أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سميرة الوردي - عتاب














المزيد.....

عتاب


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 11:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عتاب
جاءني صوته عاتبا عبر الأنترنيت ،
: أبعد غياب أربعين عام تنسين لهفتي في العودة ، قرأت مقالتك ( العدد الأخير لطريق الشعب ) وقد أعجبتني ولكني اغتظت لأنك نسيت رغبتي وشوقي وحنيني الذي لم يشف للعودة للوطن .
: اعذرني لم أنساك ولن انسى تلك الأيام المريرة، ولكنها كانت حميمة بتواجدنا معا وبقدرتنا العالية على تحملها، هل تخطيناها فعلاً؟ّ!
كيف أنسى ذلك المساء ونحن جميعا جالسون على العشاء ، عندما جاءتنا أم نافع جارتنا الطيبة لتبلغنا وتنبهنا أن الحرس القومي اقتحم الحي الهاديء يفتش عن شبابه ، ذلك الحي الذي تميز بهدوئه ورقي سكانه، وعدم حدوث أي ضوضاء فيه بالرغم من حمامات الدم في مناطق أخر ، كنتَ قد عُدت لتوك من منطقة دامية نجوت باعجوبة من يد الجلادين ولكنهم عندما أغاروا على المحلة أغاروا على بيتنا ، فاضطررت أنا للتسلل عبر الباب الخلفية مع أم نافع وهربتُ خوفا منهم بالرغم من أنني لم أتجاوز سن الصبا آنذاك، كيف أنسى الرعب الذي انتاب أمي وقد ساقك الجلادون أمامهم كالذبيحة ومرت الأيام وخرجت من سجنهم باعجوبة عجاب ، فكنت من المحظوظين بالنجاة ، كيف أنسى الأيام التي تلت خروجك وأنت تحاول نسيان ما مر ، تجلس في الحديقة وتفتح بابيها المطلتين على الشارع وتشغل الكرام والمسجل ليلعلع صوت ما تحب من الأغنيات مما يدفع أمي الى الخوف وطلبها منك أن تُنزل الصوت وتغلق الأبواب . لقد قتلها الرعب وماتت خائفة و محسورة على الجميع لان مضي الأعوام لم يزد الوطن الأ محناً، بالرغم من اطمئنانها عليك يعد أان عملنا المستحيل لتسفيرك . لم يتركوا الحياة تأخذ مسارها ونموها الطبيعي بل تدخلوا وهدموا كل شيء لايرغبون فيه ، حتى عقول الناس حاولوا غسلها وعبر برامج حزبية مرسومة ومخطط لها ، فلم تقتصر البلوى في زج الوطن في حروب لم تنته آثارها الى يومنا هذا بل غيروا في المناهج الدراسية بما يخدم فكرهم الفاشي وسيروا الإعلام وما يحملوه من أفكار شوفينبية مقيتة ، وأجبروا الناس على الإنتماء لحزبهم،
: أخي الحبيب هذه السيرة لا نستطيع نسيانها لأنها امتصت أجمل سنوات حياتنا وأورثتنا للغربة التي نأمل بانتهائها ، انني لم أنس معاناتك في الغربة وفترة( الهوم سك التي أصابتك) وعندما وصل خبرها لأمي بكت بكاءً مرا ولكنها أعقبته بقولها ما دام في بلد آمن فهذه هي الحياة وهو أحسن من أخويه الباقيين . وهذا صحيح فلو بقيت في الوطن لأصابك ما أصاب أخاك الذي اغتالوه وكرموه بلفه بالعلم العراقي، أو كما أصاب أخاك الثاني الذي أُصيب في الحرب في رأسه ومازالت الرصاصة راقدة قرب الدماغ ويصاب بالصرع جراءها وفي كثير من الأحيان لا يستطيع الحصول على دوائه، وعندما ُقيمت أصابته لم ُتقيم بدرجتها الحقيقية كي لا ُيمنح ما يستحقه من تعويضات، هذا لا يعدل حبة خردل مما ارتكبوه بحق كل الشعب ، فمقابرهم وأنفالهم وقمعهم للإنتفاضة ودجيلهم وتهجيرهم للناس ، ستبقى شاخصا في الذاكرة العراقية وشاهداً على جرائمهم مدى الحياة ، وستبقى وصمة عارٍ تطارهم وتطارد كل من يحمل هذا الفكر الهدام الفاشي .هذا هو زمن الطاعون الذي تباكى عليه المتباكون المجرمون. وهذا هو الزمن الذي نحاول عبوره لكن المجرمين من المرتزقة والقتلة يحاولون قتل أي بذرة أمل تلوح في الأفق. لا تحققت أحلامهم .
بالأمس أقرأ مقالا لأحد الشخصيات العربية يحلل الوضع في العراق بما يصور له خياله المريض متناسيا عمالته لأمريكا خائفا من بصيص الأمل الذي يأتي من العراق ناشبا مخالبه، موغلا في زرع طائفيته غير مهتم لما يثيره من مشاعر بغض له ولأمثاله الموغلين في العمالة والإزدواجية المريضة المقية ، عابرين على جثث شهداء العراق .
في الختام أعذرني لغفلتي وعسى أن ُتشفى جراحنا ونعود منتصرين .
سميرة الوردي




#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة وحقوقها
- لم يبق ما يقتلوه، حتى الحجر
- يقظة / كلمات ليست للتصويت
- العراق والإحتلال ودرب الآلام
- نداء استغاثة الى حكام العراق
- المستنصرية ، المتنبي ، جسرالصرافية، كافتريا البرلمان
- عندما يطغي الموت على الحب
- لن أحتفل
- أيها القرضاوي قرضك الله وأزال غمتك عن صدر الأمة
- تعقيب على مقالة العراق والإسلام واللعبة السياسية
- يا مجيلس العُرب آه
- العراق والإسلام واللعبة السياسية
- العراق لن يموت
- بين عيدين
- نكسات العرب أم نكسة حزيران
- العلمانية وسعة آفاقها
- العدد الأخير من طريق الشعب /آذار/ عام1979
- دلال سامي ووفاء سلطان وطبقة البيض
- الى سكنة الجحور وأسياده
- العلم العمل الحب /بين نوال السعداوي ووفاء سلطان


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سميرة الوردي - عتاب