أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - نكتب من الجحيم














المزيد.....

نكتب من الجحيم


سميرة الوردي

الحوار المتمدن-العدد: 1845 - 2007 / 3 / 5 - 11:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنا بغداد ، هنا لاهاي ، هنا الحجاب
هنيئا لكل من يكتب من خارج الحدود ، ويحتفل خارج الحدود، ولكن هل هذا ما نطلبه أو نحلم به، قبل سنوات طويلة أَمحت الأحداث جزءا كبيرا منها، كانت عند الشعب العراقي أعياد ومواسم احتفالية لا علاقة للسلطة بها، أيام قبعت في أعماق الذاكرة والوجدان، أيام آذار له خصوصيته ومهرجاناته الكثار، تستعد فيه العوائل لإحتفلاته غير المنتهية، ففي اسبوعه الأول تستعد نساؤه المنتميات لرابطة المرأة ، بالإعداد لبرامج تثقيفية ترفيهية ، يساعدن عضوات الرابطة النسوة اللواتي بحاجة الى المساعدة ، ويضعن خططا في كيفية المطالبة بحقوقهن بمساعدة القوى التقدمية والأحزاب السياسية آنذاك، فنلن تشريعات جديدة حلمن بها طويلا فجاء قانون الأحوال الشخصية ملبيا جزءا من طموحهن، كانت وسائل الرابطة في َلمِّ صفوف النسوة وسائل فعالة، تشيع البهجة منها السفرات والنزهات الربيعية تتخللها برامج ثقافية وترفيهية كإلقاء الشعر أوالخطابة أو غيرها من بحوث في التربية ودور المرأة في المجتمع، مقرات الرابطة في كل مكان، ملجأٌ ومنبرٌ ازدهرت به نساؤنا ومدننا، كان 8 آذار عيدا حقيقيا لكل أُم وامراة . وما أن ينتهي ، حتى يبدأ الإستعداد لعيد نوروس الذي هو عيد قومي عند الكورد، وعيد الربيع عند كل الشعب العراقي بجميع فئاته ما أن يبدأ هنا حتى تُهيئ العوائل كل امكاناتها المادية والمعنوية للإحتفال بهذه الأيام التى هي والحب صنوان غير مفترقان، يتبادل الجيران أطباق الطعام والحلوى الشهية ويتزاورون ثم يخرج الناس الى البساتين التي يزيدها آذار بهاءً وقد يفاجؤون بزخات مطرغير متوقعة ، تحمل الخيرلأرضهم ذات الجنان الوافرة، وما أن تنتهي هذه الإحتفالات حتى يبدأ احتفالا ثالثا ففي 31 آذار يكون احتفال مدينتا قد وصل ذروته، فقد انجبت المدينة خيرة الثوريين والمصلحين من شيوعيين وديمقراطيين أثروا وسيأثرون على مدى أجيال في توجه المدينة نحو الخير والسلام ، بالرغم من الطاعون البعثي الذي غزا ودمر كل شئ وأعاد المدينة والبلد مئات السنين الى الوراء .
فرق كبير أن تكتب وانت تحت سيف الجلاد ، وأن تكتب من مدينة تحتفل بالحب في كل عام ، فرق أن تكتب من مدينة تخطت الحق الإلاهي في الحكم المطلق، وبين مدن تحكمها السيوف والموت، والتقاريرالسوداء، وانقضاء العمر في زنزانات إرهابية ثمنا لقول حق نطقت به ، فرق بين مدن لا يسودها العسكر ولا تجد بين الناس من يُجند ليتلصص عليك وإن وجد فهو لخدمة القانون والقانون فقط، وبين مدينة تُجند كل إمكاناتها لخدمة من هم في السلطة وليس للقانون ، فينتشر كُتَّاب التقارير كما تنتشر نوبات الجراد الذي لا رد لقضائه، تعصف بكل شئ.
فرق كبير بين مدينة يحكمها طغاة يصلون الى كرسي الحكم بالمؤامرات والإغتيالات وبين مدينة لا يُنتخب من يقودها الا وفق يرامج واضحة لا لبس فيها تُعيْن مشرعيها على الوصول عن طريق الإنتخابات الى الحكم .
فرق كبير بين مدينة نالت فيها المرأة قدرا كبيرا من الحرية في كل ميادين الحياة وأولها التحجب والحجاب ، وبين نساء انتزعت منهن قوى الظلام أبسط حق من حقوقهن وهو التعلم والزواج وتبعه حقها في الإسفار والأسفار.
وأنا مغتربة بين بغداد ولا هاي ، أرى الناس هنا ينظرون الى الحجاب بقدسية فهو جزءٌ من موروثهم الديني والإجتماعي ومن تخرج منه فقد خرجت من انتمائها الديني والإجتماعي والطائفي والطبقي ولذا تسقط أهليتها ولا ينظر اليها باحترام وود، ولذا تجد خلف نقابهم الكثير من العيون الآسيوية والأوربية والأفريقية قد تصاب حمى التحجب أعتى المومسات وأفضل القديسات، ضنا منهن أنهن سيكن ذوات حضوة فلا غرو أن تتلكأ مسيرة المرأة بفعل الدحر والإندحار .

من يدلني على طريق الى الجنة !
لا يمكن أن تكون هناك جنان وحب مادامت بلادي لم تتحرر من براثن الموت والإحتلال والموت العشوائي الذي انبعث من الفوضى الخلاقة ، ومادامت هناك مفخخات وأشباح تسكن القبور وتشيع الدمار في الأحياء تستمد قوتها من ذوي اللحى الصفراء والعقول العفنة التي تخلصت منهم بلدانهم لا بتجفيفهم بل ببعث الحياة فيهم وإرسالهم الى العراق بلد المسلات التي وُضعت فيها أوائل القوانين البشرية .
وما دامت هنا نساء يُستوردن من خارج الحدود للخدمة والتسرية، فلا حرية في بلدان ُتستورد منه النساء، ولا حرية في بلدان تصدرهن، ولا حرية مع من يٌشيع تعاليم قالوها بشرمثلهم، لا علم لهم فيما وصلت اليه الأمم والشعوب في لندن ونيويورك وأمستردام ولاهاي والقائمة لا تنتهي من الكرة الأرضية ، ففئران الجحور تنشر الطاعون والوباء فلم تكفهم أفغانستان وغدرهم لتماثيلها ، بل يحاولون أن يطمسوا حضارة وادي الرافدين ، فعلى كل أحرار العالم نساء ورجالا من لاهاي الى بكين ، أن يدركوا أن ما يجري في العراق من مجازر يومية لا تنفع معها خطط أمنية الا بتظافر كل قوى الخير والسلام لتدعم العراق وتقف الى جانب الشعب من أجل نصر الديمقراطية وإخراج المحتل وإدانة كل من علا صوته وشجع الإرهاب والإرهابيين وما زالوا يستظلون بظل البرلمان ويمتصون دم الشعب العراقي الذي لم يتخلص من الطاغية وآثاره بعد . فحياة المرأة وحريتها مرتبطة ارتباطا جوهريا بحل مشكلة الإرهاب وتحرير الشعب منه ووضع قوانين تعطي المرأة كامل حقوقها .



#سميرة_الوردي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مؤيدٍ لوفاء سلطان ومعارض ٍ والحلقة المفقودة
- لست معك يا وفاء والى الأبد
- المرأة والحجاب و آذار
- ماهذا الضجيج - بين راني خوري ووفاء سلطان وآخرين
- أفكار أود قولها
- وفاء سلطان والذباب
- الى متى نبكي شهداءنا !!!؟
- الى مريم نجمة مع التحية
- العراق وأميركا
- حذار من الاستمرارب 8 شباط.
- الى وفاء سلطان ثانية
- قصة النسبة المئوية واللحظة المقروءة
- قولٌ لا بد منه - تعقيب على الدكتورة وفاء سلطان
- صرخة لا بد منها
- الخليلان
- وحدها النجوم ترى
- لاحياة لمن تنادي
- تداعيات عام مضى وآخر قادم
- اللهب
- وأزهر الشجر


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميرة الوردي - نكتب من الجحيم