الشاعر وروح القدس

سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:36
المحور: الادب والفن
    

هل نستطيع إن نستفيد من الشعر في دراسة التاريخ ؟ الجواب نعم . لان الشعر يصور لنا القيم الاجتماعية التي كان يمارسها المجتمع وهذا يعيننا في دراسة المجتمع البشري ،فالشعر الجاهلي مثلا كان يسطر ما كان موجود في المجتمع البدوي من قيم وعادات اجتماعية وأخلاقية وينطبق هذا القول على الشعر العربي في العصور المختلفة ، فمهما بالغ الشاعر في تصوير الوقائع فانه لا يستطيع إن يبالغ في تصوير القيم الاجتماعية والسبب في ذلك إن هذه القيم متأصلة في نفس الإنسان وفي أعماقه ومتأثر بها من حيث لا يشعر ، إن احتفاظ المجتمع العربي بكثير من قيم البداوة بالرغم من تحضره حفز الشعراء على التغني بما في الجاهلية مع أنهم لم يشهدوا حياة البادية ولم يعيشوا فيها من هنا فلقد أقبس هذا الشعر من الحضارة شيء ومن البداوة شيء أخر فصار حضريا وبدويا في آن واحد ،قال صلاح الدين الأيوبي بعد انتصاره على الصلبين :لم انتصر بسيفي لكنني انتصرت بقلم القاضي الفاضل وهذا الأخير كان شاعرا من هنا تكمن قوة القصيدة في تأجيج مشاعر الجيوش خلال الحرب كما لها القدرة على تأجيج مشاعر العاطفة ولهذا السبب قيل في الشعر :
إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس حريا إن يقال له شعر
لقد أدرك العرب في الجزيرة أهمية الشعر فشجعوا على رعايته وأقاموا الأسواق الأدبية له والتي يتبارى فيها الشعراء إما بالنسبة للشعر الشعبي فقد عرفه من خلال الشاعر الشعبي وكم من الفحول قد نبغ بين العامة على توالي الأجيال في مجال هذا اللون من الشعر الشعبي .
إن القرآن أجاز قول الشعر في سورة الشعراء في سبيل الدفاع عن المظلومين وكفاح الظالمين وكذلك أجازه النبي وما قاله للشاعر حسان بن ثابت وهو يحرضه على هجاء قريش :
( اهجهم فوالله لهجائك عليها اشد من وقع السهام في غلس الظلام ،اهجهم ومعك جبريل روح القدس ) من هنا يكون روح القدس بعد وفاة حسان مع كل شاعر يقف بشعره ووجدانه بجانب الحق ونصرة المظلوم يقف مع كل شاعر شريف من اللذين جادوا بأنفسهم أو اللذين زجوا في السجون والمعتقلات وألهبت ظهورهم سياط الجلادين .

#سلام_خماط (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل