حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 12:02
المحور:
المجتمع المدني
هكذا يتداول الناس هذا المثل منذ الآف السنين وخاصة في منطقتنا العربية ، التي تعشق الأمثال وترددها دائما ، ولكن هل أن مثل هذا المثل ينطبق على الوضع العراقي العليل ، والمكتوي بنيران الإحتلال والجريمة والإرهاب والفساد والميليشيات المسلحة ؟ .
لا والله ، لأننا لانريد أن نلوم ولا نعتب على أصدقاء العراق والعراقيين البعيدين وحتى القريبين منهم ، ولكن عتبنا الشديد على الأشقاء العرب كما درجت العادة أن نسميهم ! ، في أدبياتنا السياسية وكتاباتنا الصحفية وفي كل وسائل إعلامنا الإخرى .
لأن هناك من الإشقاء العرب وهم كثر للأسف الشديد ، لازمهم الصمت منذ إنهيار دكتاتورية صدام الى يومنا هذا ، وهناك من ساهم ويساهم في طعن الجسد العراقي المنهك من الخلف ، وأن هناك من الأشقاء وهم القلة القليلة جدا من يتضامن مع العراق وأهله ، وتسمع كلمتهم الصادقة أحيانا بوضوح .
أليس من الواجب القومي كما يتغنى به البعض في كل المناسبات ، وكذلك الواجب الإنساني والأخلاقي ، أن تبادر جامعة الدول العربية لعقد إجتماع قمة عربية لها في بغداد للتضامن مع هذا البلد العربي الشقيق ، أو أن يبادر بعض القادة والزعماء العرب لزيارة العراق والوقوف الى جانب شعبه في محنته المريرة ؟ .
لماذا تتركون العراق اليوم ، وهو في أشد الحاجة إليكم أيها الأشقاء ، وكان البعض منكم يتسابق على زيارته في زمن النظام الدكتاتوري المنهار؟ .
إنها لمفارقة غريبة ، وفي زمن عجيب ، بحيث تختلط الأوراق ويصبح الإرهاب مقاومة ، والقتلة من المجاهدين ، والضحايا عملاء وخونة ، وأن يتحول العراق الى ساحة مواجهة دولية ، تشترك بها دول وأنظمة ومنظمات وميليشيات وعصابات ، ولكن الخاسر الوحيد هم بنات وأبناء العراق .
فإذا كان حقا أن الصديق وقت الضيق كما يقال ، فإذن ماذا نقول للشقيق ! .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟