أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم العظمة - نهار بدون قتلى














المزيد.....

نهار بدون قتلى


حازم العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النهار يبتدءُ بالضوءِ ، إن نهضتَ لسببٍ ما باكراً ، الضوءُ ينسربُ خِفيةً في سماءٍ كحلية ٍ ، قد يبتدء النهارُ بأغنيةٍ تأتي بعيدةً عبر الأثير ، أغنيةً تسمعها لمرةٍ أولى ، ربما بلغةٍ لا تعرفها ، دائماً تسمع الأغنية التي تحبها لمرةٍ أولى
النهار أيضاً يبتدء بالقتل ِ، يوزعون ، منذ الصباح على الملأ ِ حصص القتلى ، حصيلة أمسِ من القتلى ، حصيلة شهرٍ، حصيلةَ قرنٍ جديد من القتلى
هكذا يكون عليك أن تتابع نهارك رغم القتلى ، تنساهم لأنك اليوم ، على الأرجح ، لن تستطيع شيئاً إزاء هذا ، تفكر أنك تحتاج سنيناً طويلة حتى توقفَ القتل ، تفكر كيف أن قناصاً أو عشرة يستطيعون أن يبدأوا حرباً أهلية ، و كيف أن المهووسين وراء المحيط و هم يخططون لمذابح جديدة يتابعون مبتهجين تقدم المذابح التي أنشأوها و المذابح التي دبروها ، تفكر كيف أن المهووسين هنا ، غير أولئك الذين وراء المحيط ، بل وراء هذا الجدار و وراء هذا البيت ...
الزعماء حتى يصبحوا كذلك عليهم أن يبرهنوا على نفوذهم من عدد القتلى ،كلما ارتفعت حصيلة أحدهم كلما ازداد نفوذه ، هذا ما يقدمهم " مفاوضين" على طاولات مفاوضات ما، حولَ حربٍ ما ، ليتقاسموا "النصيب" من ناتج مذابحٍ ما لن تفضي إلا إلى مذابح بعدها ، القتل ما يقدمهم في منتديات " الحوار"، كذلك الذي يجري في " دافوس" ...في " دافوس" القتلة يبتسمون أمام العدسات و يتصورون ...
الشركات حتى تتوسع عليها أن تبيع الأسلحة و لا يستحون في هذا بل في احتفالية علنية أمامها الكاميرات و بروق الفلاشات و الإبتسامات .. ، يقيمون المعارض الأنيقة للأسلحة و يعرضون بهدوء لمشترين َ ، هادئين بدورهم ، مزايا كل صنف و كل ذخيرة ، أشياء َصنعت بدقة متناهية ، كفاءتها العالية و الوحيدة : القتل
يصنعون الحروب التي تحتاج لهذه الأسلحة و الأسلحة التي تلزمها هذه الحروب ، الفلاسفة لا يستطيعون شيئا ، الفلاسفة الطيبون التي تسكن في لحاهم الفراشات و العصافير ، النظريات الجميلة و الروائيون و المصورون و الشعراء لا يستطيعون شيئا .. هم لا شيء بالنسبة للتجارة و المصالح و السوق ، تفكر كيف أن عدة مئات من المضللين و المهووسين ، أتى بهم شيوخ لهم وراء المحيط .. ، لهم أن يدمروا بلداً كالعراق ، بضعة آلاف من مهووسين و لكن تقودهم من وراء المحيط مؤسسات بأكملها بأكادمييها و علمائها و ميزانياتها الخرافية ، إن قابلت عراقيين سيقولون لك أن كل العراقيين براء من الطائفية ، بضعة آلاف من متعصبين و مهووسين و مرتزقة ، في شعب تعداده خمس و عشرون مليون، بضعة آلاف يقودهم مهووسون مثلهم من وراء المحيط ، و إن بـ "هوس " مختلف ، يستطيعون أن ينشروا الخراب أن يقتلوا مئات الآلاف و يهجّروا الملايين من أجل "القضية المقدسة"، كل القضايا السافلة إسمها هكذا "القضية المقدسة" فيما القضية الحقيقية هي النفط هي الهيمنة هي المصالح هي السوق هي زعامات الشيوخ و زعامات الجلادين و الطغاة
الأفكار أيضاً و ظيفتها القتل ، الأفكار التي تسمم ، و الأفكار التي تسلب ، و الأفكار التي تستلب
عُدتَ تفكر ُ ، أن ما من صباح كهذا سينتهي إلى الشعر ، فلتذهب مع ذلك إلى ما تفعله يومياً ، إلى الحياة اليومية كما يقولون
تتمنى نهاراتٍ غير هذه ، من أولها بشموسٍ زرقاء ، بغيوم ٍ خفيفة تشبه مظلاتٍ ، تتمنى مطراً في الجبالِ و أسراباً بعيدة ً تبَرق في السُهبِ
تقولُ غداً ربما يبتدء النهارُ بالجميلةِ ، خَدّها على الوسادةِ ينقل إليكً أحلامها ، و هدوءَ نومها... ، نائمةً ما تزال ، بعد قليل تنهضُ ، لنهارٍ بدون قتلى



#حازم_العظمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا علينا أن نتشظى إلى ما لا نهاية فيما الآخرون يتجمعون و ...
- المربعات الزرقاء و المربعات الصفراء ْ
- 2% أو أقل ، أو أكثر
- نَوْروزْ
- هجاء الإيديولوجيا ...
- ما يعنيني من نجيب محفوظ
- الفرق بين السلام .. و السلام الأمريكي
- ... مُحْدثوا الليبرالية
- لم لا يقال لهم أن حزب الله هو NGO
- في المفهوم الثابت لليساري و اليسار
- القواعد العشرة *
- ذاهبون إلى النزهة .. في جبال لبنان
- المارينز العرب...
- الجنود الإسرائيليون يصوتون في الحوار المتمدن
- جدري الخنادق
- لهذا الولايات المتحدة تحتفظ و ستظل تحتفظ بزبائنها في الشرق ا ...
- ... الظواهري و بن لادن يهبّان للنجدة..
- بنت جبيل- تنهض ، تمشط شعرها في النافذة
- صحبوا معهم الصحافيين في البارجة ليفرحوهم بمشهد بيروت تحترق
- لا أسرى لبنانيون و لا أسرى فلسطينيون ، لأنهم لا أحد و لا شيء ...


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم العظمة - نهار بدون قتلى