كلام الناس : نظريات جرمية ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 61 - 2002 / 2 / 11 - 14:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

سلوبودان ميلوسوفتش..

المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ..

أسم ومكان شائعان معروفان سيكونان أبتداء من يوم غد على كل لسان وفي واجهة كل صحيفة وأمام عدسات المصورين التلفزيونيين العالميين . تبدأ محاكمة رئيس يوغسلافيا السابق ولا أحد يدري هل تنتهي بعام أو عامين ، أكثر أو أقل . المهم أنها بداية تثبت أن التاريخ ما زال يحمل حتميات أعماله ونتائجها . فمنطق التاريخ يتجه دائماً الى أمام ، منفتحاً على جوهر الأحداث ومتكاملاً مع صميم مسئوليتها بما في ذلك مسئولية الجرائم الجماعية بحق الانسانية .

محاكمة الغد هي البداية " الممكنة " الأولى في ظروف الشرعية الدولية الحالية . فالماثل غداً في المحكمة ليس أول المتهمين ولا آخرهم . العالم زاخر بالدكتاتوريات المتمرسة بالجريمة المفترسة لحقوق شعوبها . ولا ننسى أن بداية القرن الجديد حملت للعالم أسماء متهمين آخرين أبرزهم بينوشيه ، وصدام حسين ، وأيريل شارون ، الذين أنفتحوا أبان ممارساتهم من كراسي عروشهم على الخوارق من الفظائع الجرمية بحق الإنسانية. وإذا كان الحق القانوني قد أغلق أبوابه أمام " نعمة " هذه المحكمة ، فأن ذلك سيكون لبعض حينٍ ، فالتاريخ متمرس في كل زمان على فتح كل المغاليق في نهاية المطاف ، لأنه طموح ، ولو بمشقة ، على أدانة كل جريمة حتى وإن طال الزمن .

غداً يبدأ أول دور في إعلان حق الإنسان في العصر الحديث.

أول تجربة قضائية ـ إنسانية من نوعها .

أول رئيس دولة سابق يمثل أمام محكمة دولية .

أول مرة تحاكم فيها "جرائم حاكم " ضد الإنسانية أرتكبها رئيس الاتحاد الفيدرالي اليوغوسلافي .

الملف الذي أعدته " المدعية العامة " تضمن مسئولية المتهم عن " قتل "مئات من ألبان كوسوفو ، و" تشريد " مئات الآلاف من مواطني يوغوسلافيا السابقة ، وبجرائم حرب ارتكبت في كرواتيا والبوسنة والهرسك . ولا شك ان هذه الأرقام تشير الى أنها اقل بكثير مما ارتكب في بلدان أخرى بحق شعوب أخرى كالعراق وفلسطين على سبيل المثال .

لا شك أن المحاكمة ستثير الكثير من الجدل . أولها الجرائم التي أرتكبها حلف الأطلسي ضد يوغوسلافيا باسم الدفاع عن حقوق الإنسان أثناء تدخله عسكرياً . كما ستثير الجدل حول الجرائم الحالية المرتكبة في فلسطين بقتل المواطنين العزل المطالبين بحقهم في العيش بوطنهم وتحريره من الاحتلال الإسرائيلي . كما ستثير الجدل حول حق التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى بأسم مراقبة حقوق الإنسان والدفاع عنها في البلدان التي تعجز شعوبها عن مقارعة دكتاتوريات عسكرية تتحكم بمصائرها .. كما ستثير الجدل حول موقف أكبر دولة في العالم من هذه المحاكمة التي تجلى أنحيازها على لسان رئيسها جورج بوش بتأييده محاكمة ميلوسوفيتش وأنكاره لحق مقاضاة أريل شارون مؤكداً حقيقة أن السياسة الأمريكية تقوم على الثنائية " المكيالين " .

لقد أعلن ميلوسوفيتش في الاجراءات الأولى أمام المدعية العامة أنه لا يعترف لا بالمحكمة ولا باتهاماتها . من " حقه " أن يدافع عن نفسه لكن من " واجبه " أن يكشف الجرائم الحقيقية ، زماناً ومكاناً وسياسة ودولاً ..!

من المؤكد أن الأعلام الغربي سيحول المحاكمة الى مصب الدعاية الاستعمارية لطمس معالم الجرائم الدولية التي ترتكبها الأمبريالية الامريكية بذرائع مختلفة ، كان آخرها مذابح قواتها الجوية ضد المدنيين الأفغان .

سيكون العالم كله أمام صراحة ونزاهة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي خــلال الفترة القادمة ..

كلام الناس : التاريخ لا يتخلى عن الحقيقة والحق والعدل ..!!

ـــــــــــــ

جاسم المطير

بصرة لاهاي في 11/2/002

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات