أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - موقف السينما والتلفزيون من أهل النوبة 1















المزيد.....

موقف السينما والتلفزيون من أهل النوبة 1


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 11:22
المحور: حقوق الانسان
    


لا أدرى سر تحامل الروائى والكاتب النوبى يحيى مختار على زميله حجاج أدول، وربما يتساءل البعض منا: أهي الغيرة التى تستبد بالنفوس عندما تسلط الأضواء على أحد زملاء الرواية والقصة القصيرة؟ لقد كان لمؤتمر واشنطن الذى حضره حجاج أدول الفضل فى الشهرة التى نالها، وهى الشهرة التى ربما لم ينل مثلها من خلال كتاباته المتعددة. وربما دفع الخلاف القائم بين الأديبين الكبيرين إلى إحداث بعض اللبس فى تناول بعض القضايا المهمة التى تتعلق بمصير ومستقبل المجتمع النوبى. فلقد ذهب يحيى مختار الى الحد الذى يقلل فيه من أهمية التعويضات أو التضحيات التى قام بها أهل النوبة، فيقول فى جريدة الوفد الصادرة فى 25 يناير 2006م: "كل هذا لماذا؟ لبضعة ملايين من الجنيهات. لو بالغنا فى تقدير التعويضات التى نطالب بإعادة فتح ملفاتها، وأن نبنى عدة آلاف من المساكن للمغتربين"، كما ينفى فى هذا المقال تهمة العنصرية عن شعب مصر. ولا أدرى من الذى اتهم الشعب بالعنصرية؟ وحتى لو افترضنا أن هناك بعض العنصريين فى هذا الشعب، فهذا ليس معناه أن نعمم هذه الصفة البغيضة ونلقى بالاتهام على الشعب كله. وفى نفس الوقت نقول إن هؤلاء العنصريين من الشعب هم فى الواقع ضحية بعض المؤسسات التى ساهمت فى حقن العنصرية فى دمائهم، وتأتى مؤسسة السينما والتلفزيون على قمة تلك المؤسسات التى ارتكبت جريمة ليس فى حق أهل النوبة فقط بل فى حق الشعب المصرى. والغريب أن الأجهزة الرقابية لم تدرك الجريمة التى كانت تحاك على مر السنوات السابقة، وهى جريمة فعلا فى الدول المتقدمة حيث لا يسمح بالإساءة إلى أى فئة من فئات شعوبها، هذا رغم حرية التعبير التى تتصدر مواد الدستور فى تلك البلاد.

لقد لعبت السينما و التلفزيون المصرى دورا خاصا فى تصوير المجتمع النوبى من خلال تقديم شخصيات نمطية معينة فى الأفلام و المسلسلات و بصورة تكاد تكون متكررة، مما ساهم فى غرس بذور العنصرية فى نفوس بعض المصريين، كما لا نستطيع أن نغض الطرف عن آثار هذه المعالجة السينمائية و التلفزيونية على أفراد مجتمع النوبة سواء فيما يتعلق بتكوينهم النفسى أو انتمائهم الاجتماعي نحو المجتمع الأكبر.

الشخصيات النمطية التى ترمز إلى النوبة فى الأفلام المصرية
هناك أفلام سينمائية تقدم المواطن النوبى فى قوالب ثابتة لا يمكن الخروج منها بأى حال من الأحوال، فنجد النوبى فى هذه الأفلام يتقمص دور البواب أو المضيف أو الخادم، ولم نشاهد مطلقا نوبيا مثقفا فى هذه الأعمال "الفنية"، فمثلا، نراه فى أفلام إسماعيل ياسين بالعمامة والجلباب يتحدث اللغة العربية بلكنة نوبية مخالفا قواعد اللغة مما يدعو إلى السخرية والضحك فى نفس الوقت، كما يمكن أن يتخلل حديثه بعض الكلمات النوبية بدون داع. ومما يبين أن دور المضيف محجوز للشخصيات النوبية فى مثل هذه الأعمال هو أن إسماعيل ياسين فى فيلمه "الفانوس السحرى" يتقمص هذا الدور من خلال طلاء وجهه باللون الأسود ومحاولة نطق بعض الكلمات غير المفهومة. والجدير بالذكر أن ممثلا كعلى الكسار عاش حياته ليقلد الشخصية النوبية فى معظم أفلامه ومسرحياته. فهذا الممثل الذى يحمل لقب أمه "زينب على الكسار" بدأ أولى خطواته مع "الفن" على مسرح كازينو "دى بارى" بعماد الدين ليتقمص شخصية "عثمان عبد الباسط" فى مسرحية "حسن أبو على سرق المعزة"، ثم قدم مسرحيات أخرى منها: "عقبال عندكم"، "الدنيا بخير"، "المسامح كريم، وكذلك كان يتقمص نفس الشخصية فى أفلامه السينمائية: "بواب العمارة" و "سلفنى ثلاث جنيه" , و"الساعة 7" و"عثمان وعلى"، و "بنت حظ".

وإلى جانب أعمال هذا الممثل، فقد كانت هناك أعمال أخرى ساهمت فى رسم الصورة النمطية لأبناء المجتمع النوبى: ففى فيلم " يا حلاوة الحب"، بطولة محمد فوزى ونعيمة عاكف ومن إخراج حسين فوزى، نجد الخادم النوبى يقول: يا سعادة البيه…يا سعادة البيه …التلغراف يا سعادة البيه…خير يا سعادة البيه…الله لا يقدر ولا يكون. وكذا فى فيلم "حبى الوحيد" الذى قام ببطولته عمر الشريف وكمال الشناوى ونادية لطفى فإن المخرج لم يجد سوى طفلا صغيرا ذا بشرة سوداء ليلعب دور الخادم فى منزل عمر الشريف.

وقد يقول قائل إن هذه الشخصيات الهامشية التى ترمز للمجتمع النوبى تنحصر فى الأفلام القديمة. ولكننى أقول إن الأفلام الحديثة تحذو حذو الأفلام القديمة وتسير سيرا حثيثا فى نهجها، فشخصية "عبده" فى فيلم "انتبهوا أيها الأزواج" بطولة بوسى وسعيد صالح وهشام عبد الحميد وإخراج حسن الصيفى هى فى الواقع شخصية نوبية ويقوم بدور عبده الخادم فى منزل "هشام عبد الحميد" ممثل من ذوى الأصول النوبية. وكذلك الحال فى فيلم "حكاية حب" بطولة حسين فهمى وآثار الحكيم وصلاح السعدنى نجد الخادم "عم صالح" يقوم بدور النوبى الذى لا يعرف اللغة العربية حيث يرد على سؤال حسين فهمى "الست شمس فين؟": على فكرة ده قاعد مع الدكتور فؤاد وكذلك نجد شخصية النوبى كبائع روبابيكيا فى فيلم "خلف أسوار الجامعة" بطولة سعيد صالح وصلاح السعدنى ويونس شلبى وإخراج نجدى حافظ.

المسلسلات التلفزيونية
ورغم أن الأفلام السينمائية دأبت على السخرية والاستهزاء بأهالى النوبة، إلا أننى دائما أقول إن معظمها أفلام قديمة وربما لا يراها سوى رواد السينما، وقد ولى زمن العنصرية والنظرة الدونية التى يتجرعها النوبيون من هذه الأفلام. ولكن ما يدعو إلى الأسف هو أن يساهم التلفزيون أيضا فى دعم ثقافة العنصرية والترويج لها من خلال المسلسلات التلفزيونية التى تدخل المنازل من أوسع أبوابها ولا تتوخى الحرص فى إهانة المواطنين وهم داخل منازلهم. ومن المعروف أن بعض كتاب وأدباء النوبة تصدوا لهذه السهام العنصرية المسمومة التى توجه إلى صدور النوبيين ولكننا لم نقرأ كلمة واحدة سطرها الأستاذ يحيى مختار منتقدا هذا الوضع المشين. فلقد كان الروائى حجاج أدول أول من عبر من خلال جريدة الوفد الصادرة فى 20 فبراير 2001م عن تفاؤله من أن القرن الجديد سوف يشهد تحولا فى المواقف التى تتخذها أجهزة الإعلام تجاه النوبيين. وهنالك روائى آخر—إبراهيم فهمى—عبر عن سخطه وغضبه لإصرار الأجهزة الإعلامية على تقديم صورة باهتة عن مجتمع النوبة من خلال مسلسل تلفزيونى كان يذاع خلال شهر إبريل 2001م ويحمل أسم "حروف النصب"، والذى أخذ يسخر من النوبيين ويعايرهم بلون بشرتهم السوداء، وكذلك كتب الروائى حسن نور فى جريدة الوفد الصادرة فى 14 مايو 2001م:
نتعرض نحن النوبيين من آن لآخر لكثير من السخرية والاستهزاء
فى كثير من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وكان أخرها ما تعرضنا
له مساء الخميس 26 إبريل من هذا العام 2001م فى الحلقة الرابعة من
المسلسل الهابط " حروف النصب" الذى تعرضه القناة الأولى والذى
تعرض فيه كاتبه للنوبيين بطريقة مستفزة لمشاعرهم…

وقد يذهب البعض إلى أن الدولة ممثلة فى الرقابة لا تتدخل فى الأمور الفنية بل تشجع حرية التعبير فى وسائل الإعلام. والرد على هؤلاء لا يحتاج إلى مجهود لأن الرقابة تدخلت لمنع أحد الأفلام السينمائية لمجرد أن الفيلم يتناول قصة دبلوماسى اضطرته ظروف الحياة أن يعمل سائقا للتاكسى. وكذا رفضت الرقابة فيلما يتناول استجابة رئيس جمهورية لدعوة حفل زفاف يقام فى إحدى الأحياء الشعبية الفقيرة.

وخلاصة القول فإن السينما والتلفزيون لا يعكسان الواقع الذى نعيشه بل يصنعان الواقع والمواقف التى قد يتعرض لها النوبيون فى حياتهم اليومية من قبل بعض ضعاف النفوس والذين قد لا يدركون حقيقة أصولهم المتواضعة. والجدير بالذكر أن السينما المصرية والتلفزيون المصرى قد قاما بدور أساسي فى زرع بذور العنصرية فى نفوس بعض المصريين وخاصة فى المدن حيث تعرض الكثير من أبناء النوبة لمواقف عنصرية بغيضة مما بث مشاعر الحقد والكراهية فى نفوسهم وجعلهم يشعرون بالمهانة والغربة فى هذا الوطن.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة العرب والمسلمين فى السينما العالمية 2
- صورة العرب والمسلمين فى السينما العالمية 1
- د. وفاء سلطان ومبررات تخلف الأمم
- التعديلات الدستورية فى مصر وصوت العقل والحكمة
- ثقافة نكران الجميل
- القضية الفلسطينية: لغة الحل
- خصائص القصة والرواية النوبية 3
- خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية 2
- خصائص القصة القصيرة والرواية النوبية 1
- نحو نبذ التعصب: دروس من الغربة
- لماذا يتقدم الغرب ويتخلف المسلمون؟
- لماذا تتعاطف أمريكا مع إسرائيل ؟
- هل يدعو الإسلام للعنف والإرهاب؟
- الديمقراطية وأدب الحوار
- ثقافة تجاهل وعدم احترام القوانين


المزيد.....




- أوامر التوقيف بحق نتنياهو.. رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسا ...
- السيسي وبايدن يبحثان هاتفيا التصعيد العسكري في مدينة رفح ووق ...
- واشنطن -لا تؤيد- تحقيق المحكمة الجنائية الدولية بشأن إسرائيل ...
- الخارجية الأميركية تتهم 5 وحدات إسرائيلية بانتهاكات جسيمة لح ...
- اعتقالات بتهمة -التطرف-.. حملة جديدة على الصحفيين في روسيا
- من إسرائيل وأميركا.. محاولات لمنع -أمر اعتقال نتنياهو-
- إسرائيل تلوح بإمكانية الانسحاب من الأمم المتحدة
- -من أجل فلسطين-.. حملة اعتقالات تعصف بالجامعات الأميركية
- الخارجية الأمريكية: حددنا 5 وحدات إسرائيلية ارتكبت انتهاكات ...
- مصدر إسرائيلي يحذر: مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وقادة إسرائي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - موقف السينما والتلفزيون من أهل النوبة 1