أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - لماذا تتعاطف أمريكا مع إسرائيل ؟














المزيد.....

لماذا تتعاطف أمريكا مع إسرائيل ؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتعجب مواطنو الدول العربية لأن الولايات المتحدة الأمريكية تتعاطف مع إسرائيل بل لا نبالغ إذا قلنا إن إسرائيل تدين بوجودها وتماسكها طيلة هذه الفترة لهذه الدولة التى أصبحت المتحكم الأوحد فى مصير الشعوب، وخاصة بعد زوال الاتحاد السوفيتي، وقد تلاحظ أيضا أن الدول الأوربية التى تحولت مؤخرا إلى الديمقراطية سارعت بإقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية. يتطلب الأمر دراسة الأسباب التى تدعم هذا التعاطف وهذه المساندة الأمريكية التى تشعرنا بالظلم الواقع على الدول العربية التى فقدت الأمل فى استعادة أراضيها المغتصبة منذ عام 1967م.

بداية يجب أن نشير إلى أن صناعة القرار فى الدول المتقدمة لا يتم إلا عبر الناخبين الذين يستطلع السياسيون أراءهم قبل اتخاذ القرارات والمواقف السياسية. والجدير بالذكر أن اللوبى اليهودى يؤثر فى صناعة القرار من خلال تحركه الدؤوب فى اتجاهات عديدة تستهدف أعضاء الكونجرس أو البرلمان من جهة والناخبين من جهة أخرى. يتولى اللوبى تقديم تبرعات مالية ضخمة لتمويل الحملات الانتخابية لأعضاء الكونجرس مقابل اتخاذ العضو مواقف مؤيدة للإرادة الإسرائيلية ويتوقف اللوبى عن تقديم هذا الدعم إذا ما قرر العضو اتخاذ مواقف محايدة أو مناهضة لهذه الإرادة بل ربما يقرر اللوبى دعم منافسيه بهدف إسقاطه فى الانتخابات التالية. أما التأثير على الناخبين فيتحقق من خلال عدة وسائل: الوسيلة الأولى هى كبريات الصحف والمجلات التى يسيطر عليها اليهود: مثل مجلة نيوزويك التى تمتلكها وتديرها اليهودية كاثرين جراهام، وكذلك صحيفة الواشنطن بوست ونيويورك تايمز، وول ستريت جرنال ومجلة التايم، وهذه الصحف والمجلات التى يمتلكها ويديرها الملياردير اليهودي جيرالد ليفين ذات تأثير خاص ليس فقط على المواطنين بل أيضا على صناع القرار فى البيت الأبيض وفى الكونجرس. أما الوسيلة الأخرى فهى الإعلام المرئي والمتمثلة فى التلفاز والسينما. والجدير بالذكر أن اليهود يتحكمون فى أكبر شركات الإنتاج التلفزيونى والسينمائى فى الولايات المتحدة الأمريكية مثل شركة ولت ديزنى التى يمتلكها ويديرها الملياردير اليهودى مايكل ايزنر، وشركة تايم ورنر للإنتاج السينمائى التى يمتلكها الملياردير اليهودى جيرالد ليفين (مالك جريدة الواشنطن بوست ونيويورك تايمز وول ستريت جرنال)، وتلعب هذه الصحف وهذه الشركات دورا مهما فى الدعاية لإسرائيل والتى يقدمونها كواحة للديمقراطية تحاصرها دول دكتاتورية ترفض الحرية والديمقراطية، وهذه المفردات لها قدسيتها لدى القارئ والمشاهد الأمريكي، وثم فإن هذه الأجهزة الإعلامية تلعب دورا مهما فى تشويه صورة العرب والمسلمين وتدعم المواقف الإسرائيلية على طول الخط.

وقد أشار بعض كبار المفكرين إلى هذا التحيز: فالأستاذ رجب البنا يؤكد فى مقالة بجريدة الأهرام الصادرة فى 3 يونيو 2001 أن الإعلام الأمريكي يقدم كل ما يسئ الى العرب والإسلام والمسلمين. ويقول المفكر العربى الراحل الدكتور إدوارد سعيد فى كتابه "تغطية الإسلام" إن وسائل الإعلام الأمريكية وما يحيط بها من أجواء ثقافية وفكرية تعج بافتراءات مكشوفة ومعادية للإسلام ومعادية للعرب. أما الدكتور جاك شاهين فقد قام بتأليف كتاب مهم عنوانه "التلفزيون والعرب". وعلى حد قول الكاتب الكبير أحمد بهجت فإن جاك شاهين كان يهدف من وراء تأليف هذا الكتاب إلى "تجميع الأمريكيين من اصل عربى لمنع تصوير بعض الأفلام المناهضة للعرب.

وهنالك طريقة أخرى يلجا إليها اليهود لكسب تعاطف مواطنى الدول المتقدمة وهى التى تتعلق بإثارة ذكريات المحارق والمهالك التى تعرضوا لها إبان الحر ب العالمية الثانية فى الأربعينيات من القرن الماضى. ولبلوغ هدفهم المنشود فإنهم لا يكتفون بالبلاغة والخطابة والشعارات الزائفة بل استطاعوا أن يقيموا متحفا للهولوكوست فى قلب العاصمة الأمريكية واشنطن مما يؤكد عدم جدوى التصريحات الأخيرة للرئيس الإيراني من نكران الهولوكوست، فأثناء زيارتى لمدينة واشنطن فى عام 1995م ذهبت وصديق لى من جامعة المنصورة إلى موقع سلسلة متاحف "اثميثونين" حيث يقبع متحف الهولوكوست، وتوجهنا إلى نافذة بيع التذاكر حيث حصلنا على تذكرتين وفوجئنا بالموظفة تطرح سؤالا علينا عرفت من إجابته أننا مصريان، فأصرت على رد ثمن التذكرتين ودعتنا للدخول مجانا. وأخذت وصديقى نتعجب تارة ونبحث عن تفسير لهذا التصرف تارة أخرى ولكننا لم نتوصل إلى إجابة شافية إلا بعد أن انتهينا من التجوال داخل المتحف الذى يحتفظ بكل التفاصيل المتعلقة بالمحارق وغرف الغاز والصحف القديمة التى تناولت هذه الأحداث وحتى الملابس التى كان يرتديها الضحايا. ولا يملك زائر هذا المتحف إلا أن يذرف الدموع من هول وبشاعة هذه المشاهد الدامية. لقد كانت الموظفة على دراية تامة بالتأثير النفسى الذى تحدثه مقتنيات هذا المتحف. ومن المؤكد أن معظم الأمريكيين أو الأوربيين قد زاروا هذا المتحف ولم يخرجوا منه إلا بعد أن امتلأت قلوبهم بالتعاطف نحو هؤلاء الضحايا، ثم انعكس هذا التعاطف على مواطنى إسرائيل.

هذه بعض الأسباب التى ربما تؤدى إلى تعاطف الأمريكيين مع إسرائيل. وهذا التعاطف ينعكس على المواقف السياسية التى تتخذها الإدارات الأمريكية المتتالية. ومما سبق يتضح لنا أن هذا التعاطف ليس وليد الصدفة ولم يأت من فراغ بل بفضل النشاط الملحوظ للوبى اليهودي وبفضل الأجهزة الإعلامية وشركات الإنتاج الفنى التى يتحكمون فيها وبفضل غياب اللوبى العربى الذى لا نجد له تأثير أو حتى وجود فى دهاليز السياسة الأمريكية. وقد يستطيع العرب أن يحدوا من بوق الدعاية اليهودية إذا ما قرروا التحول نحو الحرية والديمقراطية وبذلك سيدرك العالم أن إسرائيل ليست الواحة الوحيدة للحرية والديمقراطية التى يتشدقون بها.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يدعو الإسلام للعنف والإرهاب؟
- الديمقراطية وأدب الحوار
- ثقافة تجاهل وعدم احترام القوانين


المزيد.....




- بالصور.. سيارة تصطدم بمبنى مطار مانيلا في الفلبين وتقتل طفلة ...
- فيديو لكلب يلاحق موظفة توصيل في شارع بكاليفورنيا ينتهي بمأسا ...
- الجيش السوداني: طائرات مسيّرة انتحارية تستهدف منشآت في بورتس ...
- المعركة ضد الحوثيين .. لماذا هي الأكثر تكلفة لأمريكا حاليا؟ ...
- هل سيتمكن الذكاء الاصطناعي من علاج جميع الأمراض؟
- مصرع شخصين في حادث مروع بمطار مانيلا (صور+فيديو)
- الجيش السوداني: قوات الدعم السريع تنفذ أول هجوم بالمسيرات عل ...
- الجيش الإسرائيلي: رصد صاروخ أطلق من اليمن وصفارات الإنذار تد ...
- الاحتلال يقر بمقتل وإصابة جنود في رفح ويسعى لتوسيع عملياته ف ...
- هجوم روسي على كييف وأوكرانيا تعلن إسقاط مقاتلة بزورق مسيّر


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - لماذا تتعاطف أمريكا مع إسرائيل ؟