أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - نحو نبذ التعصب: دروس من الغربة














المزيد.....

نحو نبذ التعصب: دروس من الغربة


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 1833 - 2007 / 2 / 21 - 11:26
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كانت مصر تعتنق المسيحية عندما فتحها المسلمون فى القرن السابع الميلادى فى عهد الفاروق عمر بن
الخطاب. واحتفظ قطاع كبير من المصريين بديانتهم المصرية، إذ لم يجبرهم أحد على ترك معتقداتهم. وهذا يبين أن المسلمين الأوائل كانوا حريصين على احترام الديانات السماوية الأخرى. وكانوا أيضا على وعى تام بتراث الإنسانية، فلم يسعوا لتدمير المعابد والتماثيل الفرعونية كما تفعل الجماعات المتشددة فى هذا العصر الذى شهد قيام جماعة الطالبان بتدمير المعابد والتماثيل التى أقامها البوذيون فى أفغانستان مما أساء الى الدين الإسلامي فى المحافل الدولية. وقد ظلت العلاقة طيبة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر منذ تلك الفترة. وقد حمل الفريقان أعباء الدفاع عن الوطن فى جميع المعارك والحروب التى خاضها الشعب خلال القرن العشرين وذاقا معا مرارة الهزيمة فى عام 1967م وحلاوة الانتصار فى عام 1973م وذلك لقناعتهم وأيمانهم بوحدة المصير.

وقد لاحظنا منذ فترة قصيرة ما يعكر صفو هذه العلاقة، فتارة تطفو على السطح مطالب الأقباط، وأهمها ذلك المطلب الذى يهدف إلى رفع القيود التى وضعتها الدولة العثمانية على إنشاء الكنائس والمعروف بالخط الهمايونى. ولا اعتقد أن المسلمين يضيرهم إنشاء أو بناء الكنائس طالما كانت هنالك حاجة إلى ذلك، بيد أن السبب الرئيس الذى يؤدى إلي اشتعال الموقف وانفلات الأعصاب هو ذلك الذى يتعلق بترك مواطن لدينه واعتناق الديانة الأخرى. وفى رأى فانه يتعين على كل مواطن بصرف النظر عن ديانته مراعاة الحقائق التالية:
أولا: فعالية الديانة لا تقاس بعدد المساجد أو الكنائس بل بعدد المترددين على دور العبادة ودورها فى تغيير سلوك وأخلاق المواطنين نحو الأفضل.
ثانيا:- ليس هنالك ما يدعو المسلم أو المسيحى إلى أن يغير من ديانة الآخر، فالإنسان الغيور على دينه ووطنه فى نفس الوقت يستطيع أن يتجه إلى المجتمعات التى لا تعتنق الديانات السماوية، فمثلا حوالى ربع سكان السودان يعتنقون الديانات الروحانية. وبلا شك فإن هذا الاتجاه افضل من خلق أسباب التوتر والاختناق داخل الوطن الواحد.

وربما لا يعلم الكثيرون ممن لم تتح لهم فرصة السفر للخارج أن العلاقة بين المصريين (مسلمين ومسيحيين) تتجلى فى الغربة حيث تذوب كل الشوائب وتتبخر كل أسباب الحساسية والتوتر التى قد نشهدها داخل أرض الوطن من قبل بعض المتعصبين من هنا أو هناك. ففى العقد الأول من ثمانينيات القرن المنصرم توجهت الى جامعة مدينة بفلو (بولاية نيويورك) حيث لم يكن لى سابق معرفة مع المصريين المقيمين فى تلك المدينة التى تقع على الجانب الشرقى لنهر نياجرا. وتصادف أن التقيت شابا فى منتصف العمر تشير ملامحه إلى أنه مصرى حتى النخاع، فذهبت إليه قائلا: هل أنت مصرى؟ فقال: نعم، فلم اشعر بنفسى إلا وأنا احتضنه بقوة ولم يكن هذا الصديق سوى مدرس مصرى يعتنق المسيحية. ولم نفترق منذ الوهلة الأولى، فقد كنا نتناول الطعام سويا ونذهب إلي الأسواق سويا ولا نفترق إلا عندما نخلد إلي اليوم. ولا أذكر أننا تطرقنا إلى الحديث عن الدين طوال فترة إقامة هذا الصديق فى أمريكا ومدتها اثنتا عشرة شهرا. وقد خاض معظم المبعوثين المصريين الذين التقيتهم هذه التجربة التى تبين لنا أن المصريين بطبيعتهم يمقتون التعصب الدينى. وفى الواقع فإننا فى حاجة الى رصد وتدوين مثل هذه التجارب وتلاوتها للأبناء إذا كنا جادين فى نبذ التعصب الأعمى الذى ابتلينا به فى هذا العصر، وهو تعصب مقيت يعطل مسيرتنا نحو مجتمع خال من الأمراض النفسية والاجتماعية، مجتمع تسود فيه المودة والعلاقات الطيبة بين عناصره المختلفة.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتقدم الغرب ويتخلف المسلمون؟
- لماذا تتعاطف أمريكا مع إسرائيل ؟
- هل يدعو الإسلام للعنف والإرهاب؟
- الديمقراطية وأدب الحوار
- ثقافة تجاهل وعدم احترام القوانين


المزيد.....




- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...
- حزب الله يقصف مستوطنة ميرون ومحيطها بوابل من الصواريخ
- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - نحو نبذ التعصب: دروس من الغربة