حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 13:06
المحور:
الادب والفن
بعد الموت
لم يعد أحد,
سمعنا أصواتهم وحكاياتهم
الوجوه غائبة والملامح
في يوم يأتي ,يصدمني ما أريده
وما أسعى إليه
كنت في العاشرة
وفي الواحدة والعشرين والثلاثين
....والستين والسبعين
وحتى المائة
دوما كان اليوم الجديد يأتي
*
بما ذا يختلف اليوم عن البارحة؟
كيف يختلف يوم عن آخر...!
في الربيع والخريف
كان يوما قادما وغير معروف, سيأتي
في النكران والتجاهل
في الحفاوة والتقديس
في المرور البليد والعابر,
في التهوّر وفي الندامة...
لكنه يأتي
لا شأن له بالرغبة أو الخوف
ولا تبعده الظنون ولا الحذر
يوم جديد
يوم لعين
يوم آخر
سوف يأتي
*
مرة تكون بطل الحكاية
من سيعدّد الجميع مناقبه
وسجاياه وطرافته
لكنك الغائب
في يومك الأصيل
قد تندلع الحرب
أو تحدث الكوارث
وأنت فائض عن القيمة والمعنى
ولا ينتبه لغيابك أحد
*
لكنه يوم سوف يأتي
تدخل المدرسة بوجل
أو بشكل عاصف
يحددك الذين سبقوك أو جاؤوا بعدك
وأنت آخر من يسأل
دموعك تمتزج بالغيمة والبرد
ويداك فارغتان
لا الحب يكفيك ويرضيك
ولا تنتبه...
تسأل بلا جواب
وتردد بلا صوت
هذا اليوم لي أيضا
*
سوف تأتي
وسوف تصل
في يوم زواجك تنسى الكثير
أكثر مما يحتمل العقل والتجربة
وتدخل إلى آخر الطريق
كنت مثلك
في يوم أو ساعة أو شهر
تنظر إلى الأعمق
وتتمنى ألا ترى شيئا
تتمنى تعميم النسيان
ولو للحظة واحدة
لكنك تعرف
ما حصلت عليه بذلك العناد والنزق
هو صورة ما أردته دوما
وسعيت إليه
وكأنه في يوم مضى....
*
يأتي يوم
وحدك بطل المشهد
والغائب الوحيد
حكايتك هي القصة
ليتك تستطيع النظر يا حبيبي
يا ملاكي
يا حياتي
الديك يصيح
والشمس تشرق
في يوم يأتي.
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟