أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - أنظمة الاستبداد: من يزرع الرياح الأصولية يحصد العواصف الإرهابية!!!














المزيد.....

أنظمة الاستبداد: من يزرع الرياح الأصولية يحصد العواصف الإرهابية!!!


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1883 - 2007 / 4 / 12 - 11:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


آخر هدايا القاعدة، وخبطات خلايا الإرهاب الأصولي النائمة، كانت في الجزائر اليوم، بعد يوم دام آخر، وحزين في الرباط. فلقد حصد الإرهاب حتى لحظة كتابة هذا السطور تسعة عشر قتيلاً، وأثنين وثمانين جريحاً، والحصيلة مرجحة لمزيد من التصاعد، والارتفاع. واستهدف أحد الانفجارات مقر رئاسة الحكومة كضربة عملياتية وعسكرية فيها شيء من التحدي واستعراض القوة لقدرة تلك الخلايا على الوصول إلى مراكز حساسة في قلب الدولة، ورسالة ذات مغزى ونكهة خاصة، ودليل كبير على تمكنها من اختراق جميع الإجراءات الأمنية الصارمة، وإصرارها على الخيار العنفي كسبيل وحيد للتحاور مع النظام السياسي القائم في عملية ملفتة من تبادل الأدوار بين الطرفين اللذين يتنازعان مصير هذا البلد. والأمر برمته ليس جديداً، أو مفاجئاً، ففي كل ثانية يتوقع المرء تفجيراً هنا، أو هناك. لا بل صار الموت اليومي والمجاني جزءاً من الفولولكلور الوطني العام في منظومة الاستبداد الممتدة، من المحيط إلى الخليج. فالخلايا النائمة في عواصم، ومدن، وبلدات، وقرى حكومات الاستبداد هي واقع حقيقي لم يعد من المجدي تجاهله أو تجاوزه، والقضية برمتها أصبحت قضية توقيتات فقط لا غير؟

ففي محاولاتها الدائمة والحثيثة لفرملة العملية النهضوية والحداثوية التي يعتقد على نطاق واسع بأنها ستطيح بكل البنى والهياكل القديمة والمتآكلة ومن ضمنها هذه الأنظمة البدائية المهترئة والمتخلفة، فقد عمدت أنظمة الاستبداد نفسها على عقد حلف مقدس ومصاهرة مع القوى السلفية والأصولية لترويج الفكر الديني كبديل للعصرنة المطلوبة، ذاك الفكر الذي من شأنه سد الفراغ والخواء الإيديولوجي الموجود، والركون إليه واعتباره الحاضن الأوحد للثقافة المجتمعية، ولإبعاد التأثيرات الفكرية الأخرى. ومن هنا وجدت منظومة الاستبداد في الفكر الديني الملاذ الآمن، والحصن ضد أية عملية تحول مرتقبة. وطوردت لذلك كل القوى العلمانية والليبرالية، والتنويرية، وأقصيت عن الساحة، وأفسح بالمجال لتلك القوى الماضوية للعمل علناً، والنشاط، وإحكام سيطرتها على كافة مفاصل المجتمع.

ثمة ربط وتنسيق غير باد أو نلحوظ، بين ما جرى في الجزائر اليوم والرباط بالأمس ليؤكد على حضور "قاعدي" فعال، ومتجذر في تلك المنطقة من العالم قادر أن يضرب حالما تصله أية إشارات، أو إيعازات لإحداث أثر سياسي ما، والمتعلق ربما، بترتيبات لحقبة سياسية جديدة، ولسان الحال يقول نحن هنا ولسنا خارج أية معادلة أو تسوية سياسية. وأما الحديث عن اختراق هذه الجماعات من قبل أجهزة إقليمية، أو دولية، فقد لا يكون ذا فائدة كبيرة، أو معنى في هذا السياق، فالضرر الحاصل هو الأس ومحور النقاش. ولن ينفع الآن تصريح رئيس الوزراء الجزائري اليوم، بأن هذا العمل هو إجرامي وخطير، فقد سبق السيف العذل. والعمل الإجرامي والخطير، بالأساس، هو في قمع، وإقصاء القوى العلمانية والليبرالية واليسارية، وإفساح المجال للقوى السلفية والأصولية للعمل العلني، ووضع المنابر الرسمية، تحت إمرتها، وفي عدم تبني خيارات ديمقراطية وانتعاش اقتصادي مما سهل على القوى الماضوية للتغلغل إلى عقول الشباب من أبواب الفساد والاستبداد.

لقد أخرجت أنظمة الاستبداد، وكما فعل السادات، هذا المارد الإرهابي الجامح من قمقمه، وتسامحت معه وغذته، وتغاضت عن نشاطاته، وعليها أن تتحمل اليوم نتيجة هذا العمل، إرهاباً، وتفجيرات، وسفكاً للدماء. لا عجب اليوم، البتة، إن حصلت تفجيرات في شوارع القاهرة، والرياض، والكويت، والجزائر والرباط وصنعاء. فحجم التجييش، والتحشيد والخطاب الدعوي الحماسي اللاهب الموجه خصوصاً للشبان، والفتيان، وكما يقتضي المنطق، لا بد أن يجد قنوات تصريف له، وهذه القنوات لن تكون بالطبع سوى أحزمة ناسفة، وسيارات متفجرة، وأجساد مفخخة في الشوارع المنكوبة، والمناطق المأهولة بالمدنيين والأبرياء.

وما لم يتم تبني خيارات ديمقراطية، وإنجازات اقتصادية، وتطوير للممارسة والتشاركية الشعبية، وكسر احتكار السلطات وتمركزها الفئوي وشخصنة الأوطان ونهب الثروات وإفقار العباد، فإن الانفجار الكبير قادم وآت، ودورة العنف مرشحة لمزيد من التوسع والتصاعد والارتفاع. وقوى الشر تتربص أية ثغرة للنفاذ منها إلى عقول المغرر بهم من الشبان. ما حدث في الجزائر، والرباط، وما هو مرشح لأن يحدث في غير مكان، قد لا يعكس، في الحقيقة، حجم التناقضات العميقة، ومدى ما تعيشه وتكابده هذه المجتمعات من بؤس وترد واضطهاد وضياع وتوتر وغليان، بل يعزز الفكرة القائلة بأن النار ما تزال تحت رماد هذه المجتمعات المحروقة. فلقد زرعت أنظمة الاستبداد هذه الجماعات، وساعدت على نشوئها بسياساتها الطائشة الرعناء، وبيديها الآثمتين، وعليها أن تحصد لقاء ذلك، تفجيرات، ودماء، وانهيارات أمنية كبرى، وجثثاً، وأشلاء وكل العزاء والأسى والحزن والأسف لأرواح أولئك الأبرياء.

والقادم أعظم، وأخطر، مما حصل حتى الآن .



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع أصولي
- حذارِ من الضحك والابتسام !!!
- أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح - 2
- أقليات الشرق الأوسط بين الواقع والطموح 1
- مؤتمر زيوريخ: لماذا؟
- كلمة نضال نعيسة في مؤتمر الأقليات - زيورخ
- مؤتمر القمة العربي: من يحيي العظام وهي رميم؟
- الانهيار الطبقي
- إمارة غزة-ستان: مغول العصر يحرقون التراث !!!
- بأيّ ذنب حجبت؟
- حوريات الحوار المتمدن !!!
- العرب وخطر الديمقراطية الداهم !!!
- وعّاظ الماركسية بين التشييع والتوهيب !!!
- الخليفة المنتظر
- بئس الصحوة الإسلامية
- شكراً ... وليد بَيْك !!!
- تلفزيون المستقبل: برنامج الاستخفاف
- نعم للإجراءات السورية، ولا للعنصرية العربية !!!
- حروب القبائل العربية
- إعدام المهدي المنتظر


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - أنظمة الاستبداد: من يزرع الرياح الأصولية يحصد العواصف الإرهابية!!!