أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - كيف نواجه جبروت المال والشهرة والسلطة؟














المزيد.....

كيف نواجه جبروت المال والشهرة والسلطة؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 11:36
المحور: حقوق الانسان
    


المال والشهرة والسلطة من العناصر التى قد تجعل الإنسان يشعر بالغرور والتعالى وتدفعه إلى ارتكاب حماقات معتقدا أن القوانين سوف تقف مكتوفة اليدين. فقد يظن أن البسطاء والفقراء لا كرامة لهم ولن يجدوا من ينصفهم ويقف فى صفهم. وفى المقابل يشعر الفقراء والبسطاء بالعجز واليأس عندما تضطرهم ظروف الحياة إلى المطالبة بحقوقهم ممن يتمتعون بهذه العناصر. وتكمن الخطورة عندما يعلن المواطن الفقير أو البسيط عن عجزه وقلة حيلته. لقد شهد الأسبوع الثالث من شهر مارس حادثا مأسويا حيث تعرضت فتاة فى التاسعة من عمرها للاغتصاب فى القاهرة. وقد شاهدنا والدها فى برنامج 90 دقيقة على قناة المحور يذرف الدموع ويعبر عن مشاعر اليأس والإحباط التى تحاصره ويكشف عن إيمانه العميق بأن فقره سيحول دون الحصول على حقوق ابنته.

وقد تحدث الكارثة عندما تجتمع هذه العناصر فى شخص واحد يفتقد إلى القيم الإنسانية والقدرة على تدريب النفس على التواضع ونكران الذات. فعندما تولى الشيخ الشعراوى في السبعينيات منصب وزير الأوقاف أوقف سائقه أمام أحد المساجد فى القاهرة وعندما غاب فترة طويلة دخل السائق المسجد ليراه مشمرا عن ساعديه ويقوم بتنظيف المراحيض ولما رأى التساؤل فى عيون سائقه قال الشيخ: إنه يريد أن يكسر النفس التى قد يتسلل إليها الغرور. لا شك أن هذا رجل استطاع أن يهذب النفس ويبعد عنها شبح الغرور ولكننى لا اعتقد أن يفعل الإنسان ذلك طواعية، فالغرور والتعالى يقفان دائما حجرة عثرة فى طريق محاسبة الذات. فعندئذ يتطلب الأمر تدخل عنصر آخر قادر على وضع حد لشرور النفس ألا وهو القانون. وهذا القانون مازال يلعب دور المتفرج فى بلادنا ولم يستطع أن يتدخل بقوة لكبح جماح العناصر التى تحدثنا عنها. كلنا يتذكر ذلك الثرى العربى المقيم فى إحدى العواصم العربية حيث قام بحبس بعض العاملين فى إحدى غرف الفندق ورفض إطلاق سراحهم إلا بعد تدخل سلطات الدولة التى اكتفت بذلك ولم تقدمه للمحاكمة.

إن الغرور والتعالى الناجم عن الشهرة أو المال أو السلطة قد نشهدها فى الدول المتقدمة أيضا، ولكنهم لا يترددون فى تفعيل الآليات التى تحد منها وتضع الأمور فى نصابها ومن ثم تتبدد مشاعر القهر والذل والمهانة من نفوس الفقراء والبسطاء. ففى شهر مارس من العام المنصرم قامت عارضة الأزياء البريطانية الشهيرة ناعومى كامبل والتى تتمتع بالثراء الفاحش بالاعتداء على خادمتها من خلال إلقاء تليفونها المحمول الذى أصاب راس الخادمة مما تطلب عمل عدة غرز وفور تلقى بلاغ الخادمة قام البوليس بإلقاء القبض على عارضة الأزياء وتقديمها لمحكمة نيويورك التى أصدرت حكما عليها بقضاء خمسة أيام فى خدمة المجتمع وتغريمها مبلغ 350 دولار لتغطية نفقات علاج الخادمة وضرورة التحاقها بمركز طبى لمعالجة نوبات الغضب التى تنتابها. وبالفعل تم تنفيذ الحكم فى إدارة الصرف الصحى بحى مانهاتن حيث قامت ناعومى بمسح الأرضيات والنوافذ وتنظيف المراحيض. وقد سبقها فى تنفيذ الأحكام التى تتعلق بخدمة المجتمع مواطنها المطرب الشهير بوى جورج الذى قضى مدة مماثلة تولى خلالها أعمال النظافة فى إدارة الصرف الصحى بمدينة نيويورك وذلك لتقدمه ببلاغ كاذب يتعلق بسرقة شقته فى مانهاتن. من الواضح أن الهدف من وراء هذه الأحكام القضائية هو تهذيب النفس البشرية وتدريبها على التواضع والإحساس بالأعمال التى يؤديها هؤلاء الفقراء.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية التعبير كضمانة للديمقراطية فى مصر
- حرية التعبير....أين الحدود؟
- إيران وسياسة حافة الهاوية
- موقف السينما والتلفزيون من أهل النوبة 2
- موقف السينما والتلفزيون من أهل النوبة 1
- صورة العرب والمسلمين فى السينما العالمية 2
- صورة العرب والمسلمين فى السينما العالمية 1
- د. وفاء سلطان ومبررات تخلف الأمم
- التعديلات الدستورية فى مصر وصوت العقل والحكمة
- ثقافة نكران الجميل
- القضية الفلسطينية: لغة الحل
- خصائص القصة والرواية النوبية 3
- خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية 2
- خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية 1
- نحو نبذ التعصب: دروس من الغربة
- لماذا يتقدم الغرب ويتخلف المسلمون؟
- لماذا تتعاطف أمريكا مع إسرائيل ؟
- هل يدعو الإسلام للعنف والإرهاب؟
- الديمقراطية وأدب الحوار
- ثقافة تجاهل وعدم احترام القوانين


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - كيف نواجه جبروت المال والشهرة والسلطة؟