كلام الناس : نظريات حقوقية ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 58 - 2002 / 2 / 8 - 08:02
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

إبراهيم سعد الدين..

مركز أبن خلدون ..

أسمان ظلاّ يترددان في أوساط الديمقراطيين المصريين والعرب ومنظمات حقوق الإنسان منذ العام الماضي .

كان من الممكن أن تقرأ السلام على قضية الحكم بالسجن الصادر على الدكتور سعد الدين أبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الأنمائية والاستاذ في الجامعة الامريكية ، لو كان معتقلاً في بلد عربي آخر غير مصر من تلك الدول العربية التي لا تعرف غير قمع مواطنيها واضطهادهم أو شنق المتهمين بمثل هذه التهمة ثم محاكمتهم ..!

التهمة التي صدر عنها قرار الحكم بسجن سعد الدين ابراهيم لمدة سبع سنوات مع رفاقه هي تهمة " خطيرة " جداً ..! فهو قد استلم مبلغاً يقدر بربع مليون دولار من جهة أجنبية ..!

وجوده في مصر ساعده أن يكون موضع الجدل في الأوساط الثقافية والقضائية والصحفية لأنه ناشط معروف من نشطاء الديمقراطية وحقوق الانسان في جمهورية مصر العربية ، فأنبرت خلال السنة الماضية أقلام ديمقراطية كثيرة ، مصرية وعربية للدفاع عنه وعن قضيته الوطنية العادلة بالرغم من كونه يحمل الجنسية الأمريكية .. كما تطوع العديد من المحامين المصريين للدفاع عنه كصورة باقية من صور الدفاع عن الحق والعدل والكرامة في مهنة المحاماة المصرية المترسخة تقاليدها منذ اوائل الخمسينات..

مركز أبن خلدون مؤسسة مجازة رسمياً ، لم يتجاوز أحد من نشطائه على ما ورد من أهداف في نظامه الداخلي بإقرار حتى الذين اصدروا عليه الحكم أول مرة .

لم يتجاوز احد منهم على القانون المصري .

لم يتجاوز أحد منهم على أصول النظام المصري .

الشيء المدان به المركز ورئيسه ونشطائه أنه تلقى " مساعدة " مالية من " جهة أجنبية " هي الاتحاد الأوربي .

المساعدة ليست سرية لا في سجلات المركز ولا في سجلات الأتحاد الأوربي ، والأهم ان المساعدة غير مشروطة . بل غايتها دعم نشاط منظمات الدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية وفق قاعدة أتخذها الاتحاد الاوربي ومارسها مع عدد كبير من المؤسسات والمنظمات المعنية بحقوق الانسان والثقافة الديمقراطية في العالم أجمع وخاصة في العالم الثالث الذي لا تعني حكوماته وانظمته بدعم مثل هذه الأهداف .

لا نريد أن نضع أنفسنا مدافعين عن الرجل فلديه ما يكفيه من المحامين والمدافعين الذين وقفوا الى جانب قضيته العادلة منذ اول يوم أعتقاله منددين بهذا الأجراء التعسفي بغلق المركز وإدانة نشطائه في الوقت الذي تلهث الحكومة المصرية وراء " المعونات " المالية الأمريكية المشروطة والتي تمس في غالب الاحيان أستقلال الاقتصاد المصري وحريته .

يوم أمس كان سعد الدين ابراهيم ورفاقه يقفون أمام محكمة النقض المصرية العليا للنظر في قرار المحكمة الأولية الصادرة بحقه . فأصدرت محكمة النقض قراراً بألغاء الحكم الأول وأطلاق سراح المسجونين فوراً والطلب باعادة المحاكمة في محكمة أخرى .

من المصادفات أن يصدر هذا القرار في نفس اليوم الذي صدر فيه قرار البنك الدولي وما يسمى " الدول المانحة " لأعطاء مصر مليارين من الدولارات لـ " مساعدتها " في معالجة أقتصادها المتدهورنتيجة العجز المالي الكبير ..! ومعروف للجميع كم هي مجحفة شروط البنك الدولي وكم هي استغلالية أموال الاستثمار الاجنبي المسيطرة على القاعدة الاقتصادية المصرية منذ أن بدأ الراحل أنور السادات سياسة " الأنفتاح الاقتصادي " في عام 1973



وحتى الآن.. تلك السياسة التي جعلت من مصر بقرة حلوباً ما زالت مدرة حتى اللحظة أرباحاً طائلة على الشركات متعددة الجنسية ، والتي من ضحاياها عشرات من المثقفين والسياسيين القابعين في السجون المصرية لأسباب مختلفة أهمها مطالبتهم بالاستقلال الاقتصادي ومطالبتهم بحرية التعبير وديمقراطية الحكم .

وإذ عادت ، مساء أمس ، الحرية إلى هذا الناشط من أجل حقوق الإنسان ، فأننا نحيّ الأقلام الحرة التي وقفت إلى جانب حقوقه في محاكمة عادلة كجزء من الديمقراطية في بلد تدعي حكومته أنها تمارسها .

كلام الناس : مشكلة الحكام العرب انهم لا يجيدون غير حرية القمع ..!!

ـــــــــــــ

جاسم المطير

بصرة لاهاي في 8/2/002

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات