أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - الاغتراف من السقوط لكراس قديم نشره المرحوم بدر شاكر السياب














المزيد.....

الاغتراف من السقوط لكراس قديم نشره المرحوم بدر شاكر السياب


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 11:39
المحور: الادب والفن
    


اطلعت مؤخرا على كتاب صدر حديثاً عن دار الجمل في ألمانيا تحت عنوان " كنت شيوعياً " للشاعر المرحوم بدر شاكر السياب ونشر إعلانا عن صدوره " كتاب جديد للسياب في موقع البرلمان العراق مع صورة للسياب والإعلان مازال لحد هذه اللحظة على موقع البرلمان وفي الحقيقة هو ليس بالجديد فهو قد طبع أيضاً بمطابع جريدة الحرية أو الفجر الجديد على شكل كراس " فأعادتني الذاكرة إلى تلك المقالات التي كتبها السياب ما بين 1959 ــ 1963 والتي تتوجت بكراس مازلت املكه إلى هذه اللحظة الراهنة وهو ضمن مكتبتي أسوة بكتب قديمة نشر تحت عنوان اعترافات شيوعي حيث يباشر السياب منذ ( الحلقة الأولى ) مؤكداً للقراء وسوف انقل ما كتبه حرفياً حتى بعلاته وأخطائه الإملائية حينذاك
" اسمي : سأكشف عن صريحه بعد الانتهاء من نشر هذه الاعترافات. اسمي الحزبي : الرفيق رائد ويعرف من أنا ( رفاقي ) الكبار وارد وخالد وثائر وثورة وهم على التوالي : عزيز الحاج وعبد القادر البستاني وعامر عبد الله والآنسة التي هي ليست آنسة والتي سأكشف عن اسمها فيما يعد.. الخ "
الجميع يعرف أو تعرف على السياب كونه من الشعراء الرواد الكبار للشعر الحر "قصيدة التفعيلة " ولا احد ينكر شاعريته ومكانته الشعرية حتى أولئك الذين يناصبونه العداء والخلاف الفكري عندما كان شيوعياً ولفترة وجيزة أو بعد تخليه عن عضويته وأصبح قطباً مغايراً ليس للحزب الشيوعي بل للشيوعية ليس في العراق فقط ، وعندما نعالج هذه الموضوعة لا أريد الحط من قيمة السياب كشاعر ومثقف استطاع إلى حد هذه اللحظة أن يفرض شاعريته ونصوصه الأدبية بشكل واسع وكبير
لكنني أجد من الضروري الإشارة إلى ذلك التجمع الذي كان حوله وكل الذين يكنون العداء لثورة 14 تموز فقد بشروا حينذاك بالمقالات وعلى نطاق واسع واستغل الموضوع لضرب هامش الحرية والديمقراطية القليل الذي حصلت عليه الجماهير العراقية مما ساعد على توسيع الهجمة المضادة لثورة 14 تموز ومنطلقاتها الوطنية التقدمية .
الكراس القديم تناول على امتداد صفحاته أل 158 صفحة ما عدا الغلاف علاقته الشخصية ومدى استعداه للتشهير حتى في قضايا كانت معروفة وأصبحت الآن أكثر وضوحاً وقد أوغل في قضايا التشهير الأخلاقي غير المنطقي والحوادث الذي بنى عليها وحولها بهاجس الشك والريبة وكنت في عهد كتابته المقالات شاباً يافعاً بتجربة قليلة ولكن لم استطع استيعاب ما كتبه ولم أصدقه للتناقضات الكثيرة التي أوردها حينذاك وهو في ( الحلقة الثانية) يقول " إني اعترف!! إني اعترف: ولا أقول إلا الحق .. والحق وحده . واسرد هنا الحقيقة وتكفيراً عن جرائمي بحق عروبتي لعله تفكير ضئيل.. حزين مسير. وجميعاً كشيوعيون مسيرون.. ومتكافلون مع أحزاب شيوعية أخرى في مختلف أنحاء العالم . وكلنا أشقاء .. أشقاء حتى مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي ولقد وصلتنا وصايا هذا الحزب.. الحزب الشيوعي الإسرائيلي قبيل الثورة.. الخ "
وهكذا وعلى امتداد الجزء الأول خاض قضايا تكاد أن تكون ساذجة غير ناضجة لا من الناحية السياسية والفكرية ولا الثقافية وبقى يردد أسماء البعض من الذين يعتقدهم أعداء شخصيين له أما والجزء الثاني والحلقات والردود في بعض الحالات فقد بدأت هكذا " فضائحكم يا اتحاد الشعب " ويقصد جريدة اتحاد الشعب الجريدة المركزية للحزب الشيوعي حينذاك ويستمر " هذا لواء الحق يرتفع ويخفق في سماء العراق بعد أن مزق الشعب أسمال الباطل الأحمر الملطخ بدماء تنطق بصدق عن طهارة أصحابها " وقد تناول السياب العلاقة التي كانت تجمعه ونشاطه الحزبي السابق على الرغم من تحفظنا عليه مع الأحداث الآنية التي كانت تحدث في وقتها وليس في زمنه أو أثناء وجوده كحزبي لكن ليوظفها لصالح ما كان يهدف إليه وبتشجيع ممن كانوا يقودون حملة الحقد والعداء ويدفعون اللازم من اجل استمرار الحملة ولو تابعنا مجريات اعترافاته والحوادث والأسماء لوجدنا أن الفترة القليلة التي قضاها كعضو في الحزب لا تسمح له بالتعرف أو الحصول على مركز ادعائه وهذا لا يجعلنا أن نقوم بإلغاء كل نشاطه الداخلي الحزبي.
إن شاكر بدر السياب عندما أنجز مشروع حلقاته وردوده ونشره إعلاميا و ثم طبع في كتاب وهو الآن بين يدي قبل ما يقارب ( 48 وأقصد النسخة القديمة ) لم يستطع تحقيق رغبته ورغبة من كان خلفه إلا بنجاح انقلاب 8 شباط 1963 وهي رغبة كانت ترقد في أعماق جلادين ومجرمين وشذاذ آفاق فاقدي الضمير عرفهم التاريخ وجربهم الشعب العراقي أولئك الذين دمروا الثقافة الوطنية وأعادوا أساليب اعتى النظم الدكتاتورية في الاضطهاد الفكري والجسدي للذين اختلفوا معهم .، وان عودة هذا المنشور بطبعة جديدة وبحلة جديدة في هذا الوقت بالذات لن ينفع الذين مازالوا يعيشون هواجس الجبهة القومية وتآمرها على الثورة بالتعاون مع الأمريكان وحلفائهم في المنطقة ومن كان خلف جريدة الحرية والفجر الجديد وأيتام العهد الملكي فالحقيقة التي حاول السياب إخفائها من خلال نشر الأكاذيب وتشويه المواقف وخلط الأوراق ببعضها ودمج الأحقاد الشخصية بالسياسة وبالأيديولوجية وحشر المقولات بلا تحديد وبشكل يدعو للرثاء في سذاجته وركاكته اللغوية وبضياع فكري واضح أصبحت في متناول يد الجميع ومثلما ذهب الكراس الأول ومن خلفه إلى مزبلة الفكر الرجعي فان طبع الكتاب مرة أخرى ومحاولة نشره على نطاق أوسع سوف يجعلنا نفكر ألف مرة أن الصراع اللاأخلاقي لم ينته وان العداء باقي مادام الاستغلال والاضطهاد سياسة يتبنها الذين لم يتعلموا من تجربة التاريخ ويصرون على المضي إلى المكان الذي اقبر أساتذتهم المعروفين..
بصراحة تامة لم يكن ذلك المجهود الذي صرفه المرحوم بدر شاكر السياب على كتابة المقالات والحلقات التشهيرية البعيدة كل البعد عن الصراع الفكري الصحيح الملتزم وعن جوهر الحوار والنقاش المثمر قد رفع مكانته لا الثقافية ولا السياسية ولا الشعرية السياسة بل العكس مثلما أشير له من قبل عشرات الناقدين والمفكرين والمثقفين
ونقول بصراحة كن حذرا عندما تبصق على السماء فان أكثريته لا محالة سوف يغسل وجهك .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي مصادفة؟.. أو إعادة سيناريوهات العداء للحزب والشيوعيين ...
- هل يدرك حكام إيران خطورة مواقفهم على الشعوب الإيرانية؟
- اللجنة التأسيسية لقيام المجلس العراقي للثقافة وسلبية الدعوات
- حدود التصريحات والتغيير الوزاري الذي طال أمده
- التميز حتى في قوانين التقاعد بالنسبة للعمال والكادحين العراق ...
- المؤتمر الإقليمي الدولي وتصريحات عمر موسى
- نضال مرير من أجل الحقوق المشروعة للنساء
- طارق عزيز المرائي البريء على الطريقة الغوبلزية
- مرة أخرى حكام تركيا ومحافظة الموصل
- عنجهية القوات الأمريكية والحرس الوطني والتجاوز على الاتحاد ا ...
- * باختريف الالتصاق
- المشاريع الثقافية والمثقفين العراقيين في الشتات
- إعلان للصراخ وهدم تماثيل الجدار
- برامج فضائيات أساءة لقضايا المرأة وحقوقها وأخرى وسعت دائرة ا ...
- شوفينية هزيلة عجباً ... فرق الموت أكثرها كردية
- تداعيات الحل العسكري وضرورة تزامنه مع الحل السياسي
- ذكرى 8 شباط 1963 الملعون ونسف الأمن الداخلي في الظروف الراهن ...
- صحة فيدل كاسترو وعقدة الإدارة الأمريكية
- الإدعاء بالمظلومية تجني وتسفيه الإستشهاد
- المصلحة الوطنية في القضاء على الإرهاب والطائفية


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى محمد غريب - الاغتراف من السقوط لكراس قديم نشره المرحوم بدر شاكر السياب