أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - وقفة عز عراقية من سنة 1922 : العراقيون السنة والشيعة ضد الإجرام الوهابي !















المزيد.....

وقفة عز عراقية من سنة 1922 : العراقيون السنة والشيعة ضد الإجرام الوهابي !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 577 - 2003 / 8 / 31 - 03:22
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                   

  ما أحوجنا  في هذا الظرف العصيب الذي يحياه العراق وشعبه إلى تدبر عبر تاريخنا واستعادة الدروس المناسبة والمفيدة و المنتمية إلى خندق الحياة والسلام والمناوئة للموت والإرهاب والقتل الأعمى . لقد حاول المجرمون الذين أغرقوا النجف الأشرف بالدماء يوم أمس أن يزجوا بالعراقيين في مذبحة طائفية وحزبية يقتل فيها العراقي الشيعي من هذا التيار العراقي الشيعي من التيار الآخر المخالف ، أو يقتل فيها العراقي الشيعي العراقي السني ،غير أن شعب العراق أثبت – حتى الآن - أنه أكبر من كل المؤامرات السوداء والمخططات المشؤومة وأكثر نضجا حتى من بعض القيادات التي قفزت في غفلة من الدهر والناس إلى المنصات الوثيرة  فحافظ على رباطة الجأش والتماسك وعدم الاندفاع في ردود أفعال مرتجلة ودموية وذات نزعة انتقامية وثأرية عمياء ، وها هي آخر الأخبار تشير إلى اعتقال عدد من المشبوهين الذين اعترفوا بمسئوليتهم عن مجزرة الجمعة الحزينة من بينهم سعوديان وهابيان وعراقيان من حثالات مخبرات النظام البعثي و إذا تأكد خبر اعتراف هؤلاء بجريمتهم الفظيعة فإن معنى ذلك أن هذه الجريمة هي ثمرة لتحالف أو تعاون بين فلول النظام الصدامي وعصابات الحركة الوهابية الجديدة " القاعدة " .
   إن تورط السلفية الوهابية أمر لم نستبعده  في كل ما كتبنا كواحد من الاحتمالات العديدة الواردة كما إننا لم نستبعد أيضا تورط فلول مخابرات النظام الفاشي الصدامي ومخابرات دولة مجاورة للعراق هي إيران ، وستحمل الأيام الخبر الذي سيقطع كل شك بيقين ويعلن فيه عن هوية القتلة والمجرمين الحقيقيين الذين لن يكونوا خارج واحدة من الدوائر الترجيحية الثلاث التي سلف الإشارة لها .
  وبهدف قطع الطريق على غربان الشؤم من دعاة الطائفية البغيضة التي ستحاول حتما اللعب على وتر العلاقات والخلافات الطائفية بين العراقيين من سنة وشيعة على اعتبار أن "الوهابيين " من أهل السنة ، سنتوقف في هذه المقالة عند وقفة عز وتضامن  عراقية قام بها العراقيون من الطائفة السنية ضد الوهابيين من " حركة أخوان التوحيد " تضامنا مع مواطنيهم وإخوانهم من الشيعة الذين كانوا يتعرضون إلى المذابح على أيدي الوهابيين في عدد من مدن الجنوب والفرات الأوسط .
ومعروف إن حركة أخوان التوحيد التي أسسها محمد بن عبد الوهاب ارتكبت عدة مجازر بحق العراقيين الشيعة ففي يوم عيد الغدير سنة 1216 هـ وهو من أعياد الشيعة ( دخل الوهابيون مدينة كربلاء وهم شاهرون سيوفهم يذبحون كل من يلقونه في طريقهم ولم يستثنوا منهم الشيوخ والنساء والأطفال .. واختلف المؤرخون في عدد القتلى فقدره بعضهم بثمانية آلاف .. ص190 الجزء الأول / لمحات اجتماعية / علي الوردي ) وبعد مجزرة كربلاء شن الوهابيون هجوما مشابها على مدينة النجف ولكن سكان النجف وكانوا ينتمون إلى قبائل وعشائر عربية في أغلبيتهم الساحقة تصدوا للمهاجمين الوهابيين وصدوهم وطردوهم شر طرد . ( وبعد انسحاب الوهابيين بادر النجفيون إلى نقل خزانة المرقد الحيدري الثمينة إلى الكاظمية مخافة أن يعود الوهابيون  فينهبوها كما نهبوا خزانة المرقد الحسيني في كربلاء / ص19  مصدر سابق )  وقام الوهابيون أسلاف ابن لادن بمجزرة أخرى في كربلاء  بعد بضعة أعوام وقتلوا أكثر من مائة وخمسين شخصا كما يسجل الشيخ جواد العاملي في كتابة " منهج الكرامة " كما هاجم الوهابيون مدينة سوق الشيوخ مركز مقاطعة المنتفق قبل بناء مدينة الناصرية وقتلوا فيها المئات ونهبوا قطعان الماشية .  
وفي سنة 1922 بدأت  التحضيرات لعقد مؤتمر كربلاء الذي دعت إليه المرجعية في مدينة النجف ودعمته القبائل والعشائر العراقية  بقيادة عبد الواحد الحاج سكر وعلوان الياسري  وقاطع العوادي ( بهدف الدفاع عن العراق تجاه هجمات الأخوان / ص140 م . س ) وقد دعي  المرجع الديني الكبير في الكاظمية سماحة الشيخ مهدي الخالصي أحد قادة حرب التصدي للغزو البريطاني سنة 1914 وحتى الثورة العراقية الكبرى سنة 1920 إلى المشاركة في ذلك المؤتمر ، فبادر الخالصي إلى تشكيل أربعة لجان اختصاص لإدارة المؤتمر وسافر إلى كربلاء . أما على جهة الطائفة السنية العراقية فقد بادر علماؤها الأجلاء  إلى التحرك التضامني والمشاركة الفعلية  كما يخبرنا علي الوردي في كتابه المشار إليه  ( وجه الشيخ عبد الوهاب النائب الدعوة إلى عدد من علماء السنة البارزين ببغداد لحضور اجتماع في تكية "الخالدية" للتداول في أمر " الأخوان " وهل يجوز حربهم . وفي صباح 5 نيسان 1922 تم عقد الاجتماع وحضره أكثر المدعوين ...افتتح عبد الوهاب النائب الاجتماع وأخذ يذكر الفظائع التي اقترفها الوهابيون في المسلمين العراقيين ثم تساءل قائلا " ما تقولون في هذه الطائفة المسماة بالإخوان ، هل ترون وجوب قتالهم وردعهم عن أمثال هذه التجاوزات نظرا لكونهم هتكوا حرمات المسلمين واستباحوا دماءهم وأموالهم بغير ذنب ؟ .. ثم قرأ أحد الحاضرين فقرة من كتاب مفادها أن من يستبيح دماء المسلمين كافر تجب مقاتلته فوافق الحاضرون على ذلك وأجمعوا رأيهم على وجوب الدفاع العام ، ثم نهض أحمد الشيخ داود فتكلم بما يؤيد ذلك وحصلت محاورة فقهية بين النائب وداود إذ سأل النائب " ماذا نسمي هؤلاء أ بغاة أم خوارج ؟" فقال أحمد " إنهم الخوارج بعينهم "  .. وعند ذلك قال النائب " إن إخواننا الجعفرية قد صمموا على الاجتماع وإعطاء القرار بهذا الخصوص ولما لم يكن بيننا وبينهم خلاف في أي شيء فكلمتنا واحدة " فقال الحاضرون " لا شك في ذلك " . واستقر رأي الحاضرين على انتخاب وفد منهم لحضور مؤتمر كربلاء فاختير عبد الوهاب النائب رئيسا للوفد واختير الشيخ داود وإبراهيم الراوي وعبد الجليل الجميل أعضاء في الوفد وباشروا بكتابة الفتوى ، وهذا نصها ( ما قول علماء المسلمين الأعلام فيمن يدعي الإسلام ويحكم بشرك من خالف معتقدهم من جماعات المسلمين مستحلين قتالهم ودماءهم وأموالهم وسبي ذراريهم بغير سبب وقد هجموا على بلاد المسلمين عداءا وبداءا فهل يجب قتالهم ودفاعهم أم لا ؟ أفتونا مأجورين ! الجواب والله سبحانه وتعالى أعلم : نعم يجب قتالهم والحالة هذه ) وقد وقع على هذه الفتوى عبد الوهاب النائب وعبد الملك الشواف وإبراهيم الراوي ونعمان الأعظمي وعلي القرداغي وأمجد الزهاوي ومحمد رشيد الشيخ داود وخليل حسن النقي وبهاء الدين النقشبندي واحمد الراوي ومحمد رؤوف . ص145. م.س ) وسافر الوفد يوم العاشر من نيسان إلى كربلاء وبعد أن اجتمع بسماحة الإمام الخالصي في دار الشيرازي  توجه إلى دار قاسم الرشدي فنزلوا عليه ضيوفا . وفي مساء اليوم نفسه وصل إلى كربلاء وفد من الموصل مؤلف من مولود مخلص وسعيد الحاج ثابت  وأيوب عبد الواحد  وعبد الله النعمة وثابت عبد النور وعبد الله آل رئيس العلماء وعجيل الياور رئيس قبيلة شمر  ومحمد أغا رئيس "الكركرية" ونزلوا في دار عمر العلوان . ووصلت إلى الخالصي برقية من أهل تكريت وشرقاط يذكرون فيها إنهم انتدبوا مولود مخلص ليمثلهم في المؤتمر وإنهم مستعدون لتنفيذ أي قرار يصدر منه بأموالهم وأنفسهم . أما الملك فيصل الأول فقد اعتذر عن حضور المؤتمر تحت ضغط من الحاكم البريطاني الفعلي للعراق  السير برسي كوكس !
  لقد أكد علماء الدين وشيوخ القبائل من السنة إنهم عراقيون أولا ، ولهذا فقد هبوا إلى التضامن مع إخوانهم  العراقيين الشيعة ووقفوا هذه الوقفة المشرفة والتي تمثل واحدة من انصع صفحات التاريخ العراقي ، واليوم، والعراق يعبر بحر الدماء الذي تسبب فيه نظام صدام  الوحشي والاحتلال الأمريكي الذي لا يقل وحشيا وعنفا وعصابات الإجرام  الوهابية السلفية التي أطلقتها وكالة المخابرات المركزية قبل أكثر من عقدين من السنوات ثم تمردت عليها وناصبتها العداء ، واليوم ، والعراق يعبر هذا البحر المأساوي ينبغي على الجميع أن يتذكروا هذه الصفحات البيضاء الشريفة من تاريخنا القريب ، وعلى مواطنينا من الطائفة السُنية وخصوصا في بعض مدن الشمال الغربي كالرمادي والموصل وتكريت أن يكفوا عن جرح مشاعر ملايين العراقيين من خلال تأييدهم للطاغية صدام ونظامه والهتاف باسمه ورفع صوره .
نعم ، من حقهم وواجبهم مقاومة المحتلين كما هو واجب جميع العراقيين ولكن الاستمرار في تأييد الطاغية يعتبر تأييدا لجرائمه و مقابره الجماعية التي تركها خلفه تضم مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء . المقاومة شرف وواجب أما الهتاف لقتلة والمجرمين فخزي وعار واستفزاز ، وحري بالجميع في هذه المناطق  أن يبادروا اليوم إلى تكرار صفحة التضامن الإنساني والوطني التي سطرها مشايخنا الأجلاء في سنة  1922 فليتضامنوا مع إخوانهم من ضحايا التفجيرات الإجرامية الأخيرة في النجف وليرسلوا وفود وبرقيات ورسائل التضامن إلى هناك . فليعلنوا البراءة من نظام المقابر الجماعية البعثي لكي يتم قطع الطريق على المتربصين بالعراق وشعبه ، ولكي يتم دحر وطرد الاحتلال الأجنبي الذي فشل في كل شيء إلا في الحفاظ على وزارة النفط   سليمة معافاة . لتكن تلك هي البداية  لبناء عراق جديد مستقل وقائم على أساس المساواة والمواطنة الحديثة والديموقراطية دون تمييز أو توصيف أو تقسيم طائفي مقيت أو عنصري متخلف  .




#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى أهالي النجف الكرام وإلي كل عراقي شريف !
- الاختراق الإيراني يتفاقم في العراق : هل حاولت المخابرات الإي ...
- دروس في النحو والإملاء :الدرس الأول : مواضع كسر همزة إن
- خيط الدم العراقي من كركوك إلى النجف: حذار من أمراء الحرب ومغ ...
- تحية واعتذار إلى القاضي زهير كاظم عبود !
- ضحايا القمع في العراق : بين طلب العدالة المشروع والنزعة الثأ ...
- مجزرة السفارة الأردنية بين الجلبي و-أنصار الإسلام - !
- جلاوزة حزب الجلبي والديموقراطية العوراء !
- تفجير السفارة الأردنية والأمر بإعادة محاكمة أحمد الجلبي ..ما ...
- الحكم الاتحادي - الفيدرالي - القسري يتناقض وجوهر الديموقراطي ...
- بضائع جيل السقوط : معاداة الصحافة والفضائيات والجامعة العربي ...
- ما هذا العهر السياسي يا فاضل الربيعي !
- مجلس الحكم الانتقالي حل تلفيقي لمأزق الاحتلال ومصدر لكوارث ج ...
- الجلف الكويتي أحمد البغدادي وهمجية الإنسان العراقي !!
- انتخابات بلدية وهمية ومطرقة خشبية وغوار بريمر وطرائف أمريكية ...
- المقاومة العراقية تتصاعد والجميع في انتظار الفتوى الذهبية
- شهر العسل الأمريكي الكردي ، لماذا انتهى سريعا ؟
- والاحتلال يأكل أبناءه أيضا : مأزق الاحتلال الأمريكي وحلفائه ...
- بين عرب صدام وعراقيي بوش ، هل تضيع دماء الأبرياء ؟
- العراق المحتل : مأزق مركّب وظواهرُ خطيرةٌ تتفاقم!


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - وقفة عز عراقية من سنة 1922 : العراقيون السنة والشيعة ضد الإجرام الوهابي !