أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - لو كان الفقر رجلاً لقتلته














المزيد.....

لو كان الفقر رجلاً لقتلته


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هذا هو القانون العظيم الوحيد الذي أريد التحدث عنه – عن الإمام علي بن أبي طالب فقط – رغم انزياحه النهائي إلى حلف الفقراء , بل الدعوة الأكثر وضوحاً عنده لجميع أقرانه وأتباعه للخلاص من الفقر وخلق نظام أكثر عدلاً بين الناس , وهو القائل : ( يأتي زمان على الناس , لا يقرب فيه إلا الماحل , ولا يظرف فيه إلا الفاجر , يتخذون الفيء مغنماً , والصدقة مغرماً , وصلة الرحم مَنّاً, والعبادة استطالة على الناس , فحينذاك يكون سلطان النساء , ومشاورة الإماء , وإمارة الصبيان ) ليس موضوعي هذا عن ( الإمام علي وانحيازه إلى جانب الفقراء , وبالتالي إلى نظريته التي تدعو إلى العدل بين الناس , وقول كلمة الحق التي راح ضحيتها هو وأتباعه , وكيف تحولت هذه المسألة من مسألة عقائدية كما هي عند ( أبي ذر الغفاري ) إلى مسألة فداء , وإن كنت أفصل بين الداعية وبين الحكم , أي على الداعية وصاحب الفكر أن لا يكون من الحكام ,أو بطانيتهم أو حتى مناصريهم في أي مكان وزمان, لكي لا يكون وأفكاره ضحية السلطة وإغراءاتها , فالفكر وخاصة عندما يكون عظيماً , يأخذ منه من يشاء , ولا يأخذ منه الذي يشاء , وهو بذلك يكون مساعداً على إحقاق الحق ومناصرة المظلوم ( لو كان الفقر رجلاً لقتلته ) هذا الكلام العظيم هو رغبة عند جميع الفقراء عبر التاريخ , وكذلك الأزمان , فالذي لم يذق طعم الفقر وويلاته لا يعرف طعم الحياة , ولا يدرك جوهرها الإنساني , وبذلك لا يعرف الألم والمعاناة التي يعاني منها هذا الإنسان الذي عانى الفقر , وما مدى الأخطار الإنسانية والنفسية التي يعاني منها 0 ولا يعرف أيضاً مدى الانحطاط والتزلف , والنذالات التي يعاني منها الطرف الآخر , أي الأغنياء والساعون إلى الغنى من عبدة المال, وكيف يرضون لأنفسهم كل هذه الوضاعات, فقط ليتحولوا إلى أسياد , ويستبعدون الآخرين , ولا يُدركون, أو يُدركون أنهم بالطرق غير الأخلاقية التي توصلوا بها إلى سلطان المال , احتقروا أهم شيء َورَثوه من الطبيعة البشرية, ألا وهو الجانب الإنساني , أي الأخلاقي , الذي روحه الكرامة والحرية لهم وللآخرين 0
وهنا تكمن المعادلة الأخطر والأكثر صعوبة , عندما تكون مفكراً أو أديباً أو شاعراً , وتتملك روحاً تسمو بك إلى فوق الآلام والصغائر , فرغم الألم وهذه الحرقة التي تلسعك في كل حين , في وقتٍ الكلّ يريد منك أن تسقط , الكلّ يراهن على سقوطك فالبعض تشفياً , والبعض الآخر مصلحة , والأكثر بؤساً أقرب الناس إليك , فتراك هنا تقع في حيرة , وتهتز قناعاتك بمنظومة ما يسمى الأهل, والأصدقاء ,فتعرف تماماً لما قال المتنبي ( عش عزيزاً أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود )إذ لكل زمن حروبه التي يحاربونك بها , وأن تعددت ( القنا والبنود ) ولكن تظل الكرامة الشخصية والقناعات الحرة واحدة عند كل الذين يرتدون النفوس الكبار , فلا هَمَّ إن كنت لا تملك بيتاً مثلي , وتعمل على جهاز كومبيوتر ( ثمانيني مهترئ أعاره لك أحد الأصدقاء لتدبر رأسك به , وأنت لا تستطيع أن تستخدم الجهاز في اليوم الواحد إلا لمدة نصف ساعة أو ما يزيد , لكي لا تنتهي عندك البطاقة المعدودة الساعات التي تشتريها بشكل شهري , ماذا يعني ذلك وأنت تعيش في وطن يحارب الإمبريالية والصهيونية , ويعيش مرحلة التقدم والاشتراكية والعروبة والقومية , والنهج النضالي الثوري , وما إلى ذلك من ديماغوجيات كاذبة , وترى شذاذ الآفاق ينعمون بمقدرات الوطن ,والكتبة يمجدون القادة وأزلام الثورة والعروبة المهزومة , مقابل بضع دولارات فيما يسمى بمهرجانات الانتصارات الزائفة , التي استطاع تجار كرامات الأوطان ,الذين ينتصرون فيها على شعوبهم , ويمتهنون كراماتهم وتظل مرفوع الرأس عالي الكلمة والكرامة , حيث الجميع يسقطون في أفخاخ النفاق , والملونون من كَتَبَتِ الزمان , يُدبِّجون الأكاذيب , ليحصلوا على فتات الموائد , والسؤال يظل ودائماً أليس الحروف النورانية فوق كل المصالح الآنية , ألا يصطلي الحرف بالنار , ليقدم لنا النور , طوبى لمن حمل حروفه النورانية , وكتب بدمه مجد الحرف , طوبى لكل من سقطت المصالح الأنانية تحت أقدامهم , طوبى لكل من يحمل صليبه إلى الجلجلة / الشاعر العظيم – كرماني / السيد المسيح / الحسين بن علي / أبو ذر الغفاري / لوركا / غيفارا / أبو الطيب المتنبي / والقائمة لا تنتهي , من كل الملل والنِحل , هؤلاء هم أصدقائي ( الطيبون البررة الأوفياء , ومن يتمثّلهم من البشر أما الباقون , فمهزومون في السر والعلن , حتى في رَغَدِ العيش ) هل تعلمون ما هو أجمل شيء في أصدقائي القدماء , وأصدقائي الجدد – هو هذه الحالة – الدون كيشيوتية – التي يعيشون ويحلمون , إذ هم فرسان النور وأصدقاء الحرية والحلم , رغم أن البعض منهم متورط في خياناته الصغيرة 0



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع المتنبي
- النوروز , وقانون الإحصاء الجائر
- المهدي المنتظر -3-
- رؤيا – مصطفى أحمد النجار
- المهدي المنتظر-2-
- المهدي المنتظر -1-
- المفكر هادي العلوي, عن الحجاب
- الإسلام يتنافى مع إنسانية المرأة0
- يوم كان الرب أنثى
- حدود الوطن
- يوسف
- هل أدمنت الشعوب العربية حكم الطغاة ؟
- الإعلام العربي وثقافة الكره
- سأقتل أبناء بلدي
- احمد عبد الكريم ونّوس – شاعر الفراشات الحزين
- سامي حمزة – وعوالم النص 0
- الحقيقة وفضاء الحرية , جوهر الحوار المتمدن
- طالب همّاش . شاعر الكمنجات الحزينة 0
- العيد الأ تعس هو الكذبة الكبرى
- الدين وأتباع الله


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عايد سعيد السراج - لو كان الفقر رجلاً لقتلته