أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى محمد غريب - إدراك ماهية حقيقة التحالفات الدولية والقضية الكردية















المزيد.....

إدراك ماهية حقيقة التحالفات الدولية والقضية الكردية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1882 - 2007 / 4 / 11 - 11:23
المحور: القضية الكردية
    


ليس هناك قضية معلقة في الشرق الأوسط اعقد من القضية الكردية إذا استثنينا القضية الفلسطينية، فالكرد موزعين على دول معروفة وبلدهم مقسم إلى أجزاء عديدة وبالتالي ماعدا العراق فان الكرد في تلك البلدان لا حقوق قومية ولا حقوق ثقافية ولا إنسانية بل هناك سياسة عنصرية شوفينية وتطرف ديني طائفي لصهرهم في القومية السائدة .. و تركيا وإيران في مقدمة الدول التي تضطهد الكرد ولا تعترف بهم كقومية ولا بلغتهم وحقوقهم المشروعة ومع ذلك فان الدولتين تمارسان سياسة التدخل في الشؤون الداخلية العراقية وكأنهما الوصيتين على العراق أو أجزاء منه ونراهما يتدخلان بشكل سافر ولا يقيمان وزناً للقرارات الدولية التي ترفض التدخل في شؤون الآخرين، وبصراحة نجد الولايات المتحدة الأمريكية تكيل بمكيالين فإيران وحسابات أمريكا تشكل خطراً على العراق ويجب معاقبتها حول قضية تصنيع القنبلة النووية و باعتبارها مصدراً للإرهاب وليس على أساس حقوق الإنسان وحقوق القوميات المضطهدة التي تعيش في إيران ، أما تركيا الحليفة التقليدية والعضوة في حلف الناتو العدواني التي تضطهد الكرد القومية الثانية والعرب والأرمن وغيرهم فهي الأقرب للمشروع الأمريكي، ومهما صرح حكامها أو جنرالاتها بالتدخل والتهديد العسكري فهي تضع رأسها في الرمل كالنعامة ولا تقول كلمة واحدة ضدها وضد تصريحات حكامها وتهديداتهم بالتدخل وبواسطة السلاح في مناطق معينة لا بل في الكثير من الأحيان المطالبة بعودة ولاية الموصل لهم وكأنهم يعيشون الزمن الغابر للإمبراطورية العثمانية المريضة حتى ماتت من أمراضها المستعصية.
ولقد لاحظنا نوعية التحالف الأمريكي التركي من خلال التصريحات التي أطلقها السيد مسعود البرزاني بعد عشرات التهديدات من قبل حكام تركيا وعلى رأسهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية وغيرهما بما معناه المطالبة بعدم التدخل في شؤون العراقيين واجتياح أراضي الإقليم لأن ذلك يدفع الآخرين للتدخل في شؤونهم الداخلية وعلى اثر ذلك فان رئيس الوزراء رجب طيب اخذ يهدد ويتوعد ويريد أن يسحق عسكرياً وماذا فعلت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان شون ماكور ماك المتحدث باسم وزارة خارجيتها حيث وجهت انتقادات إلى تصريحات السيد مسعود بدون أن تراعي الجانب الدفاعي في التصريحات الأولى بينما التهديدات التركية ليست ردة فعل على تصريحات السيد مسعود بل أنها تاريخياً معروفة وعلى امتداد سنين غابرة لا تخفي أنقرة أطماعها بضم أجزاء من العراق إليها وتكون هنا المعادلة..
.إن أي حاكم أو مسؤول أو من عامة الناس يفكر بان أمريكا ستقف ضد إسرائيل واحتلالها لأراضي الغير بالقوة وستقف ضد تهديدات تركيا وتدخلها في الشأن العراقي سيشرب البحر المالح لأن ذلك من سابع المستحيلات وأماكم تجارب التاريخ الكثيرة.. وللذين يعرفون ويتغاضون أو المساكين الذين لا يعرفون عليهم أن يدركوا بأن التحالف الأمريكي التركي الإسرائيلي استراتيجي بعيد المدى يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية الثابتة وجميع التحالفات الأخرى ثانوية ووقتية ومصيرها الزوال مهما قدم من تنازلات ومساعدات وتسهيلات لها.
ويقال في المثل العراقي " عادت حليمة إلى عادتها القديمة " وعادت التهديدات بشكل آخر وبشكل واضح لا لبس فيه " سيكون الثمن باهظ وسنسحقهم " ومازال البعض من الحكام يعتقد انه قادر على سحق إرادة الشعب الكردي والدخول إلى أراضي العراق بسهولة مصحوباً بالورود والزغاريد ويعيش بعقلية القرون القديمة وهو يستطيع أن يتحكم بشكل مطلق برغباته وطموحاته وينفذها بالقوة أو بالضغط على الآخرين وهذا المعتقد ليس محصورا على الوضع الداخلي لهؤلاء الحكام في بلادهم بل هم مازالوا يعتقدون أن جيوشهم الجرارة تستطيع أن تسحق خصومهم أو أولئك الذين يعتبرونه في زاوية الخصومة خارج حدود بلدانهم وفي مقدمة هؤلاء الحكام ، حكام تركيا الذين يعيشون هاجس الخوف من التطورات الجارية في العراق ودور الكرد وتمتعهم بالحقوق القومية الكاملة بعد صراع طويل ومرير وتأثيرات هذه التطورات على تنامي دور الحركة الكردية داخل كردستان تركيا وتطورها لتصبح قضية عالمية وليست قضية محصورة في اطار تركيا فقط ومن هذا المخرج يحاول هؤلاء الحكام دائما ترحيل ألازمة العميقة التي تتفاقم في تركيا إلى الخارج بحجة إيواء المقاتلين الكرد في أراضي هذه الدول وهم ضغطوا باستمرار لدفع الدول الأخرى اتخاذ مواقف ليست سياسية فحسب بل عسكرية أيضا.
لقد كانت أنقرة وعلى امتداد الحكم البعثصدامي مرتاحة جداً من الاتفاقيات السابقة والاتفاقية التي أبرمت مع النظام والتي تنص على دخول القوات العسكرية الأراضي العراقية لملاحقة أعضاء حزب العمال ، وعلى ما يبدو أن الأحوال تغيرت بعد سقوط النظام واحتلال العراق فما عادت تلك الإمكانيات العلنية بالتدخل ممكنة وانحسرت ببعض التهديدات ولكن بمسارات أخرى وحجج غير صحيحة منها قضية التركمان في العراق وكأن هؤلاء طارئين على بلدهم ولا يعتبرون القومية الثالثة التي عاشت جنباً إلى جنب بالدرجة الأولى مع الكرد والثانية مع القوميات الأخرى وفي مقدمتها العربية وقد شملت حقبة ما بعد 9 نيسان 2003 تهديدات متنوعة وإبراز عضلات من قبل تحشيد القوات العسكرية على حدود العراق وتهديداتها المستمرة بالتدخل عسكرياً لحماية التركمان العراقيين وممن من أبناء بلدهم ؟؟ الذين عاشوا ويعيشون معهم في السراء والضراء وقدموا التضحيات غير القليلة من اجل العراق وحريته واستقلاله ودفاعاً عن الشعب بجميع أطيافه.
يحاول حكام تركيا في سياستهم البراغماتية خداع أطياف الشعب العراقي من خلال ادعائهم بالوقوف ضد تقسيم العراق وهو ادعاء باطل واكبر مثال على ذلك احتضانهم المؤتمر الطائفي الذي عقد في استنبول والذي كان بمثابة تفعيل لتقسيم العراق إلى شيعة وسنة ومواقفهم من ضم محافظة الموصل ومن قضية كركوك وتهديداتهم بالتدخل لحماية التركمان ثم مطالبتهم تأجيل مشروع تنظيم الاستفتاء حول كركوك أو الوقوف ضد المادة 140 من الدستور العراقي وهذا أمر غريب جداً وموقف غير مقبول ولا معقول لبناء علاقات تكافئ وتعاون بين البلدان والذي يغيب أو محاولة لتغيب الحقيقة من قبل حكام تركيا أن قضية كركوك هي مسألة عراقية داخلية من الممكن حلها من قبل الكرد والتركمان والعرب والكلدو آشوريين ، فلماذا يصر هؤلاء الحكام على التدخل؟ ولماذا استغاثوا عندما صرح السيد مسعود في حالة اجتياح تركيا لأراضي الإقليم سوف يجري بالمقابل الدخول إلى الأراضي التركية واخذوا يهددون ويتوعدون ويعتبرون التصريح تدخل في الشؤون الداخلية لتركيا؟ لماذا يسمح لهم التدخل والتهديد والمطالبة بالموصل وتحشيد آلاف الجنود على الحدود وعندما تكون تصريحات أخرى كردة فعل لا يسمح لها مثلما فعلت وزارة الخارجية الأمريكية؟ وأخيراً جاءت تأكيدات رئاسة إقليم كردستان العراق وهي تكفي لتوضيح المواقف الحقيقية وموقف حكام أنقرة برفض أية لقاءات مباشرة لحل القضايا المختلفة عليها بالحوار السليم وتأكيدها " بان الأكراد لا يتدخلون في شؤون الدول الإقليمية ويرفضون تدخل هذه الدول في شؤونهم"
أما موقف الحكومة العراقية " فصاموت لا موط " لا من تدخلات إيران وضباط مخابراتها وجيش القدس وغيرهم وتهريب السلاح للمليشيات وفرق الموت ولا من تصريحات حكام أنقرة المستمر أيضاً في التدخل في شؤون العراق وهذا الموقف الضعيف ينجر على قضايا عقدية كثيرة ..
ونؤكد بصريح العبارة أما حكومة عراقية حقيقية تدافع عن العراق كل العراق ولا تسمح بأي تدخل خارجي مهما كان وممن كان وتسعي لخلاص العراق والعراقيين من الإرهاب والمليشيات وفرق الموت والجيوش الأجنبية وبناء دولة القانون والالتفات إلى مشاكل الجماهير الكادحة وحلها لصالحها، أو البقاء في " المرجوحة " تهزها الرياح كيف ما اتفق ويبقى الشعب العراقي يدفع الثمن. ولكن أي ثمن باهظ!



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغتراف من السقوط لكراس قديم نشره المرحوم بدر شاكر السياب
- هل هي مصادفة؟.. أو إعادة سيناريوهات العداء للحزب والشيوعيين ...
- هل يدرك حكام إيران خطورة مواقفهم على الشعوب الإيرانية؟
- اللجنة التأسيسية لقيام المجلس العراقي للثقافة وسلبية الدعوات
- حدود التصريحات والتغيير الوزاري الذي طال أمده
- التميز حتى في قوانين التقاعد بالنسبة للعمال والكادحين العراق ...
- المؤتمر الإقليمي الدولي وتصريحات عمر موسى
- نضال مرير من أجل الحقوق المشروعة للنساء
- طارق عزيز المرائي البريء على الطريقة الغوبلزية
- مرة أخرى حكام تركيا ومحافظة الموصل
- عنجهية القوات الأمريكية والحرس الوطني والتجاوز على الاتحاد ا ...
- * باختريف الالتصاق
- المشاريع الثقافية والمثقفين العراقيين في الشتات
- إعلان للصراخ وهدم تماثيل الجدار
- برامج فضائيات أساءة لقضايا المرأة وحقوقها وأخرى وسعت دائرة ا ...
- شوفينية هزيلة عجباً ... فرق الموت أكثرها كردية
- تداعيات الحل العسكري وضرورة تزامنه مع الحل السياسي
- ذكرى 8 شباط 1963 الملعون ونسف الأمن الداخلي في الظروف الراهن ...
- صحة فيدل كاسترو وعقدة الإدارة الأمريكية
- الإدعاء بالمظلومية تجني وتسفيه الإستشهاد


المزيد.....




- مسؤولون إسرائيليون: نعتقد أن الجنائية الدولية تجهز مذكرات اع ...
- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى محمد غريب - إدراك ماهية حقيقة التحالفات الدولية والقضية الكردية