أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المهام النضالية للماركسيين اللينينيين















المزيد.....


المهام النضالية للماركسيين اللينينيين


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ترتكز النظرية الماركسية اللينينية على الطبقة العاملة باعتبارها الطبقة الحاسمة في الصراع ضد استغلال الرأسمال للعمل، و يعتبر لينين حزبها السياسي المستقل التنظيم الثوري الضروري في حسم هذا الصراع في أفق بناء المجتمع الشيوعي الذي تنتفي فيه الطبقات ، لذا يؤكد على أن الوعي الطبقي لا يكمن داخل الطبقة العاملة بل يأتيها من خارجها في الإرتباط بقضايا جميع الطبقات الشعبية في صراعها ضد الرأسمال.
خلال تاريخها الطويل في الصراع ضد استغلال الرأسمال لقوة العمل تعرضت الطبقة العاملة لعدة مؤامرات من طرف البورجوازية الصغيرة ، التي قادت الصراع ضد الرأسمالية الإمبريالية خاصة في البلدان التي تعرت للإستعمار في مرحلة التحرر الوطني سواء التي وصلت إلى السلطة أو التي لم تصل إليها ، و تعمل على تزييف مقولة "الوعي الطبقي يأتي من خارج الطبقة العاملة" و بقيادة المحترفين الثوريين ، الذين سرعان ما تحولوا إلى أعدائها الطبقيين / البورجوازية الكومبرادورية و الملاكين العقاريين و الليبراليين الجدد بعد وصولهم على السلطة.

و رغم مؤامرات البورجوازية الصغيرة ستبقى الطبقة العاملة هي قائدة الصراع ضد الرأسمالية الإمبريالية و تناضل من أجل التغيير متجاوزة حدود مصالحها الإقتصادية الصرفة بالدفاع عن مصالح جميع الطبقات الشعبية الحليفة لها ، و تفرز من داخلها محترفين ثوريين يقودون الصراع الدين تحاسبهم عن كل الإنحرافات و الإنزلاقات التي يرتكبونها أثناء القيام بمهامهم ، و تعوضهم بقياديين جدد قادرين على مواصلة الصراع و النضال و الإستمرارية في العطاء و الإبداع و الحركة ، إنسجاما مع جوهر مقولة"الوعي الطبقي يأتي من خارج الطبقة العاملة" المزيفة من طرف البورجوازية الصغيرة التي تطمح إلى الإستيلاء على السلطة.

إن الحلفاء الطبقيين للطبقة العاملة لا يمكن أن يصبحوا قياديين للصراع الطبقي و خاصة منهم البورجوازية الصغيرة إلا في ظل إمكانية وجود مناضلين ثوريين قادرين على الإنصهار في أعماق الطبقة العاملة ، و قادرين على الإلتحام المبدئي و الملموس معها و تحت مراقبتها في ظل حزبها الثوري الذي يمارس سلطته على جميع التظيمات الذاتية للطبقات الشعبية، التي يجب أن تلعب دورها في الدفاع عن المباديء العليا للحزب الثوري و تبلور بالملموس الخط و الإستراتيجية السياسيين للحزب الثوري في نفس الوقت الذي تراقب فيه القيادة الثورية ، و تفرز مناضلين ثوريين قادرين على تبوئ مكانة القيادة الثورية الدين يمكن محاسبتهم و تعوضهم في حالة انزلاقهم و انحرافهم .

إن جميع الطبقات الاجتماعية في ظل المجتمعات الرأسمالية تمتلك أحزابها التي تعبر عن مصالحها و تدافع عنها إلا الطبقة العاملة و حلفائها التاريخيين الفلاحين الفقراء و الكادحين ، فخلال حركة التحرر الوطنية ضد الإستعمار المباشر في منتصف القرن 20 لعب تحالف الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء دورا هاما في هزم الرأسمالية الإمبريالية ، و لم يتنازل الإستعمار المباشر عن السلطة لتحالف الإقطاع و البورجوازية المحلية إلا عندما أحس أ ن تحالف قوى التغيير/ الطبقة العاملة و الفلاحون الفقراء يهددون وجوده ، و أن انتقال السلطة إلى حلفائه أمر ضروري للحفاظ على مصالحه بعد أن تم تركيز نمط الإنتاج الرأسمالي و تفكيك الملكية الجماعية للأراضي ونمط الإنتاج الجماعي و تركيز الملكية الفردية الرأسمالية ، عبر استغلال الأراضي الخصبة بالبوادي من طرف المعمرين و الإقطاع خلال مرحلة الاستعمار المباشر ، و خلفهم المعمرون الجدد/الكومبرادور و الملاكين العقاريين الكبار خلال مرحلة الاستقلال الشكلي و تركيز المؤسسات الصناعية و المالية بالمدن خدمة للرأسمالية الإمبريالية .

وعرفت بذلك البلدان المستعمرة(بفتح الميم) فوارق اجتماعية و طبقية و ذلك عبر تهميش البوادي التي لا يرى فيها المستعمر إلا وسيلة لتنامي الربح المالي، من خلال مشروعه الاستثماري الذي اعتمد أساسا على الإنتاج الفلاحي و استغلال المعادن ، و تحويل الفلاحين الفقراء إلى عمال زراعيين بالبوادي و طبقة عاملة بالمدن القاطنة بالأحياء الشعبية المهمشة و يتم استغلال قوة عملها ، وعمل على نزع ملكية أراضيهم بالقوة العسكرية بتعاون مع الإقطاع و البورجوازية الكوبرادورية ، و خلال مرحلة الاستقلال الشكلي عملت الأنظمة الرجعية التي خلفت الإستعمار على تعميق الفوارق الطبقية و الاجتماعية بعد استنزاف الثروات الفلاحية و المعدنية و تفويت المؤسسات الإنتاجية و المالية الوطنية للمعمرين الجدد.

في ظل هذه الظروف انتقلت السلطة من أيادي تحالف الاستعمار و الإقطاع إلى أيادي تحالف الإقطاع و البورجوازية الكومبرادورية / المعمرون الجدد ، و أصبحت قوى استعمارية جديدة في هرم السلطة استغلت نضالات الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء خلال مرحلة حركة التحرر الوطني خدمة للرأسمالية الإمبريالية و أسست أحزابها البورجوازية ، و لم تستطع البورجوازية الصغيرة من داخل الأحزاب التي أفرزتها حركة التحرر الوطنية خلال مرحلة النضال ضد الإستعمار المباشر قيادة النضال ضد المعمرين الجدد ، الذين استغلوا نضالات الطبقة العاملة بالمدن و الفلاحين الفقراء بالبوادي و استولوا على السلطة و استغلوا خيرات البلاد ، و تحولت الأحزاب التي قادت حركة التحرر الوطنية و التي كانت تضم بداخلها جميع الطبقات في مراحل لاحقة إلى أحزاب تعبر عن مصالح الطبقات البورجوازية ، و ذلك نتيجة قيادة البورجوازية الصغيرة لهذه الأحزاب التي أصبحت تبتعد شيئا فشيئا عن مصالح الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين ، و أصبحت القيادة البورجوازية بها تسعى إلى السلطة بجميع الوسائل حتى بالإرتماء في أحضان البورجوازية الكومبرادورية و خدمة مصالح الرأسمالية الإمبريالية ، متنكرة لمصالح الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين.

و بذلك تم فصل الطبقة العاملة بالمدن عن حليفها/ الفلاحون الفقراء بالبوادي لتسهيل تمرير مشروع الاستعمار الجديد خدمة للرأسمالية الإمبريالية ، و لم يبق أمام جماهير الفلاحين الفقراء إلا مبادراتها الفردية لتنمية البوادي بتأسيس جمعياتها التنموية لتنظيم مشاريعها الجماعية كبناء الطرق و المدارس و غيرها من الأعمال الاجتماعية ، التي تبقى ضعيفة أمام سياسات التهميش الممنهجة من طرف النظام القائم ، أما الطبقة العاملة بالمدن فلم تستطع بواسطة نضالاتها تجاوز مستوى المطالبة الإقتصادية لتحسين ظروف العيش أمام هجوم قوى الاستغلال الجديدة على قوتها اليومي ، و أصبحت مجرورة وراء القيادات البورجوازية النقابية سعيا لكسب بعض المطالب المحدودة في ظل فقدانها لحزبها السياسي المستقل ، و بقيت مطالبها مرهونة بأهداف الأحزاب البورجوازية التي تنتمي إليها قياداتها النقابية ، و أدى انفصال هاتين الطبقتين إلى ضياع مصالح الطبقات الشعبية و تنامي هجوم تحالف الإقطاع و البورجوازية على مصالحها .

و تشكلت بالبوادي طبقة العمال الزراعيين الذين يبيعون قوة عملهم بالضيعات و المعامل الفلاحية و طبقة عاملة بالمناجم ، و أصبح الفلاحون الفقراء أكثر تهميشا بعد فقدان أراضيهم و تحولوا إلى عمال زراعيين أو طبقة عاملة بالأحياء الشعبية المهمشة بالمدن ، كما تعرضت مصالح البورجوازية الصغيرة إلى مزيد من التهميش من طرف الرأسماليين و الملاكين العقاريين بتحالف مع القيادات البورجوازية للنقابات ، و أصبحت قوتها الشرائية تتدهور شيئا فشيئا نتيجة التفاوت الكبير بين الأجور بعد ظهور طبقة الموظفين السامين كطبقة بورجوازية تبوأت مناصب عليا بالنظام القائم ، و تشكلت طبقة من المهمشين الجدد / المعطلون حاملوا الشهادات المحرومين الذين يتم استغلالهم بعد تحويلهم إلى طبقة عاملة تبيع قوة عملها العضلية أو الفكرية .

و تبقى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الطبقة العاملة مسؤولية جسيمة لكونها حسب النظرية الماركسية اللينينية تعتبر الطليعة الثورية القادرة على قيادة الصراع ضد الرأسمالية الإمبريالية ، لإنجاز مهام الثورة الإشتراكية و بناء المجتمع الاشتراكية في أفق بناء المجتمع الشيوعي، و في ظل الأوضاع الراهنة السياسية و الإقتصادية المتسمة بالتحولات العالمية نتيجة :

ـ سيطرة الرأسمالية الإمبريالية بقيادة الإمبريالية الأمريكية التي تجاوزت الإمبرياليات القديمة و ظهور إمبرياليات جديدة كروسيا و الصين .
ـ بروز الإستعمار المباشر للبلدان من طرف الإمبريالية الأمريكية و حلفائها.
ـ تنامي دور البنوك و الشركات المتعددة الإستيطان في استغلال ثروات الشعوب التي تسخر آلة الدولة في سيطرتها.
ـ تنامي مقاومة الشعوب التي تتعرض للإستعمار المباشر .
ـ بروز أنظمة تتبنى الإشتراكبة بأمريكا اللاتينية و تنامي الحركات الإجتماعية المعارضة للإمبريالية .
ـ بروز حركة فكرية تتبنى الماركسية الينينية في محاولة لبناء مشروع اشتراكي ضد الإمبريالية .

لكن يبقى دور الطبقة العاملة الطبقة الحاسم في الصراع الطبقي رغم ما يتعرض له هذا المفهوم من تشويه في ظل فقدانها لحزبها الثوري ، و أصبحت الشغيلة ذات مكونات متعددة تتأرجح بين من يبيع قوة العمل العضلية و من يبيع قوة العمل الفكرية و من يتعرض للتهميش و التفقير، والتي يطالها جمعها استغلال الرأسمالية الإمبريالية و بالتالي استغلال خيرات الشعوب ذلك ما تتجلى في :

ـ إستغلال الرأسمالية الإمبريالية لقوة العمل و تراكم القيمة المضافة في أيدي أقلية من البورجوازيين تسيطر على الشركات متعددة الإستيطان و البنوك العالمية.
ـ تنامي هيمنة الرأسمال المالي على المؤسسات الإنتاجية .
ـ هيمنة المضاربات المالية و تنمية الريع و تنقل رؤوس الأموال على حساب ترويج المنتوجات الصناعية و تشجيع الصناعة العسكرية المفرطة .
ـ تشجيع الخوصصة بتفويت المؤسسات الوطنية المالية و الصناعية و الفلاحية للرأسماليين.
ـ كسر الحواجز الجمركية و الحد من تنقل الطبقة العاملة في اتجاه دول الشمال و التحكم في سوق العمل و تحديد قيمة الأجور و الأسعار.
ـ اضمحلال الدولة القومية و تسخير أجهزة الدولة لحماية الرأسمال المالي .
ـ حماية الرأسمال المالي بسن و تطبيق قوانين تنتهك المكتسبات التاريخية للطبقة العاملة و تشرعن استعبادها و تبيح نهب المؤسسات المالية و الإنتاجية الوطنية.

في ظل هذه الأوضاع المزرية التي ساهمت في ضرب المكتسبات التاريخية للطبقة العاملة باعتبارها الطبقة التي قادت جميع الصراعات ضد الرأسمالية الإمبريالية ، يأتي دور الحركة العمالية في الواجهة اليوم و تطرح عليها مهام جسيمة أمام الهجوم على خيرات الشعوب الفقيرة ، في ظل مباركة الأنظمة الرجعية بالدول التابعة بقيادة البورجوازية المحلية المعارضة لبناء أنظمة ديمقراطية تحترم حق تقرير مصير الشعوب ، و التي تفتح الباب أمام المؤسسات المالية الدولية و الشركات المتعددة الإستيطان لنهب الثروات الطبيعية واستعباد الطبقة العاملة و تفقير و تهميش الطبقات الشعبية ، و أصبحنا اليوم أمام السؤال الذي طروحه الرفيق لينين في بداية القرن 20 : ما العمل ؟ و الذي صاغ له أجوبة نظرية و عملية و أنجز جزءا مهما منها بتحقيق أروع ثورة عرفتها الإنسانية و قادتها الطبقة العاملة في القرن 20 ، و التي أبرزت المكانة التاريخية للطبقة العاملة و دورها التاريخي في صراع الطبقات كطبقة ثورية في ظل العلاقة الجدلية بين السياسي و النقابي في علاقتهما بالجدلية بين السرية و العلنية .

و هكذا فإن مصير الطبقة العاملة يكمن في إنجاز مهامها التاريخية باعتبارها الطليعة الثورية لجميع الطبقات الحليفة لها من فلاحين فقراء و كادحين و بورجوازية صغيرة ، و يطرح اليوم التساؤل التالي : أية استراتيجية لأي أفق لنضالات الطبقة العاملة ؟
في ظل صراع الطبقات الشعبية ضد الطبقة البورجوازية نشأت الحركة الماركسية اللينينية عبر نضالاتها منذ السبعينات من القرن 20 بعد فشل القيادة البورجوازية للأحزاب الإصلاحية في صراعها مع النظام القائم ، و رفع الماركسيون اللينينيون منذ نشأة حركتهم شعار الثورة في مواجهة هجوم البورجوازية على مصالح الطبقات الشعبية ، و عرفت نضالات الحركة الماركسية اللينينية امتداداتها في صفوف التلاميذ و الطلبة و المثقفين و استهداف الطبقة العاملة بالمدن و الفلاحين الفقراء بالبوادي ، و رغم انحصار فعلها قي صفوف الشبيبة و المثقفين إلا أنها استطاعت نشر الفكر الماركسي اللينيني تحت نيران قمع النظام القائم الذي حاول فصلها عن الطبقات الشعبية التي تستهدفها .

و واجه المناضلون الماركسيون اللينينيون القمع الشرس لهذه الأنظمة داخل السجون و بالمنافي بمزيد من الصمود و التحدي و النضال السياسي و الايديولوجي ، إلى أن تم تحقيق جزء مهم من نضالاتها و هو فتح هامش مهم في مجال حرية التعبير و التنظيم التي أتاحت هامشا مهما من الحركة في أوساط الطبقات الشعبية بشكل علني ، إلا أن المكتسبات التاريخية للطبقة العاملة في المجالين الاقتصادي و الاجتماعي قد عرفت تراجعا خطيرا في ظل هجوم الرأسمالية الإمبريالية ، و بعد التجربة المريرة للحركة الماركسية اللينينية و التي مرت في أغلب مراحلها في السرية و القمع دخل جزء من مناضليها في مرحلة العمل العلني المنظم الذي يتسم بما يلي :

ـ إختيار النضال الديمقراطي السياسي مرحليا في أفق بناء المجتمع الإشتراكي.
ـ المساهمة في وحدة الإشتراكيين و الديمقراطيين في جبهة شعبية ضد البورجوازية.
ـ المساهمة في بناء التنظيم السياسي للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين إستراتيجيا.

و بالنظر إلى مكونات أحزاب اليسار يمكن تسجيل ما يلي :

ـ يضم في صفوفه مناضلين يتبنون الماركسية كمرجعية أيديولوجية و التخلي عن الماركسية اللينينية .
ـ ينتمون إلى الطبقة البورجوازي الصغيرة التي تعتبر الطبقة العاملة حليفا لها.
ـ يشتغل جلهم بالإطارات الجماهيرية و خاصة النقابات و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و الجمعيات التنموية .

و تبقى التصورات السياسية لأحزاب اليسار قريبة إلى حد ما من مصالح الطبقة العاملة و بعيدة كل البعد عن إمكانية تحقيقها ، و ذلك نظرا للعوائق الطبقية التي تحول دون تحقيقها و التي تتجلى في :
ـ عدم قدرة أحزاب اليسار على استقطاب الطبقة العاملة إلى صفوفها ، و يتجلى ذلك في التركيبة الطبقية لأحزابها التي يتكون أغلب مناضليها من الطبقة البورجوازية الصغيرة .
ـ رغم أن مناضليها يعملون في الإطارات النقابية تبقى الصفة الطبقية لهؤلاء المحدد الأساسي لتعاملهم مع مصالح الطبقة العاملة .

ـ صفتهم البورجوازية الصغيرة تؤدي في أغلب الأحيان إلى التعاطي المفرط للعمل النقابي الصرف و الذي يؤدي إلى بروز اتجاهات انتهازية في صفوفهم.
ـ طغيان النزعة الزعامتية و الطموح إلى الإرتقاء الطبقي و المفهوم الإصلاحي للنضال عبر الوصول إلى المؤسسات الرسمية المزورة / الغرفة الثانية مما يعصف بالعمل النقابي في اتجاه المفهوم الليبرالي للنقابة / الشراكة مع المقاولة المواطنة .
ـ إشتغال بعض المناضلين في الجمعيات التنموية مما ينتج عنه تسخيرهم في تمرير السياسات الرأسمالية و إبعادهم كل البعد عن مصالح الطبقات الشعبية .
ـ ابتعاد المناضلين عن الخط و الإستراتيجية السياسيين لهذه التنظيمات باستحالتهم إلى أعداء طبقيين للطبقة العاملة .

و هكذا يثبت التاريخ مرة أخرى أن الطبقة البورجوازية الصغيرة لا يمكن أن تقود نضالات الطبقة العاملة رغم المشروعة المجتمعي الذي تحمله التصورات السياسية لأحزاب اليسار ، لكون مناضلي هذه الأحزاب ليسوا فصيلا من الطبقة العاملة و يبقى هدف بناء الحزب السياسي المستقل للطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الكادحين الذي تتبناه هذه الأحزاب هدفا بعيد المنال في ظل هذه الممارسات ، و يبقى بناء هذا الحزب موكولا للطبقة العاملة و حلفائها التاريخيين / الفلاحون الفقراء و الكادحون و للطليعة الثورية كفصيل من الطبقة العاملة ، و يمكن الإقتداء بتجربة النضال ضد الإستعمار المباشر و الذي يشكل فيه تحالف المدن والقرى/الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء ضد تحالف الاستعمار والإقطاع عاملا أساسيا في حسم الصراع الطبقي ، و يعتبر من بين التجارب الرائدة والناجحة في تاريخ الصراع الطبقي بالدول المستعمر(بفتح الميم) ، كما تعتبر تجربة الثورة الريفية ضد الإمبريالية أهم التجارب التي يمكن الإعتماد عليها في بناء نظرية ثورية لحركة ثورية ضد الرأسمالية الإمبريالية التي يجب أن يقودها الماركسيون اللينينيون اليوم .

لذا فالصراع القائم اليوم هو صراع طبقي على الرغم من أنه يحمل بداخله صراعات اجتماعية ذات صبغة ما قبل-طبقية ، نظرا لكون العلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع المغربي ليست بعلاقات اجتماعية رأسمالية محضة ، لكونها تحمل بداخلها علاقات اجتماعية ما قبل رأسمالية وما يصاحبها من علاقات التبعية للبورجوازية الكومبرادورية ، والتي تبرز تجلياتها أساسا لدى الفلاحين الفقراء والعمال الزراعيين في الصراع مع كبار الملاكين العقاريين بالبوادي ، ولدى الطبقة العاملة والكادحين بالمدن مع الباطرونا.
و يبقى بناء التحالف بين الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين هدفا أسمى سيقدم بشكل كبير الصراع الطبقي في أفق بناء الحزب الثوري الذي لن يتحقق إلا في ظل تحقيق الأهداف التالية :

ـ إمتلاك الوعي الطبقي لدى الطليعة الثورية و بلورته عبر الممارسة العملية للمحترفين الثوريين المرتبطين بالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والكادحين .
ـ العمل اليومي الدؤوب داخل التنظيمات الذاتية للطبقات الشعبية و على رأسها الطبقة العاملة للدفاع عن مصالحها الطبقية ضد هجوم البورجوازية.
ـ العمل على بناء تحالف تنظيمي بين هذه التنظيمات لمواجهة دفاعا عن مصالح الطبقات الشعبية .
ـ مناهضة الانحرافات ومفاهيم البورجوازية والسلوكات ما قبل-طبقية التي تبرز في أوساط المناضلين و في أوساط الطبقات الشعبية .
ـ العمل على تطوير الوعي الحسي لدى الطبقات الشعبية للمرور إلى مرحلة الوعي السياسي والممارسة السياسية من الموقع الطبقي الذي تنتمي إليه.
ـ المرور إلى مرحلة الممارسة السياسية للطبقات الشعبية عبر تحمل المسؤوليات السياسية داخل الحزب الثوري .

ـ العمل على تطوير الوعي السياسي لديها من أجل تحقيق الوعي الطبقي الآلية الوحيدة الكفيلة لحسم الصراع الطبقي ضد البورجوازية في إطار الحزب الثوري.
ـ و لن يتحقق ذلك إلا عبر تفعيل الإضرابات الجماهيرية التي يجب أن تتحول إلى انتفاضات شعبية و بالتالي إلى الثورة الإشتراكية في ظل العلاقة الجدلية بين السرية و العلنية.


تارودانت في : 01 ماي 2007

الحسين امال



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسي و النقابي في علاقتهما بالمجتمع المدني في عصر الرأسما ...
- مهمات منظمات الشباب
- نجاحات السلطة السوفياتية و مصاعبها
- تثوير علاقات الإنتاج في ظل المجتمع الإشتراكي
- الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي ينعت اللينينية بالتايلور ...
- الماركسية اللينينية أعلى مراحل تطور الماركسية
- حزب النهج الديمقراطي و الماخية الحديثة في بداية الألفية الثا ...
- دحض الماخيين الجدد بحزب النهج الديمقراطي و بناء الحزب الثوري
- الماركسية اللينينية جوهر الدياليكتيك الماركسي
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الخامس عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الرابع عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثالث عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثاني عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الحادي عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء العاشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء التاسع
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثامن
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء السابع
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء السادس
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الخامس


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - المهام النضالية للماركسيين اللينينيين