أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - العراق والإحتلال ودرب الآلام














المزيد.....

العراق والإحتلال ودرب الآلام


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 1887 - 2007 / 4 / 16 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يتوانى ويتراخى الشعب العراقي في كل سنوات حياته منذ تأسيس دولته ولحد اليوم في مقارعة الظلم والإستبداد.
كثيرا ما قررت أن لا أتناول النظام المقبور، لأني أعتبره مرحلةً وتخلص العراق منها وما علينا الا البحث عن خلاص لمحننا الحالية ورسم طريق الغد، ولكن هناك مقالات في ظاهرها التعاطف وفي مضمونها مواقف تُعْمِي وتَعْبُرعلى الواقع العراقي متجاهلة الدور الذي لعبه النظام السابق في جلب المحتل، من خلال معاصرتي للأحداث في وطني إن الوحيد الذي يُحَمل مسؤولية دخول الإحتلال وبهذا الشكل الفاضح هو النظام المقبورومؤيديه من أُمتنا العربية، إن الإمبريالية العالمية ومنذ عهد بعيد كانت تهم على احتلال دول معينة وليس العراق وحيدا في هذا الميدان ، وقد جرب المحتل منذ الحرب العالمية الأولى حظه مع العراقيين ولكنه فشل .
منذ ثورة 14 تموز والعراق يتعرض لاهتزازات وتدخلات خارجية ، تعرضت كوبا لها ولكن هناك فرق جوهري بين الدولتين وأهم الفروق وأبرزها على الساحة أن كوبا غير محاطة بإخوة أعداء ولذا بقيت كوبا عبر هذه السنين الطوال معرضة للضغوط ولكنها لم تضعف . إن وضعنا العراقي شائك فعلاًً، فهو يشبه الشليلة التي تتشابك ويضيع رأسها ولكني آمل أن لا يضيع رأسها، إن النظام المقبور جلب المحتل ودوله المؤيدة الى الخليج العربي بعد أن دفع بالشعب العراقي الى خوض حرب مع إيران وبرغم السنوات الثمان، قدم فيه العراقيون خيرة فلذاتهم خرج الطاغية المقبور منتصرا وُمؤيداً من قبل الإمبريالية العالمية جميعها أمريكيها وبريطانيها وفرنسيها، وفي حقيقة الأمر لم يكن بين العراق وإيران غالب ومغلوب لأن الطاغية سرعان ما رجع الى معاهدة الجزائر حول شط العرب, وخرج الطرفان لا غالب ولا مغلوب بل مقابر جماعية وبؤس وجوع ودمار للشعب العراقي والإيراني ، ولم يكتف النظام المقبور بهذا بل صعد من عنجهيته واستهتاره بكل شئ، فدفع بشبابه لغزو دولة مدت له يد العون في حربه وقدمت له المليارات كي يكسب( المقبرة الشرقية ) فغزاها في عقر دارها، مما حدا بالأمريكان وحلفائهم بالمجيء بتلك الجيوش الجرارة لإخراجه وفرض حصارهم على الشعب العراقي الذي أكل الحصار منه كل شيء فلم يعد باستطاعة العراقيين الحصول على رغيف الخبز وأعني برغيف الخبز رغيف الخبز فقط. حتى الأدوية أصبحت محض أحلام وعاد العراقيون مئات السنين الى الخلف نتيجة للجوع والمرض والتسرب من التعليم والتفكك العائلي، يضاف اليهم ما خلفته الحرب من شهداء ومعاقين، ولم يقتصر الأمر على هذا بل واصلت أجهزة القمع أساليبها الوحشية في قتل الناس وتغيبهم وملاحقتهم وتهجيرهم مما زاد بؤسهم بؤساً وازدادت خزائن السلطة الحاكمة وتحت الحصار ومباركة الفرنسيين والأمريكان ذهبا ودولارات وظهر الفساد الإداري منذ ذلك الحين بين صفوف نخبة الحكم الدكتاتوري ، فمن بدأ بالتباكي على النظام السابق ومقارنةً سنوات نموه الأولى في بدء الثمانينيات بما يحدث الآن فهو أعمى لايرى بوضوح لأن النظام المقبور كان نظاما تظاهريا وليس له برامج وخطط تنموية واضحة . إذ أنه سرعان ما أهمل برامجه التنموية لينمي على حسابها برامجه العسكرية مما أوقع الشعب والبلاد في مشاكل شائكة، إن ما يحدث الآن في العراق وكما كتبته إحدى الكاتبات هو ليس وليد السنوات الأربع فقط والذي قارنته بدرب آلام المسيح ، إن ما يحدث اليوم هو نتاج غياب الجيش المفاجئ والذي لم يطلق إطلاقة واحدة بوجه المحتل بل اضمحل وذاب وانكفأ الى الجحور التي تدرب على الإنسحاب اليها منذ زمن الطاغية ، فقد كان ينتقي أكفأ وأخلص مريديه ويدربهم على القيادة وكل في مجاله للطوارئ التي كان يتوقع حدوثها ، هذا من جهة يضاف اليه التخبط الذي خلفه المحتل في بناء وتشكيل الدولة العراقية الجديدة , وبالتأكيد المحتل محتل مهما كان لون عينيه، فهو لم يُقدم جنوده لأناس في الطرف الثاني من العالم (لسواد عينهم)ولكن لديه( مشاريعه ومصالحه) ، ولكن وللتذكير أن هذا المحتل لم يأتي من العدم أو بانزال جوي بل جاء عبر دول شقيقة عميلة عفوا تربطه بهم (مصالح مشتركة) .
قبل سقوط النظام كل إذاعات الدول العربية وقفت ضده فلا نجد أي إذاعة وقفت معه وما زلت أتذكر قول القذافي حول الحرب العراقية _الإيرانية والذي أصبح من نكات الشعب العراقي( القاتل والقتيل كلاهما في النار )
وعندما أطيح بالنظام لم يصبر الحكام العرب ولهم أسبابهم، بل وقفوا بالضد من الشعب العراقي وكأنه عميل لأمريكا متناسين قواعده في بلدانهم وتواجده عندهم وبشكل دائمي وملموس، يضاف اليه تطبيلهم بان الموساد غزا العراق ووو الخ من الأقوال والإتهامات وليس آخرها تأجيج الصراع الدموي بين الأديان والطوائف، متناسين ومتغافلين عن خطورة لعبهم بهذه النيران . فالطفل الشهيد سنيا وشيعيا لا يشبه محمد الدرة أو أي طفل برئ يسقط ظلما، فشهيد العراق قتيل وشهيدٌ في أي انفجار في العالم شهيد .
إن مما يحزننا نحن العراقيين، إن وطننا أصبح مسرحا للمطامع الشريرة، ومسرحا لتصفية حسابات الأشرار القتلة، ومذبحا وقربانا لمذاهب طائفية لم يكن العراقيون يعرفوها منذ مولد أبونا ابراهيم عليه السلام وبطرق فاقت حتي طرق المتوحشين وأكلة لحوم البشر .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء استغاثة الى حكام العراق
- المستنصرية ، المتنبي ، جسرالصرافية، كافتريا البرلمان
- عندما يطغي الموت على الحب
- لن أحتفل
- أيها القرضاوي قرضك الله وأزال غمتك عن صدر الأمة
- تعقيب على مقالة العراق والإسلام واللعبة السياسية
- يا مجيلس العُرب آه
- العراق والإسلام واللعبة السياسية
- العراق لن يموت
- بين عيدين
- نكسات العرب أم نكسة حزيران
- العلمانية وسعة آفاقها
- العدد الأخير من طريق الشعب /آذار/ عام1979
- دلال سامي ووفاء سلطان وطبقة البيض
- الى سكنة الجحور وأسياده
- العلم العمل الحب /بين نوال السعداوي ووفاء سلطان
- الى أبى في 8 آذاريوم المرأة العالم
- وا متنبياه
- العلمانية هي الحل
- نكتب من الجحيم


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - العراق والإحتلال ودرب الآلام