أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثالث عشر















المزيد.....

الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثالث عشر


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 1869 - 2007 / 3 / 29 - 11:51
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد رأينا فيما سبق دور لينين في تطوير المذهب الماركسي في مجال المعرفة بتطوير الدياليكتيك الماركسي في حربه ضد الماخيين الذين يريدون إنهاء نظرياتهم المثالية بالماركسية ، حيث استطاع دحض المذهب النقدي التجريبي الذي شوه عبره الوضعيين مفهوم "الواقعية" الذي أصبح مفهوما مبتذلا ، مما جعل لينين يتخذ مفهوم "المادية" الذي وضعه إنجلس للتعبير عن الواقع الموضوعي في مجابهته لأعداء الديليكتيك المادي الماركسي ، و ذلك في ظل أوضاع روسيا القيصرية التي يسود فيها الإستبداد بارتباطها بأوربا عصر الإمبريالية التي تراجعت فيها الديمقراطية إلى الرجعية على طول الخط كما يسميها لينين ، في جميع النواحي الإقتصادية و السياسية و المعرفية حيث انتشر في أوربا المذهب النقدي التجريبي بزعامة ماخ ، و كان عدد كبير من الإشتراكيين الديمقراطيين قد انبهروا بهذا المذهب الذي رأوا فيه آخر ما يمكن أن يتوصل إليه الفكر المادي بعد ماركس ، معتبرين أن الماخية هي التي ستقوم مقام الدياليكتيك المادي الماركسي و من ضمن هؤلاء المناشفة و بعض البلاشفة ، مما وضع أمام لينين هذه المهمة الصعبة التي تتجلى في الدفاع عن الفلسفة المادية الماركسية ، محاولا بلورة المنظور الدياليكتيكي المادي الماركسي في مجال المعرفة الذي سيميز اللينينية عن غيرها من المذاهب و يعطي للدياليكتيك المادي الماركسي نفسا جديدا.
و استمر لينين في محاكمته للماخيين متخطيا حتى المصطلحات التي لوثوها ك"الواقعية" التي تجاوزها باستعمال "المادية" التي صاغها إنجلس ، و كان أفيناريوس يقول ب"البحث المطلق" على ما يسميه ماخ صلة "العناصر" خارج أجسامنا و "النسبي" على ما يعتبره ماخ صلة "العناصر" التابعة لجسمنا ، و تناول لينين آراء فوندت التي من خلالها حلل المذهب النقدي التجريبي من خلال ما قول بوشكيفيتش عن آرائه حيث يقول أن فوندت يعتبر المذهب النقدي التجريبي "الشكل الأكثر عملية لطراز المادية الأخيرة"، و يسميه لينين :"الطراز من الماديين الذين يرون في الروح وظيفة العمليات الجسمانية و هي "الواقعية" في الوسط بين السبينوزية و المادية المطلقة" ، حيث يرى فوندت أن المذهب النقدي التجريبي يشمل بعض جوانب المادية و البعض الآخر من المثالية ، و قول بوشكيفيتش هذا دليل على غير فهمه التناقض بين المادية و المثالية ، و فوندت في دراسته للكمونية و النقد التجريبي خلص إلى أنهما من "أقرب الأقرباء" كما يشاطره في ذلك ماخ و أفيناريوس و بتسولدت و غيرهم من الماخيين ، و اعتبر الكمونيين مثاليين ذاتيين و يلومهم في كونهم لا يعرفون استخلاص مباديء هذا المذهب العظيم يشكل صحيح .
و وجه فوندت نقدا صريحا للمذهب النقدي التجريبي و أنصار الكمونة حيث يلومهم في اعتبار مفهوم "التجربة" و " التنسيق المبدئي" متماثلان ، و يواصل نقده لآراء أفيناريوس التي يعتبر أن بعضا منها مقتبس من المادية و المذهب النقدي التجريبي ، و خلص إلى أن أفكاره غير منسجمة و عبارة عن خليط بين هذا و ذاك مصنفا مذهبه بما يسميه "النصف الحيوي المستقل" في مقارنته مع ماخ الذي يعتبر الدماغ "جوهر ميتافيزيقي" في محاولته لتحريف المادية كما يقول لينين ، و هذا لا يختلف عن تعريف الكانطيين و الهيوميين و كثير من المثاليين الذين يطلقون الميتافيزيقيين على الماديين ، و هم يعتبرون أنه لا يمكن تخطي حدود التجربة بالإعتراف بوجود عالم خارجي عن إدراكنا ، و عن موقف أفيناريوس عن الذات أو ما يسميه ب"النصف المستقل" كما هو الشأن بالنسبة لماخ الذي اقتبسه من المادية ، أذ لا يمكن القول أن كل فيزيائي موجود بصورة مستقلة عن وعينا إلا إذا كنت ماديا و الإحساس ما هو إلا وظيفة مادية ، و هذان الفيلسوفان يختلط عليهما الأمر لأن انطلاقتهما مثالية محاولين نهاية آرائهما بالمادية ، و يصح قول إنجلس على هذا النموذج من النظريات التي يعتبرها "الحساء الإختياري الهزيل" و الذي يطلقه على آراء الفلاسفة الأساتذة الألمان ، ذلك ما يصح في حق الماخيين الذين ينطلقون من منطلقات مثالية و يريدون إنهاءها بالماركسية ، و هم في نقدهم لإنجلس يتهمونه أنه لم يعرف آراء ماخ ذلك لأن إنجلس لم يسم أيا من ماخ و أفيناريوس بأسمائهم في نقد للفلسفة المثالية ، و لا يمكن لإنجلس أن لا يعرف أفيناريوس الذي كان يصدر مجلة فصلية في الفلسفة "العلمية" منذ 1876 .
و في سنة 1906 أصدر ماخ كتابا سماه "المعرف و الضلال" الذي يقول فيه بإمكانية إنشاء الأشياء "العناصر الفيزيائية" من الأحاسيس أي من "العناصر النفسية" ، و يبين فيما بعد أن العناصر الفيزيائية موجودة خارج جسمنا أي خارج حدود العناصر النفسية و الواقعة داخل جسمنا ، و في تناوله للعناصر الفيزيائية يتحدث عن الإنحراف الذي يعترض الفيزيائي باعتبار وجود الأشياء غير كامل دون أن يحدد نوع الإنحراف الذي يقول به ، فيما إذا كان بين الأشياء أو بين الأفكار و الواقع في الوقت الذي ينسى فيه انحراف أفكاره عن الواقع ، لأن الأفكار ما هي إلا نتاج "آثار الأحاسيس" و الوقائع "مركبات الأحاسيس" و لا يمكن إزالة انحرافات آثار الأحاسيس عن مركبات الأحاسيس ، فنجد ماخ في تناوله للمسائل الفيزيائية يحكم عليها بطريقة مادية ، و يبدد بذلك جميع آراء الفلسفة البركلية لأن جميع نظريات الفيزيائيين هي انعكاس للمواد أي الأشياء الموجود خارج أجسامنا و هي مستقلة عنا معتبرا الإحساس كما تعتبره جميع العلوم الطبيعية ، و يقول عنه المثالي إدوارد هارتمان المتعاطف مع النضال الماخي ضد المادية أن فلسفته خليط من "الواقعية الساذجة" و "الوهمية المطلقة".
و حين يقول ماخ أن الأجسام "مركبات أحاسيس" فهو يقول بأشياء وهمية مطلقة أي ما يسمى ب"سوليسيسم" ، و أما عن تناوله للمواد الفيزيائية و محاكمتها عن طريق الفكر المادي فهو يسمى "الواقعية الساذجة" الت اقتبسها لدى علماء الطبيعة بصورة عفوية في محاولته لتمثيل النظرية المادية عن المعرفة ، و يحاول أفيناريوس التغطية عن الخليط الذي يشوب آراء الماخية و ذلك بنظرية "التنسيق المبدئي" ، و لقد تم الإشارة فيما سبق لاتهامه من طرف فوندت بالمادية و رأينا كيف أن بوشكيفيتش لم يفهم قوله هذا ، و يقول عنه تلميذه بتسولدت أن مذهب "نقد التجربة الخالصة" لا يتناقض مع المادية ، و يضيف بوغدانوف أن مذهب أفيناريوس وسطي بين المادية و الروحانية و أكثر من ذلك فهو خارج عنهما ، و كتب كرستانيان يقول أنه يرفض إقحام "العامل المادي" الغريب عن "نقد التجربة الخالصة" ، و صحيح أن ماخ و أفيناريوس قاما بتنازلات لصالح المادية في محاولاتهما لإصلاح ما أفسدته منطلقاتهما المثالية لكن دون الخروج من تناقضاتهما.
و يواصل لينين نقده لأفيناريوس في تناوله لكتابه "المفهوم الإنساني عن العالم" الذي يؤكد فيه على أن ما جاء فيه لا يختلف مع ما جاء في كتابه "نقد التجربة الخالصة" ، لأنه يعرض فيه نفس آرائه بطريقة مختلفة شيئا ما في ما يسميه "أنا أنا" أي أنا و لا أنا ، أنا و البيئة ، حيث يقر بوجود الأنا بدون أنا البيئة و يسمى "أنا" ب"العضو المركزي" و البيئة ب"العضو المضاد" الطبيعة الثانية ، معترفا في ذلك بالقول ب"الواقعية الساذجة" أي العقوية في النظر إلى الأشياء عند عامة الناس ، كما أن ماخ يشاطره الرأي في ذلك الخليط من الفلسفة المثالية و المادية و كذلك فعل ـأتباعهما في روسيا ، و في محاولة لتفسير نظرته الجديدة يتصور حوارا بين القاريء و الفيلسوف حول الأشياء و إدراك الأشياء أي الوعي ، مستخلصا من ذلك الحوار الذاتي و الموضوعي ، و ذلك بشكل عفوي إنطلاقا من "الواقعية الساذجة" من جانب الوضعية الحديثة ، ذلك ما يسميه أفيناريوس "التنسيق المبدئي" الذي يريد أن يبني من خلال هذا الحوار الذي أخذه من أحد كتب برهان غوتليب الممثل الكلاسيكي للمثالية الذاتية في بداية القرن 19 .
يقول لينين أن ما سماه ماخ و أفيناريوس بالإصلاحات حول الماخية ما هو إلا تكرارا لما قاله بركلي معتقدان أنهما اكتشفا الحل لتخبطهما بين المثالية و المادية ، معتبران أنهما توصلا إلى شيء جديد بالقول بالأنا و البيئة بصورة فجة ، كما هو الشأن بالنسبة لفيخة الذي يقول أنه ربط "بصورة لا انفصام لعراها" بين "أنا" و "البيئة" بين الإدراك و الشيء باستخلاصه أن الإنسان لا يمكنه أن ينعزل عن نفسه بالذات ، مما يجعله يقول بما قاله بركلي الذي يقول :"إني لا أحس بأحاسيسي ، و لا يحق لي أن أفترض "المواضيع في حد ذاتها" خارج أحاسيسي " ، و علاقة آراء بركلي في عام 1710 و فيخته في عام 1801 و أفيناريوس في أعوام 1891 ـ 1894 لا جدال فيها ، يبقى الفرق الوحيد بينها هو في التعبير و أسلوب العبير عن نفس الآراء ، ذلك لأنها يحكمها "خط المثالية الذاتية الفلسفي الأساسي" كما يقول لينين ، و القول ب"الواقعية الساذجة" ما هو إلا محاولة لتغطية عرى المذهب الماخي المفضوح ، و لا يمكن لإنسان عادي إلا أن يقول بفصل أحاسيسنا عن العالم الخارجي ، عن البيئة ، إن أحاسيسنا ، إدراكنا ليس إلا صورة عن العالم الخارجي ، هذا ما يمكن أن يتعلمه كل إنسان من تجربته الخاصة في الحياة ، لكونه ليس مستقلا عن العالم الخارجي فقط بل مستقل عن الناس الآخرين أيضا ، و "التنسيق المبدئي" عند أفيناريوس ما هو إلا مثالية كما يقر بذلك جميع من إطلع على آرائه و ليس فيها انحياز إلى المادية ، و يقول فوندت بأن الكمونية ليست إلا وجها آخر لفلسفة بركلي مع شيء من التعديل ، و يقول نورمان سميت عن نظرية أفيناريوس أن نتائجها الإيجابية وهمية .

تارودانت في : 27 مارس 2007
امال الحسين



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثاني عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الحادي عشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء العاشر
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء التاسع
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثامن
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء السابع
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء السادس
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الخامس
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الرابع
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثالث
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثاني
- الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الأول
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- الماركسية اللينينية و دحض الفكر البورجوازي و الماركسي التحري ...
- ثقافة الحجاب من حجز المرأة بالبيت إلى توظيف الحجاب أيديولوجي ...
- تطور الحركة الإجتماعية الإحتجاجية بتماسينت بالريف بالمغرب


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - الماركسية أم الماركسية اللينينية ؟ الجزء الثالث عشر