أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - حمزة الشمخي - حوار مع الشاعر كامل الركابي















المزيد.....

حوار مع الشاعر كامل الركابي


حمزة الشمخي

الحوار المتمدن-العدد: 1899 - 2007 / 4 / 28 - 11:37
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاوره: الكاتب حمزة الشمخي

الكتابة عن الشعر الشعبي العراقي تفتقر بالذات الى بحوث متخصصة,فقد ظل هذا اللون من الشعر رغم سعة متذوقيه من العامة والمثقفين بعيدا عن الدراسات الجادة والنقد الرصين لاسباب متنوعة ودوافع لم تعد خفية !
مثلما احدث السياب نقلة نوعية في الشعر العربي الفصيح ووضعه على سكة التجديد الى تخوم قصيدة النثر باعتراف مؤيديه ومنافسيه على السواء كذلك فعل النواب في الشعر الشعبي واصبحت القصيدة الشعبية تزخر بمعطيات جديدة وحلل متنوعة وزاهية
والملفت في الامر ظهور دراسات نقدية كثيرة عن جيل السياب والاجيال اللاحقة يرافق ذلك اهمال للابداعات والكتابات النوعية في الشعر الشعبي لجيل النواب ومابعده حيث لانجد سوى معالجات في مقالات متناثرة لم يتسن لها تسليط الضوء الكافي على التجارب الشعرية الحديثة !
لانريد الخوض في مرحلة تشويه السلطة لكيان الشعر الشعبي ومسخة وتحويله الى بوق ناشز ولسان ماصخ يسبح بمجد الدكتاتور وانتصاراته حتى غدت ردود افعال الناس الهائجة سببا في قطع احد الالسنة ورميها للتراب !
للشعراء الشعبيين في البلدان العربية وخاصة مصر ولبنان والخليج قيمة كبيرة وفي العراق زمن الدكتاتورية يطلق عليهم الرصاص في الشوارع وتغتالهم الاجهزة الامنية اوتضطرهم للرحيل اذا كانوا محظوظين !
احد هولاء المغادرين عنوة بلاد الرافدين هو صديقي الشاعر كامل الركابي فقد هاجر في البدء للجزائر مكث فيها سنوات اربع ثم غادرها الى كردستان للمساهمة في انهيار سلطة دموية غاشمة هو ونفر من اصدقائه اللذين استشهد معظمهم هناك حيث حفرت تلك الشهادات جرحا عميقا في ذاته وكيانه ولم تزل لليوم تعصره آلام ذكرياتهم وصورهم
حتى قال لي مرة:
السكّر والقلب والذهول ضريبة الغياب !
الانفال احد المشاهد الحية التي عاشها الركابي ومخيمات اللاجئيين في ماردين التركية اللتي اقيمت في العراء ومخاطر التسلل من بلاد الى بلاد واخيرا المنفى,هذه التجارب المريرة تضفي نكهة خاصه على القصيدة التي يحاورها ويحاولها الركابي كامل !
قلت له مرة بم تاثرت من الشعراءالشعبيين,
قال لي :
مظفر النواب,شاكر السماوي ,طارق ياسين ,كريم محمد ,عزيز السماوي ,علي الشباني ,ناظم السماوي ,كاظم الركابي زامل سعيد فتاح,ابو الوليد,ابوسرحان ,عريان السيد خلف ,فالح الطائي ,قاسم السعد ,مهدي السوداني ,هادي الشاوي ,جبار الغزي ,كاظم الكاطع,علي الكعبي ,كاظم لالة ,يعرب الزبيدي,جمعة الحلفي ,رياض النعماني,ريسان الخزعلي,كاظم غيلان,رحيم الغالبي,عبدالله رجب,فاضل السعيدي ,عبدالامير العضاض, فالح الدراجي, كريم العراقي,
لقد قرأت لكل هولاء الشعراء وحفظت بعض قصائدهم وتمعنت في اساليب كتاباتهم وتوغلت في عوالم شخوصهم وتوهمت بانني سأكتب مثلهم وكنت اطمح في ذلك وللاسف لم استطع وكانت خيبتي انني اكتب ظلال تجربتي بدمي وروحي وجروحي وهي ظلال لاتحتويها خيمة ولاتشبه ظلال احد !
الشعر لدى كامل مشاهد ظلت عالقة في تجربته وكيانة,طفولة صرائف ,نخيل الساعي ,المحلة الفقيرة ذات الحياة المشاعية وقد روى لي مرات عديدة ونحن نجلس كل اثنين وخميس في المقهى السويدي عن الحياة في تلك المحلة التي تعيش علىفضلات المقصبة والتمور في مشاعية غرائبية لاتصدق , من بين تلك المرويات :
نقف كل مساءات الذبح في طابور نحن اولاد المحلة بانتظار مجيء العربة على
سكة حديدمحملةبالكروش والطحالات من مقصبة الساعي ليتم تفريغها في غرفة مكشوفة وتعود ثم تجيءمن جديد, وهكذا يتم توزيع الثروة بالطريقة التالية, العربة الاولى لبدر بن كميلة والثانية لجمال بن نوعة والثالثة لقاسم بن ونيسة والرابعة لكامل بن هليّلة ثم بعدنا تاتي الكلاب وياللغرابة انها تقف مثلنا في طابور !
هولاء الاطفال يشاهدون يوميا الافلام السينمائية القديمة في السينما الصيفي القريبة من المحلة عن طريق مقاعدهم المفضلة وسط هامات النخيل ومرة عندما أُطلق الرصاص على بطل الفيلم وسقط في الشاشة مغشيا عليه انتفض قاسم صارخا وضرب على ركبتيه فسقط على الارض !
وهو يسمع بالحب لاول مرة من الشابة فضيلة وهوفي الثامنة من عمره:هل شاهدت الحب في فلم الخطايا لعبدالحليم ولما اجاب بالنفي قالت له :عمرك خسارة!
هذه الطفولة بكل تداعياتها وغيوم ايامها واقمار لياليها ورقة ملمس ثيابها في البرد القارص ونخيلها وعشق خديجة الساخرة:جايه بطرك المشوفه/جايه الكامل اشوفه ! واملاحها والمستنقعات المحيطة بها ايام الشتاء وارطابها اللامعة في تموز حين قامت الام بتنزيل صورة الملك من على وجه الصريفة وتعليق صورة الزعيم بدلا عنها, هي المنبع والنبع الاول للروح الشعرية التي اكتوى بنارها كامل الركابي.
الشاعر كامل الركابي لايحب الاسفاف واللغو في الكتابة الشعريه فهو حتى في قصائده الاولى مطلع السبعينات والتي ترد فيها وبصورة ملحوظة مفردة الصريفة يسعى للتكثيف ووضع الصورة في لوحة مرئية وشفافة
من جذع النخل
من طين
من حزمة ﮔصب اسمر
نبت وجه الصريفه !

من ﮔمره ابسمه
من شمعه زغيره
من جمره انحنت
ع المنقله اسنين
من فانوس مهجور
ضوت روح الصريفه !

من احزان واحلام
وسهر ليل ومناشير
كبرﮔلب الصريفه !
وفي مجموعته الاولى/الكمرة وسواليف النهر/ 1975 يبرز بشكل جنيني شكل آخر لكتابة النص يتخذ من الحوار الداخلي سمة للقصيدة يتطور لاحقا الىتجسيد حي وكائن بملامح اصفى وهذا باعتقادي احدى المميزات الخاصة بالشاعر
شمعه
ونكرها الضوه
ودش الصريفه اتراب
وأمي ﺒﭽتني غفل
وريح العبت بالباب
ﮔﺎلتلي:
بسك تظل
سهران للغيّاب
بسك
قميصك رﮔد
ومنين نشري اثياب !
االمنولوجات والحوارت الداخلية والقص المكثف القصير والومضات التي تثير الدهشة والتساؤل اضافة الى اللغة المشحونة بطاقة حسية وعذابات الجنوب هي القواسم المشتركة لسمات القصيدة في تجربة كامل الركابي
ان اغلب اصدقاء ومعارف الشاعر يشيرون الى هذا التفرد وخاصة في قصيدة مشاهدات التي اشار اليها الكاتب والشاعر عبدالباقي فرج في لقاء مع الشاعر نشر في ايلاف وجريدة الصباح والحوار التمدن والناس ومواقع اخرى
شفت مره
حمامه اتلوب
انشدتها عن حزنها
رادت اتذوب !

شفت..
رسام..
يرسم بالعذابات
ﭽفه إحجار
وايامه إنتفاضات !

شفت..
آخر صلاة الروح
لعيونك
وشفت..
حسّاد من يومين
ﭽﺎنوا من تمر تضحك
يزعلونك
مدري اشلون
غمضة عين..
فتحة عين..
صاروا همّه الاحباب
ويعبدونك !

شفت..
طيره..تخاف اتطير
انشدتها- اللعب-
السمه وسعه
ونوم القفص..تكسير
ﮔﺎلت لي:الجنح
هذا الجنح لليوم
هم مشكول
هم ازغير !
يقول :
القصيدة طيف مرتحل,عشق بلا ضفاف,عذاب خفي مسكون بوجوه الاحبة,لحظة تجلي موروثها سرقات غير منظمة لمخازن الذاكرة,انتهاكات مشروعة للاانا وخفاياها ,تجريد الروح من عباءتها السوداءوحل شعرها وابراز مفاتنها بل يتجلى الصدق احيانا في فتح فخذيها للسابلة,نزف لايتوقف,قلب عامر بالحب تنقصه شرايين متسعة,انهيار كامل لمعنويات شامخة,مظهر صامت لاحتدام الكلام,اوجاع تتصبب عرقا,مخبأ سري وسحابة دخان,هروب من مخافر سلطة غاشمة واجتياز حدود,انصهار معادن لاتنصهر وانكسار ذوات لاتنكسر وقهقهة !
القصيدة رصاصة ساخنة ومزهرية تلون شباك الحبيب,بار شعبي يرتاده المغيبون وحضور زائف للاقنعة,اعراس ومآتم
الحياة والموت هما القصيدة ولاتعريف ثابت لهما !
-وماذا عن الحداثة, ورياح الحداثة هل تهب ايضا علىارض الشعر الشعبي ؟
بالطبع, الشعر الشعبي لايعيش بمعزل عن الفنون الاخرى بل هو احيانا يتغلغل في النفوس ويثير المكامن اكثر من اي فن آخر فمثلا على مستوى المضامين كان البطل البارز في القصيدة الشعبية ريفيا رغم التغيرات التي طرات على الاشكال الشعرية وتجاوبها مع اطلالة التجديد وكان الشاعر وهو ابن المدينة لايلتفت الى عذابات وطموحات الناس اللذين حوله بل يستلهم قيم الشجاعة والتحدي من نماذج ثورية انبثقت من كفاح الفلاحين من اجل الارض والكرامةولكن وللتنوع في حياة المدينة بدات القصيدة الشعبية تشق طريقها برؤية جديدة وبهموم وتطلعات ومضامين اخرى في الخوف والانكسار والتذبذب والتشظي والتحولات غير المنظورة اي لم تعد تقتصر على الجوانب البطولية الصرفة في حياة الفرد
ولذلك تنوعت الاشكال والمضامين معا واصبح الشاعر يجسد تجربته الفردية تتجلى فيها معرفته وثقافته الشخصية وعلاقته الخاصة بمضمون الخير والشر ,الحياة والموت ,العدو والصديق ,الجميل والقبيح ..الخ
هذه والتجارب التي عمقتها رؤيا الحياة بتنوعاتها هي التي وبلا ارادية تستلهم روح الحداثة وليس قشورها !
-انت تستخدم في كثير من الاحيان الفصحى في قصائدك مالغرض من ذلك ؟
لاتوجد حدود وتعريفات للكلمة في المتداول اليومي فأنت مثلا عندما تقول كلمة حبيبي او صديقي اوعزيزي وهي كلمات فصيحة وفي نفس الوقت متداولة بشكل يومي اي غدت جزء من النسيج اللغوي للهجة العامية لذا لااتردد ابد في استخدام الكلمات سواء اكانت فصحى ام غيرذلك في كتابتي الشعرية مادامت تلك الكلمات تاتي من رحم ولادة القصيدة
وغير محشوّة قسرا !
وحدك
تحب الذبول ابالشفايف
والذهول الماشي فوك الوجه خايف
والنحول المرتوي بمنبع عبير
- بعد ما طفّت الناس ،
الحريق
وبردت أنفاس
مختار المحله
الشاب
بعد ما شرب
اول كاس
تباهى وضاف للتقرير:
طفينه الحريق
بكل مشاعر صادقه
وأحساس
خسارتنا فرد جندي
مصاب او وضعه
لا باس
ﭼﺎن يطفِّي بيت اهله
وغلط
داس الجمر
هم زين الحرﮒ هاذه
اكل رجله الخشب
ما وصل للراس !
-نبي
شال باسفاره الكتب والحكمه
وتعلّم طرق اهل الكتاب
وعاد للبصره نبي
بعد الخراب !

-امل ان نستكمل حوارنا في لقاءات قادمة وشكرا لك



#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدار أمني أم جدار طائفي ؟
- لاجئون داخل الوطن وخارجه
- الظلام يطارد النور في العراق
- القمم العربية .. صور متكررة
- شبعنا من المؤتمرات والإجتماعات
- إمنية عراقية
- العراق والصمت العربي
- هؤلاء الذين بكوا على صدام
- العاجزون
- حجاج مجلس النواب العراقي
- وجوه مختلفة وكلمات متشابهة
- لا للتحالفات الطائفية مرة إخرى
- الحوار المتمدن .. شمعة في الظلام
- هكذا قال الرئيس !
- الصديق وقت الضيق !
- العراق يحترق
- هل سمعتم عصابات أقوى من حكومة ؟
- البعثيون يشترطون على العراقيين التوبة !
- هل أن وثيقة ميثاق مكة ستنقذ العراق ؟
- ضحكات النواب ودموع العراقيات


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - حمزة الشمخي - حوار مع الشاعر كامل الركابي