رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 1895 - 2007 / 4 / 24 - 04:12
المحور:
الادب والفن
كتب الجواهري الكبير بمناسبة الذكرى العشرين لاستشهاد شقيقه الأصغر في وثبة كانون عام 1948، مقطوعة وجدانية مليئة بالعاطفة والمشاعر الانسانية، عنونها "إليك أخي جعفر"، وخص بها تحديداً، صحيفة "التآخي" التي نوهت عنها مسبقاً، ثم نشرتها كاملة في عددها رقم 255 الصادر في السابع من نيسان 1968، مع مقدمة جريئة ومؤثرة، عبرت عن أكثر من موقف، في زمن كان يتفرج فيه "المتفيقهون فلا دم يغلي ولا قلم يذود ولا فم" دفاعاً عن شاعر الوطن...
... ولأن تلك المقدمة تتحدث بنفسها وبشجاعة متميزة، وخاصة في ظروف مثل تلك التي كانت سائدة في البلاد، فلا حاجة اذن لمزيد من الإطالة والشرح... وهذا هو النص كاملاً:
"من منفاه، من غربته هناك، غنى قضية الشهيد، غنى قضية الانسان، ومن قلبه الكبير، انهمرت الكلمات مطراً يبشر بالمنى، ويخضر به جدب الأرض..
من براها .. خص شاعر العرب الكبير الأستاذ محمد مهدي الجواهري جريدة "التآخي" بالجديد من نتاجه.. وكما وعدنا القراء، نقدم اليوم، للجواهري الكبير واحدة من روائعه الجديدة "شباط عام 1948 - إليك: أخي جعفر"...
فإلى الانسان الذي غمر فجر الضنى والشعر رأسه بالمشيب، وظل قلبه طرياً شاباً، وثائراً.. إلى شاعرنا المغترب، كلمة إجلال وحب من "التآخي" وقرائها، مؤكدين ضرورة أن يعود هذا الرجل الذي أحب وطنه وشعبه وغنّاهما، بل سجل، عبر قصائده الثرة، تاريخنا السياسي كله.
فيا غريب الدار، إن العراق يفرش لك قلبه.. ان تحطمت الأسوار التي تحجب عنا طلعتك الأنيسة، وظل في الحدود، شوك، وعثار درب، فسوف لن يكون ذلك في الغد، يا شاعرنا الغريد".
... هكذا كانت مقدمة "التآخي" عن الجواهري، فأُعيد نشرها مع القصيدة المعنية وقد ظهرت في أكثر من طبعة لدواوينه، ومنها طبعة بيروت عام 1982... وفي ذلك موقف واضح إذ قلّما أعاد الشاعر الكبير نشر المقدمات التي نوهت بقصائده في عشرات الصحف والمجلات...
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟