أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صدام فهد الاسدي - لامية الأسدي















المزيد.....

لامية الأسدي


صدام فهد الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 1897 - 2007 / 4 / 26 - 11:59
المحور: الادب والفن
    



هذه جراحات شاعر
يقول الحقيقة في هذا الزمن الصعب

سـأتـرك لغـوا كثـيرا يقـال
وعنـدي من الصـبر بقيا سؤال
لماذا قد اعشـوشـبت غـابتي
وغطـوا مدى نظرتي بالرمـال
لمـاذا الحـرام مشـى منعـما
وجـفّ على الأرض سور الحلال
لمـاذا الصـراعـات لا تنـتهي
ويسـفر فـوق العـيون القـتال
لمـاذا القـويّ مشـى قاهـرا
وفيـنا الفقـير يشـمّ الظــلال
لمـاذا الظـلام يلـوك الشـفاه
ويدفـن حتـى الردى في الكمال
لمـاذا تـخـــرّ بـلا قيمـة
لأصـغر قــرد هـناك الجـبال
لمـاذا الفقــير مشـى عضـه
هنـا الكـلب حتى بأعلى الجمال
أتيـت عـزيـزا لتـلك الحـياة
لمـاذا يقـيدني الدهر بالاحتلال
أتيــت بريـئا لتـلك الحــياة
لماذا يعـلمني الدهر خبط الخيال
أتيـت مـن البطـن لسـت أرى
سـوى الصـوت مني يفك الحبال
وعشـت فلـم أر مـن صـحوة
وشـبت على الحـزن و الاحتيال
كهـلت و عشـت بـلا غـايـة
أذنـبـي إذا اغـتالني الارتحال
أحـبك حـتى انتـهاء الـدموع
أحـبك حـتى عـبور المحـال
هـنا النـار قالـت تريد المزيد
ففـي دمـنا يكـبر الاشــتعال
هـنا الثلـج غطـّى شتاء الربيع
وعطّش في الخوف عشق الجمال
هـنا الحـق يبقـى غريـبا بنا
مـن العـار أن نسـتبيح المنال
تمـرّ بـنا العاصـفات ســدى
ويسـحقنا الخـوف حتى العضال
سـل النـاس لا نهر في أرضها
وتشـرب مـاءا كمـثل الـزلال
وفي أرضـي نهـران سل دجلة
وسـلـه الفـرات يـردّ السؤال
و مازلـت في المـلح مبتهـجا
وقـد مـات جـدي بداء السعال
ومازلـت أبحـث عن لقـــمة
أصــدق غيـري بألـف مقـال
وما زلـت أبحــث عـن حاكم
يحاكـمني حـول بعـض الفعال
و ما زلـت أسـكت عـن حالتي
لأنـي أخـاف صـعـود الجبال
سـل الشـمس تسكت عن مشرق
سـل اللـيل يومـا فعـال الهلال
سـل السـيف كيـف طوى غمده
وينـأى بعـيدا يخــاف النـبال
سـل الحـال عـن فقرنا جوعنا
فوالله لـم يبـق فـي الحال حال
لهـذا هـنا تسـتغـيث القلـوب
وتاهـت بمـاذا تـذل الرجــال
طـوى الخسـف بـاب الـرجاء
و أزمـن فـي الدهـر كل انسدال
صـباحـات هـذا البقـاء تتـيه
ولـيل الـدمـوع على الناس طال
فـلا الذنـب ذنـبي لأنـي الفقير
أيبقـى مـع النفـس أي انفعال
تغيـّرت حتـى أرى صـحوتـي
تمـوت ومـا زلت خلف الخصال
أسـير كئـيبا عـزيـزا و لكـن
أخـاف على العرض بعض انهلال
تاسـدت النـار فــي جـمرتي
وهـذا الصـدى امتـد حدّ الذبال
ويسـتفـحل الطـير فـي عشـّه
لأن الريــاح تجـرّ الـوبــال
و يسـتنحـت العـشّ فـي طيره
لأن الطــيور تحـبّ النــزال
و تحـيا القـــرود على قبحها
لأم تـــراه هــناك الغــزال
وتسـقى النفـوس علــى لوعة
وتشـرب بعـد العـذاب الحـثال
ويا لـيت صـوت الـردى نائـم
فقـد فـزّ فـي الحي صوت النبال
ويا ليـت شـعري الـذي قلــته
يمـوت وما كـان منـي ارتجـال
يصـدّق هـذا يكـــــذب ذاك
بـأن الأمـانـي محـض الخيال
قـطـعت مـن الأمـس لـذاتـه
ومن عسـل الصـبر صدت المنال
تنفسـت فـي الفجـر أحــلامه
وما كنـت أدري اللـيالـي طوال
زحـفت علـى الحزن حتى الرجاء
فبـان العـــزاء وحـل المثـال
تعـــال إلى الأمس أيـن الرشيد
وأيـن الجــواري و أيـن الدلال
لقـد بــات فـي تخمة هل ترى
وبـات المعـري بـذاك الهــزال
لقـد كـان صـوت أبـي طيـب
يحـزم فـي الأرض لحن السجال
و قـد كـان بشـار فـي خمره
قـديـرا بقهـر اللـيالـي الثقال
وكـان المعـري كـما أخـبروا
يقـول منـاصـبكـم للــزوال
وكـان حبـيب يعــدّ الخـيوط
فطـرّز وجـه الشـموس ونـال
وكـان الكـلام بـلا برلـــمان
وكـان الزمـان بـدون احـتفال
وكـيف جــرت هكـذا أمـتي
تكشـّر نـابـاً و تظهـر فـال
تقـول إلـى الفكـر لـن تبتدي
وضـيّعـت الفكـر بيـن التلال
وتنظـر للنخـل فـي عـــزة
ويا حـيف تمـنع منـه الغـلال
فـلا الدهـر يغضـب من خطوة
ولا السـعي يكـره قطف الكلال
أتخـدع تـلك الطـيوف السماء
كمـا يخـدع الوهـم أم الفصال
لمـاذا المغـاني كرهـن السيوف
لمـاذا النسـاء كرهــن العقـال
هـو الـدهــر أفسـد أبنــاءه
يعلـمـهم كـيف طعـم الــدلال
إلـى العصـر ما ربحـت حجـة
لقـد نسـف الحـال و الاحتـمال
وهـل مـن سـقى عيشـة هاهنا
سـيحـمد حمـدا بـدون افتـعال
وتطحـن غيـمي ذنـوب الشتاء
ويشـرب صـيفي معـاد الهطـال
اقتبسـنا مـن النـور أضـواءنا
ولكـن عشـقـنا الظـلام المزال
ألا آل لـــــوط بـإحــيائنا
ألا آل موســى تحـاكـي الخوال
ألا آل كهــف تنــام القــرون
تبـدل عملـتها بالـريـــــال
وأزلــفـت الحـور للمتـقــين
و قيـل لهـم أيـن أهـل الجـدال
هنـا تسـحـق الأرض أحـلافـها
وتـولـد تـلك القــرون المـآل
كفـى اليـوم مـن ذبحـنا مـرة
ألا هـل أتـى تسـتفـز الرحـال
كفـى اليـوم مـن حـربـنا مرة
دعـونـا نحـج بتـلك الظــلال
كفـى اليـوم مـن حكـمنا مـرة
دعـونا نجـرّب هـذا المجــال
فـلا الصـح نـدريـه من حقنا
ولا الظـلـم نـدريـه شق الفعال
حـبونا على الغـيظ حتى السبات
ونلـتف بالـدرب مثـل الحـبال
سـنمضـي سـنمضي إلى يومنا
لان غـد الحـر أغـلـى ابتهـال
يقـولــون يتـعـب الطـيبون
هـو المجـد بعـد الكفاح المنال
يقـولــون يقهـر الفقــراء
فهـلا رأيـــتم زوال الـزوال
يقـولــون يخســر الثائرون
لأن الحقـيقـة عكــس الخيال
يقـولــون يسـكـت المبدعون
رأيـت سـكوت السيوف الصقال
يقـولــون يكـثـر الشــعراء
وفـي بلـد شـعـره لا يطــال
فهـذا يخـاطـب نبـض الضمير
وذاك يحـاكـي ضـجيـج البغال
فهــذا يغـنـي إلـى أمـــة
و ذاك يغـنـي لعــين و خـال
وهـل يا تــرى مثـل سـيابنا
يصـير على الأرض هـذا السؤال؟
يفـزّ هـنا الصـحـو منتـبهـا
و تنتحــر البيـد بعـد الرحـال
ويفتخـر السـخـل فــي أمـه
و قـد تـرك الأصل بعض الرجال
تعلـمت فـي سـكتـتي لـوعة
تعلـقت فيـها لحـدّ الثمـــال
وصـارعـت دهـري على خلسة
ألاقـيه حـتى اسـتشـاط و مال
أبلـغ قلـبي الشــجـون الكثار
فبـاع شـجـونـي سعيدا و جال
يقـولـون فـي الحـق لي موقف
وما زال حقـي عصـيّ المنــال
وأمنـت للـذئــب أوهـامــنا
ففـي الذئـب عنـدي تقر الخصال
زرعـت على الأرض تلك الحروف
فكـان حصـادي صـخر الـوبال
فأيـن الـذي قــال عنــي أنا
وأيـن الـذي خصـني بالمقــال
أريـت هـنا الـوجــه كل الأناس
أكشـر وجهـي لصــل الرمـال
وافتـرس الحـق مـن صـاحـبي
فبـي أثـرة مـن هـراء رغـال
وأعلـن بالصـوت هـل أفلحـوا
فقـد كنـت في الصوت مثل بـلال
ومعـدن دري يكــون الـرخـام
لأنـي تحجـرت فـي الاشــتعال
ومـن لا يـر المـاء عنـد المذاق
فكيـف يـر الماء بعـد العسـال؟
ومن جـن في البحر بعد الشروق
تلـمّه إذا جـــنّ بعـد الـزوال
تلـبد غيـم الربـيع العقــــيم
وسـمّم حـتى رحـيق النضــال
وأتمـر نخـلي عـلى كـبريـاء
وما ذقـت منـه عصـير السلال
عزيـز علـى الحـر أن ينحـني
وترمـي العصافير عشب الـدوال
بكـيت و تأريخـــنا متعـــب
لمـاذا و (ترفس) فيـك الجهـال؟
تمـوت الكـواكـب فـي جبهـتي
ويطـويـك بيـن الضـلوع انتقال
وينبـوع صـبري سـقى التائهين
وصـحراء روحـي بلاها الوشال
يـدور بنـا الشـعر مثـل الممات
ونسـقـيه منـا رغـيف الخـيال
و غــيلان مـات و مـات هواه
و جيكــور يسـحقها الابتـذال
تنـام على الصـخر تـلك الأسود
ويفتـرش الزبـد ذئـب الشـمال
لقـد نـزف الصـدق مـن أمتي
و أودع للصـخر قيــلا و قـال
وأرفـض حـتى مســاس الهوا
و أطــويـه عنقـي بين الحبال
عــلام هـنا الجـزر لا ينتـهي
هنـا المـد شــدّ البقـايا وهال
دريـته يغـتال عنـدي الهـوى
ويصـرخ أنـي أحــب الجمال
لذا جئـت أعـنيك فـي سـكتتي
وان قلـت عنـي مـا لا يقــال
سـأتـرك قـلـبي عـلى وزره
وأعـلـن رغـم العذاب الفصال
ولكـن صـبري علـى العاصفات
تـهـبّ ولا أعلـن الاعــتزال
ومنـي الصـبا زال في حكـمه
و فـي حكـمكـم أحمد الاكتهال
يطـوّق عيـني بكحـل الـردى
وتـدرون كـم أبغـض الاكتحال
وآخـر عنقـود عمـري البكـاء
وأول عنقـود عمـري المحـال



#صدام_فهد_الاسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواويل محترقة بالمطر
- اوميء بكفك للسراب
- عندما أكل الطين جباهنا
- غدا يرقص السراب
- ثالثة الانهيار
- السنبلة المدماة
- الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف /ليس بعيدا عن السماء الاولى
- مكابدات أيوب العراقي
- بصارة الحي
- مئزر من زبد
- للجرح ألف فم
- هكذا نحترق فراشات على نار الوطن
- قبل القطاف
- احلام الرجم بالغيب
- محاجر الغسق
- العيون الزرق
- صرخة في عنق الزجاجة
- عبد الامير الحصيري الشاعر الراحل بدون وصية
- خرابيش عرار
- كيف يخيط الشعراء المواجع شعرا؟؟


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صدام فهد الاسدي - لامية الأسدي