أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - كنتُ رئيساً للكتاب العرب















المزيد.....

كنتُ رئيساً للكتاب العرب


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 1870 - 2007 / 3 / 30 - 05:22
المحور: كتابات ساخرة
    



الثورة تأكل أبناءها . كم كان مُصيباً ، صاحبُ هذا القول . وكم مَصيبة ومصيبة ، ومصائب ! ، حينما إنحرفنا عن مباديء ثورة البعث العربي الإشتراكي ؟ آخر تلك المصائب ـ أو بالأحرى ، أشنعها ـ كان قرار إعفائي من رئاسة إتحاد الكتاب العرب ، السوري . ثلاثة عقود من عمر الثورة ، وأنا في منصبي ذاكَ ، أقود الثقافة القومية نحوَ أهدافها في الوحدة والحرية والإشتراكية . والآن ، بعدما أقالوني ورشحوا غيري للمنصب الخطير ؛ الآن أعرفُ ، وتعرفون أيضاً ، أنه لا وحدة عربية تحققتْ ، بل وحدة حال مع العجم ! ماذا سأفعلُ الآنَ بعد تقاعدي .. الآنَ الآن ، وغداً : هل أشغل وقتي ، مع الخادمة مثلاً ، بتنظيف الفيلا ؟ .. هل أشغله ، بمساعدة الطباخة .. أم بمسامرة سائق سيارتي ، الخاصة ؟ لو بقيَ لديّ سكرتيرة ، على الأقل ، لكي تصنف ما كانت تكتبه الصحافة عن أخبار نشاطاتي وإبداعاتي ، المتنوعة . ولكن اللعنة ، يبدو أنّ الخبرَ الوحيد ، الذي سيتكرمون غداً به عليّ ، لن يكون سوى خبرَ وفاتي . إنني ميّتٌ ، فعلاً . فلم لا يأتون ويشيعوني ، ويكتبوا في الصحف عني ؟ لم ينسَني أهلُ الفضائيات ، كما فعل معظم الصحافيين والنقاد الأدبيين ، الجاحدين . أحمده تعالى ، أنه بقيتْ لي الفضائيات ، المقاومة ، من خليجية وإيرانية .. أقصد ، لبنانية ! نعم ، فكل أسبوع لديّ ظهورٌ واحدٌ ، أو أكثر ، على الشاشة الصغيرة . فأصرخ عبرها بملء فمي ، مندداً بالتطبيع ومعاهدة كامب ديفيد وإتفاقية سيناء الأولى والثانية وو .. الخ . لا ، لستُ ميتاً تماماً . هل تموت أمة قائدها أسدٌ ومنشدها ديكٌ ، هاااا!؟ هذا الأخير ، لا أحد يجهله . إنه صديقي ، بالمناسبة . كنتُ السبّاق قبل أربعة خمسة أعوام ، بنشر أغنيته ، العلوشية ، على حقول الثقافة ، المختلفة ، وحتى قبل أن يصلنا قرار القيادة بذلك . منذئذٍ ، صرنا نرقص على أنغام وكلمات هذه الأغنية ؛ في الأفراح كما في الأتراح . حتى الرفيق وزير الأوقاف ، أصابته عدوى الحماسة لمطربنا ، وهوَ بصدد تعميم فتوى على المساجد ، يتمّ بموجبها رفعُ الآذان بصوته ، الملائكيّ .

الحديث عن الأسد والديك ، لا بدّ أن يودي بنا إلى فصيلة اخرى : " الثورُ إذا سقط ، تكثر السكاكين حول رقبته " . إنه مثل معروف ، ينطق بحالي مع أصحاب الإفك ، من مدعي الإصلاح والحداثة . إنه حديث طويل ، يحتاج لوقفة متأنية . بيدَ أنني هنا ، لن أشغل وقتكم كثيراً بالترهات . أكثرَ ما تناقله هؤلاء ضدي ، مسألة الإعتقالات التي طالت الكثير من الكتاب ، على عهدي الميمون ، الدهري ، كرئيس للإتحاد . وأصفهم بـ " الكتاب " ، تجاوزاً : لأنني عند مراجعة سجلاتنا ، في حينه ، تبيّن لي أنّ أولئك المعتقلين وأضرابهم لم يكونوا مسجلين لدينا كمخبرين .. أقصد ، كموظفين ! من جهته ، فضابط أمن الإتحاد ( وهوَ أكفأ موظف عندنا ، بالرغم من أنه شبه أمّي ) ، أكدَ لي شخصياً بأنه حتى منتقدي حضرتنا ليسوا كتاباً متاباً . ثمّ كانت الفضيحة المدوية ، مؤخراً ، التي ربما قرأتم جميعاً عنها : أعني إنكشاف حقيقة أكبر كتاب المسرح في سورية ـ رحمه الله ، على كل حال . ألا تقول أنه ، أيضاً ، لم يكن كاتباً في يوم من الأيام . إذ وبالرغم من تأليفه تلك المسرحيات ، العديدة ، المنسوبة له ، تبيّن لنا عند مراجعة السجلات أنه ليسَ عضواً في العصابة .. أقصد ، في النقابة ! السيدة الفاضلة أرملته ، رفعت علينا دعوى تطالب بحقوقه التقاعدية ، وربحتها . ولأنه في أواخر أيامه لم يدفع إشتراكه السنوي ، كعضو نقابيّ ، فنحن بدورنا سنستأنف الحكم . وبذلك نعطي الدليلَ على نزاهتنا ، قدّام الشعب والقيادة ؛ على أنّ ماليّة الإتحاد ليست مشاعاً لأيّ كان ؛ على أنّ زمنَ هدر المال العام قد ولى إلى .... ها ، ماذا كنتُ أقول !؟ .. نعم ، نعم ، تذكرت ! .. على أنّ مسيرة الإصلاح والحداثة والسلاسة والشفافية ، مستمرة ؛ على أننا مع قائدنا الشاب إلى .. الأبد .

حديثنا عن الأسد والديك والثور ، سينقلنا بدوره إلى فصيلة جديدة ؛ وهذه المرة ، إلى خليفتي في رئاسة الإتحاد : إنه ناقد ، مبدع ( مع أنني لا أعتقد أنكم سمعتم بإسمه ، قبلاً ) ؛ من قدّم دراساتٍ مستفيضة عن أثر الحيوان في الشعر الجاهلي والأموي والعلـ .... والعباسي ، نعم ! لا أخفي عليكم ، أنّ من رشحه للمنصب المهيب كان ضابط الأمن ، ما غيره : " نحن نحتاج إلى مسؤول مثله ، متفهم لأهمية الحيوان في غابة الصمود والمقاومة والممانعة ، هذه ! " ، أكدَ لي الرفيق بتصميم . لن أضيّع وقتكم ، الثمين ، في تفصيلات مملة عن إنتخابات الإتحاد . بجملة واحدة ، عندنا ديمقراطية شعبية ، وكفى ! ولن أعيد عليكم المناحة ، بخصوص إجباري على الإستقالة من المنصب . فهذا كله ، أضحى الآن ورائي . دعوهم يتكلمون عن سلبيات مرحلتي ، ما شاءَ لهم التجني والحقد . يكفيني فخراً ، أن 16 شخصاً قد تداولوا منصب رئاسة إتحاد كتاب السويد ـ بلد نوبل الآداب ـ في الفترة نفسها ، تحديداً ، التي شغلت فيها ، لوحدي ، منصب رئيس إتحاد الكتاب العرب في سورية . وكان لي الشرف ، فضلاً عن ذلك ، بأنه في الفترة عينها ، فإنّ عضوية الإتحاد لدينا أضحت تفوق بعدة أضعاف ما لدى إتحاد كتاب فرنسة من أعضاء ، على سبيل المثال . من حقكم التساؤل ، والحالة تلك ، ما لو صارت دمشقُ بيروتاً اخرى ؟ كلا ، لا سمحَ الله ! قبل معرفة السبب في بقائي بالمنصب ، شبه المؤبد ، وكذلك في تضخم إتحادنا ، يجب العودة إلى إلى مسألة اخرى : إنها تخرصات " ذلك البعض " ، المتناهية في قحتها ، عما يزعمون أنه هجرة وهروب المبدعين ، السوريين ، إلى منافي الله الواسعة . لم ننكر يوماً عندنا ، هذه الظاهرة السلبية بحق . ولقد عهدنا إلى لجنة في الحزب ، تابعة للقيادة القطرية ، مهمة معالجة الوضع وفق المتطلبات القومية . ترررن ، يرن جرس هاتف مكتبي ، على مدار الساعة : " ألو ، مرحباً رفيق ! والله عندي إبن خيي ، رسبَ هذه السنة بالبكالوريا العلمية وجاءَ إلى العاصمة مكتئباً فمتوحداً فشاعراً كبيراً ! " . أقولُ للمتصل ، على عيني ، ثمّ أضمّ قريبه ذاكَ لعضوية الإتحاد . ترررن ، مكالمة اخرى : " ألو ، يا أغلى رفيق ! عندي هذه البنية ، أمورة ومدللة .. نعم ، الله يخلي أولادك ! جميع صديقاتها في الضيعة نجحن في البكالوريا الأدبية ، ودخلن معهد التمثيل في الشام . إبنتي رسبت ، وصار عندها عقدة نفسية . ولن يشفيها سوى كيد هاته الصديقات ، بأن تصبح أديبة فروائية فكاتبة مسلسلات سورية ! " ..
[email protected]



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما المصريّة وصناعة الأوهام
- شاعر الملايين : ثلاثة مرشحين للجائزة
- كمال جنبلاط والتراجيديا الكردية
- من معالم السينما المصرية : نهر الحب
- نائبان ومجزرتان
- نائبان وجزرتان
- ثلاثة أيام بصحبة الحسناوي
- العائشتان : شاعرتان صوفيّتان بين دمشق والقاهرة 2 / 2
- حكايتي مع الحجاب
- صورة وبقرة وقمر
- كلمتان أمامَ ضريح الحريري
- أمّ كلثوم ، مُطهَّرة أمْ مَحظيّة ؟
- العائشتان : شاعرتان صوفيّتان بين دمشق والقاهرة 1 / 2
- دايلُ القاريء إلى القتلة / 1
- دليلُ القاريء إلى القتلة / 1
- الكوكبُ والشّهاب : أمّ كلثوم في حكايَة كرديّة
- النغمُ والمشهَد : زمنُ السينما الرومانسيّة
- تاريخٌ تركيّ ، بلا عِبْرة
- شيطانُ بازوليني 2 / 2
- الطاغية والطفولة


المزيد.....




- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - كنتُ رئيساً للكتاب العرب