أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - رؤية أمريكية للوضع في الشرق الأوسط















المزيد.....

رؤية أمريكية للوضع في الشرق الأوسط


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 569 - 2003 / 8 / 20 - 05:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



 
 أعتقد المحللون السياسيون في الغرب، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بقليل، أن الولايات المتحدة  ألزمت نفسها بإجراء تغيير شامل طويل المدى في أوربا وكان أعتقادهم صائباً. فقد شرع أصحاب القرار  في واشنطن - بعد تقييمهم للموت والدمار اللذين خلفتهما الحرب، بما في ذلك خسارة مئات الآلاف من الأميركيين  - في العمل لإقامة أوروبا حرة ديموقراطية مسالمة لا مجال فيها للتفكير في حرب أخرى. فقد التزم قادة الولايات المتحدة  مع قادة وشعوب أوروبا برؤيا الديمقراطية والازدهار ونجحوا في ذلك فهل يمكن تطبيق هذه القاعدة على مجريات الأمور في منطقة بالغة الحساسية كمنطقة الشرق الأوسط؟.
تقول كونداليزا رايس ، مستشارة الأمن القومي في أمريكا أنه :" يجب اليوم أن تلتزم أميركا وأصدقاؤنا وحلفاؤنا بعملية تغيير شامل طويل المدى في جزء آخر من العالمألا وهو الشرق الأوسط. فالشرق الأوسط الذي يضم 22 دولة يبلغ مجموع سكانها 300 مليون نسمة يقل إجمالي إنتاجه المحلي عن إسبانيا التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة. وسبب تخلفه هو ما يصفه مفكرون عرب بارزون "بفقدان الحرية" السياسية والاقتصادية. وفي كثير من الأماكن، يوفر الشعور باليأس أرضا خصبة للعقائد القائمة على الكراهية، التي تقنع الناس بترك التعليم الجامعي، والحياة العملية، وبناء الأسرة، والتطلع بدلا من ذلك إلى نسف أنفسهم - - وإلى أن يقتلوا معهم أكبر عدد ممكن من الأبرياء".
تعتقد الإدارة الأمريكية الحالية بأن هذه العناصر هي وصفة لعدم الاستقرار الإقليمي - - وتشكل خطرا مستمراً على الأمن الأميركي.
وتضيف كونداليزا رايس قائلة :"إن مهمتنا هي أن نعمل مع الذين يسعون في الشرق الأوسط في سبيل التقدم نحو قدر أكبر من الديمقراطية والتسامح والازدهار والحرية".
في حين صرح الرئيس بوش في شباط/فبراير الماضي قائلاً " للعالم مصلحة واضحة في انتشار القيم الديمقراطية، لأن الدول المستقرة والحرة لا تولد عقيدة القتل، بل تشجع السعي سلميا نحو حياة أفضل."
وأضاف قائلاً :" لنكن واضحين، لقد ذهبت أميركا والتحالف إلى الحرب في العراق لأن نظام صدام حسين شكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة والعالم. فهذا نظام سعى للحصول على أسلحة دمار شامل وامتلكها واستخدمها؛ وكانت له صلات مع الإرهاب؛ وغزا جيرانه مرتين؛ وتحدى المجتمع الدولي وسبعة عشر قرارا أصدرتها الأمم المتحدة على مدى اثني عشر عاما - -  وأعطى كل الإشارات التي تقول إنه لن ينزع سلاحه، ولن يلتزم أبدا بمطالب العالم العادلة.
واليوم وبعد زوال هذا التهديد المفترض ، بعد احتلال  العراق، هل سنحت حقاً فرصة خاصة لعرض برنامج عمل إيجابي للشرق الأوسط، يعزز الأمن في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، وهل هناك أدلة على التزام جديد بالمضي نحو السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، وقبل كل ذلك هل هناك نية حقيقية وصادقة لدى الإدارة الأمريكية في نشر وتعزيز الديموقراطية والازدهار الاقتصادي في العراق ؟.
لقد نجح الأمريكيون في جمع الإسرائيليين والفلسطينيين والدول العربية المجاورة للمشاركة في مؤتمري قمة البحر الأحمر في شهر يونيو/حزيران خلف الرؤيا التي عرضها الرئيس بوش  بصراحة ولأول مرة في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية ، وهي رؤيا دولتين، إسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. ويعتقد كولن باول وزير الخارجية الأمريكي أن زعماء إسرائيل باتوا يتفهمون بصورة متزايدة أن من مصلحة إسرائيل أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم في دولة قابلة للحياة تكون مسالمة و ديمقراطية و ملتزمة بمقاومة الإرهاب. وأخذ الزعماء الفلسطينيون يتفهمون بصورة متزايدة أن الإرهاب ليس وسيلة الوصول إلى الدولة الفلسطينية وأنه يمثل أكبر عقبة في طريق إقامتها.
ويدعي الأمريكيون أن نهاية نظام صدام حسين تعزز أيضا التقدم الذي بدأ في جميع أنحاء المنطقة. فالمفكرون العرب يدعون الحكومات العربية إلى معالجة مسألة فقدان الحرية. كما تحدث زعماء في المنطقة عن ميثاق عربي جديد يدعم الإصلاح الداخلي وعن قدر أكبر من المشاركة السياسية والانفتاح الاقتصادي والتجارة الحرة. وتتخذ الدول العربية من المغرب حتى الخليج خطوات حقيقية نحو الانفتاح السياسي والاقتصادي. والولايات المتحدة تؤيد هذه الخطوات.
وعلى صعيد النوايا صرحت كونداليزا رايس في مقال لها في الواشنطن بوست قائلة :" ستتاح فرص أخرى أكبر من هذه عندما تحل محل نظام صدام حسين المجرم حكومة عراقية عادلة وإنسانية قائمة على المبادئ الديمقراطية. فمثلما أصبحت ألمانيا الديمقراطية العمود الفقري لأوروبا جديدة موحدة حرة تعيش في سلام، كذلك يمكن أن يصبح العراق بعد التغيير الشامل فيه عنصرا أساسيا لشرق أوسط مختلف جدا لا تزدهر فيه عقائد الكراهية. فبعد مئة يوم تقريبا من انتهاء العمليات العسكرية القتالية الرئيسية في العراق، استعاد الشعب العراقي بلاده وبدأ يشكل مستقبلا مفعما بالأمل. و ستعمل أميركا، فيما يستمر هذا الانتقال إلى الحرية، مع الدول الأخرى لمساعدة العراقيين في تحقيق قدر أكبر من الأمن والفرص".
لكن عملية التغيير الشاملة في الشرق الأوسط لن تكون سهلة، وستستغرق وقتا. و ستتطلب مشاركة واسعة النطاق من أميركا وأوروبا و جميع الأنظمة الديموقراطية في العالم، للعمل في شراكة كاملة مع كل من يعتقد بقوة الحرية الإنسانية في المنطقة. وتعلق كونداليزا رايس على ذلك قائلة :" لكن هذا ليس التزاما عسكريا بالأساس، بل التزام يتطلب منا أن نستخدم جميع جوانب قوتنا القومية - - الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية. فعلى سبيل المثال، أطلق الرئيس بوش مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط ليلزمنا ببناء مستقبل أفضل بواسطة مشاريع محددة ملموسة. واقترح أيضا إقامة منطقة تجارة حرة بين أميركا والشرق الأوسط  خلال عشر سنوات، لإدخال شعوب المنطقة في دائرة متسعة من الفرص".
تسود الدوائر الأمريكية رؤية تبسيطية نقول إن الشرق الأوسط مع كل مشاكله، منطقة ذات إمكانات هائلة. فهو مهبط ثلاث من أعظم الديانات في العالم وموطنها الروحي، والمركز القديم للعلم والتسامح و التقدم. كما أنه يعج بأشخاص موهوبين ذوي قدرات كبيرة يستطيعون - - عندما ينعمون بقدر أفضل وأكبر من الحرية السياسية والاقتصادية - -  أن يشاركوا في أوجه التقدم في عصرنا، دون أن يتم تحديد نوع وطبيعة هذه المشاركة  لأن الأمريكيين لايثقون في واقع الأمر بهؤلاء  المبدعين والسياسيين المحليين .
وتختتم كونداليزا رايس تصورها بالقول بإن أميركا مصممة على مساعدة شعوب الشرق الأوسط في تحقيق إمكاناتها الكاملة:" إننا سنعمل بجدية  وإصرار لأننا نريد قدرا أكبر من الحرية والفرص لشعوب المنطقة، و كذلك قدرا أكبر من الأمن للشعب الأميركي ولجميع أنحاء العالم".النوايا الأمريكية جميلة وعادلة ولكن هل لها صلة  ولو قليلة بأرض الواقع ؟ هذا ما لايعتقده أي فرد يعيش في عمق المأساة العراقية والعربية والإسلامية.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الانتداب الأول إلى الانتداب الثاني: إنهيار نظام ما بعد ال ...
- أمريكا ومنهج التجريب في العراق : قراءة في تحليلات وسائل الإع ...
- الرؤوس المفكرة الأمريكية في خدمة الدولة العبرية
- التيار الديني معضلة واشنطن في العراق
- تقرير عن حقوق الإنسان في العراق
- حلول اللحظة الأخيرة للمحنة العراقية
- عراق الأمس وعراق الغد : بين طموحات التحرر ومطامع الإمبراطوري ...
- حرب النفط الأمريكية وإعادة رسم خارطة العراق والعالم العربي
- مأزق واشنطن في العراق: نظرة تجديدية
- تحية إلى الحوار المتمدن نافذة مضيئة للرأي الحر
- النتيجة المجهولة في المعادلة العراقية
- عالم المخابرات السرية والأمن الداخلي في فرنسا
- لإسلام ماله وماعليه - الجزء الثاني
- الملف السياسي ـ سيناريو الخطوات الأمريكية المقبلة بعد أفغانس ...
- ندوة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية - التحليلات الأولية ...
- حرب الذهب الأسود هل ستطيح بنظام صدام حسين؟
- المواطنة والانتماء
- ندوة في معهد ايفري عن الأنظمة الملكية
- المسألة العراقية
- من هو العدو ؟


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بشارة - رؤية أمريكية للوضع في الشرق الأوسط