كلام الناس : نظريات غرامية ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 31 - 2002 / 1 / 10 - 09:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

اسأل أي واحد من في الغرب عن رأيه في الشعب الأفغاني . يجيبك : شعب لم ير النور ولا مرة واحدة في تاريخه كله .

اسأله عن الفن الأفغاني ، يجيبك : لا يوجد فن في أفغانستان .اسأله عن المرأة الأفغانية ، يجيبك لا توجد امرأة . توجد أنثى فقط .اسأله عن مغنٍ أو ملحن أو رسام ، يجيبك : لا يوجد ..

اسأله عن شعب العراق وفن العراق وثقافة العراق يجيبك : أن العراق وأفغانستان متشابهان في الفقر والتخلف .. !!

امرأة هولندية متعلمة سألتني يوم أمس : هل توجد بيوت أو مساكن في العراق أم أن حال الناس فيها حال ساكني الصحراء والخيام الأفغان مثلما تظهره في صور السي أن أن ..؟

هل توجد سيارات وشاحنات وباصات لنقل الركاب في العراق ..؟

أغلب الظن أن مبدعي فضائياتنا العربية حفظهم الله ساهموا موقرين خلال العقد الماضي في توصيل المشاهدين الى نفس الإجابات من خلال برامجهم الميدانية المصورة ..!

هل هناك من يشك أن عملية التجهيل تعتبر حرباً..! أو أنها أولى حروب القرن ..؟

بمنتهى الصراحة يمكن القول : أن أميركا لا تحب إلاّ نفسها .. لا تحارب إلاّ من أجل حبها ! فكل " حب " عندها بثمن ..!

من أجل " حبها " لعبت أجهزة الإعلام الأميركية دوراً فائقاً و" ثوريا " خلال عشرين عاماً لغسل أدمغة متفرجي شاشاتها وسامعي إذاعتها لتوصيلهم الى نتيجة ان المسئول عن كل الصور هم الشيوعيون الأفغان الكفار ..! و أن حكومة نجيب الله الموالية للشيوعية وللاتحاد السوفياتي كانت متخلفة عن الإبداع الأميركي ..! وأن تلك الفترة لم تشهد تطوراً مهماً في الحياة الاجتماعية التي قصروا فيها وما أجبروا المرأة الأفغانية على ارتداء الحجاب حتى بات نصف المعلمين والمدرسين وموظفي الخدمات الصحية من النساء الأفغانيات السافرات .. !

انسوا أيها الناس أن مجيء طالبان للحكم " مجاهدين " كان بدعم من المالية السعودية واللوجستية الباكستانية والعسكرية الاميركية وإذا لم تنسوا فأنكم أرهابيون ..!

انسوا أن قيادة طالبان جعلت من البلد الافغاني صفراً على الشمال وجعلت المرأة الافغانية في الحياة الاجتماعية صفرين على يسار الشمال ..!! وإن لم تنسوا فأنكم إرهابيون حداثويون ..!

مرحى لناقلي الأصفار من الشمال الى الجنوب فلقد وجدت الولايات المتحدة عملاً لها في عصر عولمة الحروب لا عالميتها ..!

بالليبرالية والعسل واللبن عملت الولايات المتحدة وإعلامها على إظهار الشعب الأفغاني " الصفر " بلا فن ولا أدب ولا تراث مستغلة عقلية حلفائها الطالبانيين في تهديم الموروث والتراث الفني في التماثيل البوذية ، ناسين ، بالليبرالية والعسل واللبن أيضاً ، ان الفنان الأفغاني ( رحيم إلهام ) أضاف في تمثال بوذا العملاق قبل نصف قرن لوحة فنية جصية خلبت ألباب الفنانين الأجانب الذين شاهدوها موضوعة في التجويف الرئيسي للتمثال .. ضمت اللوحة ببراعة فنية نادرة عازفتين جميلتين على أوتار آلة واحدة وحول رأسيهما هالتان مضيئتان ، وهما ترمزان الى إلهة الموسيقى .. ! يا للكفر..!

من يذكر ذلك فهو إرهابي راديكالي ..!!

على الفور وبشجاعة جهادية .. هدم أصحاب أميركا بأيديهم وبعتاد أميركي مخصوص، تمثال المرحوم بوذا وملحقاته ..! حتى يظهر شعب بكامله من دون ثقافة أمام العالم حاملاً أصفاره على ظهره ..!

اليوم أيضاً بدأت تتكرر نفس الاسطوانة و" السيديات " القائلة بالصوت والصورة :

لا توجد حضارة قديمة في العراق ولا حياة حديثة لأهل العراق ..‍!! سوف تجيء أميركا بقنابلها وصواريخها لتعيد الحضارة للعراق مضيئة سماءه بالعلم والثقافة والفن ..‍!

مثلما حررت جيوش أميركا والغرب دولة الكويت ، وشعب البوسنة ، و" ألبان " كوسوفو ، وأفغانستان وصربيا وغيرها فأن الغرب بقيادة أميركا سيحرر العراق والصومال واليمن وسوريا وإيران وقد تطول القائمة روسيا والصين لنقل شعوبها من الظلام الى النور ومن التخلف الى التقدم ..‍! وسبحان مغير أحوال أميركا من الاستعمار الى التحرير ..!!

يقول الشاعر الأميركي المعاصر :

أمر على الديار ديار ليلى أهدم ذا الجدار وذا الجـــدارا
فما حب الديار ملكن قلبي ولكن حب نفطِ وغازات الديارا


كلام الناس : ينتشر غرام العصر من ستديوهات البنتاغون الأميركي ..!!

ــــــــــــ

جاسم المطير

بصرةلاهاي في 10/1/002

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات