حقي أغلب أعماله الأدبية تتحدث عن الفقراء وهموم الناس وخاصة روايته الأخيرة , ومضات بين الحزن والفرح – حيث هي ترصد حياة الفقر / وبيوت التنك / / الكارنتينا لبنان / وهي تحوي المزيج الهائل من المشردين من كل أنحاء العالم العربي ( فلسطينيون – سوريون – مصريون – عراقيون ومن بلاد المغرب العربي ) كتل بشرية هائلة تعيش البؤس والفاقة بكل أبعاد الكلمة يقول الكاتب : ( حي الكارنتينا في نهاية الخمسينيات هو حي مثالي لأحياء الصفيح , غرف متلاصقة من التنك الصدئ أبعادها من الداخل لا تتجاوز التسعة أمتار مربعة يسكن فيها آلاف العمال الكادحين والمتسكعين وبعضهم مع عائلاتهم في شروط بيئية وصحية تحت خط الدون , الماء ينقل من عدة مناهل موزعة بين الأكواخ , وتتواجد أيضاً عدة مجمعات متفرقة كمراحيض للعموم مقرفة وأكثرها بلا أبواب ومظلمة في الليل ) هكذا هو الأديب – مصطفى حقي – يكتب الأحداث بشكل تسجيلي وبواقعية تفوق الواقع مستخدماً لذلك لغة عادية , وأحياناً يستخدم المفردات العامية لتصوير المشهد , فالأحداث لديه إنسانية عميقة وكأنه يريد أن يقول لنا في كتاباته أن الحياة هي الأدب , ولا شأن لي بآرائكم ومدارسكم النقدية أنا هكذا أكتب هذا أنا 0
• إن الكاتب الذي لا يستطيع أن يخلق لنفسه حدوداً فاصلة بينه وبين مطبات الحياة القاتلة , فإنه حتماً سيخون الكتابة ويؤجر قلمه إلى أعداء الحياة , لذا ترانا نفرح كلما رأينا كتّاباً ينضمون إلى قافلة أصحاب الرأي الحر والمدافعين عن الحق , الذين يفضحون الأكاذيب والدجل 0
• - مصطفى حقي – أديب له مجموعة من الأعمال المسرحية والقصصية والروائية منها : 1- عودة راحل – مسرحية -2- حتى ينجلي الظلام – قصص -3- الولادة – مسرحية -4- حارة الرميلة – رواية – وآخر أعماله – ومضات بين الحزن والفرح – رواية 22/4/2007 0
فكل الاحترام لك مصطفى حقي وأنت تحاول وضع شمعة على أيقونة الحرية 0




#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجدلية
- سيدة الجلالة تغرق بالدماء 0
- سعدي يوسف – وفاضل العزاوي
- عبد الوهاب المسيري – ربع علماني
- لماذا تُخرِّب الأحزاب السياسية العمال ؟
- لو كان الفقر رجلاً لقتلته
- شارع المتنبي
- النوروز , وقانون الإحصاء الجائر
- المهدي المنتظر -3-
- رؤيا – مصطفى أحمد النجار
- المهدي المنتظر-2-
- المهدي المنتظر -1-
- المفكر هادي العلوي, عن الحجاب
- الإسلام يتنافى مع إنسانية المرأة0
- يوم كان الرب أنثى
- حدود الوطن
- يوسف
- هل أدمنت الشعوب العربية حكم الطغاة ؟
- الإعلام العربي وثقافة الكره
- سأقتل أبناء بلدي


المزيد.....




- فيصل بن فرحان يعلن اقتراب السعودية وأمريكا من إبرام اتفاق أم ...
- إيرانيون يدعمون مظاهرات الجامعات الأمريكية: لم نتوقع حدوثها. ...
- المساندون لفلسطين في جامعة كولومبيا يدعون الطلاب إلى حماية ا ...
- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- كييف تعلن كشف 450 مجموعة لمساعدة الفارين من الخدمة العسكرية ...
- تغريدة أنور قرقاش عن -رؤية السعودية 2030- تثير تفاعلا كبيرا ...
- الحوثيون يوسعون دائرة هجماتهم ويستهدفون بالصواريخ سفينة شحن ...
- ستولتنبرغ: -الناتو لم يف بوعوده لأوكرانيا في الوقت المناسب.. ...
- مصر.. مقطع فيديو يوثق لحظة ضبط شاب لاتهامه بانتحال صفة طبيب ...
- استهداف سفينة قرب المخا والجيش الأميركي يشتبك مع 5 مسيرات فو ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عايد سعيد السراج - مصطفى حقي0 يهجر الماضي ويبدأ الحياة 0