العبث بالدستور في الاسلام 1/2

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 1913 - 2007 / 5 / 12 - 13:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الدستور – والقانون - معروف عند الانسان من آلاف السنين وهو ليس بالضرورة مكتوبا كما هو في عصرنا وانما هو عرف تعارف الناس عليه فأصبح دستورا والقانون قانونا يعرفه الناس ويعملون به ..
وكما هو الحال في زمننا ، كذلك كان الناس من قبل ، هناك من يحترمون دستور بلادهم ويلتزمون به ، وهناك من يعملوا منه لعبة يتلاعبون بها حسب مصالحهم وأهوائهم يوسعونه ويضيقونه ليوفي لهم بطلباتهم ..
وكلنا نعرف بأن المساس بالدستور جريمة لا يجرؤ أحد علي اقترافها بدول العالم المحترمة التي يحكمها حكام آدميون محترمون ، والتي هي ذات النظم الديموقراطية العلمانية بالغرب وبالشرق أيضا – الشرق الأقصي لا الشرق الأوسط – .
ولقد شهدنا آخر حالتين من حالات اللعب بالدستور بتوسيعه حسب المزاج للعصابة الحاكمة وحسب مصلحة ابن رئيس العصابة كما حدث بسوريا : كلب العروبة النابح و الوفي الأمين ، رافعة راية الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة ومهد ومعقل حزب البعص العربي الاشتراكي الذي أهلك أمته العربية بعصا ، ولم يكتف بعد !
أما الحالة الأخيرة للعبث واللهو بالدستور فهي التي حدثت في المقهورة – عاصمة مصر - فمن المؤكد أن فاعليها استفادوا من خبرة حاشية الطيار العسكري السوري ديكتاتور سوريا مضيع الجولان – حافظ الأسد – في توريث السلطة لابن الديكتاتور وارضاعه الدكترة علي يد الحاشية بعد انتزاعه من مهنة انسانية هي مهنة الطبيب ! - ، وتلقينه فنون الاستبداد والطغيان لأجل مزيد من قهر وافقار واذلال واحد من أعرق و أرقي شعوب المنطقة ..!
استفادت حاشية الطيار الديكتاتور المصري من حاشية الطيار الديكتاتور السوري .. وتحت اسم اصلاح دستوري ..! عبثوا بالدستور لتمهيد الطريق لتوريث السلطة لابن مبارك علي غرار توريث السلطة في سوريا لابن حافظ الأسد ..!
فتري : هل من مرجع عرباوي اسلاماوي أخذ هؤلاء عنه لعبة العبث بالدستور ..؟
نعم :هذا المرجع هو مرجع مشترك من الكتاب الشريف والسنة المشرفة .. – وكلها كما ترون مراجع مشرفة وليس بها مرجع غير مشرف !
و أساتذة القانون في مصر ، خدم السلطة الذين يفصلون للحاكم قوانين حسب راحته وبقائه مقابل بقائهم ومنحهم المناصب ، نسميهم – ترزية القوانين – بينما تفصيل قوانين حسب الهوي هو سنة اسلامية ..!
فقد كانت عائشة زوجة محمد : جريئة .. فلم تتردد في انتقاد وكشف محمد ، الذي كان كلما قابلته مشكلة تتعارض مع مصلحته ، حلها بتفصيل آية ، والخروج علي الناس في الصباح ليقول لهم ها هو حكم قد نزل من عند الله ! فتقول له عائشة علي الفور متهكمة : ان ربك ليسارع في ارضائك (!!!) . وكما يبين لنا هذا الحديث – المأخوذ من موقع الاسلام ، الخاص بالمملكة العربية السعودية – علي الانترنت -
نص الحديث :
عن التي وهبت نفسها للنبي
حدثنا أبو بكر ابن شيبة ، حدثنا عبدة ابن سليمان عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أنها كانت تقول أما تستحي امرأة أن تهب نفسها للنبي صلي الله عليه وسلم ، حتي أنزل الله
ترجي من تشاء منهن وتأوي اليك من تشاء
قالت ، فقلت ان ربك ليسارع في هواك - سنن ابن ماجة 1990 –
--------
هكذا كان بفعل محمد – المزواج – مع زوجته عائشة التي كانت ان غضبت بطبيعة الحال عندما يتزوج عليها زوجها عليها ويأتيها بضرة .. فكان يضع زواجه بندا في الدستور: القرآن .. ويقول لها ها هي سورة من عند الله أتي بها الوحي من السماء ، بمشروعية ما فعلته وألوهيته ، حكم من أحكام السماء .. !
وقد تكرر ذلك كثيرا من محمد في القرآن – دستوره ..- كلما قابلته هو أو أصحابه مشكله وضع أوألغي - نسخ ! - بندا بالدستور – القرآن – حسب الطلب والهوي .. فا غابت عائشة عن الركب لمدة ساعات طويلة ثم عادت بصحبة رجل – صفوان – وحدهما ، وصارت فضيحة لمحمد في زوجته – وهو القائل " ما اختلي رج وامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما – ودارت به الأرض من الفضيحة وجد لها الحل في الدستور : القرآن .. فيخرج عليهم ببند جديد في دستوره قائلا ها هي آية نزلت علي من السماء تبريء عائشة – وتهدد ووعيد من الله لمن يتكلم عنها – إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ – النور 23 -
و ان وجد صحابته قد اختلفوا في مسألة اتيان الزوجة من الأمام حسب عادة رجال المدينة أم من الخلف حسب عادة رجال مكة .. ومطلوب منه وهو واضع التشريع والقانون المحمدي ، الجديد لهم ، أن يقول كلمته ، وأراد ارضاء الجميع ، هؤلاء وأولئك .. أتاهم في الصباح باضافة بند جديد في قانونه ودستوره السماوي – القرآن يجيز لهم النقيض ونقيضه في وقت واحد !! نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ - البقرة 223 -
وَقَوْله " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ " قَالَ اِبْن عَبَّاس : الْحَرْث مَوْضِع الْوَلَد " فَأْتُوا حَرْثكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " أَيْ كَيْف شِئْتُمْ مُقْبِلَة وَمُدْبِرَة فِي صِمَام وَاحِد كَمَا ثَبَتَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيث قَالَ الْبُخَارِيّ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ اِبْن الْمُنْكَدِر قَالَ سَمِعْت جَابِرًا قَالَ : كَانَتْ الْيَهُود تَقُول : إِذَا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائِهَا جَاءَ الْوَلَد أَحْوَل فَنَزَلَتْ " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ " وَرَوَاهُ ... ( عن موقع الاسلام : http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?l=arb&taf=KATHEER&nType=1&nSora=2&nAya=223 )
أما بعد وفاة محمد .. فقد كان أكبر وأشهر وأجرأ ترزي قواني وتشريعات اسلامية – سنة .. يقول أحاديث من عنده – فهو أبو هريرة – أحد صحابة محمد ، والذي كان يعمل في خدمة معاوية وبني أمية ، فساعدهم علي تثبيت السلطة والحكم فيهم بتفصيل أحاديث محمدية تخدم تلك المصالح وفي كافة الأغراض والمناسبات وبنفس حبكة وأسلوب محمد في أحاديثه .. وهناك باحثون – منهم أزهريون كتبوا عن ذلك - لعب أبو هريرة ووضعه للأحاديث المحمدية التي هي جزء من دستور وتشريعات الاسلام – القرآن والحديث - التي كان يقوم بتفصيلها تفصيلا ..
ولكي لا نخوض بكم في خضم من الشك والثقة في مصداقية أو عدم مصداقية وأمانة أوعدم أمانة أبي هريرة هذا ننقل لكم باختصار ملخصا لطبيعته : في حرب صفين بين علي ومعاوية ، مع من كان يقف ؟ الجواب : وقت الصلاة كان يذهب للصلاة خلف علي ، فالصلاة خلف علي .. أفضل منها خلف معاوية .. أما وقت الطعام فكان يذهب للطعام عند معاوية لأن طعام معاوية أفضل ..! وكما جاء بالنص : تحت بند "جهاده " (( قال أبو هريرة عن معركة صفين: "الصلاة خلف عليّ أتم, وسماط معاوية أدسم، وترك القتال أسلم" )) http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D8%A9#.D8.AD.D9.8A.D8.A7.D8.AA.D9.87
وهكذا يتضح لنا كيف أن اللعب بالدستور ببلادنا ، للتحايل علي تطبيق الديموقراطية وتداول السلطة ، ولأجل التهرب من الاصلاح السياسي ، مثل هذا العبث هو : من صميم الاسلام والعروبة ..
---
الحلقة القادمة : العبث بالدستور في الاسلام / حكاية " زيد بن حارثة

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات