أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - علاقة حزب الطبقة العاملة بالنقابات والمنظمات الاجتماعية















المزيد.....

علاقة حزب الطبقة العاملة بالنقابات والمنظمات الاجتماعية


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان موضوع العلاقة بين حزب الطبقة العاملة والحركة النقابية والمنظمات الاجتماعية هو من اهم المواضيع في السياسة العمالية وهو في الوقت نفسه اكثر موضوع في السياسات العمالية واجه سياسات غير صحيحة أدت الى ضعف حزب الطبقة العاملة من جهة والى تفكيك الحركة النقابية والحركات الاجتماعية من الجهة الاخرى.
اولا اريد ان اناقش موضوع الحزب العمالي الحقيقي، حزب الطبقة العاملة. ان المفهوم الذي يدعي ان الحزب العمالي هو حزب يدافع عن حقوق العمال او حقوق الجماهير العمالية والجماهير الكادحة والمثقفين هو مفهوم خاطئ كل الخطأ. فالقول بان الحزب الفلاني يدافع ان حقوق الطبقة العاملة او الكادحين يعني قبل كل شيء ان هذا الحزب منفصل عن الطبقة العاملة والكادحين ومستقل عنهم. فمن يدافع عن شخص او حزب او منظمة لا يمكن ان يكون الشخص او الحزب ذاته. من يدافع عن حقوق جهة اخرى ينبغي ان يكون منفصلا ومستقلا عنها. ولذلك فان الحزب الذي يعلن عن نفسه حزبا مدافعا عن حقوق الطبقة العاملة او الكادحين ليس حزبا عماليا بالمعنى العلمي للكلمة وليس حزب الطبقة العاملة وانما هو حزب يتخذ من القضية العمالية موضوعا دعائيا لجذب العمال والكادحين الى عضويته.
فما المعنى الحقيقي لحزب الطبقة العاملة؟ ان المعنى الحقيقي لحزب الطبقة العاملة هو ان يكون الحزب جزءا من الطبقة العاملة يناضل في صفوفها ويمثل طليعتها الواعية ولا حياة له خارج الطبقة العاملة. وعليه فانه ليس حزبا يدافع عن حقوق الطبقة العاملة بل هو حزب يناضل في صفوف الطبقة العاملة لغرض توجيهها في الحصول على حقوقها والمحافظة عليها وتوسيعها حتى بلوغ الهدف الاساسي من تأليف الحزب وهو تولي الطبقة العاملة للسلطة السياسية والقيام بدوره بعد ذلك في ارشاد الطبقة العاملة والكادحين والمثقفين والبتي برجوازية الى بناء المجتمع الاشتراكي. فاي حزب لا يضع اهم شعار له استيلاء الطبقة العاملة على السلطة السياسية ويوجه كل سياساته من اجل تحقيق ذلك ليس حزب الطبقة العاملة باي شكل من الاشكال ومهما اطلق على نفسه من اسماء والقاب.
ومهمة حزب الطبقة العاملة هي ان يوجه وينظم ويثقف الطبقة العاملة ويقودها في نضالها سواء من اجل الحصول على حقوق لها ضمن النظام القائم او من اجل تحقيق ثورتها على النظام القائم واقامة نظام ملائم للطبقة العاملة ينقذها من الاستغلال الراسمالي ومن كل انواع الاستغلال. ولكي يقود حزب الطبقة العاملة الطبقة العاملة في هذا النضال ينبغي ان تكون الطبقة العاملة جيشه الرئيسي. فالحزب بمفرده عاجز عن ان يحقق اي شيء في مجال تحقيق اهداف الطبقة العاملة الانية او البعيدة المدى. ان الطبقة العاملة هي المناضل الحقيقي وهي الجيش الحقيقي الذي ينبغي على الحزب قيادته وهي مصدر قوة الحزب والدم الذي يجري في عروقه.
ولكي تستطيع الطبقة العاملة ان تجابه قوى الطبقة الراسمالية ودولتها المجهزة بكل عناصر القوة والبطش والقانون والمحاكم والسجون والشرطة والجيش وحتى اجهزة الاعلام ينبغي ان تكون موحدة الصفوف اذ ان تشرذمها وتفككها يعني عجزها عن خوض هذا النضال العنيف ضد طبقة منظمة ادق اشكال التنظيم وتملك كل الثروات والاجهزة المؤهلة لتحطيم نضالات الطبقة العاملة بكل الوسائل اللازمة لذلك. وتاريخ الحركة العمالية في العالم شهيد على هذا البطش الراسمالي القادر على مقاومة نضالات الطبقة العاملة وتحطيمها حتى بعد استيلائها على السلطة في جزء كبير من العالم. وكان انهيار الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي برهانا ساطعا على هذه القدرات الهائلة للطبقة الراسمالية. وما نشاهده اليوم من هدف الادارة الامبريالية الاميركية الى تحقيق ما عجزت النازية عن تحقيقه بالاستيلاء على العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا برهان اكثر وضوحا على عظم المواجهة التي تجابه الطبقة العاملة في نضالاتها ضد الراسمالية الامبريالية وتحقيق اهدافها في بناء نظام اشتراكي ينقذها من هذا الاستغلال والدمار والفقر والمرض والجهل والموت جوعا مما نشاهده في مختلف اجزاء الكرة الارضية بما في ذلك بلدان الدول الامبريالية ذاتها.
ولكي تكون الطبقة العاملة موحدة ينبغي ان يكون لها حزب واحد يوحدها ويقودها. ان مفهوم التعددية الحزبية مفهوم لا معنى له في حركة الطبقة العاملة. ان الهدف الامثل للطبقة العاملة هو ان يكون لها حزب واحد يقود ويوجه الطبقة العاملة العالمية بكامل اجزائها المفروضة عليها طبقا للانظمة الاجتماعية القائمة في العالم اليوم. فالطبقة العاملة هي طبقة واحدة وليس هناك طبقات عمالية مختلفة ولا يوجد فرق بين ان تكون الطبقة العاملة في بلد امبريالي او في بلد مستعمر او في بلد مستقل استقلالا تاما او جزئيا. ولكن تحقيق الحزب الواحد على نطاق عالمي هو الهدف الامثل والذي ينبغي العمل من اجل تحقيقه جزئيا او كليا. وهذا ما عملت على تحقيقه الامميات الثلاث وحققته الاممية الثالثة جزئيا على نطاق واسع شمل الجزء الاكبر من بلدان العالم. واذا كان المثل الاعلى وجود حزب واحد للطبقة العاملة في العالم اجمع فان من الواضح ان وجود حزب واحد في كل بلد من بلدان العالم ضرورة حتمية لا مناص منها. فوجود عدة احزاب تمثل الطبقة العاملة في بلد واحد يعني قبل كل شيء تشرذم الطبقة العاملة وعدم وحدتها. ويعني كذلك ان هذه الاحزاب المتعددة ليست احزابا للطبقة العاملة بالمعنى العلمي لمثل هذا الحزب. فلا يمكن في اي بلد ان يكون للطبقة العاملة اكثر من حزب واحد حقيقي يضم طليعتها ويمثلها ويقود نضالاتها. وهذا ما شهدناه واضحا في الاممية الثالثة حيث لم يكن يقبل من بلد معين اكثر من حزب واحد تعتبره الاممية وفقا لبرنامجه ونظامه والاهداف التي يعلنها حزبا حقيقيا يمثل الطبقة العاملة في ذلك البلد ويشكل حقا جزءا من الحزب العالمي للطبقة العاملة.
ومنذ نشوء الطبقة الراسمالية ونشوء الطبقة العاملة التي يتزامن نشوؤها مع نشوء الراسمالية نشأت الضرورة لوجود نظرية ترشد الطبقة العاملة في نضالاتها وتوجهها الى الطريق الصحيح في تحقيق اهدافها القريبة والبعيدة. وكان كارل ماركس الشخص الذي اكتشف هذه النظرية وعمل على تطبيقها وتثقيف الطبقة العاملة بها. فكانت نظرية الاشتراكية العلمية، نظرية كارل ماركس، هي النظرية التي تستطيع الطبقة العاملة عن طريق فهمها وتطبيقها في مختلف الظروف النضالية والاجتماعية والسياسية السير في الطريق الحقيقي المؤدي الى تحقيق اهدافها. وقد ظهر في خضم نضال الطبقة العاملة العديد من المنظرين الكبار الذين مارسوا وطوروا الاشتراكية العلمية التي القى انجلز عليها اسم الماركسية تخليدا لاسم مكتشفها كارل ماركس مثل لينين وستالين وغيرهم من الماركسين العظام الذين شاهدهم القرن العشرين والذين تفتقر الطبقة العاملة الى امثالهم في ظروفنا الحالية بعد ان تخلت قيادة الاتحاد السوفييتي عن ممارسة النظرية الماركسية مما ادى الى انهياره النهائي وعودة الراسمالية بابشع صورها الى بلدان الاتحاد السوفييتي وبلدان المعسكر الاشتراكي. ولكن التاريخ لا يعرف التوقف ولابد من سنة التاريخ ان يظهر القادة القادرون على قيادة الطبقة العاملة في نضالاتها الحتمية ضد الامبريالية السائدة اليوم في العالم كله او يسير العالم الى الفناء تحت وطأة النظام الراسمالي.
ومنذ نشوء الماركسية واتخاذها نظرية للطبقة العاملة شعرت الطبقات الراسمالية في اوروبا واميركا بخطر هذه النظرية واتحدت كل القوى الرجعية في العالم ضد هذه النظرية وضد الحركة القائمة على اساس هذه النظرية. وقد ظهر ذلك باشد وضوحه في العبارة التي استهل بها كارل ماركس وانجلز البيان الشيوعي. وعملت كل القوى الرجعية على حرف الطبقة العاملة عن نظريتها والى خلق نظريات تشوه الماركسية او تحرفها او تنقضها لكي تحرف الطبقة العاملة عن طريق القضاء على الراسمالية ولكي تحطم نضالها الهادف الى اقامة نظام لا وجود للاستغلال فيه. واضافة الى الهجوم المباشر من قبل هذه القوى الرجعية العالمية نشأت منذ عهد كارل ماركس وحتى في داخل الاممية الاولى تيارات انتهازية وتحريفية وشن ماركس وانجلز وسائر الماركسيين الحقيقيين اشد النضال ضد الانتهازية. ولو تتبعنا الادب الماركسي نجد ان النضال ضد شتى انواع الانتهازية وتحريف الماركسية شكل الجزء الاهم في النضالات التاريخية. والاسماء كثيرة في حياة كارل ماركس وانجلز وفي حياة لينين وستالين ولم يكن بالامكان تحقيق ثورة اكتوبر الاشتراكية بدون النضال الحاسم ضد جميع انواع التيارات الانتهازية والتحريفية للماركسية.
ونرى اليوم نتيجة لتحريف النظرية الماركسية من قبل الزمرة الخروشوفية في الاتحاد السوفييتي وخلق التيارات الانتهازية والتحريفية في الحركة الشيوعية العالمية وفي داخل الاحزاب الشيوعية في العالم وجود عشرات الاحزاب في كل قطر تدعي الماركسية وتدعي تمثيل الطبقة العاملة. والماركسية في الواقع علم محدد وثابت لذلك لا يمكن ان تكون ثمة ماركسيتان او عدة ماركسيات في بلد واحد او في العالم ولا يمكن ان تكون احزاب متعددة تمثل الطبقة العاملة في اي بلد مهما اتسع. ان التعددية صحيحة فيما يتعلق بالمجتمع الراسمالي الذي يضم طبقات مختلفة ومراتب اجتماعية متعددة اذ ان كلا من هذه المراتب والطبقات تحتاج الى احزاب تمثلها ولكن تعدد احزاب الطبقة العاملة ظاهرة مناقضة للماركسية ومعادية لحركة الطبقة العاملة. فنظرية الحزب الماركسي الواحد للطبقة العاملة التي نادى بها معلمو الماركسية الاربعة ومن اتبع طريقهم هي النظرية الصحيحة الوحيدة سواء قبل الثورة الاشتراكية او بعدها. وقد كان لنا النموذج الماركسي الحقيقي في الدولة الاشتراكية الاولى في التاريخ، الاتحاد السوفييتي حين كان دولة اشتراكية حقيقية، اي حتى ۱٩٥۳ اذ لم يكن في الاتحاد السوفييتي كله سوى الحزب البلشفي الذي يمثل الطبقة العاملة في الاتحاد السوفييتي ولا يمثل الطبقة العاملة في روسيا او اكرانيا او روسيا البيضاء او دول الاتحاد السوفييتي الاسيوية وغيرها.
ان الطبقة العاملة وحزبها الذي يمثل طليعتها هي القائدة للثورة الاشتراكية وكذلك للنضال اليومي خلال فترة الاعداد للثورة الاشتراكية. ولكن الطبقة العاملة لا تشكل دائما اغلبية سكان القطر. ولم يعرف لحد الان شعب تؤلف الطبقة العاملة اغلبية سكانه حتى في الاقطار الامبريالية الكبيرة عدا بريطانيا. ولكي تنجز الطبقة العاملة مهمتها في قيادة الثورة الاشتراكية ينبغي ان يكون لها جيشها الذي تقوده. فلا يمكن ان يكون القائد قائدا لنفسه بل ينبغي ان يكون قائدا لجيشه. وجيش الطبقة العاملة هم عادة فئات من الفلاحين وفئات من المراتب الكادحة والمراتب الحرفية المتوسطة والمراتب المثقفة في المدينة. ومن هنا نشأ اصطلاح حلف الطبقة العاملة والفلاحين الذي يشكل الجيش الرئيسي للثورة الاشتراكية. وعليه فان من مهام الطبقة العاملة جر الفلاحين وسائر الكادحين الى النضال الثوري وقيادة هذا النضال عن طريق توثيق العلاقة بين الطبقة العاملة والفلاحين والمراتب المتوسطة في المدينة وتحقيق النضال المشترك تحت قيادتها.
حزب الطبقة العاملة الذي يضم طليعة الطبقة العاملة هو القائد الحقيقي لنضالات الطبقة العاملة ولقيادة الطبقة العاملة لسائر الكادحين سواء في النضالات اليومية المتواصلة او في الثورة الاشتراكية وبناء النظام الاشتراكي. ولكي يكون حزب الطبقة العاملة قائدا لحركة النضال في بلد معين يحتاج الى جيش يقوده يتألف من العمال ومن سائر المراتب الكادحة في المدينة والريف. وهنا تنشأ مسألة العلاقة بين الحزب والتجمعات العمالية والتجمعات الاجتماعية الاخرى كالجمعيات الفلاحية او المنظمات الاجتماعية في المدينة كاتحاد الطلبة والمنظمات النسائية ومنظمات الشبيبة والنقابات الحرفية غير العمالية كنقابة المحامين ونقابة المهندسين وغيرها من هذا النوع من النقابات وحتى النوادي والجمعيات الخيرية وغيرها من التجمعات الاجتماعية. وهنا تنشأ نظرية الطريقة الماركسية لتحقيق العلاقة بين جميع هذه المنظمات وبين حزب الطبقة العاملة وشروط تحقيق قيادة هذه المنظمات من قبل حزب الطبقة العاملة.
لا يستطيع حزب الطبقة العاملة ان يحقق اهداف الطبقة العاملة والكادحين بنفسه وانما يستطيع ان يقود الطبقة العاملة والكادحين في تحقيق اهدافها. فالحزب كالقائد العسكري لا تكون له اية قوة ما لم يكن له جيش يقوده. ولكن مفهوم القيادة هو الامر الذي عجزت بعض الاحزاب العمالية عن فهمه. فالقيادة امر يكتسب ولا يفرض. وهذا يعني ان الطبقة العاملة والكادحين يجب ان يتوجهوا هم الى حزب الطبقة العاملة ويمنحوه ثقتهم. وطبيعي ان افضل طريقة يستطيع حزب الطبقة العاملة بواسطتها اجتذاب العمال وسائر الكادحين الى صفوفه او الى تأييده هي اللجوء الى تجمعات الطبقة العاملة والكادحين. فتأثير الحزب يكون اكثر فعالية لدى النضال داخل المجموعات الكبيرة من النضال ضمن الافراد. ولكن طريقة النضال الصحيحة من اجل اجتذاب العمال والكادحين الى صفوف الحزب او الى تأييد الحزب هي الاساس وهي التي تقرر ما اذا كان الحزب سيصبح حزبا جماهيريا حقيقيا ام لا.
على الحزب اولا ان يشجع العمال في مختلف الحرف على النضال من اجل تكوين نقاباتهم. فالنضال من اجل انشاء النقابات حركة قد تلاقي معارضة شديدة من قبل الطبقة الحاكمة التي لا تريد خلق قوة جماعية تناضل من اجل فرض بعض الحقوق عليها. ان تشجيع وتثقيف العمال بضرورة تشكيل نقاباتهم من المهام الشديدة الاهمية لحزب الطبقة العاملة. وعلى اعضاء الحزب من عمال المهن المختلفة ان يبدوا نشاطا كبيرا في عملية انشاء النقابات وتوجيه العمال في نضالاتهم بهذا الخصوص عند مقاومة الطبقة الحاكمة لتشكيل النقابات. وتشكيل النقابات يجري عن طريق توحيد عمال نقابة مهنة معينة في النضال من اجل تشكيل نقابتهم. فالنقابات تتألف من القاعدة، اي من العمال انفسهم ولا تؤسس من الاعلى، اي من قبل حزب او منظمة. وعند النجاح في تشكيل النقابات ينبغي ان يكون اعضاء الحزب في كل نقابة من انشط اعضاء النقابة واكثرهم وعيا وتوجيها لنضالات النقابة من اجل تحقيق اهدافها كالمفاوضات الجماعية عن طريق النقابة مع اصحاب العمل ومقاومة تخفيض الاجور ومحاولة رفعها والنضال من اجل تحديد ساعات يوم العمل ومنع تشغيل الاطفال والمساواة بين العمال والعاملات باجور العمل المتشابه وتحسين ظروف الوقاية في المصانع وكل المطالب التي تهم العمال. هذا من اهم طرق جذب العمال ودفعهم الى منح الثقة لهؤلاء الاعضاء النشطين والمخلصين والفاعلين في حياة النقابة. ان عمل اعضاء حزب الطبقة العاملة يجب الا يكون عملا حزبيا بل يجب ان يكون عملا نقابيا يبرز فيه اعضاء حزب الطبقة على اقرانهم من اعضاء النقابة بحيث ان اعضاء النقابة بمختلف ارائهم يمنحون اعضاء الحزب ثقتهم فينتخبونهم لقيادة النقابة لا لكونهم اعضاء حزب الطبقة العاملة وانما لكونهم اعضاء نشطين ومخلصين وفعالين ومضحين في نضال النقابة. بهذه الطريقة فقط يكتسب الحزب قيادة الطبقة العاملة ولا يفرضها. ان الماركسية تعتبر النقابة مدرسة لاعداد المناضلين القياديين والمخلصين لحركة الطبقة العاملة. فالصراع داخل النقابة على توجيه العمال الى الطريق الثوري الحقيقي هو صراع شديد على العمال المنتمين الى حزب الطبقة العاملة ان يخوضوه بكل جدارة واخلاص ولكن لا بصفتهم اعضاء حزب الطبقة العاملة بل بصفتهم اعضاء نشطين في نضالات النقابة التي ينتمون اليها.
والامر لا يختلف عن ذلك بصدد النضال في المنظمات الاجتماعية والنقابات الحرفية غير العمالية والجمعيات الفلاحية. ففي كل الحالات ينبغي لاعضاء الحزب ان يكتسبوا القيادة عن طريق نشاطهم الخاص في المنظمات والجمعيات التي ينتمون اليها لا بصفتهم اعضاء حزب الطبقة العاملة.
ارجو معذرة القراء الكرام عن التكرار والتركيز على هذه النقطة، نقطة اكتساب الثقة والقيادة لا عن طريق كون الشخص عضوا في حزب الطبقة العاملة بل بصفته عضو فاعل ونشيط ومخلص في عمل ونضال المنظمة الاجتماعية او النقابية او الفلاحية التي ينتمي اليها. فقد ادى الخطأ في اتباع هذه السياسة لا الى تحطيم النقابات واضعاف العمل النقابي والانتماء العمالي الى النقابات وحسب بل ادى الى اضعاف الحزب ذاته وتحوله الى حزب غير حزب الطبقة العاملة.
لماذا يجب اكتساب القيادة لا فرضها؟ ان حزب الطبقة العاملة يهدف الى قيادة الطبقة العاملة في نضالات شديدة الخطورة تمثل ذروتها الثورة الاشتراكية. ولكي يندفع العمال والفلاحون والمثقفون وسائر الكادحين لخوض هذا النضال العنيف والخطير ولتقديم التضحيات الكبيرة اللازمة في هذا النضال يجب ان يكونوا مقتنعين به ومندفعين في خوضه عن قناعة وايمان. ولكن النقابة التي تفرض عليها القيادة من اعلى من قبل اي حزب او اية منظمة لا يمكن ان تكتسب ثقة العمال او اعضاء تلك المنظمات. وعندما تحين ساعة النضال الحاسمة ولنقل ساعة ذروة النضال الحاسم، ساعة الثورة، فان العمال وسائر الكادحين الذين لم ينضووا تحت قيادة حزب الطبقة العاملة عن قناعة وايمان يخذلون الحزب ولا يندفعون وراءه في تحقيق الثورة وبناء النظام الاشتراكي. وحتى في حالات النضالات اليومية الاقل خطورة من الثورة فان الحزب لا يستطيع الاعتماد على نقابات او منظمات اجتماعية او جمعيات فلاحية كان قد فرض عليها القيادة ولم يكتسبها عن قناعة وثقة وايمان اعضاء تلك النقابات والمنظمات، وهذا ما يؤدي في كثير من الاحيان الى فشل الحركة التي يريد الحزب قيادتها. ان فرض القيادة على النقابات او المنظمات الاجتماعية عمل مدمر للنقابات والمنظمات وللحزب على حد سواء.



#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غناء واناشيد السجون
- الى الاخ عارف معروف
- المنظمة النسائية وانتماؤها السياسي الحلقة الثالثة - المنظمات ...
- المنظمة النسائية وانتماؤها السياسي
- حول مقال دحام التكريتي
- المنظمة النسائية وانتماؤها السياسي - الحلقة الاولى -النقابة
- المصالحة الطبقية ظاهرة تاريخية
- حول دراسة الاقتصاد السياسي والصراع الطبقي
- اكتشاف قانون الحركة في ظرف معين
- هل نستطيع تكييف الماركسية لتلائم مجتمعاتنا الشرقية؟
- انتقاد ملطف لمقالي حول-مستلزمات بناء حكومة علمانية ديمقراطية
- مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق
- هل استبدل لينين شعار يا عمال العالم اتحدوا؟
- الى الاخ كاظم حبيب - ملاحظات حول كتاب اليهود والمواطنة العرا ...
- هل النظام الفرعوني نظام عبودي ام راسمالي؟
- الماركسية اللينينية والماوية
- دراسة المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية
- تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا - اخيرة
- تعريف اليسار عموما واليسار العراقي خصوصا 6
- بيكر بطل المصالحة الوطنية الاميركية في العراق


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسقيل قوجمان - علاقة حزب الطبقة العاملة بالنقابات والمنظمات الاجتماعية