كلام الناس : نظريات انتخابية ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 18 - 2001 / 12 / 26 - 09:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

بعض أصدقاء العراق الطيبين مثل بعض أبنائه يظنون أن حل المشكلة العراقية يمكن أن يتم بالانتخابات ، بعضهم لا يمانع أن تقوم الانتخابات حتى في ظل النظام الحالي أو وريثه تحت رعاية الأمم المتحدة رعاها الله..!

قبل أن أشير الى تقرير أميركي صدر قبل يومين حول عناوين البلدان الحرة ، ونصف الحرة ، وربع الحرة في عام 2001 أود تذكير القارئ بأن أحد الحلاقين في الزمن العباسي يريد ان يغتني غير أن أمله لم يتحقق. يحلق رأس واحد فيشتري خبز يومه . يحلق الرأس الثاني فيشتري لحماً . أما ما يتبقى في جيبه فتأخذه زوجته .

جاءه الخليفة يوماً فحلق رأسه . منحه الخليفة خمسة آلاف . استغرب الحلاق فسأله الخليفة : ما بك أيها الحلاق فقال : لقد أصبحتُ غنياً حفظك الله ورعاك يا مولانا الخليفة بهذا المبلغ .

أمر حاشيته: أعطوه خمسة أخرى . فقال الحلاق صرت أغنى الأغنياء ..!!

أمر الخليفة أتباعه بقطع رأسه ، فقطعوه ..

سأله الوزير : لم فعلت ذلك يا أمير المؤمنين ..؟

أجابه الخليفة : حتى لا يطلق زوجته..!! تجاسر بالقول علي سيتجاسر بالطلاق على زوجته..!!

هذا هو حال الانتخابات في وطننا العربي الكبير . تجري في أيام الحكام وتحت رعايتهم أو تحت رعاية الأمم المتحدة حتى يقول لهم رجال الصحافة والحواشي والمصالح : حفظكم الله ورعاكم أيها الحكام .

ما ان تنتهي الأنتخابات حتى يبدأ قطع الرؤوس .

أعود الآن الى تقرير سنوي لعام 2001 صدر عن فريدوم هاوس (بيت الحرية ) وهي مؤسسة أميركية غير حكومية جاء فيه أن حكومات العالم وعددها 192 ليست حرة كلها . فهناك حكومات حرة منتخبة عددها 41 دولة فقط ، وهناك حرة جزئياً ، وهناك غير حرة . أي لم تأت الى الحكم بانتخابات حرة حقيقية .

ما علينا كيف جرى التقسيم في التقرير .

لكن جاء التقرير الى ذكر الأقطار العربية في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا فأكد أنها جميعاً تنتمي الى الصنف الثالث ، وأن أياً منها لم يبرهن ممارسته للديمقراطية في عام 2001..!!

بينما هناك عدد من الدول يقوم فيها مجلس وطني او مجلس أمة او مجلس شعب ألتئمت على أساس انتخابات قيل إنها حرة ونزيهة وكفوءة وديمقراطية ..!

إذن فالتصنيف الوحيد الذي يمكن وصف انتخابات بلداننا العربية بأنها انتخابات حلاقين ( مع اعتذارنا ..) تجري اليوم حتى تحلق الرؤوس في اليوم التالي إن لم تقطع ..!! الحاكم العربي لا يريد للمجلس أن يتجاسر عليه بالأقوال وأن لا تتاح للناس حرية الأفعال ..!

كلام الناس : لا يمكن تقويم أمورٍ على رأسِها معوج..!

ــــــــــــ

جاسم المطير

بصرة لاهاي في 25/12/001

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات