مجاذيب جبلة_ثرثرة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1864 - 2007 / 3 / 24 - 09:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المزاج الفصامي ميزتنا الأساسية.
لست أكثرهم غيابا.... لكني أحدهم بالتأكيد.
جميعا نمارس الكتابة, وأكثر ما نحتقره بعد المال والسلطة, الكلام والأدب والشعر خصوصا.
لسنا طريقة خاصة بجنس الذكور,لكن النساء معنا وبيننا تمّت تصفيتهن بشكل فظيع.
أكثرنا مستوحد خارج العائلة والأسرة, وإن تزوّج لا ينجب وحتى لو حدث الانجاب, سرعان ما يلقى ذلك المجذوب وتركته في مجاهل التيه والنسيان.
العلاقة بالألم جوهر الهوية المشتركة,نستعذبه ونسعى إليه ونحاربه بلا هوادة حتى آخر نفس.
نعرف بالحدس والغريزة أن الألم سرّ الحياة الأول, هو جسر الإنجاز والطريق الوحيد إلى الفرح الغامر, حيث يهرب بقية البشر منه_ بذعر هو مبرر قسوتنا ويفسرها بوضوح.
يخطئ من يظن بنا الغفلة وضعف الانتباه,على العكس درجة قصوى في الحساسية, دفعتنا مع الخطوات الأولى إلى خيار العزلة واختيارها, أليست المعرفة آخر ملاذ للكائن الحميمي!؟
*
لست واثقا ولا مؤمنا, أشبه الكأس التي تصب في روحي منذ عشرات السنين ومئات الأيام وألوف الساعات وملايين المشاعر المتناقضة. أعشق بتهوّر وأخرّب بتهوّر وأرتدّ وأهرب بتهوّر, شأن البقية من مجاذيب جبلة والعالم.
لو عرفت أنني سأصل إلى هنا,لما ترددت لحظة في حرق المركب والمسافر, أقلّه كنت أبذل جهدي لتغيير الوجهة والاتجاه, لكن الماضي حدث وانتهى الأمر.
أتذكّر الآن احتفائنا_ بداية الثمانينات_ برواية اللبش لوديع اسمندر_ المتواضعة أدبيا ومعرفيا, لمجرد أنها تدور بأحداثها وأشخاصها في جبلة وكاتبها سجين....جبلة جرح مفتوح منذ الأزل.
للمناخ العام والجغرافيا أثر فعلي في النفوس والعقول. قرب جبال جبلة من ساحلها وحاراتها الضيّقة وبحرها( جبلة أصغرمن كس النملة), عامل أول في الاضطراب العقلي والشعوري الذي يضرب جبلة بلا هوادة, الرتابة والملل والسأم والقرف, مفردات جبلة الأساسية أكثر من الهواء والماء وحبات الرمل. مسرنمون...مسرهدون...مساطيل نتبادل الشتائم واللكمات ونتناكح كالبهائم وسط الكحول والبول والخراب, وصخبنا وضحكنا فوق سقف العالم.
*
ليس لمجاذيب جبلة مهنة خاصّة, منا المهندس والطبيب والكاتب والمحامي والأستاذ في خلطة عجيبة( على اسم أجدادي) يلتقي فيها المحارب والمتشرد والزاهد والخبيث والدرويش, في شخص واحد, ومرات يظهر الجميع دفعة واحدة...في جلسة سمر أو سكر أو حديث سياسي ساخن, نعم أجل, يحدث هذا بتلقائية بلا تخطيط ودون اكتراث. يتبرع لك بدمه وأعضاء من جسده وبعد ساعة يدوسك ولا يلتفت خلفه. الندم موجود, حس المسؤولية بدوره لم ينفذ, لكن تحت سماء جبلة وقرب بحرها وبين جبالها وصخورها, كل شيء يحدث ببساطة.
من تجد في نفسها أو يجد في نفسه بعض ما ورد أعلاه, عضو أصيل بين مجاذيب جبلة.
الوليمة مفتوحة والطاولة الزرقاء تتسع للجميع.
أهلا بكم.

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل