حوارا مع النفس 2 ورأسمالية اليوم الواحد الفاشلة

نصر القوصى

الحوار المتمدن-العدد: 1856 - 2007 / 3 / 16 - 14:24
المحور: مقابلات و حوارات
    

فى الحلقة السابقة من حوار مع النفس 1 والذى تعهدت فيه أن أقوم بالتحدث فيه مع نفسى على أن أقوم بوضع هذا الحوار أمام جميع القراء والذى تناولت فيه الأزمة المالية التى يتعرض لها الصحفيين المصريين الشرفاء وقد غامرت وحسبت نفسى واحد منهم وبمجرد النشر أنهالت الرسائل على بعضها يضم صوته الى صوتى وغالبيتهم صحفيين بصحف مختلفة وأيضا شرفاء والبعض الآخر يؤكد أن فقرى يجعلنى أشعر بالفقراء ومرضى يجعلنى أشعر بالمرضى لذا لا بد أن أكون فقيرا ومريضا حتى أكتب بجانب الفقراء والبعض الآخر يؤكدأن مبلغ ال480 جنيه شهريا مبلغ ضخم أستطيع من خلاله أن أعيش حياة سعيدة ولكن لن أرد على هذه الرسائل فى هذا العدد وقررت أن أقوم بتأجيل الرد على الجميع حتى نهاية جميع الحلقات ولكن هناك نقطة توضيح هامه وهى أن أزمتى المالية كصحفى لا تخصنى فقط لكن تخص 6 ألاف و 600صحفى مصرى أعضاء فى نقابة الصحفيين المصريه بجانب آلاف من صحفى القطعة المرحلة وفى هذه الحلقة أريد توضيح الظروف الأقتصادية المحيطة بى أى الظروف الأقتصادية لمدينتى الأقصر التى تقبع فى جنوب مصر فتعيش مصر هذه الأيام حالة تحول من النظام الأشتراكى الى النظام الرأسما لى ولكن راسمالية اليوم الواحد ورأسمالية بيع التاريخ والأجساد وأخص بهذا المسمى رأسمالية مدينة الأقصر التى أحب أن أقدم نصيحة لزوارها ألا تمتلكهم الحيرة والأستغراب أذا شاهدوا شابا فى مقتبل العمر اليوم يعمل عربجى حنطور أو ماسح أحذية أو شاب متسكع بالشوارع وفجأ ة يرونه فى اليوم التالى يركب أحدث موديلات السيارات ويتحدث بلغة الملايين هذا ما يحدث فى الأقصر فالراسمالية هنا تنقسم الى ثلاثة أقسام القسم الأول رأسمالية الزواج من سائحة عجوز لمدة شهور ويطلق عليها رأسمالية ( بيع الأجساد ) والنوع الثانى رأسمالية التنقيب عن الآثار واالتجاره فيها ويطلق عليها رأسمالية ( بيع تاريخ مصر ) والنوع الثالث وهو أخطر الأنواع وهو رأسمالية الشواذ ويطلق عليها رأسمالية (اللواط ) الراسمالية الأولى وهى رأسمالية بيع الأجساد فتحدث بالمئات يوميا فالشاب لا يفكر أن يعمل ويبحث عن لقمة عيش شريفه أنما يبحث عن أمراه عجوز لن تعيش إلا أيام معدودة فى هذا الدنيا فتترك بلدها وتأتى الى الأقصر وتبحث عن شاب قوى البنيان ويجيد بعض الكلمات الأنجليزية لكى يمنحهاالمتعه التى تريدها فالزواج هنا منفعه بين أثنين شاب يبيع جسده وأمرآه عجوز تقوم بشرائه أما الراسمالية الثانيه فهى رأسمالية بيع تاريخ مصر صاحبت أعظم حضارة فى العالم فهذا الرأسمالى الجديد الصدفه وحدها هى التى تحوله الى رجل أعمال لمجرد أن أسفل منزله مقبرة أثرية فالجميع يعلم أن الأقصر تعوم على بحيرة من الآثار الفرعونيه بحكم أنها عاصمة مصر القديمة فيحفر ليعثر على هذه الآثار ويبيعها فيصبح رأسمالى يمتلك الملايين وهناك عشرات العائلات الراسمالية والتى ظهرت فى الأونه الأخيرة مثل النبت الشيطا نى أما راسمالية اللواط وهو شاب يعرض جسده على سائح شاذ فيشتريه منه مقابل الملايين هذه هى الراسمالية الموجودة فى مدينتى وهى بالطبع راسمالية فاشلة تماما ولكن هذه الراسمالية تؤثر على راتبى الهزيل تأثيرا مباشرا فكثرة الملايين تعمل على رفع الأسعار بشكل جنونى فمدينة الأقصر من أكثر المدن غلاء ولكن هذا الغلاء أشعر به أن وبعض الموظفين أصحاب الدخول البسيطه أما الراسمالييين أصحاب رأسمالية اليوم الواحد الذين يمتلكون الملايين من بيع الأجساد لا يشعرون بذلك بل يدفعون أموال أكثر للتجار مقابل المظهرية فهؤلاء شباب لم يتعدوا العشرين سنه لم يبذلوا أى نقطة عرق تكلفة لهذه الأموال فينفقونها فى الخمور والبذخ فالتجار يحبون أن يبيعون بضاعتهم لهؤلاء الراسماليين أما أن فزبون مكروه من التاجر ويتمنى ألا يرانى نهائيا
أدت هذه النوعية من الراسمالية أيضا الى أنتشار أمراض كثيره فى بلدى مثل أمراض الأيدز والكبد الوبائى وغيرها فبين كل عشرة أفراد يوجد أثنين مصابين بالكبد الوبائى وأكثر
أما التاثير الخطير وهو الكسل فالشباب يتسابقون للزوج من الأجنبيات أو تجارة الأثار أو الشواذ مما جعلهم ينفرون من الأعمال الشاقة كما أن أصحاب الأعمال الأخرى أصبحوا يغيرون منهم ويتمنون أن يتركوا أعمالهم ويصبحوا مثلهم فأصبحنا فى مدينة لا يقوم الموظفين بربع أدوارهم وفى النهاية فأن رأسمالية اليوم الواحد هذه تقتطع من راتبى نصف قيمته الأقتصادية كما أننى أعاتب عقلى بصفه مستمره لانه لا يراودنى ويجعلنى أفعل مثل هؤلاء الشباب ولا أعلم لماذا فهل هى المبادىء الكريهه التى تربينا عليها وجعلتنا مواطنين صالحيين فى مجتمع يرفض الأحترام والأصلاح ويعشق أصحاب راسمالية اليوم الواحد أم ماذا ياهوووووووووو والى اللقاء فى الحلقات القادمة من حوار مع النفس والتى سوف أكشف فيها أسرار جديدة من حياتى

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل