أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الحادي عشر















المزيد.....

الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الحادي عشر


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 1867 - 2007 / 3 / 27 - 12:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


رأينا فيما سبق أن كيف واجه إنجلس المناهضين للديالكتيك المادي من البرودونيين و اللاساليين الذين أثارتهم المذهب الماركسي محاولين تحريفه ، و إلى جانب البورجوازية و الإنحرافية يأتي المثاليون الجدد الذين يحاولون دحض المادية الماركسية بإعادة إنتاج مثالية بداية القرن 18 ، ففي نهاية العقد الأول و بداية العقد الثاني من القرن 20 سعى بعض الأساتذة إلى مناصرة الفلسفة الوضعية ضد الماركسية بتبنيهم ما يسمى "الفلسفة الوضعية الحديثة" أو "فلسفة العلوم الطبيعية الحديثة" ، التي يتخذونها وسيلة لدحض الديالكتيك المادي الماركسي بعد انبهارهم بما لحق العلوم الطبيعية من تطور هائل دون أن يستطيعوا فهمها و لا تفسيرها و علاقتها بالواقع الإجتماعي ، معتقدين أنه من السهل عليهم تجاوز المذهب الماركسي المادي على المستوى الطبيعي و التاريخي ، و في اجتهاداتهم الفاشلة أصبحوا منحرفين بأفكارهم هذه عن آراء ماركس و إنجلس في مجال المعرفة و الطبيعة و التاريخ ، التي اعتبروها عبارة عن "تصوف" و أنها أصبحت "شائخة" و ذلك نتيجة انحرافهم نحو المثالية التي لازمت الصراع بين قطبي الفلسفة "المادية" و "المثالية" منذ ديمقريطس و إبيقور من جهة و سقراط و إفلاطون من جهة ثانية إلى هيكل و فويرباخ من جهة و ماركس و إنجلس من جهة ثانية.
و كان لابد للماركسية في مجال المعرفة من دحض مثالية القرن 20 من طرف ليبين الذي شن حربا ضروسا على المثاليين الجدد من أتباع إرنست ماخ ، و الذي أثبت بجدارة تطوير الماركسية في مجال المعرفة في أطروحته في كتابه "المادية و المذهب النقدي التجريبي"، الذي تناول في بدايته المقارنة بين فلسفة الماخيين في القرن 20 و فلسفة بركلي في القرن 18 حيث يعيدون إنتاج نفس أفكار بركلي المثالية ، و في مقاربته تلك يعتمدا لينين على الحجة و الدليل بمقتطفات من كتابات بركلي الكلاسيكية و مقارنتها بكتابات ماخ الحديثة ، و يعتقد الماخيون في محاولاتهم لدحض بليخانوف أنهم لا يدحضون المادية الماركسية و الماديين الماركسيين ، و هم يعتنقون المذهب النقدي التجريبي الذي انحرف عنه النقاد الجدد في القرن 20 أمثال بازروف و بوغدانوف و بوشكيفيتش و فالينتشينوف و تشيرنوف و باقي الماخيين ، و الذين يقولون بغير معقولية ما يقول به الماديون في مقولة "الشيء في ذاته" أو المادة "خارج التجريد" خارج إدراكنا ، و يتهمون الماديون بأنهم متصوفون حين يقرون بشيء غيبي قائم خارج حدود "التجربة" و "المعرفة" و قولهم بتأثير المادة على حواسنا في الوقت الذي يقرون بالحواس المسؤولة على معرقتنا .
و ذهب لينين أبعد من ذلك في نقده للماخيين للتحقق من آرائهم باعتبارها ليست آراء جديدة حيث ترجع إلى بداية القرن 18 عندما قاد جورج بركلي نفس الحملة العدائية ضد الماديين الذين لم يسميهم في كتاباته ، و يقول لينين :"لأن الماخيين يصورون بصورة خاطئة سواء موقف ماخ من بركلي أم كنه خط بركلي الفلسفي " ، ففي مؤلف بركلي "بحث في مباديء المعرفة البشرية" يعتقد أن الأشياء هي "مجموعة من الأفكار" إذ يقصد بالأفكار الأحاسيس و الصفات و ليس الأفكار المجردة ، هذه الأفكار التي لا يمكن أن توجد خارج العقل ، و يحاول الهجوم على الماديين الذين يقول أن "للأشياء الحسية وجود" و يطلق على "مجموعة الأفكار" "مركبات الأحاسيس" ، متهما الماديين في البحت عن هذه المركبات حيث يسقطون في التجريد لأن فصل الإحساس عن الواقع حسب رأيه تجريد ، و يخلط بين الإحساس و الموضوع إذ يعتقد بأنهما سواء و لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر و بذلك يكون الماخيون قد اتفقوا مع آراء بركلي في نقدهم لبليخانوف ، هذه الآراء كتبها بركلي قبل مولد كانط ، و يقول الماخيون أن القول بوجود الأشياء في ذاتها هو تشويه للفلسفة المادية بفلسفة كانط و ذلك ناتج عن جهلهم لتاريخ الإتجاهات الفلسفية .
و يقول الماخيون أن المادية الفلسفية الحديثة لا تعترف بمفهوم "المادة" و "الجوهر" معتقدين أن ماخ قد قام بإنجاز عظيم في مجال المادية الحديثة ، جاهلين أنهم يلتقون مع بركلي في قوله بأن المادة لا شيء و هي جوهر لا وجود له ، و هم ينكرون وجود الثنائية : الجوهر و المادة ، الأشياء و الأفكار ، و يشكل ماخ و أفيناريوس باعثي الفلسفة البركلية محاولين دحض الفلسفة المادية الماركسية بالرجوع إلى الوراء و الأخذ بمقولة "الفكرة" ، و ذلك في محاولة فاشلة لاستبعاد المادة عن الفلسفة استبعادا إقتصاديا عن طريق ما يسمى "مبدأ الإقتصاد في الفكرة" الشيء الذي جعلهم يتفقون مع بركلي ، و لجعل مذهب بركلي مسيطرا على عقول القراء قام الفيلسون المثالي فريزر يإصدار مؤلفات بركلي و تزويدها بملاحظاته و سمى مذهب بركلي ب"الواقعية الطبيعية" ، حيث أن بركلي لا ينكر وجود الأشياء في الطبيعة إنما ينكر القول بانعكاس الأشياء في إدراك الناس في حربه ضد الماديين .
أما عن موقف الماخية من العلوم الطبيعية من خلال دراسة ما يسمى ب"المذهب الرمزي التجريبي" فهم يلتقون بآراء فريزر عن بركلي "إن النظرة المفضلة عند بركلي هي نظرة "الرمزية الطبيعية الكلية" ، و هو في بحته عن أسباب وجود الأشياء يقع في تناقض إذ يعجز عن تفسير علاقة السبب بالمسبب ، و ذلك بالقول بتفسير الأشباء بأسباب جسدية و بالأقتصار فقط عن السمة أو العلامة لكنه يبحث عن "الفعلي" و "الوهمي" و ذلك بتناول مسألة الواقعية ، التي يحاول بناء معايير الحقيقة الواقعية من خلال الفرق بين الذات و الجماعة مقتربا من المثالية الموضوعية ، و العالم عنده ليس بتصويري بل نتيجة لسبب روحي ، و قد واجه إنجلس المذهب المثالي و قسم الفلاسفة إلى اتجاهين كبيرين في مؤلفه "لودفينغ فريوباخ" حيث قسمهم إلى فلاسفة ماديين و فلاسفة مثاليين و حدد الفرق الكبير بينهما ، و ذلك لكون الماديين يعتبرون المادة هي الأصل عكس المثاليين الذين يعتبرون الروح هي الأصل و الطبيعة الفرع ، و بين هولاء و أولئك يوجد أنصار هيوم و كانط الذين ينكرون إمكانية معرفة العالم أو على الأقل معرفته معرفة تامة و سماهم اللاعرفانيين ، و لكنه يطبق هذا المصطلح على أنصار هيوم الذين يسميهم فريزر "الوضعيين" ، و في كتابه "المادية التاريخية" يتحدث عن "اللاعرفاني الكانطي الجديد".
و يقول إنجلس "إنما نمضي من الأشياء إلى الأحساس و الفكرة" عكس ما يقوله ماخ "إنما نمضي من الإحساس و الفكرة إلى الأشياء" ، و هذان الخطان المضادان ليس إلا نتيجة تعارض المادية و المثالية ، و قول ماخ بأن الأشياء "مركبات إحساسات" ما هو إلا إعادة مضمون فلسفة بركلي المثالية ، مما يجعل عالم ماخ عبارة عن صور و عالم تصويري و ينفي بذلك الحقيقة الواقعية الموضوعية الخارجة عن إدراكنا و التي تعتبر "المضمون الحسي" حيث لا يبقى لديه غير "الأنا" و ينفي بذلك وجود الآخرين ، و يسقط ماخ في تناقض صارخ عندما يرغب في مراقبة دماغه أثناء عملية الإحساس باحثا عن شكل العملية التي قام بها في تلك الأثناء ، و هو بذلك يقترب من الصواب في الوقت الذي يرفض فيه هذا الصواب و هو علاقة المادة بأحاسيسنا ، ذلك ما يؤكده دون رغبة و هو علاقة الأشياء بالإدراك بالأفكار و الأحاسيس و هو يقع في خلط كبير عن تقسيمه للعلوم إلى :
بحث قوانين الصلة بين التصورا ـ البسيكولوجيا .
إكتشاف قوانين الصلة بين الأحاسيس ـ الفيزياء .
تفسير الصلة بين الأحساسات و التصورات ـ البسيكوفيزياء .
فهو يرى أن موضوع الفيزياء هو الصلة بين الأحاسيس و ليس بين الأشياء مما يجعل الماخية تتعارض مع العلوم الطبيعية ، فالمادية تعتبر المادة معطى أول بينما الوعي و التفكير و الأحاسيس و غيرها معطى ثاني ثانوي ، و لا ترتبط بالمادة إلا بأشكالها العليا "المادة العضوية" و المثالية تعتبر الإحساس معطى أول و الأشياء معطى ثاني ، و المادية تطرح مسألة معلقة في حاجة إلى بحث و ذلك بطرح "وجود قدرة مشابهة للإحساس" في "قاعدة صرح المادة ذاتها" ، أما الماخية بطرحها مسألة "عنصر" فإنها لا تقدم شيئا غير أوهام المثالية ، و تكون ماخ قد تأخر بقرنين من الزمن بمذهبه الوضعي الحديث حيث قال بركلي قبله أنه لا يمكن إنشاء شيء من الأحاسيس غير "السوليبسيسم" ، و هو بذلك ينعارض مع ديدرو و إنجلس حول القول بأن الأحاسيس إحدى خواص المادة المتحركة و ليس خواص حركتها.

تارودانت في : 25 مارس 2007



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء العاشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء التاسع
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثامن
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء السابع
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء السادس
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الخامس
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الرابع
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثالث
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثاني
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الأول
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- ثقافة الحجاب من حجز المرأة بالبيت إلى توظيف الحجاب أيديولوجي ...
- تطور الحركة الإجتماعية الإحتجاجية بتماسينت بالريف بالمغرب
- حتى لا تعيد المقاومة العراقية تجارب حركة التحرر الوطني في ال ...
- التحولات الإجتماعية للطبقة العاملة في ظل الرأسمالية الإمبريا ...


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الحادي عشر