حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 11:33
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لم يشهد التأريخ القديم ولا تأريخنا الحديث ، بأن هناك عصابات مجرمة وميليشيات خارجة عن القانون تستطيع أن تعزل أحياءا بكاملها عن الأحياء الإخرى ، وأن تستعرض قواتها الإرهابية المسلحة في شوارع وساحات المحافظات والمدن ، وهذا كما حدث في مدينة الرمادي أخيرا ، وأن تخطف الموظفين من دوائرهم وأماكن عملهم في وضح النهار وأمام الجميع ، وأن تسيطر على مدن بكاملها لعدة أيام ، كل هذا وغيره يحدث اليوم في العراق .
ولكن أن الحكومة العراقية الحالية وبكل مؤسساتها العسكرية والأمنية غيرقادرة حتى على حماية منطقة واحدة من مناطق العاصمة العراقية بغداد ، بدليل أن العشرات بل المئات من المواطنين العراقيين يقتلون أو يخطفون يوميا أمام أنظار الجميع ، وكأن هذه العصابات الإرهابية والميليشيات المسلحة هي التي تحكم العراق ، وليس حكومة عراقية منتخبة من قبل الملايين من العراقيات والعراقيين .
إنها حقا من كبرى المصائب وأغرب الأحداث وأبشع الجرائم كل مايحصل في العراق ، ومن المسؤول عن كل ماحدث ويحدث من كوارث ومذابح يومية ؟ ، هل أن هذه العصابات وحدها أم مؤسسات الدولة الغير قادرة حتى على تأمين الأمن والإستقرار لشارع واحد من شوارع بغداد ؟ .
صحيح أن العراق مر ويمر في ظروف إستثنائية بعد إنهيار دكتاتورية الموت ، وتداخلت فيه العوامل الداخلية والإقليمية والدولية وخاصة بعد إحتلاله ، ولكن هذا لا يعفي الحكومة العراقية من إلتزاماتها الطبيعية كأية حكومة في عالمنا هذا أمام شعبها والحفاظ على أمنه والدفاع عنه من المخاطر الداخلية والخارجية .
أن المسؤولية الإولى تقع على عاتق الحكومة ومؤسساتها ، لأنها هي المقصرة والقاصرة في تحقيق الأمان والهدوء والعيش الكريم لشعبها ، ولا حتى تستطيع مواجهة ميليشيات مجلس النواب ، لأن أغلب هذه الميليشيات المسلحة هي تابعة لأحزاب ومنظمات وكتل سياسية وحزبية متمثلة في مجلس النواب العراقي ، وهذا معروف للجميع وليس سرا .
فهل تستحق هذه الحكومة المنتخبة البقاء والإستمرار في عملها أم عليها الإستقلالة والرحيل لأنها لم تف بوعودها ولم تنفذ برنامجها الذي أوصلها الى الحكم ، من خلال الأصوات الإنتخابية التي نتج عنها حكومة محاصصة مذهبية وقومية لا حكومة وحدة وطنية كما يقال عنها في وسائل الإعلام ؟ .
فينبغي علينا جميعا ، أن نطالب هذه الحكومة بسقف زمني محدد للقيام والنهوض بواجباتها ، وإلا عليها الإستقالة أمام شعبها قبل أن يدخل العراق بمرحلة عصيبة وأكثر دموية من الوضع الحالي والتي لا يمكن حلها بسهولة .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟