كلام الناس : نظريات مكارثية ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 42 - 2002 / 1 / 22 - 14:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

كان يا ما كان قبل نصف قرن من الزمان : بدأت المرحلة " الحماسية " في الولايات المتحدة الاميركية ضد الشيوعية والديمقراطية والتقدمية الفردية والشموليةً..!

لا مفر من أي رجل أو امرأة أمريكي أو أمريكية ، يعارض السياسة الامريكية الداخلية والخارجية في تلك الايام البهية ، أن يقف أمام لجان المكارثية ليدلي بافادته متبرئاً من مبادئه معترفاً على أسرار جماعته أو يدخل السجن أو يفر من تمثال الحرية الأمريكية حفظها الله ورعاها زاهية مزهية ..!

كان ذلك عام 1951 وكان ضحاياها كثيرون من أبرز الشخصيات الامريكية السياسية والادبية والفنية .. منهم آرثر ميلر والمرحومة مارلين مونرو والمرحوم شارلي شابلن وجون شتاينبك و ايليا كازان ..

كان من بينهم موسيقي شيوعي ألماني متخصص في الموسيقى التصويرية لأفلام هوليوود ،نسيت أسمه ، والعتب على الذاكرة ..!

كبرنا و شيبنا فنسينا ..!!

أتسعت الحملة التحقيقية أنذاك برئاسة المستر نكسون الذي كان عضواً في الكونكرس ..!!

شملت الحملة طول البلاد وعرضها حتى بلغت خارجها أيضاً لمحاربة ليس الشيوعية فقط بل كل فكر تقدمي أو مناهض للأستعمار الجديد الذي تقوده أمريكا ..!

من الحملة نفسها أبتدعت ورقة البراءة من الشيوعية في إيران بعد امريكا مباشرة ثم في العراق ومن ثم سوريا ومصر ..!

ابتداء من تلك الأيام بدأت " التنمية الأنفجارية " في أقتصاديات السجون ..! إذ تم تشييد السجون في العالم أجمع بنسب 99و99 وربما أكثر في عراق الثورة ..!

اليوم يعيد التاريخ نفسه ..!

بدل مكافحة الشيوعية صارت مكافحة الارهابية .

بدل نكسون واحد صار الف نكسون في انحاء العالم يقومون بالتحقيقات " العالمية " بدل " الفيدرالية " محققين نفس الاهداف الديمقراطية التي يتبجح بها العالم الحر ..!

بدل المكارثية جاءت البوشية ..!

السجون تزداد في افغانستان " المحررة " وفي الباكستان والسويد والصومال واليمن وبريطانيا وفرنسا ومصر ودول الخليج كلها والبوسنة .. ! حتى أنتِ يا بوسنة ..!!

أمتدت السجون من صنعاء حتى كوانتانامو..!!

آلاف من الطالبانيين يتبرئون وآلاف يموتون تحت التعذيب..! آلاف الأطفال والنساء يفقدون معيليهم أو يقفون أمام أبواب السجون باحثين عن المفقودين ..!!

الجديد في هذه الايام ان السجان صار يحترم السجين فينقل بالطائرة النفاثة ..!!

ملوك ورؤساء دول ووزراء يعلنون " براءتهم " في الصحف وشاشات التلفزيون ..! وجميعهم لم يقرأوا لعنة مظفر النواب ، كما يبدو ، على المتبرئين الخاضعين لطلبات المحققين ..!!

وأشياء غريبة أخرى تجري في غرف التحقيق..!

أصعب المواقف وأشرفها أن تدافع عن عدوك حتى وإن كان طالبانياً إذا ضاعت حقوقه الأنسانية ..! فليس جامع يجمعنا مع هؤلاء " الضحايا " غير دفاعنا عن حقوق الأنسان فقد حارب الطالبانيون والقاعديون ضد الشيوعيين الأفغان من أجل عيون أمريكا.. وحاربتهم أمريكا من أجل عيون العولمة الزرقاء ..!

لا نشمت بأحد .. لكن حين نتذكر نقرة السلمان والرضوانية نتذكر حقوق الأنسان السجين في كل مكان ..!

أظنكم تتفقون معي أن ليس خطأ أن ندعو أنصار حقوق الأنسان في العالم أجمع من أ جل ضمان حقوق السجناء في كوانتنامو وفي كل مكان ناموا ..!

فإذا لم تكن سجيناً بالأمس ولا سجيناً اليوم فربما تكون سجيناً غداً . أنه عصر تنمية السجون بالعلم والتكنولوجيا ..!

كلام الناس :الأرهاب شر ممقوت .. لكنه ليس الشر الوحيد في هذا العالم..!

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

جاسم المطير

بصرة لاهاي في 22/1/002

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات